<title>أسباب نزول آيات القرآن : سورة الحشر
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة الحشر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة الحشر. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 20 أغسطس 2020

أسباب نزول آيات سورة الحشر

أسباب نزول قوله تعالى : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ 

أسباب نزول قوله تعالى : مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ 

أسباب نزول قوله تعالى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

أسباب نزول قوله تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

أسباب نزول قوله تعالى : وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا 

أسباب نزول قوله تعالى : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أسباب نزول قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

سورة الحشر وفضلها

** سورة الحشر هي
(*) السورة التاسعة والخمسون في ترتيب المصحف الشريف
(*)  مدنية بالإجماع
(*) عدد آياتها  24  آية 
(*) نزلت سورة  الحشر  بعد سورة البيّنة
(*) سُميت سورة " الحشر  " لورود اللفظ في الآية الكريمة " هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ .. "
* و سُميت " بني النضير "  لذكر قصة بني النضير و إجلائهم في السورة  
وعن سعيد بن جبير  قال : قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ  ... رواه البخاري
(*)  قال المفسرون : أُنزِلَت في بني النضير 
وقد أورد ابن الجوزي القصة في زاد المسير فقال :
[ ذكر أهل العلم بالتفسير والسير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مسجد قباء، ومعه نفر من أصحابه، فصلى فيه، ثم أتى بني النضير، فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنهما، فقتلهما عمرو بن أمية الضمري وهو لا يعلم، فقالوا: نفعل، وهموا بالغدر به، وقال عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت، فأطرح عليه صخرة، فقال سلام بن مشكم: لا تفعلوا، والله ليخبرن بما هممتم به، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فنهض سريعا، فتوجه إلى المدينة ، فلحقه أصحابه، فقالوا: قمت ولم نشعر؟! فقال: همَّت يهود بالغدر، فأخبرني الله بذلك، فقمت، وبعث إليهم رسول الله محمد بن مسلمة: أن اخرجوا من بلدتي،  فلا تساكنوني، وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجلتكم عشرا ، فمن رُئي بعد ذلك ضُربت عنقه ، فمكثوا أياما يتجهزون، فأرسل إليهم ابن أُبَيّ: لا تخرجوا، فإن معي ألفين من قومي وغيرهم، وتمدّكم قريظة، وحلفاؤكم من غطفان، وطمع حُيَي فيما قال ابن أُبَيّ، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نخرج، فاصنع ما بدا لك، فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبّر المسلمون لتكبيره، وقال: حاربت يهود، ثم سار إليهم في أصحابه، فلما رأوه قاموا، على حصونهم معهم النّبل والحجارة، فاعتزلتهم قريظة، وخذلهم ابن أُبَيّ، وحلفاؤهم من غطفان، وكان رئيسهم كعب بن الأشرف قد خرج إلى مكة فعاقد المشركين على التظاهر على رسول الله، فأخبر الله رسوله بذلك، فبعث محمد بن مسلمة فاغتره فقتله، وحاصرهم رسول الله، وقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادك، فأجلاهم عن المدينة، فمضى بعضهم إلى الشام، وبعضهم إلى خيبر]
** فضل سورة الحشر 
(*) سورة الحشر هي إحدى المسبحات
والمسبحات هي السور التي تبدأ بالتسبيح ، قد اختلف فيها على قولين
* القول الأول : السور المسبحات التي تبدأ بـ "سبَّح" أو "يسبِّح" وهي خمسة :
 الحديد  و الحشر و الصف  و الجمعة  و التغابن 
* القول الثاني : السور المسبحات التي تبدأ بـ "سُبحان" أو "سبَّح" أو "يسبِّح" أو بصيغة الأمر  "سبِّح"  هي سبعة :
الإسراء و الحديد  و الحشر  و الصف و الجمعة و التغابن  و الأعلى
(*)  سورة " الحشر "  من المُفَصَّل من سور القرآن الكريم
وعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة :عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :" أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، ومكانَ الزَّبورِ المئين ، ومكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ " ... السلسلة الصحيحة 
* و عن أبي وائل قال : جاء رَجُل إلى ابن مسعود، فقال: قَرأتُ المُفَصَّل اللَّيلة في ركْعة ، فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر، لقَد عَرَفْتُ النّظَائر الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم يَقرُن بيْنهُنّ ، فذَكَر عشرين سُورة مِن المُفَصَّل، سُورتيْن في كُلّ ركْعة ... رواه البخاري
* وقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لشرح صحيح البخاري : قوله " قَرأتُ المُفَصَّل " : تقدم أنه من  ق  إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسُمِّيَ مفصَّلا لكثرة الفصل بين سُورِه بالبسملة على الصحيح
