<title>أسباب نزول آيات القرآن : سورة التحريم
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة التحريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة التحريم. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 يونيو 2020

سورة التحريم وفضلها

** سورة  التحريم هي
(*) السورة السادسة والستون في ترتيب المصحف الشريف
(*) مدنية في قول الجميع
(*) عدد آياتها  12 آية 
(*) نزلت سورة التحريم بعد سورة الحجرات
(*) سُميت سورة " التحريم " لأنها تخص موقف النبي صلى الله عليه وسلم في منع نفسه صلى الله عليه وسلم من بعض ما أحل الله له إرضاءاً لزوجاته
* وسُميت أيضا سورة " النَّبيّ " 
(*) نزلت السورة فيما ماحدث من زوجات مع النبي صلى الله عليه وسلم و في حقه  وتخييرهم بين : الطلاق والتبديل أو البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم وتقوى الله
** فضل سورة التحريم
(*) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَمكُث عِند زَيْنب بنت جَحْش، ويَشْرب عِنْدها عَسَلًا، فتَوَاصَيْتُ أنا وحفصَة: أنَّ أيَّتَنا دَخَل عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم فلتَقُلْ: إنِّي أجِد مِنْك رِيح مغَافِير، أكَلتَ مَغافِير، فدَخَل علَى إحداهُما، فقالتْ له ذلكَ، فقال: لا، بلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عند زَيْنب بنت جَحْش، ولنْ أعُود له فنزلَتْ: " يَا أيُّها النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكَ" إلى إنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ "التحريم ، لعَائِشة وحفصَة ، " وَإِذْ أسَرَّ النبيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجِهِ"التحريم  . لقوله: " بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا" ... رواه البخاري
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : وجَدَتْ حَفْصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أُمِّ إبراهيم في يَوم عائشة، فقالت: لأُخبِرَنَّها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هي علَيَّ حَرامٌ إنْ قَرُبتُها "، فأخْبَرَتْ عائشة بذلك، فأعلَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ رسولَه بذلك، فعَرَّفَ حفصة بعضَ ما قالت، قالت: مَن أخْبَرَكَ؟ قال: " نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ"التحريم ، فآلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نِسائِه شَهرًا؛ فأنزل اللهُ: " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا "التحريم ،  قال ابن عبَّاس: فسَأَلتُ عُمَر: مَنِ اللَّتانِ تَظاهَرَتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ، فقال: حَفْصةُ وعائشةُ ... تخريج سنن الدارقطني لشعيب الأرناؤوط
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : لم أزَلْ حَريصًا أنْ أسأَل عُمر بن الخطابِ عن المرأتينِ مِن أزواج رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّتينِ قال الله لهما: " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا "التحريم. ؟ وساق الحديثَ. وقال فيه: فاعتزَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه مِن أَجْلِ ذلكَ الحديث حينَ أفشَتْه حَفْصةُ إلى عائشةَ تسعًا وعشرينَ ليلةً، قالتْ عائشةُ: وكان قال: ما أنا بداخلٍ عليهنَّ شَهرًا، مِن شِدَّة مَوجِدته عليهنَّ، حينَ حدَّثَه اللهُ عزَّ وجلَّ حديثَهنَّ، فلمَّا مضَتْ تسع وعشرونَ ليلةً، دخَلَ على عائشة ، فبدَأَ بها، فقالتْ له عائشةُ: إنَّكَ قد آلَيتَ يا رسول الله ، ألَّا تدخُلَ علينا شَهرًا، وإنَّا أصبَحْنا مِن تسعٍ وعشرينَ ليلة، نعُدُّها عدَدًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشَّهر تسعٌ وعشرونَ ليلة ... صحيح النسائي للألباني
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :  لَمْ أزَلْ حرِيصًا علَى أنْ أسأَل عُمَر بن الخطَّاب، عن المَرْأَتَيْن مِن أزوَاج النبيّ صلى الله عليه وسلم، اللَّتَيْن قال اللَّه تعالى: "إنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا"التحريم  ،  حتَّى حَجَّ وحَجَجْتُ معه، وعَدَل وعَدَلْتُ معهُ بإدَاوَة فتَبَرَّز، ثُمَّ جاء فسَكَبْتُ علَى يَدَيْه منها فتَوَضّأ، فقُلتُ له: يا أمير المُؤمنِين مَنِ المرأَتان مِن أزْوَاج النبيّ صلى الله عليه وسلم، اللَّتَان قال اللَّه تعالى: "إنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا"التحريم ؟ ، قال: واعَجَبًا لكَ يا ابن عَبَّاس، هُما عائشة وحَفصة، ثُمَّ اسْتَقْبل عُمر الحَديث يَسُوقُه ، قال: كُنْتُ أنا وجَارٌ لي مِن الأنْصار في بني أُميَّة بن زيد، وهُمْ مِن عَوَالي المدينة، وكُنَّا نتَنَاوَب النُّزول علَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فينْزل يوْمًا وأنزل يوْمًا، فإِذا نَزَلْتُ جئْتُه بما حَدَث مِن خَبَر ذلك اليوم مِن الوَحْي أوْ غيره ، وإذَا نزل فَعَل مِثْل ذلك، وكُنّا معْشَر قريش نغلِب النِّساء ، فلمَّا قدِمْنا علَى الأنْصار إذا قوم تغلِبُهُم نسَاؤُهم، فطَفِق نساؤُنَا يأخُذْن مِن أدَب نساء الأنصار، فصخِبْتُ علَى امْرأتي فرَاجَعتني، فأنكَرْتُ أنْ تُرَاجعني، قالتْ: ولِمَ تُنكرُ أنْ أُرَاجِعك؟ فواللَّه إنّ أزْواج النبيّ صلى الله عليه وسلم ليُراجعْنَه، وإنَّ إحداهُنّ لتَهجُرُه اليوم حتَّى اللّيل، فأفْزَعني ذلك وقُلتُ لها: قدْ خاب مَن فعل ذلك منهنَّ، ثُمَّ جمعْتُ عَلَيَّ ثيابي، فنزلْتُ فدخلْتُ علَى حَفصة فقُلتُ لها: أيْ حَفصة ، أتُغَاضبُ إحداكُنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم اليوم حتَّى اللَّيل؟ قالتْ: نعمْ، فقُلتُ: قدْ خِبْتِ وخسرْتِ، أفَتَأمنِين أنْ يغضَب اللَّه لغَضَب رسولِه صلى الله عليه وسلم فتهْلِكِي؟ لا تستَكْثِرِي النبيّ صلى الله عليه وسلم ولَا تُراجِعيه في شيء ولا تَهجُريه، وسَلِينِي ما بَدا لكِ، ولا يغُرَّنَّك أنْ كانتْ جارتُك أوْضَأ مِنْك وأحبَّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ( يُرِيد عائشَة ) ، قال عُمر: وكُنّا قدْ تَحَدّثنا أنَّ غسَّان تُنْعِل الخيْل لغَزْوِنا، فنَزَل صَاحِبي الأنصاريّ يوم نَوْبَته، فرجَع إليْنا عِشاءً فضَرَب بَابي ضرْبًا شديدًا، وقال: أثَمّ هُوَ؟ ، ففَزِعْتُ فخَرَجْتُ إلَيْه، فقال: قدْ حدث اليوم أمر عظيم، قُلتُ: ما هُو ، أجاء غسّان؟ ، قال: لا، بَلْ أعظَم مِن ذلك وأهْوَل ، طَلَّق النبيّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ، ( وقال عُبيْد بن حُنيْن: سَمِع ابن عبّاس عن عُمَر  فقال: اعْتَزَل النبيّ صلى الله عليه وسلم أزوَاجه) ، فقُلتُ: خابتْ حَفصة وخسِرَت، قد كُنْتُ أظُنّ هذا يوشكُ أنْ يكون، فجمعتُ عَلَيَّ ثيابي، فصلَّيْتُ صلاة الفَجر مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدَخَل النبيّ صلى الله عليه وسلم مَشْرُبَةً له فاعتَزل فيها، ودخَلْتُ علَى حَفصة فإِذا هي تَبكي، فقُلتُ: ما يُبكِيكِ ألمْ أكُنْ حذَّرتُكِ هذا، أطَلّقكُنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قالتْ: لا أدري، ها هو ذا مُعْتَزل في المَشْرُبة، فخرجْتُ فجِئتُ إلى المنبر، فإِذا حَوله رهْطٌ يبكي بَعضهم، فجَلسْتُ معهم قليلًا، ثُمّ غلَبَني ما أجِد، فجِئْتُ المَشرُبة الَّتي فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقُلتُ لغُلَام له أسْوَد: استأْذنْ لعُمر، فدَخَل الغلام فكَلَّم النبيّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رجع، فقال: كلَّمْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وذَكَرْتُكَ له فصَمَت، فانصَرَفْتُ حتَّى جَلسْتُ مع الرّهط الّذين عند المنْبر، ثُمّ غَلَبني ما أجِد فجئتُ فقُلتُ للغُلَام: استأذِن لعُمر، فدَخَل ثُمّ رَجَع، فقال: قدْ ذَكَرْتُك له فصَمَت، فرجَعْتُ فجلسْتُ مع الرّهط الّذين عند المنبر، ثُمَّ غَلَبني ما أجِد، فجئتُ الغلام فقُلتُ: اسْتأذِن لعُمر، فدَخَل ثُمّ رَجَع إليَّ فقال: قدْ ذَكرتُكَ له فصَمَت، فلمَّا ولّيْتُ مُنْصرفًا، قال: إذا الغُلام يدعُوني، فقال: قدْ أذِن لك النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدخَلْتُ علَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هو مُضْطَجِعٌ علَى رمَال حَصِير، ليس بيْنهُ وبيْنهُ فِرَاش، قدْ أثَّر الرِّمَال بجنبِهِ، مُتّكئًا علَى وسَادة مِن أدَمٍ حشْوُها لِيفٌ، فسلّمْتُ عليه، ثُمّ قُلتُ وأنا قائِم: يا رسول اللَّه، أطلَّقْتَ نساءكَ؟ فرَفَع إلَيَّ بصرهُ فقال:" لا " ، فقُلتُ: اللَّه أكبَرُ، ثُمّ قُلتُ وأنا قائِم أسْتأنسُ: يا رسول اللَّه، لو رأَيْتني وكنَّا معشر قرَيش نَغْلب النّساء، فلمَّا قدِمْنا المدينة إذَا قوم تَغْلبُهم نساؤُهم، فتبسَّم النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمّ قُلتُ: يا رسول اللَّه لو رأَيْتَني ودَخَلْتُ علَى حَفصة فقُلتُ لها: لا يغُرّنّكِ أنْ كانتْ جارتُكِ أوْضَأ مِنْكِ، وأحَبَّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ( يُرِيدُ عائشة ) ، فتبَسَّم النبيّ صلى الله عليه وسلم تَبَسُّمَةً أُخرى، فجَلسْتُ حين رأيْتُه تَبَسَّم، فرَفعْتُ بَصَري في بَيْتِه، فوَاللَّه ما رأيْتُ في بَيْته شيئًا يَرُدّ البَصر، غير أهَبَةٍ ثَلاثة، فقُلتُ: يا رسول اللَّه ادْعُ اللَّه فليُوَسّعْ علَى أُمَّتكَ، فإنّ فارس والرُّوم قدْ وُسِّع عليهم وأُعْطُوا الدّنيا، وهُم لا يعْبُدون اللَّه، فجَلَس النبيّ صلى الله عليه وسلم وكان مُتَّكئًا، فقال: " أوفي هذا أنْتَ يا ابْنَ الخَطَّابِ، إنَّ أُولَئِكَ قَوْم عُجِّلُوا طَيِّبَاتهِم