<title>أسباب نزول آيات القرآن : الدواب والأنعام التي ذُكِرَت في القرآن الكريم
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدواب والأنعام التي ذُكِرَت في القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدواب والأنعام التي ذُكِرَت في القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 20 نوفمبر 2022

الهدهد في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

الهدهد ورد ذكره في موضع واحد  في سورة النمل ضمن قصة سليمان عليه السلام في قوله تعالى :  " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ" سورة النمل


** وملخص ذكره : 

(*) أن سليمان عليه السلام كان مجتمعا بجنوده ذات يوم ، فلم يجد الهدهد في مكانه ، فسأل عنه مستنكرا غيابه بدون عذر ، فإذا بالهدهد قادما إليه ، ليخبره  بخبر بلقيس ملكة سبأ


(*) ورد عند ابن كثير :

* قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة بن عمرو الغساني ، حدثنا عباد بن ميسرة المنقري ، عن الحسن قال : اسم هدهد سليمان عليه السلام : عنبر .

* وقال محمد بن إسحاق : كان سليمان ، عليه السلام ، إذا غدا إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه : تفقد الطير ، وكان فيما يزعمون يأتيه نوب من كل صنف من الطير ، كل يوم طائر ، فنظر فرأى من أصناف الطير كلها من حضره إلا الهدهد ،  " فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ" أخطأه بصري من الطير ، أم غاب فلم يحضر ؟

(*) ورد عند البغوي :

* كان سبب تفقده الهدهد وسؤاله عنه ، قيل : إخلاله بالنوبة ، وذلك أن سليمان كان إذا نزل منزلا يظله وجنده الطير من الشمس ، فأصابته الشمس من موضع الهدهد ، فنظر فرآه خاليا .

* وروي عن ابن عباس : أن الهدهد كان دليل سليمان على الماء وكان يعرف موضع الماء ويرى الماء تحت الأرض ، كما يرى في الزجاجة ، ويعرف قربه وبعده فينقر الأرض ، ثم تجيء الشياطين فيسلخونه ويستخرجون الماء 

 قال سعيد بن جبير : لما ذكر ابن عباس هذا قال له نافع بن الأزرق : يا وصاف انظر ما تقول ، إن الصبي منا يضع الفخ ويحثو عليه التراب ، فيجيء الهدهد ولا يبصر الفخ حتى يقع في عنقه ، فقال له ابن عباس : ويحك إن القدر إذا جاء حال دون البصر 

الأحد، 13 نوفمبر 2022

الفَرَاش في القرآن الكريم ... حشرات ذُكِرَت في القرآن الكريم

  ورد ذِكر الفَرَاش في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة القارعة  في قوله تعالى :" يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ "سورة القارعة




** وملخص ذِكرها

وصف أحوال الناس يوم القيامة من هول الموقف


(*) ورد عند البغوي

* هذا الفراش : الطير التي تراها تتهافت في النار ، والمبثوث : المتفرق 

وقال الفراء : كغوغاء الجراد ، شبَّه الناس عند البعث بها  يموج بعضهم في بعض ويركب بعضهم بعضا من الهول كما قال : " كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ " سورة القمر

(*) ورد عند ابن كثير

قوله " يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ " : أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث كما قال تعالى في الآية الأخرى كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ".

الأحد، 6 نوفمبر 2022

طائر السلوى في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 طائر السلوى (قيل هو  السِّمان وقيل بل يشبه السِّمان )

ورد ذكره في موضع واحد في سورة البقرة ضمن قصة موسى وبني اسرائيل في قوله تعالى  : " وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى "سورة البقرة


** ملخص ذكره

عندما امتنع بنو اسرائيل من دخول مدينة الجبارين وقتالهم وقالوا لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا فعوقبوا بالتيه  أربعين سنة في منطقة محدودة بين مصر والشام ، فلا يستطيعون الخروج منها ، فعندما طلبوا  من موسى طعاما ، أرسل الله إليهم طيور السلوى


(*) ورد عند القرطبي

* اختلف في السلوى ، فقيل : هو السمانى بعينه ، قاله الضحاك ، قال ابن عطية : السلوى طير بإجماع المفسرين 

* ذكر المفسرون أن هذا جرى في التيه بين مصر والشام لما امتنعوا من دخول مدينة الجبارين وقتالهم وقالوا لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا فعوقبوا في ذلك الفحص أربعين سنة يتيهون في خمسة فراسخ أو ستة ، روي أنهم كانوا يمشون النهار كله وينزلون للمبيت فيصبحون حيث كانوا بكرة أمس ، وإذ كانوا بأجمعهم في التيه قالوا لموسى : من لنا بالطعام ؟ فأنزل الله عليهم المن والسلوى ، قالوا : من لنا من حر الشمس ؟ فظلل عليهم الغمام 

(*) ورد عند ابن كثير

* أما السلوى فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : السلوى طائر شبيه بالسمانى ، كانوا يأكلون منه .