(*) عن سعيد بن الجبير  قال : قُلتُ لابن عبَّاس: سورة التَّوْبة، قال: التَّوْبة هي الفَاضِحَة ، ما زَالَت تَنْزِل ، ومنْهُم ومنْهُم، حتَّى ظَنُّوا أنَّها لَن تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِر فيها ، قال: قُلتُ: سورة الأنْفَال ، قال: نَزَلَتْ في بَدْرٍ، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الحَشْرِ، قال : نَزَلَتْ في بَنِي النَّضِير... رواه البخاري 
(*) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كانت غَزوةُ بني النَّضير وَهم طائفة منَ اليَهود على رأسِ ستَّةِ أشْهر من وقعة بدر وكانَ منزلُهم ونخلُهم بناحية المدينة فحاصرَهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وعلَى آلِه وسلَّم حتَّى نزلوا على الجَلاءِ وعلى أنَّ لَهم ما أقلَّتِ الإبلُ منَ الأمتعةِ والأموالِ إلَّا الحلقةَ ( يعني السِّلاحَ ) فأنزلَ اللَّهُ فيهم " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ "... إلى قولِه " أَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا " فقاتلَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وعلَى آله وسلَّم حتَّى صالحَهم على الجَلاءِ فأجلاهم إلى الشَّامِ وكانوا من سِبطٍ لم يصبْهم جلاءٌ فيما خلا وَكانَ اللَّهُ قد كتَبَ عليْهمُ ذلك ، ولولا ذلِكَ لعذَّبَهم في الدُّنيا بالقتلِ والسَّبيِ وأمَّا قولُهُ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ فَكانَ جلاؤُهم ذلِكَ أوَّلَ حشرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ ... صحيح أسباب النزول للوادعي
(*) عن مالك بن أوس بن الحدثان  قال : قال عُمَر رضي الله عنه : ما مِن أحَدٍ مِنَ المسلمينَ إلَّا له في هذا المالِ نَصيبٌ، إلَّا العبيدُ لهم فيه شيء ، وقرَأ: " مَا أَفَاءَ اللَّهُ " حتَّى بلَغَ " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ "الحشر ، فقال: هذه استَوعبَتِ المسلمينَ، ولَئِنْ عِشتُ لَيأتيَنَّ الرَّاعيَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ نصيبُه مِنها لم يَعرَقْ فيها جَبينُه ... إرواء الغليل للألباني 
(*) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :  لَعَنَ اللَّهُ الواشِمَات والمُوتَشِمَات، والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات، لِلحُسْنِ المُغَيِّرَات خَلْقَ اللَّه فبلَغَ ذلكَ امْرأة مِن بني أسَد يُقال لها أمّ يَعقوب، فجَاءَت فقالَتْ: إنّه بَلَغَني عَنْكَ أنّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، فقال: وما لا لي ألْعَنُ مَن لعَنَ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، ومَن هو في كتَاب اللَّه، فقالتْ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْن، فَما وجَدْتُ فيه ما تقُول، قال: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيه، أما قَرَأْتِ: "وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهَاكُمْ عنْه فَانْتَهُوا" ؟ قالَتْ: بَلَى، قال: فإنَّه قدْ نَهَى عنْه، قالَتْ: فإنِّي أرَى أهْلَكَ يفعَلُونه، قال: فاذهَبِي فانظُري، فذهَبَتْ فنظَرَتْ، فلَمْ تَرَ مِن حَاجتها شيئًا، فقال: لو كَانَتْ كذلكَ ما جَامَعْتُهَا ... رواه البخاري 
(*) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ رَجُلًا أتَى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فبَعَث إلى نِسَائِه فقُلْن: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم:" مَن يَضُمُّ أوْ يُضِيفُ هذا" ، فقال رَجُل مِن الأنْصَار: أنَا ، فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقال: أكْرِمِي ضَيْفَ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فقال: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صبيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءًا ، فهَيَّأَتْ طعَامَها، وأصبَحَت سِرَاجها، ونَوَّمَتْ صِبيَانها، ثُمّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجها فأطفَأَته، فجَعَلَا يُرِيَانِه أنَّهُما يأْكُلَان، فبَاتَا طَاوِيَيْن ، فلمَّا أصْبَح غَدَا إلى رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالَ:" ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أوْ عَجِبَ، مِن فَعَالِكُما" فأنْزَلَ اللَّهُ: " وَيُؤْثِرُونَ علَى أنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصَاصَةٌ ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ "الحشر  ...  رواه البخاري 