في الحياة الدُّنيا " ، فقُلتُ: يا رسول اللَّه اسْتَغْفِرْ لي، فاعْتَزَل النبيّ صلى الله عليه وسلم نساءَهُ مِن أجْل ذلك الحَديث حِين أفْشَتْهُ حَفصة إلى عائِشة تِسْعًا وعشرينَ ليلة، وكان قال:" ما أنَا بدَاخِلٍ عليهنَّ شَهْرًا " مِن شدَّة مَوْجِدَته عليهنّ حين عاتبَهُ اللَّه، فلمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وعشرون ليلة دَخَل علَى عائشة فبَدَأ بهَا، فقالَتْ له عائشة: يا رسول اللَّه، إنَّكَ كُنْت قدْ أقسَمْتَ أنْ لا تدخُل عليْنا شهرًا، وإنَّما أصبَحْتَ مِن تِسْعٍ وعشرين ليلة أعُدُّها عدًّا، فَقالَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً فَكانَ ذلكَ الشّهر تسْعًا وعشرين ليلة، قالَتْ عائشة: ثُمّ أنزَل اللَّه تعالى آية التّخَيُّر، فبدَأَ بي أوَّل امرأة مِن نسَائِه فاخْتَرْتُهُ ، ثُمّ خَيَّر نساءَهُ كُلّهُنَّ فقُلْن مِثْلَ ما قالَتْ عائشَة... رواه البخاري
(*) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال عُمر: وافَقْتُ اللَّه في ثلَاث، أوْ وافَقَني ربِّي في ثلَاث: قُلتُ: يا رسول اللَّه لَوِ اتّخذْتَ مقَام إبراهِيم مُصلًّى، وقُلتُ: يا رسول اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ البَرّ والفاجِر، فلوْ أمَرْتَ أُمّهات المُؤمنين بالحِجاب، فأنْزل اللَّه آيَة الحِجاب، قالَ: وبلَغَنِي مُعاتَبَة النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم بَعْض نسائِهِ، فدَخَلْتُ عليهنَّ، قُلتُ: إنِ انْتهيْتُنّ أوْ ليُبَدِّلنّ اللَّه رسوله صلّى الله عليه وسلَّم خَيْرًا منْكُنَّ، حتَّى أتَيْتُ إحدَى نسَائِهِ، قالتْ: يا عُمر، أما في رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلَّم ما يَعِظُ نساءَهُ، حتَّى تَعِظَهُنَّ أنْتَ؟ فأنْزَل اللَّهُ: "عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبَدِّلَهُ أزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ"الآية ... رواه البخاري
(*) عن عليٍّ رضي اللَّهُ عنه في قولِه تعالى " قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" قال : عَلِّموا أَهليكُم الخَيرَ ... صحيح الترغيب للألباني
(*) سورة "  التحريم"  من المُفَصَّل من سور القرآن الكريم
وعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة :عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، ومكانَ الزَّبورِ المئين ، ومكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ " ... السلسلة الصحيحة 
* و عن أبي وائل قال : جاء رَجُل إلى ابن مسعود، فقال: قَرأتُ المُفَصَّل اللَّيلة في ركْعة ، فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر، لقَد عَرَفْتُ النّظَائر الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم يَقرُن بيْنهُنّ ، فذَكَر عشرين سُورة مِن المُفَصَّل، سُورتيْن في كُلّ ركْعة ... رواه البخاري
* وقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لشرح صحيح البخاري :
قوله " قَرأتُ المُفَصَّل " : تقدم أنه من  ق  إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسُمِّيَ مفصَّلا لكثرة الفصل بين سُورِه بالبسملة على الصحيح