* قال السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس - وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة : السلوى : طائر يشبه السمانى .

* وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا قرة بن خالد ، عن جهضم ، عن ابن عباس ، قال : السلوى : هو السمانى .

وكذا قال مجاهد ، والشعبي ، والضحاك ، والحسن ، وعكرمة ، والربيع بن أنس ، رحمهم الله .

* وعن عكرمة : أما السلوى فطير كطير يكون بالجنة أكبر من العصفور ، أو نحو ذلك .

* وقال قتادة : السلوى من طير إلى الحمرة ، تحشرها عليهم الريح الجنوب . وكان الرجل يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك ، فإذا تعدى فسد ولم يبق عنده ، حتى إذا كان يوم سادسه ليوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه ؛ لأنه كان يوم عبادة لا يشخص فيه لشيء ولا يطلبه .

* قال وهب بن منبه : السلوى : طير سمين مثل الحمام ، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت 

* قال السدي : لما دخل بنو إسرائيل التيه ، قالوا لموسى ، عليه السلام : كيف لنا بما هاهنا ؟ أين الطعام ؟ فأنزل الله عليهم المَنّ فكان يسقط على الشجر الزنجبيل ، والسلوى وهو طائر يشبه السمانى أكبر منه ، فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير ، فإن كان سمينا ذبحه وإلا أرسله ، فإذا سمن أتاه 

الأحد، 30 أكتوبر 2022

الغراب في القرآن الكريم .... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكرالغراب  في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة المائدة ضمن قصة ابنيّ آدم في قوله تعالى : " فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أن أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ "سورة المائدة


** وملخص ذكره :

عندما قتل قابيل أخاه هابيل لم يكن يعرف ماذا يفعل بجسده ، وكيف يواريه ، فاقتتل الغرابان أمامه ثم بدأ الغراب القاتل في الحفر وردم التراب فوق الغراب المقتول ، ففعل قابيل مثل ذلك ودفن أخاه هابيل 


** ورد عند القرطبي

(*)  قال مجاهد : بعث الله غرابين فاقتتلا  ، حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه ، وكان ابن آدم هذا أول من قتل

(*) وقيل : إن الغراب بحث الأرض على طعمه ليخفيه إلى وقت الحاجة إليه ; لأنه من عادة الغراب فعل ذلك ; فتنبه قابيل بذلك على مواراة أخيه

(*) وقال قوم : كان قابيل يعلم الدفن ، ولكن ترك أخاه بالعراء استخفافا به ، فبعث الله غرابا يبحث التراب على هابيل ليدفنه ، فقال عند ذلك : يَا وَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أن أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ " ، حيث رأى إكرام الله لهابيل بأن قيض له الغراب حتى واراه ، ولم يكن ذلك ندم توبة ، وقيل : إنما ندمه كان على فقده لا على قتله 


الخميس، 27 أكتوبر 2022

البعوضة في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر البعوضة في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة البقرة  في قوله تعالى : " إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " سورة البقرة


** وملخص ذِكرها

استنكر المشركون والمنافقون من ضرب الله للأمثال في القرآن مثل أن ضرب مثلا بالذبابة وغيرها وقالوا : الله أعلى من أن يضرب مثل هذه الأمثال فردَّ الله على قولهم في الآية الكريمة   إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... "

** ورد عند القرطبي

قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ"
(*) قال ابن عباس في رواية أبي صالح : لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين : يعني "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا " وقوله : " أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ " قالوا : الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال ، فأنزل الله هذه الآية
(*) وفي رواية عطاء عن ابن عباس قال : لما ذكر الله آلهة المشركين فقال : "وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا .. " وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت ، قالوا : أرأيت حيث  ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد ، أي شيء يصنع ؟ فأنزل الله الآية
(*) وقال الحسن وقتادة : لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ، ضحكت اليهود وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله ، فأنزل الله الآية


الأحد، 23 أكتوبر 2022

النَّمل في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر النَّمل في القرآن الكريم  ثلاث مرات في موضع واحد في سورة النَّمل  حيث كانت أشهرهم النملة التي سمعها نبي الله سليمان عليه السلام وتبسم من قولها، وقد وردت القصة في قوله تعالى : 

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " سورة النمل



** قصة سليمان والنمل

قال تعالى : " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ  " سورة النمل 
* يُوزَعُونَ " بمعنى : يمنع من يذهب للقاء سليمان حتى يأتي الباقون، ويحضر المتخلفون فلا يفوز أحد بلقائه دون غيره حتى يحدث توازن بين الرعيّة ... أي يمتنع السابق حتى يأتي اللاحق ليكونوا سواسية في الدخول على سليمان عليه السلام ... قصص الأنبياء للشعراوي
يخبرنا الله تعالى عن عبده ونبيّه  سليمان بن داود ، عليهما الصلاة والسلام ، أنه ركب يوما في جيشه جميعه من الجن والإنس والطير ، حيث الطير سائرة معه تظله بأجنحتها من الحر .. قصص الأنبياء لابن كثير
* حتى إذا أتوا على وادي النمل: سمع سليمان مقالة  النملة التى أمرتهم بالدخول الي مسكنهم وحذرتهم من أن يحطمهم جيش سليمان  ، واعتذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور بوجودهم " وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " 
* قوله تعالى " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا "
 فسليمان عليه السلام ضحك بسبب ثلاثة أشياء :
أولا : لأنه سمعها عن بُعد والنملة عرفت سليمان قبل أن تراه
ثاني: لعدالة حكمها ، لأنها قالت لقومها : إن سليمان ليس متجبراً حتى يحطمكم هو وجنوده ، ولكنهم لن يروكم لدقة أجسامكم
ثالثا : لأنها شهدت بحق ، فهذه النملة رأت عن بُعد ونطقت بحق ، وحكمت بعدل ... قصص الأنبياء للشعراوي

* ولهذا طلب من الله أن يقيضه للشكر على ما أنعم به عليه دون غيره، وأن ييسر عليه العمل الصالح ، وأن يحشره إذا تَوفَّاه مع عباده الصالحين ، كما في قوله تعالى : " وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ " 
[والمراد بوالديه داود ، عليه السلام ، وأمه ، وكانت من العابدات الصالحات ] ... قصص الأنبياء لابن كثير

الخميس، 20 أكتوبر 2022

الذُّباب في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكر الذُّباب في القرآن الكريم مرتين في موضع واحد في سورة الحج في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إن الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " سورة الحج



** وملخص ذِكرها:

اراد الله بيان صِغَر عقول عابدي الأصنام الذين جعلوها آلهة ويقدمون لها القرابين وغيره ، وهي أقل وأحقر من أن تستطيع خلق أي شيئ حتى وإن كان الذباب الصغير التافه ، بل وأكثر من ذلك هي لا تستطيع أن تسترد ما يأخذه الذباب منها

** ورد في تفسير ابن كثير:

يقول تعالى منبها على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ "أي : لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به ، "فَاسْتَمِعُوا لَهُ " أي : أنصتوا وتفهموا ، " إن الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ " أي : لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك . كما قال الإمام أحمد .

حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا شريك ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة رفع الحديث قال : " ومن أظلم ممن خلق [ خلقا ] كخلقي؟ فليخلقوا مثل خلقي ذرة ، أو ذبابة ، أو حبة " 

وأخرجه صاحبا الصحيح ، من طريق عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة " .

ثم قال تعالى أيضا : " وَإنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ " أي : هم عاجزون عن خلق ذباب واحد ، بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه ، لو سلبها شيئا من الذي عليها من الطيب ، ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك . هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها ولهذا قال : " ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " 

قال ابن عباس : 

الطالب : الصنم ، والمطلوب : الذباب . واختاره ابن جرير ، وهو ظاهر السياق . 

وقال السدي وغيره :

 الطالب : العابد ، والمطلوب : الصنم

==========================

* الحديث في البخاري

عن أبي زُرعة بن عَمرو بن جرير، أَنَّه دَخَل مع أبي هُرَيرة رضِي اللهُ عنه دَارًا بالمدِينةِ ، فرَأَى أَعْلاهَا مُصَوِّرًا لم يذكُرِ اسمَه، وكان هذا الشَّخصُ يُصَوِّرُ( أي: يرسُمُ أو يصنعُ صُوَرًا على الحيطانِ أو غيرِها من أشكالِ التصويرِ) ، فقال أبو هُريرة رضي اللهُ عنه: سَمِعْتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَر عنِ اللهِ تعالَى أنَّه قال:وَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، ولْيَخْلُقُوا ذَرَّةً  " . ثُمَّ دَعا بتَوْرٍ مِن ماءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ حتَّى بَلَغَ إبْطَهُ، فَقُلتُ: يا أبا هُرَيْرَةَ، أشَيءٌ سَمِعْتَهُ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قالَ: مُنْتَهَى الحِلْيَةِ ... رواه البخاري 


الأحد، 16 أكتوبر 2022

النحل في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكر النحل في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة النحل  في قوله تعالى " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة النحل



** وملخص ذِكرها:

إن من فضل الله علينا أنه ألْهَمَ النحل أن تتخذ بيوتها في الجبال و الأشجار طالما أنه لا يوجد لها مالك يجهز لها مكانا للعيش ، حتى تستطيع إخراج العسل في مكان يستفيد منه الناس 

(*) ورد عند القرطبي:

لا خلاف بين المتأولين أن الوحي هنا بمعنى الإلهام .

