** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) يقول : لم تقطعوا إليها شقة ولا لقيتم بها حربا ولا مشقة ؛ وإنما كانت من المدينة على ميلين ؛ قاله الفراء.
فمشوا إليها مشيا ولم يركبوا خيلا ولا إبلا ؛ إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ركب جملا وقيل حمارا مخطوما بليف ، فافتتحها صُلحا وأجلاهم وأخذ أموالهم ، فسأل المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم لهم فنزلت : "وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ .." الآية ، فجعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث شاء ؛ فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين.
(*) قيل : لما ترك بنو النضير ديارهم وأموالهم طلب المسلمون أن يكون لهم فيها حظ كالغنائم ؛ فبين الله تعالى أنها فِيء وكان جرى ثم بعض القتال ؛ لأنهم حوصروا أياما وقاتلوا وقتلوا ، ثم صالحوا على الجلاء ، ولم يكن قتال على التحقيق ؛ بل جرى مبادئ القتال وجرى الحصار ، وخص الله تلك الأموال برسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد : اعلمهم الله تعالى وذكرهم أنه إنما نصر رسول صلى الله عليه وسلم ونصرهم بغير كراع ولا عدة. " وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " أي من أعدائه. وفي هذا بيان أن تلك الأموال كانت خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أصحابه.
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) لما يأس اليهود أعداء الله من عون المنافقين رُعبوا رُعبا شديدا بعد قتال إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح فصالحهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أن يؤمنهم على دمائهم وذراريهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يحملون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع وتعيد أموالهم فيئاً للمسلمين ، فساروا قبل الشام إلى أذرعات وأريحا ، وكان ما تركوا من الأموال فيئاً للمسلمين، فسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم الخمس كما خمس يوم بدر، ووقع فى أنفسهم حين لم يخمس فأنزل الله تعالى "وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ " يعني أموال بني النضير "فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ" يعني على الفيء "مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ" يعني الإبل يقول لم تركبوا فرسا، ولا بعيرا، ولكن مشيتم مشيا حتى فتحتموها غَيْر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارا له، فذلك قوله: " وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ " يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يعنيهم، "وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ" من النصر وفتحها " قَدِيرٌ"
** ورد في التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(*) معنى الآية أن الصحابة طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم الفيء بينهم كما قسم الغنيمة بينهم ، فذكر الله الفرق بين الأمرين ، وهو أن الغنيمة ما أتعبتم أنفسكم في تحصيلها وأوجفتم عليها الخيل والركاب ، بخلاف الفيء فإنكم ما تحملتم في تحصيله تعبا ، فكان الأمر فيه مفوضا إلى الرسول يضعه حيث يشاء .
(*) ههنا سؤال : وهو أن أموال بني النضير أخذت بعد القتال لأنهم حوصروا أياما ، وقاتلوا وقتلوا ثم صالحوا على الجلاء . فوجب أن تكون تلك الأموال من جملة الغنيمة لا من جملة الفيء ، ولأجل هذا السؤال ذكر المفسرون ههنا وجهين :
* الأول : أن هذه الآية ما نزلت في قرى بني النضير ؛ لأنهم أوجفوا عليهم بالخيل والركاب ، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، بل هو في فدك ، وذلك لأن أهل فدك انجلوا عنه فصارت تلك القرى والأموال في يد الرسول صلى الله عليه وسلم من غير حرب ، فكان عليه صلى الله عليه وسلم يأخذ من غلة فدك نفقته ونفقة من يعوله ، ويجعل الباقي في السلاح والكراع
* الثاني : إن هذه الآية نزلت في بني النضير وقراهم ، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب ، ولم يقطعوا إليها مسافة كثيرة ، وإنما كانوا على ميلين من المدينة فمشوا إليها مشيا ، ولم يركب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان راكب جمل ، فلما كانت المقاتلة قليلة والخيل والركب غير حاصل ، أجراه الله تعالى مجرى ما لم يحصل فيه المقاتلة أصلا ، فخصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الأموال ، ثم رُوي أنه قسمها بين المهاجرين ، ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة ، وهم : أبو دجانة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة .
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) يقول : لم تقطعوا إليها شقة ولا لقيتم بها حربا ولا مشقة ؛ وإنما كانت من المدينة على ميلين ؛ قاله الفراء.
فمشوا إليها مشيا ولم يركبوا خيلا ولا إبلا ؛ إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ركب جملا وقيل حمارا مخطوما بليف ، فافتتحها صُلحا وأجلاهم وأخذ أموالهم ، فسأل المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم لهم فنزلت : "وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ .." الآية ، فجعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث شاء ؛ فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين.
(*) قيل : لما ترك بنو النضير ديارهم وأموالهم طلب المسلمون أن يكون لهم فيها حظ كالغنائم ؛ فبين الله تعالى أنها فِيء وكان جرى ثم بعض القتال ؛ لأنهم حوصروا أياما وقاتلوا وقتلوا ، ثم صالحوا على الجلاء ، ولم يكن قتال على التحقيق ؛ بل جرى مبادئ القتال وجرى الحصار ، وخص الله تلك الأموال برسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد : اعلمهم الله تعالى وذكرهم أنه إنما نصر رسول صلى الله عليه وسلم ونصرهم بغير كراع ولا عدة. " وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " أي من أعدائه. وفي هذا بيان أن تلك الأموال كانت خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أصحابه.
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) لما يأس اليهود أعداء الله من عون المنافقين رُعبوا رُعبا شديدا بعد قتال إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح فصالحهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أن يؤمنهم على دمائهم وذراريهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يحملون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع وتعيد أموالهم فيئاً للمسلمين ، فساروا قبل الشام إلى أذرعات وأريحا ، وكان ما تركوا من الأموال فيئاً للمسلمين، فسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم الخمس كما خمس يوم بدر، ووقع فى أنفسهم حين لم يخمس فأنزل الله تعالى "وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ " يعني أموال بني النضير "فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ" يعني على الفيء "مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ" يعني الإبل يقول لم تركبوا فرسا، ولا بعيرا، ولكن مشيتم مشيا حتى فتحتموها غَيْر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارا له، فذلك قوله: " وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ " يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يعنيهم، "وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ" من النصر وفتحها " قَدِيرٌ"
** ورد في التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)
قوله تعالى:" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(*) معنى الآية أن الصحابة طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم الفيء بينهم كما قسم الغنيمة بينهم ، فذكر الله الفرق بين الأمرين ، وهو أن الغنيمة ما أتعبتم أنفسكم في تحصيلها وأوجفتم عليها الخيل والركاب ، بخلاف الفيء فإنكم ما تحملتم في تحصيله تعبا ، فكان الأمر فيه مفوضا إلى الرسول يضعه حيث يشاء .
(*) ههنا سؤال : وهو أن أموال بني النضير أخذت بعد القتال لأنهم حوصروا أياما ، وقاتلوا وقتلوا ثم صالحوا على الجلاء . فوجب أن تكون تلك الأموال من جملة الغنيمة لا من جملة الفيء ، ولأجل هذا السؤال ذكر المفسرون ههنا وجهين :
* الأول : أن هذه الآية ما نزلت في قرى بني النضير ؛ لأنهم أوجفوا عليهم بالخيل والركاب ، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، بل هو في فدك ، وذلك لأن أهل فدك انجلوا عنه فصارت تلك القرى والأموال في يد الرسول صلى الله عليه وسلم من غير حرب ، فكان عليه صلى الله عليه وسلم يأخذ من غلة فدك نفقته ونفقة من يعوله ، ويجعل الباقي في السلاح والكراع
* الثاني : إن هذه الآية نزلت في بني النضير وقراهم ، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب ، ولم يقطعوا إليها مسافة كثيرة ، وإنما كانوا على ميلين من المدينة فمشوا إليها مشيا ، ولم يركب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان راكب جمل ، فلما كانت المقاتلة قليلة والخيل والركب غير حاصل ، أجراه الله تعالى مجرى ما لم يحصل فيه المقاتلة أصلا ، فخصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الأموال ، ثم رُوي أنه قسمها بين المهاجرين ، ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة ، وهم : أبو دجانة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق