<title>أسباب نزول آيات القرآن : سورة الأحقاف
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة الأحقاف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة الأحقاف. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

أسباب نزول آيات سورة الأحقاف

أسباب نزول قوله تعالى : وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ

أسباب نزول قوله تعالى : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

أسباب نزول قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ

أسباب نزول قوله تعالى : وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

أسباب نزول قوله تعالى : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ 

السبت، 6 يونيو 2020

سورة الأحقاف وفضلها

** سورة الأحقاف هي
(*) السورة السادسة والأربعون في ترتيب المصحف الشريف
(*) مكية في قول  العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عباس أنها مكية، وبه قال الحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والجمهور .
* وروي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: فيها آية مدنية، وهي قوله:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ... "الأحقاف 
* وقال مقاتل: نزلت بمكة غير آيتين: قوله:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .. "الأحقاف ، وقوله: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل"الأحقاف ، نزلتا بالمدينة 
(*) عدد آياتها  35 آية  
(*) نزلت سورة  الأحقاف بعد سورة   الجاثية
(*) إحدي السور التي تبدأ بحروف مقطعة
(*) إحدى سور الحواميم السبعة والتي تبدأ بالحرفين " حم " 
* والحواميم ( أو ال حاميم) هي :
غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف 
حيث أن جميعها مكية وكما أنها متتالية في النزول ، وهي متتالية كذلك في ترتيب المصحف الشريف
(*) سُميت سورة الأحقاف لورود كلمة الأحقاف في قوله تعالى " وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ  "
** فضل سورة الأحقاف
(*) عن عبدالله بن مسعود قال : أقرأني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليْه وسلَّم سورةً منَ آلِ (حم) وهي الأحقافُ قال: وكانتِ السُّورةُ إذا كانت أَكثرَ من ثلاثينَ آيةً سمِّيت ثلاثينَ ... الدر المنثور للسيوطي
(*) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رجلًا يقرأُ حم الثلاثينَ يعني الأحقافَ فقرأ حرفًا وقرأ رجلٌ آخرُ حرفًا فلم يقرأْه صاحبُه وقرأتُ أحرفًا فلم يقرأْها صاحِبي فانطلقنا إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلم فأخبرناه فقال :" لا تختلفوا فإنما هلَك مَن كان قبلَكم باختلافِهم ، ثم قال : انظروا أقرأَكم رجلًا فخُذوا بقراءتِه " ... مسند أحمد لأحمد شاكر
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ"الأحقاف ، قال: الخَطُّ ... مسند أحمد لأحمد شاكر
(*) أحد أشعار حسَّان بن ثابِت وقد ذكر فيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلَّم وبعض الأنبياء ومنهم نبي الله هود عليه السلام  حيث لقَّبَه  " أخا الأحقاف " 
عن حبيب بن أبي ثابت قال : أنَّ حسَّان بن ثابِت أنشدَ النَّبِيَّ صلّى اللَّه عليه وسلَّم : شهدتُ بإذنِ اللَّهِ أنَّ محمَّدًا 
رسولُ الَّذى فوقَ السَّمواتِ مِن عَلِ 
وأنَّ أبا يحيى ويَحيى كلاهُما 
له عملٌ من ربِّه متقبَّلُ
وأنَّ أخا الأحقافِ إذ قام فيهِمُ
يقومُ بذاتِ اللَّهِ فيهِم ويعدِلُ
فقال النَّبِيُّ صلّى اللَّه عليه وسلَّم :" وأنا" ... العرش للذهبي
(*) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ما سَمِعْتُ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم، يقول لأحَدٍ يَمْشِي علَى الأرْضِ" إنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ "، إلَّا لِعَبد اللَّه بن سَلَام ، قال: وفيهِ نَزَلتْ هذه الآية " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِن بَنِي إسْرَائِيلَ علَى مِثْلِهِ "الأحقاف . الآيَةَ ... رواه البخاري 
(*) عن ابن عبَّاس رضِي اللهُ عنهما قال: إذا وضَعتِ المرأةُ في تِسعةِ أشهُرٍ كفاهُ منَ الرَّضاعِ واحدٌ وعشرونَ شهرًا، وإذا وضعَتْ لِسَبعةِ أشهُرٍ كفاهُ منَ الرَّضاعِ ثلاثةٌ وعشرونَ شهرًا، وإذا وضعَتْ لِستَّةِ أشهُرٍ فحَوْلانِ كاملانِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى يقولُ: "وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"الأحقاف ...  تخريج مشكل الآثار لشعيب الأرناؤوط 