وسمي نحلا لأن الله  عز وجل .. نحله العسل الذي يخرج منه ; قاله الزجاج

* قوله تعالى : أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ " هذا إذا لم يكن لها مالك . وجعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع ، إما في الجبال وكواها ، وإما في متجوف الأشجار ، وإما فيما يعرش ابن آدم من الأجباح والخلايا والحيطان وغيرها .

* قال ابن العربي : ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة ، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة ، وذلك أن الأشكال من المثلث إلى المعشر إذا جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فرج ، إلا الشكل المسدس ; فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة


الخميس، 13 أكتوبر 2022

العنكبوت في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكر العنكبوت في القرآن الكريم مرتين في موضع واحد في سورة العنكبوت  في قوله تعالى : " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " سورة العنكبوت



** وملخص ذِكرها

ان الله تبارك وتعالى يضرب المثل للذين يتمسكون بعبادة الأصنام التي لاتستطيع فِعل أي شيئ ،  ومع ذلك يرجون منها النفع ويطلبون منها النصر ، شبههم بالعنكبوت الذي يظن أن خيوطه التي نسجها تحميه وهي أضعف ماتكون ، فالهواء  نفسه يدمر بيوت العنكبوت

** ورد في تفسير ابن كثير

هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله ، يرجون نصرهم ورزقهم ، ويتمسكون بهم في الشدائد ، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت ، فإنه لا يجدي عنه شيئا ، فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء ، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله ، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع فإنه مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، لقوتها وثباتها


الأحد، 15 مايو 2022

الحوت في القرآن الكريم .... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكرالحوت  في القرآن الكريم في عدة مواضع في القرآن الكريم لثلاثة قصص مختلفة ، وهي حوت يونس عليه السلام والذي ابتلع نبي الله  ، وحوت  موسي عليه السلام  وفتاه ، والذي كانوا يتخذوه علامة الطريق لملاقاة الخضر عليه السلام ، وحيتان أصحاب السبت 


** أولا:

ذُكِر الحوت في موضعين مختلفين لقصة نبي الله يونس عليه السلام

** وملخص ذكره :

أرسل الله سبحانه وتعالى يونس عليه السلام إلى قوم نينوي ودعاهم إلى عبادة الله وترك الأصنام ، فرفضوا ذلك وحذرهم من عذاب الله ، فلم يستجيبوا  و زادوا في عنادهم ، فرَحَل يونس عنهم غاضبا ، وتاركهم للعذاب ، رحل من تلقاء نفسه دون أن يأمره ربُّه بالرحيل  ، فركب السفينة والتي احتبست بمجرد أن ركبها ( وقيل واجهتها رياح شديدة )، فاتفق جميع من على السفينة أن ذلك نتيجة خطيئة أحدهم فقرروا ضرب  السهام ( لتدل على صاحب الخطيئة) حتى يلقوا به في الماء ، فكانت النتيجة في كل مرة من نصيب نبي الله يونس  فألقى بنفسه في الماء  ، فابتلعه الحوت ، وظل في بطنه كثيرا ، قيل ثلاثة أيام ، وقيل سبعة وقيل أربعين يوما ، ودعا ربّه  "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " ، فاستجاب الله لدعائه وأنجاه ، فقذفه الحوت على الشاطئ ، وبدأ في استعادة صحته ، و أعلمه ربّه أن قومه قد تابوا (حيث أنهم أعلنوا توبتهم جميعا قبل أن يصلهم العذاب ، فرفعه الله عنهم ) وأمره الله أن يعود إليهم 

1

ورد ذِكر الحوت  في سورة القلم في قوله تعالى :فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ " سورة القلم

(*) ورد عند القرطبي

"وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ " يعني يونس عليه السلام . أي لا تكن مثله في الغضب والضجر والعَجلة . 

وقال قتادة : إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويأمره بالصبر ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت 

* " إِذْ نَادَى " أي حين دعا في بطن الحوت فقال : "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ".

" وَهُوَ مَكْظُومٌ " أي مملوء غما . وقيل : كربا . 

الأول قول ابن عباس ومجاهد . والثاني قول عطاء وأبي مالك .