** أسباب نزول آيات سورة التحريم

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

الجمعة، 29 نوفمبر 2019

عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ... سورة التحريم

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:" عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً "
(*) في صحيح مسلم عن ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب ، فقال عمر : فقلت لأعلمن ذلك اليوم ، قال فدخلت على عائشة فقلت : يا ابنة أبي بكر ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالت : مالي ومالك يا ابن الخطاب! عليك بعيبتك! قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها : يا حفصة ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت أشد البكاء ، فقلت لها : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هو في خزانته في المشربة ، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب ، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر. فناديت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم قلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فلم يقل شيئا ، ثم رفعت صوتي فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة ، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن اِرْقَه ؛ فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير ، فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره ؛ وإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة ؛ وإذا أفيق معلق ، قال : فابتدرت عيناي ، قال : "ما يبكيك يا ابن الخطاب" ؟ قلت يا نبي الله ، ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته ، وهذه خزانتك! فقال : "يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا" قلت : بلى. قال : ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ، ما يشق عليك من شأن النساء ؛ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل ، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقلما تكلمت ( وأحمد الله ) بكلام إلا رجوت أن يكون الله عز وجل يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية ، آية التخيير : "وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ" ، "عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ" 
(*) وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت : يا رسول الله ، أطلقتهن ؟ قال : "لا". قلت : يا رسول الله ، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن ؟ قال : "نعم إن شئت"، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه ، وحتى كشر فضحك ، وكان من أحسن الناس ثغرا، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت ؛ فنزلت أتشبث بالجذع ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده ، فقلت : يا رسول الله ، إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين ، قال : "إن الشهر يكون تسعا وعشرين" فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه. ونزلت هذه الآية : " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ" سورة البقرة ، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ؛ وأنزل الله آية التخيير "عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ".
** ورد عند ابن الجوزي في زاد المسير
قال تعالى: " عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً " 
(*) سبب نزولها ما روى أنس عن عمر بن الخطاب قال: بلغني بعض ما آذى به رسول الله نساؤه، فدخلت عليهن، فجعلت أستقرئهن واحدة واحدة، فقلت: والله لتنتهن، أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية
** ورد في تفسير ابن عطية
قال تعالى: " عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً "
(*) قال المهدوي: روي أن هذه الآية نزلت على لسان عمر رضي الله عنه ، وكذا روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم: " عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ "، فنزلت الآية على نحو قوله

إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ... سورة التحريم

** ورد في تفسير ابن عطية
قوله تعالى : " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ " 
(*) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: وجدت حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أم إبراهيم في يوم عائشة فقالت: لأخبرﻧﻬا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:هي عليّ حرام إن قربتها ، فأخبرت عائشة بذلك، فأعلم الله رسوله ذلك، فعرف حفصة بعض ما قالت، فقالت له: من أخبرك قال: " نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ "، فآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا، فأنزل الله تبارك وتعالى " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا .." الآية.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ "
(*) في صحيح مسلم عن ابن عباس قال : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له ، حتى خرج حاجًّا فخرجت معه ، فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، فوقفت حتى فرع ، ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين ، من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ؟، فقال : تلك حفصة وعائشة ... إلى آخر الحديث
(*) وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب - فقال عمر : فقلت لأعلمن ذلك اليوم ، قال فدخلت على عائشة فقلت : يا ابنة أبي بكر ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالت : مالي ومالك يا ابن الخطاب! عليك بعيبتك! قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها : يا حفصة ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت أشد البكاء ، فقلت لها : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هو في خزانته في المشربة ، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب ، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر. فناديت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم قلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فلم يقل شيئا ، ثم رفعت صوتي فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة ، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن اِرْقَه ؛ فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير ، فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره ؛ وإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة ؛ وإذا أفيق معلق ( قال ) فابتدرت عيناي. قال : "ما يبكيك يا ابن الخطاب" ؟ قلت يا نبي الله ، ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته ، وهذه خزانتك! فقال : "يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا" قلت : بلى. قال : ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ، ما يشق عليك من شأن النساء ؛ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل ، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقلما تكلمت ( وأحمد الله ) بكلام إلا رجوت أن يكون الله عز وجل يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية ، آية التخيير
** ورد في تفسير ابن عطية
قوله تعالى : " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ "
(*)  يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لا تكترث بأمر نسائك، والله معك وجبريل معك وأبو بكر معك، وأنا معك، فنزلت الآية موافقة نحوا من قول عمر.