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :في قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ :" مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ". قالَ: اللِّينةُ النَّخلةُ، وليُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ قالَ: استنزَلوهم من حصونِهِم، قالَ: وأمروا بقطعِ النَّخلِ فحَكَّ في صدروهم ، فقالَ المسلِمونَ: قد قطَعنا بعضًا وترَكْنا بعضًا، فلنسألنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :هل لَنا فيما قطَعنا من أجرٍ؟ وَهَل علَينا فيما ترَكْنا من وزرٍ؟ ، فأنزلَ اللَّهُ: "مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا "الآيةَ  ... رواه الترمذي وصححه الألباني
(*) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال  :" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ " هذِهِ لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خاصَّةً قرى عُرَيْنةَ، فدَكَ، وَكَذا وَكَذا "ما أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " ، وللفقراءِ " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ " ، " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ".  ، فاستوعَبَت هذِهِ الآيةُ النَّاسَ فلم يبقَ أحَد منَ المسلمينَ إلَّا لَهُ فيها حقٌّ قالَ أيُّوبُ: أو قالَ حظٌّ إلَّا بَعضَ من تملِكونَ من أرقَّائِكُم ... رواه أبو داود وصححه الألباني
(*) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الواشِماتِ، والمستَوشِماتِ، والمتنمِّصاتِ، والمتفلِّجاتِ للحُسنِ، المغيِّراتِ لخلقِ اللَّهِ، فبلغَ ذلِكَ امرأةً من بَني أسدٍ، يقالُ لَها أمُّ يعقوبَ، فجاءت إليهِ فقالَت: بلغَني عنكَ أنَّكَ قُلتَ: كَيتَ وَكَيتَ قالَ:" وما لي لا ألعَنُ من لَعنَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وَهوَ في كتابِ اللَّهِ ؟ قالت: إنِّي لَأقرأُ ما بينَ لَوحيهِ فما وجدتُهُ، قالَ: إن كُنتِ قرأتِهِ فقد وَجدتِهِ أما قرأتِ:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا "، قالَت: بلَى، قالَ: فإنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد نَهَى عنهُ، قالَت: فإنِّي لأظنُّ أَهْلَكَ يَفعلونَ، قالَ: اذهَبي فانظُري، فذَهَبَت فنظَرَت فلَم ترَ من حاجتِها شيئًا، قالت: ما رأيتُ شيئًا ، قالَ عبدُ اللَّهِ: لو كانت كما تقولينَ ما جامَعَتْنا ... رواه ابن ماجه وصححه الألباني
(*) عن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن عُمر رضي اللهُ عنه يقول : اجتمِعُوا لِهذا المالِ فانظُروا لِمَنْ ترونَهُ ثُم قال لهمْ إنِّي أمرتُكمْ أنْ تجتمِعوا لِهذا المالِ فتنظُروا لِمَنْ ترونَهُ وإنِّي قدْ قرأتُ آياتٍ من كتابِ اللهِ سمعتُ اللهَ يقولُ : " ما أفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ من أهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا من دِيَارِهِمْ وأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا من اللَّهِ ورِضْوَانًا ويَنْصُرُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"  واللهِ ما هوَ لهؤلاءِ وحدَهمْ   "والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ والْإِيمَانَ من قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ولَا يَجِدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ويُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ " الآيةُ ، واللهِ ما هوَ لهؤلاءِ وحدَهمْ  الآيةُ واللهِ ما من أحدٍ من المسلمينَ إلَّا ولهُ حقٌّ في هذا المالِ أُعطِيَ مِنهُ أوْ مُنِعَ حتى راعٍ بِ‍ عدَنَ  ... إرواء الغليل للألباني
(*) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كُنَّا عِند رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في صَدْرِ النَّهار، قالَ: فجَاءَه قَوْم حُفَاة عُرَاة مُجْتَابِي النِّمَار أَو العَبَاء، مُتَقَلِّدِي السُّيُوف، عامّتُهُم مِن مُضَرَ، بَل كُلُّهم مِن مُضَر فَتَمَعَّر وَجْهُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَة، فدَخَل ثُمَّ خَرَج، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وأَقَام، فصَلَّى ثُمَّ خَطَب فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" إلى آخِرِ الآيَةِ، "إنَّ اللَّهَ كانَ علَيْكُم رَقِيبًا"النساء  ،  والآيَة الَّتي في الحَشْر: " اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ"الحشر ،  تَصَدَّقَ رَجُل مِن دِينَارِه، مِن دِرْهَمِه، مِن ثَوْبِه، مِن صَاعِ بُرِّه، مِن صَاع تَمْرِهِ ، حتَّى قال " ولو بشِقِّ تَمْرَة " ، قال: فجَاء رَجُل مِنَ الأنصار بصُرَّة كادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قال: ثُمَّ تَتَابَع النَّاسُ، حتَّى رأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طعام وثِيَاب، حتَّى رأَيْتُ وَجْهَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتَهَلَّل، كَأنَّهُ مُذْهَبَة، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:" مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ" ... رواه مسلم

** أسباب نزول آيات سورة الحشر 

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

الاثنين، 22 يونيو 2020

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ 

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ... سورة الحشر

** ورد في تفسير ابن عطية
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "
هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول، ورفاعة بن التابوت، وقوم من منافقي الأنصار كانوا بعثوا إلى بني النضير وقالوا لهم: اثبتوا في معاقلكم فإنا معكم كيفما تقلبت حالكم، وإنما أرادوا بذلك أن تقوى نفوسهم عسى أن يثبتوا حتى لا يقدر محمد عليه الصلاة والسلام عليهم فيتم لهم مرادهم، وكانوا كَذَبَة فيما قالوا من ذلك، ولذلك لم يخرجوا حين أخرج بنو النضير بل قعدوا في ديارهم، وقوله تعالى عز وجل: ولئن نصروهم معناه: ولئن حاولوا نصرهم فإنهم ينهزمون ثم لا ينصر الله تعالى أحدا منهم.
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "
(*) أخرج ابن إسحاق ، وابن المنذر ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن ابن عباس ، أن رَهَطًا من بني عوف بن الحارث، منهم عبد الله بن أبي ابن سلول، ووديعة، ومالك، وسويد، وداعس بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا، وتمنعوا فإنا لا نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة، ففعل، فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره، فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام.
(*) وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : قد أسلم ناس من أهل قريظة والنضير، وكان فيهم منافقون، وكانوا يقولون لأهل النضير : " لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ "، فنزلت فيهم هذه الآية :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ "الآية .
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "
(*) نزلت فى عبد الله بن نتيل، وعبد الله بن أبى رافع ابن يزيد، كلهم من الأنصار " يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ " من اليهود  ، منهم حُيَيّ بن أخطب، وجدي وأبو ياسر، ومالك ابن الضيف، وأهل قريظة ، " لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ "  لئن أخرجكم محمد من المدينة كما أخرج أهل النضير " لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً " يقول لا نطيع في خذلانكم أحدا " أَبَداً " يعني بأحد النَّبِيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحده " وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ" يعني لنقاتلن معكم، فكذبهم الله تعالى ، فقال: " وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ"