 قال الماوردي : والفرق بينهما أن الغم في القلب ، والكرب في الأنفاس

========


2

ورد ذِكر الحوت  في سورة الصافات في قوله تعالى :" وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " سورة الصافات

(*) ورد في زاد المسير

* قال المفسرون: وكَّل الله به حوتا، فلما ألقى نفسه في الماء التقمه، وأمر أن لا يضره ولا يكلمه

* ومعنى " فَالْتَقَمَهُ ": ابتلعه. "  وَهُوَ مُلِيمٌ " قال ابن قتيبة: أي: مذنب، يقال: ألام الرجل: إذا أتى ذنبا يُلام عليه 

======================================


** ثانيا:

ورد ذِكْر الحوت بصيغة الجمع في موضع واحد لقصة أصحاب السبت ، في سورة  الأعراف في قوله تعالى :" وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "سورة الأعراف

** وملخص ذكره

طلب اليهود من موسى تعظيم يوم السبت  بدلا من الجمعة ، واصرُّوا على ذلك فكان لهم ما أرادوا  شريطة تحريم  صيد الحيتان من البحر يوم السبت ،وأحَلَّ لهم صيده  باقي أيام الأسبوع 

فكانت إحدى قرى بني اسرائيل لاتأتي الحيتان ناحيتهم إلا يوم السبت وتختفي باقي أيام الأسبوع  فخالفو عهدهم وطمعوا في الصيد يوم السبت ، وتحايلوا على ذلك بأن كانوا يحبسون الحيتان في أحواض يوم السبت ويأخذوها يوم الأحد ، ولما تمادوا في ذلك ولم يرجعوا مسخهم الله تعالى فجعلهم قردة وخنازير

(*) ورد عند الطبري

* عن داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم (يوم الجمعة). فخالفوا إلى السبت فعظَّموه، وتركوا ما أُمِروا به. فلما أبوا إلا لزوم السبت، ابتلاهم الله فيه ، فحرَّم عليهم ما أحلَّ لهم في غيره 

 وكانوا في قرية بين أيلة والطور يقال لها " مدين ". فحرم الله عليهم في السبت الحيتان: صيدها وأكلها. وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا. حتى إذا كان يوم السبت أتين إليهم شُرَّعا ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن

 فكانوا كذلك حتى إذا طال عليهم الأمد وقَرِموا إلى الحيتان، عمد رجل منهم فأخذ حوتا سِرًّا يوم السبت، فخزمه بخيط ، ثم أرسله في الماء ، وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ، ثم تركه. حتى إذا كان الغد ، جاء فأخذه ( أي: إني لم آخذه في  يوم السبت) ثم انطلق به فأكله. حتى إذا كان يوم السبت الآخر، عاد لمثل ذلك، ووجد الناس ريح الحيتان، فقال أهل القرية: والله لقد وجدنا ريح الحيتان! ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل ، قال: ففعلوا كما فعل ، وأكلوا سِرًّا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم بعقوبة، حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق

======================================


** ثالثا:

ذُكِر الحوت مرتين في موضع واحد لقصة نبي الله موسى عليه السلام في طريقه للخضر عليه السلام في سورة الكهف في قوله تعالى :فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ  وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ".سورة الكهف

** وملخص ذكره

ورد فى البخارى عن ابن عباس قال حدثنا  أبي بن كعب  عن النبي   صلى الله عليه وسلم أن  موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل:  أي الناس أعلم؟ 

فقال: أنا 
فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فقال له بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك 
قال: أي رب ومن لي به 
فأمره الله أن يأخذ حوتا فيجعله في مكتل وحيثما فُقد الحوت فسيجد الرجل هناك
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا" 
وأخذ موسي حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر"فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا" فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق  فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما حتى إذا كان من الغد
موسي:" قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ‏" ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله 
الفتى"قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " فكان للحوت سربا ولهما عجبا 
موسى‏ "قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى فرد عليه 

فقال وأنى بأرضك السلام .... إلى آخر الحديث

(*) ورد عند البغوي

* فذلك قوله تعالى : فَلَمَّا بَلَغَا " يعني موسى وفتاه " مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا  " أي : بين الفريقين "نَسِيَا " تركا حُوتَهُمَا  " وإنما كان الحوت مع يوشع وهو الذي نسيه وأضاف النسيان إليهما لأنهما جميعا تزوداه لسفرهما كما يقال : خرج القوم إلى موضع كذا وحملوا من الزاد كذا وإنما حمله واحد منهم .

" فَاتَّخَذَ " أي الحوت " سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا  " أي مسلكا . 

[ وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انْجَابَ الماء عن مسلك   الحوت فصار كُوَّةً لم يَلْتَئِم فدخل موسى الكُوَّةَ على أَثَرِ الحوت فإذا هو بِالخَضِرِ " ]

قال ابن عباس : جعل الحوت لا يمس شيئا من البحر إلا يبس حتى صار صخرة .

وقال الكلبي : توضأ يوشع بن نون من عين الحياة فانتضح على الحوت المالح في المكتل من ذلك الماء فعاش ثم وثب في ذلك الماء فجعل يضرب بذنبه فلا يضرب بذنبه شيئا من الماء وهو ذاهب إلا يبس .