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : إني لَصاحِب المرأة التي أُتِيَ بها عُمَرُ، وضعتْ لسِتَّة أشهر، فأَنكَرَ الناس ذلك، فقلتُ لعُمر: لمْ تَظلِمْ قال: وكيف؟ قال: قلتُ له: اقرأْ: " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"الأحقاف ، وقال: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ"البقرة ؛ كم الحَوْلُ؟ قال: سَنةٌ، قلتُ: كم السَّنةُ؟ قال: اثنا عَشَرَ شهرًا، قلتُ: فأربعةٌ وعِشرون شهرًا حوْلانِ كاملانِ، ويُؤخَّرُ مِن الحَملِ ما شاءَ اللهُ ويُقدَّمُ، فاستراحَ عُمرُ إلى قوْلي ... تخريج مشكل الآثار لشعيب الأرناؤوط 
(*) عن عبدالرحمن بن أزهر أنَّ عُثْمان بن عفَّان خرَج يومًا فصلَّى الصَّلاةَ ثمَّ جلَس على المِنْبَرِ فأثنى على اللهِ بما هو أهلُه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ ها هنا امرأةً إخالُها قد جاءَتْ بشيءٍ، ولَدَتْ في سِتَّة أشهُر، فما ترَوْنَ فيها ؟ فناداه ابن عبَّاس فقال: إنَّ اللهَ قال: " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"الأحقاف ، وقال: " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"البقرة ؛ فأقَلُّ الحملِ سِتَّةُ أشهُرٍ، فترَكها عُثْمانُ ولم يرجُمْها ... إرشاد الفقيه لابن كثير
(*) كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم  إذا ظن أن  السحاب فيه المطر يتغير وجهه لخوفه أن يكون العقاب من الله لمن لم يؤمن وليس أمطار ويتذكر قول عاد قوم هود عليه السلام في سورة الأحقاف قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ " ، وذلك حين رأوا السحاب فظنوا أنه المطر ، ولكنه لم يكن إلا هلاكهم  
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها  قالت : كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم، إذَا رَأَى مَخِيلَةً في السَّمَاءِ، أقْبَلَ وأَدْبَرَ، ودَخَلَ وخَرَجَ، وتَغَيَّرَ وجْهُهُ، فَإِذَا أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنْه، فَعَرَّفَتْهُ عائشَة ذلك، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم:" ما أدْرِي لَعَلَّهُ كما قالَ قَوْمٌ: " فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أوْدِيَتِهِمْ"الأحقاف . الآيَةَ "... رواه البخاري 
(*) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :  كان رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم إذا عصَفتِ الرِّيحُ قال:" اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ خيرَها، وخيرَ ما فيها، وخيرَ ما أُرسِلَتْ به، وأَعوذُ بكَ من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرسِلَتْ به "، وإذا تخيَّلتِ السَّماءُ تغيَّر لونُهُ ودخَل، وخرَج وأقبَل، وأدبَر، فإذا مطَرتْ سُرِّيَ عنه، فسأَلتْهُ عائشةُ، فقال:" لعلَّهُ كما قال قومُ عادٍ: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"الأحقاف ... تخريج مشكل الآثار لشعيب الأرناؤوط
(*) عن صفوان بن عبدالله بن صفوان قال: استأذن سعدٌ على ابنِ عامرٍ وتحتَه مَرافقُ من حريرٍ فأمر بها فرُفِعتْ فدخل عليه وعليه مَطرفُ خزٍّ فقال له : استأذنتَ عليَّ وتحتي مرافقُ من حريرٍ فأمرتُ بها فرُفعتْ فقال له نِعمَ الرجلُ أنت يا ابنَ عامرٍ إن لم تكن ممن قال اللهُ عزَّ وجلَّ :" أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيا " واللهِ لأَنْ أضطجعَ على جمرِ الغَضَا أحبُّ إليَّ من أن أضطجعَ عليها ... السلسلة الصحيحة للألباني
* ورد في تفسير القرطبي  قول قتادة : ذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال : لو شئت كنت أطيبكم طعاما ، وألينكم لباسا ، ولكني أستبقي طيباتي للآخرة. 
* ورد في صحيح مسلم : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربته حين هجر نساءه قال : فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسِي في البيْت، فوَاللَّه، ما رأيْتُ فيه شيئًا يَرُدُّ البَصَر، إلَّا أُهُبًا ثلاثة، فقُلتُ: ادْعُ اللَّهَ يا رسول الله ، أَنْ يُوَسِّع علَى أُمَّتِكَ ، فقَدْ وَسَّع علَى فَارس والرُّوم، وهُمْ لا يَعبُدون اللَّه ، فاسْتَوَى جالِسًا، ثُمَّ قال:" أَفِي شَكٍّ أنتَ يا ابن الخطَّاب، أُولَئِك قَوْم عُجِّلَتْ لهم طَيِّبَاتُهُمْ في الحياة الدُّنْيا " فقُلتُ: اسْتَغْفر لي يا رسول الله ... رواه مسلم

** أسباب نزول آيات سورة الأحقاف

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ... سورة الأحقاف

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ، يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ... "
* قوله تعالى : "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ" هذا توبيخ لمشركي قريش ، أي إن الجن سمعوا القرآن فآمنوا به وعلموا أنه من عند الله وأنتم معرضون مصرون على الكفر.
(*) قال المفسرون ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم : لما مات أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم وحده إلى الطائف يلتمس من ثقيف النصرة فقصد عبد ياليل ومسعودا وحبيبا ، فدعاهم إلى الإيمان وسألهم أن ينصروه على قومه فقال أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ، وقال الآخر : ما وجد الله أحدا يرسله غيرك ، وقال الثالث : والله لا أكلمك كلمة أبدا ، إن كان الله أرسلك كما تقول فأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، وإن كنت تكذب فما ينبغي لي أن أكلمك ، ثم أغروا به سفهاءهم  وعبيدهم يسبونه ويضحكون به ، حتى اجتمع عليه الناس وألجؤوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة. 
 قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، لمن تكلني إلى عبد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك من أن ينزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك"
فرحمه ابنا ربيعة وقالا لغلام لهما نصراني يقال له عداس : خذ قطفا من العنب وضعه في هذا الطبق ثم ضعه بين يدي هذا الرجل ، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم "باسم الله" ثم أكل ، فنظر عدّاس إلى وجهه ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من أي البلاد أنت يا عداس وما دينك" قال : أنا نصراني من أهل نينوى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى" ؟ فقال : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ قال : "ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي" فانكب عدّاس حتى قبل رأس النبي صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه. فقال له ابنا ربيعة : لم فعلت هكذا ؟ فقال : يا سيدي ما في الأرض خير من هذا ، أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي.
ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان ببطن نخلة قام من الليل يصلي فمر به نفر من جِنّ أهل نصيبين ، وكان سبب ذلك أن الجن كانوا يسترقون السمع ، فلما حرست السماء ورموا بالشهب قال إبليس : إن هذا الذي حدث في السماء لشيء حدث في الأرض ، فبعث سراياه ليعرف الخبر ، أولهم ركب نصيبين وهم أشراف الجن إلى تهامة ، فلما بلغوا بطن نخلة سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغداة ببطن نخلة ويتلو القرآن ، فاستمعوا له و"قَالُوا أَنْصِتُوا"
* قال ابن مسعود : هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة ، فلما سمعوه "قَالُوا أَنْصِتُوا" قالوا صه. وكانوا سبعة : أحدهم زوبعة ، فأنزل الله تعالى : "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا" الآية إلى قوله : "فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"الأحقاف 
(*) وقيل : بل أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينذر الجن ويقرأ عليهم القرآن ، فصرف الله إليه نفرا من الجن ليستمعوا منه وينذروا قومهم ، فلما تلا عليهم القرآن وفرغ انصرفوا بأمره قاصدين من وراءهم من قومهم من الجن ، منذرين لهم مخالفة القرآن ومحذرين إياهم بأس الله إن لم يؤمنوا. وهذا يدل على أنهم آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه أرسلهم. ويدل على هذا قولهم : "يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ"الأحقاف ، ولولا ذلك لما أنذروا قومهم 
 ** ورد في زاد المسير لابن الجوزي
قوله تعالى:" وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ " 
وبخ الله عز وجل بهذه الآية كفار قريش بما آمنت به الجن . 
(*) وفي سبب صرفهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم 
أحدها: أنهم صُرفوا إليه بسبب ما حدث من رجمهم بالشهب .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن، ولا رآهم، وإنما أتوه وهو بـ "نخلة" فسمعوا القرآن .
والثاني: أنهم صُرفوا إليه لينذرهم، وأُمِر أن يقرأ عليهم القرآن، هذا مذهب جماعة، منهم قتادة . وفي أفراد مسلم من حديث علقمة قال: قلت لعبد الله: من كان منكم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد، فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة، فقلنا: اغتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استطير، فانطلقنا نطلبه في الشعاب، فلقيناه مقبلا من نحو حراء، فقلنا: يا رسول الله، أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك، وقلنا له: بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك، فقال: "إنه أتاني داعي الجن، فذهبت أقرئهم القرآن"، فذهب بنا، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . 
والثالث: أنهم مروا به وهو يقرأ، فسمعوا القرآن . 