الأحد، 20 أكتوبر 2019

وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ...سورة الحشر

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ .." 
(*)  عن فضيل بن غزوان، عن أبى حازم، عن أبى هريرة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الانصار رجلا من أهل الصفة، فذهب به الانصاري إلى أهله، فقال للمرأة: هل من شئ ؟ قالت: لا إلا قوت الصبية، قال : فنوميهم فإذا ناموا فأتينى به ، فإذا وضعت فأطفئي السراج، قال: ففعلت وجعل الانصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه، ثم
غدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال:" لقد عجب من فعالكما أهل السماء"، ونزلت " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " .. رواه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن داود ، ورواه مسلم عن أبى كريب عن وكيع، كلاهما عن فضيل ابن غزوان.
(*) عن عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دثار، عن عبد الله ابن عمر قال: أُهدى لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة، فقالت: إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحدا إلى آخر حتى تداولها سبعة أهل أبيات حتى رجعت إلى الأول ، فنزلت "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ .. " إلى آخر الآية.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى: " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
(*) في الترمذي عن أبي هريرة : أن رجلا بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه ؛ فقال لامرأته : نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك ؛ فنزلت هذه الآية "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" قال : هذا حديث حسن صحيح. خرجه مسلم أيضا. 
(*) وخرج عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود. فأرسل إلى بعض نسائه فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى الأخرى فقالت مثل ذلك ؛ حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال : "من يضيف هذا الليلة رحمه الله ؟ " فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله. فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا ، إلا قوت صبياني. قال : فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل ؛ فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال : فقعدوا وأكل الضيف. 
(*) وذكر المهدوي عن أبي هريرة أن هذا نزل في ثابت بن قيس ورجل من الأنصار ، نزل به ثابت ، يقال له أبو المتوكل ، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيانه ؛ فقال لامرأته : أطفئي السراج ونومي الصبية ؛ وقدم ما كان عنده إلى ضيفه.
(*) وكذا ذكر النحاس قال : قال أبو هريرة : نزل برجل من الأنصار ( يقال له أبو المتوكل ) ثابت بن قيس ضيفا ، ولم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه ؛ فقال لامرأته : أطفئي السراج ونومي الصبية ؛ فنزلت "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " إلى قوله " فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". وقيل : إن فاعل ذلك أبو طلحة. 
(*) وذكر القشيري أبو نصر عبدالرحيم بن عبدالكريم : وقال ابن عمر : أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا ؛ فبعثه إليهم ، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات ، حتى رجعت إلى أولئك ؛ فنزلت " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ "
(*) ذكره الثعلبي عن أنس قال : أهدي لرجل من الصحابة رأس شاة وكان مجهودا فوجه به إلى جار له ، فتداولته سبعة أنفس في سبعة أبيات ، ثم عاد إلى الأول ؛ فنزلت : " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ" الآية.
** ورد عند البغوي
قوله تعالى: " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
(*) عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم  فاستضافه فبعث إلى نسائه هل عندكن من شيء فقلن : ما معنا إلا الماء . فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من يضم أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله فانطلق به إلى امرأته فقال : أكرمي ضيف رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيان ، فقال : هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما فأنزل الله  عز وجل : " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ".
(*) روي عن ابن عباس قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم يوم النضير للأنصار : " إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة " ، فقالت الأنصار : بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فأنزل الله عز وجل : " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "

وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ... سورة الحشر

** ورد عند الواحدي

قوله تعالى:" وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا "
(*) روى جعفر ابن برقان عن يزيد بن الأصم أن الانصار قالوا: يارسول الله أقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين، قال: " ولكنهم يكفونكم المؤونة وتقاسموﻧﻬم الثمرة والارض أرضكم "، قالوا: رضينا، فأنزل الله تعالى " وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ..".
 ** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : " وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا " 
(*) أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن يزيد بن الأصم، أن الأنصار قالوا : يا رسول الله، اقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين ، قال : " لا، ولكن يكفونكم المؤنة، ويقاسمونكم الثمرة، والأرض أرضكم "  ، قالوا : رضينا، فأنزل الله : وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ " إلى آخر الآية .
** ورد عند ابن كثير
قوله تعالى : " وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا " 
(*) قال تعالى مادحاً للأنصار ، ومبينا فضلهم ، وشرفهم ، وكرمهم ، وعدم حسدهم ، وإيثارهم مع الحاجة ، فقال : " وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ  " أي : سكنوا دار الهجرة من قبل المهاجرين وآمنوا قبل كثير منهم .

السبت، 19 أكتوبر 2019

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ... سورة الحشر

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
(*) قال الكلبي : إنها نزلت في رؤوساء المسلمين ، قالوا فيما ظهر عليه رسول الله من أموال ، المشركين : يا رسول الله ، خذ صفيك والربع ، ودعنا والباقي ؛ فهكذا كنا نفعل في الجاهلية ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
 ** ورد في تفسير ابن عطية
قوله تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
(*) رُوى أن قوما من الأنصار تكلموا في هذه القرى المفتتحة وقالوا: لنا منها سهمنا، فنزل قوله تعالى: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ " الآية
** ورد في تفسير البحر المحيط
قوله تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
(*) روي أن قوما من الأنصار تكلموا في هذه القرى المفتتحة وقالوا : لنا منها سهمنا ، فنزل : " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " . 
(*) وعن الكلبي : أن رءوسا من المسلمين قالوا له : يا رسول الله ، خذ صفيك والربع ودعنا والباقي ، فهكذا كنا نفعل في الجاهلية ، فنزل : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ " الآية

وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... سورة الحشر

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) يقول : لم تقطعوا إليها شقة ولا لقيتم بها حربا ولا مشقة ؛ وإنما كانت من المدينة على ميلين ؛ قاله الفراء. 
فمشوا إليها مشيا ولم يركبوا خيلا ولا إبلا ؛ إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ركب جملا وقيل حمارا مخطوما بليف ، فافتتحها صُلحا وأجلاهم وأخذ أموالهم ، فسأل المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم لهم فنزلت : "وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ .." الآية ،  فجعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث شاء ؛ فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين.
(*) قيل : لما ترك بنو النضير ديارهم وأموالهم طلب المسلمون أن يكون لهم فيها حظ كالغنائم ؛ فبين الله تعالى أنها فِيء وكان جرى ثم بعض القتال ؛ لأنهم حوصروا أياما وقاتلوا وقتلوا ، ثم صالحوا على الجلاء ، ولم يكن قتال على التحقيق ؛ بل جرى مبادئ القتال وجرى الحصار ، وخص الله تلك الأموال برسوله صلى الله عليه وسلم
وقال مجاهد : اعلمهم الله تعالى وذكرهم أنه إنما نصر رسول صلى الله عليه وسلم ونصرهم بغير كراع ولا عدة. " وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " أي من أعدائه. وفي هذا بيان أن تلك الأموال كانت خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أصحابه.
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) لما يأس  اليهود أعداء الله من عون المنافقين رُعبوا رُعبا شديدا بعد قتال إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح فصالحهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أن يؤمنهم على دمائهم وذراريهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يحملون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع  وتعيد أموالهم فيئاً  للمسلمين ، فساروا قبل الشام إلى أذرعات وأريحا ، وكان ما تركوا من الأموال فيئاً  للمسلمين، فسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم الخمس كما خمس يوم بدر، ووقع فى أنفسهم حين لم يخمس فأنزل الله تعالى "وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ " يعني أموال بني النضير "فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ" يعني على الفيء "مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ" يعني الإبل يقول لم تركبوا فرسا، ولا بعيرا، ولكن مشيتم مشيا حتى فتحتموها  غَيْر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارا له، فذلك قوله: وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ " يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يعنيهم، "وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ" من النصر وفتحها " قَدِيرٌ"
** ورد في التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)
قوله تعالى:وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(*) معنى الآية أن الصحابة طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم الفيء بينهم كما قسم الغنيمة بينهم ، فذكر الله الفرق بين الأمرين ، وهو أن الغنيمة ما أتعبتم أنفسكم في تحصيلها وأوجفتم عليها الخيل والركاب ، بخلاف الفيء فإنكم ما تحملتم في تحصيله تعبا ، فكان الأمر فيه مفوضا إلى الرسول يضعه حيث يشاء .
(*) ههنا سؤال : وهو أن أموال بني النضير أخذت بعد القتال لأنهم حوصروا أياما ، وقاتلوا وقتلوا ثم صالحوا على الجلاء . فوجب أن تكون تلك الأموال من جملة الغنيمة لا من جملة الفيء ، ولأجل هذا السؤال ذكر المفسرون ههنا وجهين :
الأول : أن هذه الآية ما نزلت في قرى بني النضير ؛ لأنهم أوجفوا عليهم بالخيل والركاب ، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، بل هو في فدك ، وذلك لأن أهل فدك انجلوا عنه فصارت تلك القرى والأموال في يد الرسول صلى الله عليه وسلم من غير حرب ، فكان عليه صلى الله عليه وسلم يأخذ من غلة فدك نفقته ونفقة من يعوله ، ويجعل الباقي في السلاح والكراع
الثاني : إن هذه الآية نزلت في بني النضير وقراهم ، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب ، ولم يقطعوا إليها مسافة كثيرة ، وإنما كانوا على ميلين من المدينة فمشوا إليها مشيا ، ولم يركب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان راكب جمل ، فلما كانت المقاتلة قليلة والخيل والركب غير حاصل ، أجراه الله تعالى مجرى ما لم يحصل فيه المقاتلة أصلا ، فخصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الأموال ، ثم رُوي أنه قسمها بين المهاجرين ، ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة ، وهم : أبو دجانة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة .

مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ... سورة الحشر

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ "
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل ببنى النضير وتحصنوا في حصوﻧﻬم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها، فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا: زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع  النخيل ؟ ، وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك :الفساد في الارض ؟، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم وخشوا أن يكون ذلك فسادا ، واختلفوا في ذلك، فقال بعضهم: لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا ، وقال بعضهم: بل اقطعوا، فأنزل الله تبارك وتعالى " مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ .. "الآية ، تصديقا لمن ﻧﻬى عن قطعه وتحليلا لمن قطعه، وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى
(*) عن قتيبة، عن الليث بن سعد عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل النضير وقطع وهي البويرة، فأنزل الله تعالى " مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ " رواه البخاري ومسلم عن قتيبة.
(*) عن عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق وهي البويرة ولها يقول حسان: 
وهان على سراة بني لؤى  ...  حريق بالبويرة مستطير 
وفيها نزلت الآية "مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا " رواه مسلم عن سعيد بن منصور عن ابن المبارك،
(*) عن حاتم النجار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا أقوم فأصلى، قال: قدَّر الله لك ذلك أن تصلى، قال: أنا أقعد، قال: قدر الله لك أن تقعد، قال: أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها، قال: قدر الله لك أن تقطعها، قال: فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد لُقِّنت حُجتك ، كما لقّنها إبراهيم عليه السلام على قومه، فأنزل الله تعالى مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ" يعني اليهود.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ " 
(*)  ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على حصون بني النضير ( وهي البويرة ) حين نقضوا العهد بمعونة قريش عليه يوم أُحُد ، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها. 
واختلفوا في عدد ذلك ؛ فقال قتادة والضحاك : إنهم قطعوا من نخيلهم وأحرقوا ست نخلات. وقال محمد بن إسحاق : إنهم قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة. وكان ذلك عن إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمره ؛ إما لإضعافهم بها وإما لسعة المكان بقطعها. فشق ذلك عليهم فقالوا وهم يهود أهل الكتاب : يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر ؟ وهل وجدت فيما أنزل الله عليك إباحة الفساد في الأرض ؟ فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، ووجد المؤمنون في أنفسهم حتى اختلفوا ؛ فقال بعضهم : لا تقطعوا مما أفاء الله علينا. وقال بعضهم : أقطعوا لنغيظهم بذلك. فنزلت الآية بتصديق من نهى عن القطع وتحليل من قطع من الإثم ، وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله 
(*) كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم في ربيع الأول أول السنة الرابعة من الهجرة ، وتحصنوا منه في الحصون ، وأمر بقطع النخل وإحراقها ، وحينئذ نزل تحريم الخمر. ودس عبدالله بن أُبَيّ ابن سلول ومن معه من المنافقين إلى بني النضير : إنا معكم ، وإن قوتلنا قاتلنا معكم ، وإن أخرجتم خرجنا معكم ؛ فاغتروا بذلك. فلما جاءت الحقيقة خذلوهم وأسلموهم وألقوا بأيديهم ، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكف عن دمائهم ويجليهم ؛ على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح ، فاحتملوا كذلك إلى خيبر ، ومنهم من سار إلى الشام ، وكان ممن سار منهم إلى خيبر أكابرهم ؛ كحُيي بن أخطب ، وسلام بن أبي الحقيق ، وكنانة بن الربيع. فدانت لهم خيبر
(*) ثبت في صحيح مسلم وغيره عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق. ولها يقول حسان : وهان على سراة بني لوي ... حريق بالبويرة مستطير
وفي ذلك نزلت : "مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ" الآية.
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى : "مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ " 
(*) سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير، وقطع، فنزلت هذه الآية ، أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر 
(*) وذكر المفسرون أنه لما نزلت ببني النضير تحصنوا في حصونهم، فأمر بقطع نخيلهم، وإحراقها، فجزعوا، وقالوا: يا محمد زعمت أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر، وقطع النخل؟ وهل وجدت فيما أنزل عليك الفساد في الأرض؟ فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجد المسلمون في أنفسهم من قولهم .