وقد روينا أنهما لما انتهيا إلى الصخرة وضعا رءوسهما فناما واضطرب الحوت فخرج وسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ موسى نسي صاحبه أن يخبره فانطلقا حتى إذا كان من الغد

* قوله تعالى : " فَلَمَّا جَاوَزَا " يعني ذلك الموضع وهو مجمع البحرين  قَالَ  " موسى "لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا" أي طعامنا والغداء ما يعد للأكل غدوة والعشاء ما يعد للأكل عشية " لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا  " أي : تعبا وشدة وذلك أنه ألقي على موسى الجوع بعد مجاوزة الصخرة ليتذكر الحوت ويرجع إلى مطلبه

 قَالَ " له فتاه وتذكر " أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ " وهي صخرة كانت بالموضع الموعود قال معقل بن زياد : هي الصخرة التي دون نهر الزيت فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ  " أي تركته وفقدته وذلك أن يوشع حين رأى ذلك من الحوت قام ليدرك موسى فيخبره فنسي أن يخبره فمكثا يومهما حتى صليا الظهر من الغد .

قيل في الآية إضمار معناه : نسيت أن أذكر لك أمر الحوت ثم قال :" وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ" أي : وما أنساني أن أذكر لك أمر الحوت إلا الشيطان 

الأربعاء، 11 مايو 2022

الإبل في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر الإبل أو الجمال أو النوق  بمسمياتها الثلاثة  في القرآن الكريم في عدة مواضع في القرآن الكريم 


** أولا:

ورد ذِكرها بلفظ الإبل في موضعين 

1

وردت مرة في  سورة الأنعام في قوله تعالى : " ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  " سورة الأنعام

** وملخص ذكره

أن الآيات ترد على جهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرَّموا من الأنعام ، وجعلوها أجزاء وأنواعا : بحيرة ، وسائبة ، ووصيلة وحاما ، وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار ، فكان ردّه تعالى : أنه هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشا . ثم بين أصناف الأنعام من غنم  و ماعز ، ذكره وأنثاه ، وإلى إبل ذكورها وإناثها ، والبقر كذلك . وأنه تعالى لم يحرِّم شيئا من ذلك . بل كلها مخلوقة للانسان ومنفعته ، أكلا وركوبا ، وحمولة ، وحلبا ، وغير ذلك

** ورد عند البغوي

* " وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ  " وذلك أنهم كانوا يقولون : هذه أنعام وحرث حجر ، وقالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وكانوا يحرّمون بعضها على الرجال والنساء ، وبعضها على النساء دون الرجال ، فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبي  صلى الله عليه وسلم  ، وكان خطيبهم مالك بن عوف أبو الأحوص الجشمي ، فقال : يا محمد بلغنا أنك تُحرم أشياء مما كان آباؤنا يفعلونه ، فقال له رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " إنكم قد حرمتم أصنافا من الغنم على غير أصل ، وإنما خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها ، فمن أين جاء هذا التحريم؟ من قبل الذكر أم من قبل الأنثى " ؟

 فسكت مالك بن عوف وتحير فلم يتكلم ، فلو قال جاء التحريم بسبب الذكور  وجب أن يحرم جميع الذكور ، وإن قال بسبب الأنوثة وجب أن يحرم جميع الإناث ، وإن كان باشتمال الرحم عليه فينبغي أن يحرم الكل ، لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى ، فأما تخصيص التحريم بالولد الخامس أو السابع أو البعض دون البعض فمن أين؟ 

=====

2

وردت مرة في  سورة الغاشية في قوله تعالى : "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" سورة الغاشية


** وملخص ذكره 

تدعو الآية النظر و التأمل في مخلوقات الله  ، لما فيها من الدلالة على قدرة الله وعظمته وأنه رب الكون المستحق العبادة ، فها هي الإبل التي جعلها الله للناس متاعًا يحملون عليها أثقالهم، ويأكلون من لحومها، ويشربون ألبانها، ويوقدون  بعرها، ويستفيدون بجلودها،  لهم فيها منافع كثيرة ، فهذا المخلوق ذو المنافع الكثيرة آية من آيات الله الدالة على عظمته سبحانه وتعالى

** ورد عند البغوي

" أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ " 

قال أهل التفسير : لما نعت الله تعالى في هذه السورة ما في الجنة عجب من ذلك أهل الكفر وكذبوه ، فذكَّرهم الله تعالى صنعه فقال : "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ " [ من بين سائر الحيوانات ] " كَيْفَ خُلِقَتْ " وكانت الإبل من عيش العرب لهم فيها منافع كثيرة ، فلما صنع لهم ذلك في الدنيا صنع لأهل الجنة فيها ما صنع .

وتكلمت الحكماء في وجه تخصيص الإبل من بين سائر الحيوانات; فقال مقاتل : لأنهم لم يروا بهيمة قط أعظم منها ، ولم  يُشاهَد الفيل إلا الشاذ منهم .