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ... سورة التحريم

** ورد عند الواحدي
 قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .." الآية.
(*) عن علي بن عباس، عن ابن عباس،عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت: لِمَ تُدخلها بيتى، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك، فقال لها:" لا تذكري هذا لعائشة، هي علي حرام إن قربتها"، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقرﺑﻬا وقال لها: لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فأبَى أن يدخل على نسائه شهرا واعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .. " الآية.
(*) عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر  واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فعرفت فسألت عن ذلك، فقيل لي :أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم شربة، قلت: أما والله لنحتال له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، قالت تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمَرَتنى به، فلما دنا منها قالت له سودة: قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا  ، قالت : فما هذه الريح التي أجد منك، قال:" سقتني حفصة شربة عسل "، قالت: جرست نحلة العرفط قالت: فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله أسقيك منه ؟ قال:" لا حاجة لي فيه "، تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي .. رواه البخاري عن فرقد، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر.
* عن ابن أبى مليكة، أن سودة بنت زمعة كانت لها خؤولة باليمن، وكان يهدى إليها العسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، وكانت حفصة وعائشة متآخيتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إحداهما للاخرى: ماترين إلى هذا ؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، فإذا دخل فخذي بأنفك، فإذا قال مالك ؟ قولى: أجد منك ريحا لاأدرى ماهى، فإنه إذا دخل عليّ قلت مثل ذلك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت
بأنفها فقال: "مالك ؟" ، قالت: ريحا أجد منك وما أراه إلا مغافير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذ وجدها، ثم إذ دخل على الاخرى فقالت له مثل ذلك، فقال: لقد قالت لي هذا فلانة، وماهذا إلا من شئ أصبته في بيت سودة، ووالله لا أذوقه أبدا.
قال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ..".
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
في سبب نزولها قولان .
(*) أحدهما: أن حفصة ذهبت إلى أبيها تتحدث عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة ، فرجعت حفصة ، فوجدتها في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها ، وغارت غيرة شديدة . فلما دخلت حفصة قالت: قد رأيت من كان عندك . والله لقد سؤتني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لأرضينك، وإني مسر إليك سرا فاحفظيه" ، قالت: وما هو؟ قال "إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضى لك"، وكانت عائشة وحفصة متظاهرتين على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حفصة إلى عائشة ، فقالت لها: أبشري، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته ، فنزلت هذه الآية رواه العوفي عن ابن عباس . 
* وقد روي عن عمر نحو هذا المعنى، وقال فيه: فقالت حفصة: كيف تحرّمها عليك، وهي جاريتك؟!، فحلف لها أن لا يقربها، فقال لها: "لا تذكريه لأحد" فذكرته لعائشة ، فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا، فنزلت هذه الآية 
* وقال الضحاك: قال لها: "لا تذكري لعائشة ما رأيت"، فذكرته، فغضبت عائشة، ولم تزل بنبي الله حتى حَلف أن لا يقربها، فنزلت هذه الآية، وإلى هذا المعنى: ذهب سعيد بن جبير ، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، ومسروق، ومقاتل، والأكثرون . 
(*) والثاني: ما روى عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من صلاة العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر، واحتبس عندها، فسألت عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك، فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول الله أسقيك منه؟ قال: " لا حاجة لي فيه "، قالت: تقول: سودة سبحان الله، والله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي، أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيحين" .
* وفي رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس:  أن التي شرب عندها العسل سودة، فقالت له عائشة: إني لأجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة، فقالت: إني أجد منك ريحا فقال: " إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه" ، فنزلت هذه الآية 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " 
(*) ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا ، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : "بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له". فنزل : "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ " إلى قوله " إِنْ تَتُوبَا" لعائشة  وحفصة
* وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلي العصر دار على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فأحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل ، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة. فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك لا. فقولي له : ما هذه الريح ؟ ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح ) ، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له : جرست نحله العُرْفُط. وسأقول ذلك له ، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة - قالت : تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي ، وإنه لعلى الباب ، فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ قال : "لا" قالت : فما هذه الريح ؟ قال : "سقتني حفصة شربة عسل" قال : جرست نحله العرفط ، فلما دخل عَلَيّ قلت له مثل ذلك ، ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت : يا رسول الله ، ألا أسقك منه ، قال "لا حاجة لي به" قالت : تقول سودة سبحان الله! والله لقد حرمناه. قالت : قلت لها اسكتي. ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها العسل حفصة. وفي الأولى زينب. وروي ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وقد قيل : إنما هي أم سلمة ، رواه أسباط عن السدي. وقاله عطاء بن أبي مسلم. 
(*) روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة ، فوجدته حفصة معها ( وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها ) فقالت له : تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك ، فقال لها : "لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها" قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك ؟ فحلف لها ألا يقربها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تذكريه لأحد" ، فذكرته لعائشة ، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا ، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة ، فأنزل الله عز وجل "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ" الآية.