وقال الكلبي : لأنها تنهض بحملها وهي باركة .

وقال قتادة : ذكر الله تعالى ارتفاع سرر الجنة وفرشها ، فقالوا : كيف نصعدها فأنزل الله تعالى هذه الآية .

* وسئل الحسن عن هذه الآية ، وقيل له : الفيل أعظم في الأعجوبة ، فقال : أما الفيل فالعرب بعيدة العهد بها . ثم هو  لا خير فيه ، لا يركب ظهرها ولا يؤكل لحمها ولا يحلب درها ، والإبل أعز مال للعرب وأنفسها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن

==================================

** ثانيا:

ورد ذِكرها بلفظ الجمل  في موضعين  


1

 وردت مرة في  سورة الأعراف في قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " سورة الأعراف

** وملخص ذكره 

تعني الآية استحالة دخول الجنة لهؤلاء المكذِّبين والمستكبرين ، لإستحالة دخول الجمل من ثقب الإبرة

** ورد في زاد المسير لابن الجوزي

قوله تعالى: "حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ "

الجمل: هو الحيوان المعروف . فان قال قائل: كيف خصّ الجمل من دون سائر الدواب، وفيها ما هو أعظم منه؟ فعنه جوابان: 

أحدهما: أن ضرب المثل بالجمل يحصّل المقصود والمقصود أنهم لا يدخلون الجنة، كما لا يدخل الجمل في ثقَب الإبرة، ولو ذكر أكبر منه أو أصغر منه ، جاز 

والثاني: أن الجمل أكبر شأناً عند العرب من سائر الدواب، فانهم يقدِّمونه في القوِّة على غيره، لأنه يوقَر بحمله فينهض به دون غيره من الدواب، ولهذا عجَّبهم من خلق الإبل، فقال:" أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ " ، فآثر الله تعالى ذكره على غيره لهذا المعنى. ذكر الجوابين ابن الانباري.

======


2

 وردت مرة في سورة المرسلات في قوله تعالى :"  إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ " سورة المرسلات

** وملخص ذكره 

هي بيان لحال النار عندما تشتد من شدة غضب الله فإن شررها  الذي  يتطاير منها يكون عظيما ، فهو كالقصر في مقداره ومثل الإبل السود في لونها والتي كان يسميها العرب صُفرا

** ورد عند القرطبي

* قيل : القصر : الجبل , فشبَّه الشَّرر بالقصر في مقاديره , ثم شبَّهه في لونه بالجمالات الصفر , وهي الإبل السُّود ; والعرب تسمي السُّود من الإبل صُفرا ; قال الشاعر : تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب أي هن سود .

وإنما سميت السود من الإبل صفرا لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة 

* والشرر إذا تطاير وسقط وفيه بقية من لون النار أشبه شيء بالإبل السود , لما يشوبها من صفرة 

==================================

** ثالثا:

ورد ذِكرها بلفظ الناقة في 6 مواضع وجميعها عن ناقة نبي الله صالح عليه السلام وقصة ثمود

** وملخص ذكرها في تلك المواضع

 كان أهل ثمود  في سعة من معايشهم ; فخالفوا أمر الله وعبدوا غيره وأفسدوا في الأرض ، فبعث الله إليهم صالحًا نبيًّا ، وقد سألوه أن يأتي بآية محددة وهي : ناقة عشراء يخرجها من الحجر  ، فأخرج الله لهم الناقة آية كما طلبوا ، وقد أخرجها لهم  من الحجر الصلد ، فأوصاهم صالح وحذَّرهم بألا يمسُّوها بسوء ، وإلَّا سيأتيهم العذاب من الله

 فكان لها يوم تشرب فيه ماء الوادي كله وتسقيهم مثله لبنا في هذا اليوم وكان بقدر حاجتهم على كثرتهم ، وهم يشربون الماء في اليوم الذي يليه ، ولكن الملأ من القوم استكبروا  ، وأرادوا مخالفة نبيهم ، فرفضوا يوم الناقة للشرب ، وعقروا الناقة وقالوا لنبيهم في تحدٍّ بالغ : ياصالح ائتنا بما تعدنا من العذاب ،فأخبرهم بأنه بقي من عمركم ثلاثة أيام ، فأخذتهم الرجفة فقضت عليهم ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ، فتولى صالح عنهم قائلا : يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ "


1

وردت مرتين في موضع  واحد من سورة الأعراف في قوله تعالى :" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ، فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" سورة الأعراف

** ورد عند ابن كثير 

وقوله : " قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " 

أي : قد جاءتكم حجة من الله على صدق ما جئتكم به . وكانوا هم الذين سألوا صالحا أن يأتيهم بآية ، واقترحوا عليه أن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم ، وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر ، يقال لها : الكاتبة ، فطلبوا منه أن يخرج لهم منها ناقة عشراء تمخض ، فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه ؟ فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم ، قام صالح  عليه السلام ، إلى صلاته ودعا الله عز وجل ، فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها ، كما سألوا 

* فأقامت الناقة وفصيلها بعد ما وضعته بين أظهرهم مدة ، تشرب ماء بئرها يوما ، وتدعه لهم يوما ، وكانوا يشربون لبنها يوم شربها ، يحتلبونها فيملئون ما شاءوا من أوعيتهم وأوانيهم ، كما قال في الآية الأخرى : " وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ  "القمر ، وقال تعالى : " قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ "الشعراء  ،  وكانت تسرح في بعض تلك الأودية ترد من فج وتصدر من غيره ليسعها ; لأنها كانت تتضلع من الماء ، وكانت (على ما ذكر) خلقا هائلا ومنظرا رائعا ، إذا مرت بأنعامهم نفرت منها . فلما طال عليهم واشتد تكذيبهم لصالح النبي عليه السلام ، عزموا على قتلها ، ليستأثروا بالماء كل يوم ، فيقال : إنهم اتفقوا كلهم على قتلها

* وانطلق سقبها ( وهو فصيلها ) حتى أتى جبلا منيعا ، فصعد أعلى صخرة فيه ورغا 

* ويقال : إنه رغا ثلاث مرات . وإنه دخل في صخرة فغاب فيها، ويقال : بل اتبعوه فعقروه مع أمه ، فالله أعلم

* فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة ، بلغ الخبر صالحا ، عليه السلام ، فجاءهم وهم مجتمعون ، فلما رأى الناقة بكى وقال : "تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " هود

=====


2

وردت مرة في سورة الإسراء في قوله تعالى :وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " سورة  الإسراء

** ورد عند القرطبي

قوله تعالى : "وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ"

في الكلام حذف ، والتقدير : وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم . قال معناه قتادة وابن جريج وغيرهما . فأخر الله تعالى  العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا .

* بين ما فعل بمن سأل الآيات فلم يؤمن بها فقال : "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آية دالة مضيئة نيرة على صدق صالح ، وعلى قدرة الله  تعالى  . 

*"فَظَلَمُوا بِهَا "أي ظلموا بتكذيبها . وقيل : جحدوا بها وكفروا أنها من عند الله فاستأصلهم الله بالعذاب

=====


3

وردت مرة في سورة  القمر في قوله تعالى :"إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ " سورة  القمر

** ورد عند الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : " إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ "

يقول تعالى ذكره: إنا باعثوا الناقة التي سألتها ثمودُ صالحا من الهضبة التي سألوه بَعثَتها منها آية لهم, وحجة لصالح على حقيقة نبوّته وصدق قوله.

* وقوله " فِتْنَةً لَهُمْ " يقول: ابتلاء لهم واختبارا, هل يؤمنون بالله ويتبعون صالحا ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد الله إذا أرسل الناقة, أم يكذّبونه ويكفرون بالله؟

* وقوله " فَارْتَقِبْهُمْ " يقول تعالى ذكره لصالح: إنا مُرسلو الناقة فتنة لهم  فانتظرهم ، وتبصَّر ما هم صانعوه بها " وَاصْطَبِرْ" يقول له : واصطبر على ارتقابهم ولا تعجل ، وانتظر ما يصنعون بناقة الله 

=====


4

وردت مرة في سورة  هود في قوله تعالى :"وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ" سورة  هود

** ورد عند الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ "

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل صالح لقومه من ثمود ، إذ قالوا له : "وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" ، وسألوه الآية على ما دعاهم إليه: " وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " ، يقول: حجة وعلامة، ودلالة على حقيقة ما أدعوكم إليه 

" فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ "  فليس عليكم رزقها ولا مئونتها 

 "  وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ " يقول: لا تقتلوها ولا تنالوها بعَقْر 

" فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ "  يقول: فإنكم إن تمسوها بسوء يأخذكم عذاب من الله غير بعيد فيهلككم

=====


5

وردت مرة في سورة  الشعراء في قوله تعالى : قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ "سورة  الشعراء

** ورد عند القرطبي

قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال ابن عباس : قالوا إن كنت صادقا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك ف قال " قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ " أي حظ من الماء ; أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم ; فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار ، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم ، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا ، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا 

=====


6

وردت مرة في سورة الشمس في قوله تعالى :كَذَّبَتْ ثَمُودُ  بِطَغْوَاهَا*إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا  * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا  "  سورة الشمس

** ورد عند البغوي 

"فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ " صالح عليه السلام

" نَاقَةَ اللَّهِ " أي احذروا عقر ناقة الله. وقال الزجاج: منصوب على معنى: ذروا ناقة الله

 "وَسُقْيَاهَا"، شربها، أي: ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء، فلا تتعرضوا للماء يوم شربها