فذكر بعض المفسرين أنه لما يئس من أهل مكة أن يجيبوه، خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام وذلك بعد موت أبي طالب، فلما كان ببطن نخلة قام يقرأ القرآن في صلاة الفجر، فمر به نفر من أشراف جن نصيبين، فاستمعوا القرآن .
** ورد عند البغوي
قوله تعالى:"وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ " 
(*) قال المفسرون : لما مات أبو طالب خرج رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وحده إلى الطائف يلتمس من ثقيف النصر والمنعة له من قومه ، فروى محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : لما انتهى رسول الله  صلى الله عليه وسلم إلى الطائف إلى نفر من ثقيف ، وهم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة : عبد ياليل ، ومسعود ، وحبيب بنو [ عمرو بن ] عمير ، وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح ، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، والقيام معه على من خالفه من قومه .
فقال له أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة ، إن كان الله أرسلك ، وقال الآخر : ما وجد الله أحدا يرسله غيرك ؟ وقال الثالث : والله ما أكلمك كلمة أبدا ، لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك .
فقام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من عندهم ، وقد يئس من خير ثقيف ، وقال لهم : " إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي  سِرِّي"  ، وكره رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن يبلغ قومه فيزيدهم عليه ذلك ، فلم يفعلوا ، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس ، وألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وهما فيه فرجع عنه سفهاء ثقيف ومن كان تبعه ، فعمد إلى ظل حبلة من عنب ، فجلس فيه ، وابنا ربيعة ينظران إليه ، ويريان ما لقي من سفهاء ثقيف ، ولقد لقي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  تلك المرأة التي من بني جمح ، فقال لها :" ماذا لقينا من أحمائك ؟"
فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك " .
فلما رأى ابنا ربيعة ما لقي تحركت له رحمهما فدعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له : عداس ، فقالا له : خذ قطفا من العنب وضعه في ذلك الطبق ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ، فقل له يأكل  منه ، ففعل ذلك عداس ، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده قال :" بسم الله" ، ثم أكل فنظر عداس إلى وجهه ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أي البلاد أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟" قال : أنا نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟" قال له : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي " ، فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رأسه ويديه وقدميه .
قال : فيقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه : أما غلامك فقد أفسده عليك ، فلما جاءهم عداس قالا له : ويلك يا عداس ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ قال : يا سيدي ما في الأرض خير من هذا الرجل ، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي ، فقالا ويحك يا عداس لا يصرفك عن دينك فإن دينك خير من دينه.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي فمر به نفر من جن أهل نصيبين اليمن ، فاستمعوا له ، فلما فرغ من صلاته ولُّوا إلى قومهم منذرين ، قد آمنوا وأجابوا لما سمعوا ، فقص الله خبرهم عليه ، فقال : " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ  "
** ورد في تفسير البحر المحيط
قوله تعالى:"وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ  "
(*) الذي يجمع اختلاف الروايات أن قصة الجن كانت مرتين .
* إحداهما : حين انصرف من الطائف ، وكان خرج إليهم يستنصرهم في قصة ذكرها أصحاب السير . فروي أن الجن كانت تسترق السمع ، فلما بعث الرسول ، حرست السماء ، ورمي الجن بالشهب ، قالوا : ما هذا إلا أمر حدث . وطافوا الأرض ، فوافوا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بوادي نخلة ، وهو قائم يصلي ، فاستمعوا لقراءته ، وهو لا يشعر ، فأنبأه الله باستماعهم .
* والمرة الأخرى أن الله أمره أن ينذر الجن ويقرأ عليهم فقال : " إني أمرت أن أقرأ على الجن فمن يتبعني " ، قالها ثلاثا ، فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود ، قال : لم يحضره أحد ليلة الجن غيري . فانطلقنا حتى إذا كنا في شعب الحجون ، خط لي خطا وقال : " لا تخرج منه حتى أعود إليك " ، ثم افتتح القرآن . وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ، وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ، ثم تقطعوا تقطع السحاب ، فقال لي : " هل رأيت شيئا " ؟ قلت : نعم ، رجالا سودا مستثفري ثياب بيض ، فقال : " أولئك جن نصيبين " . وكانوا اثني عشر ألفا ، والسورة التي قرأها عليهم :" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ" . وفي آخر هذا الحديث قلت : يا رسول الله ، سمعت لهم لغطا ، فقال : " إنهم تدارءوا في قتيل لهم فحكمت بالحق " . وقد روي عن ابن مسعود أنه لم يحضر أحد ليلة الجن

وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... سورة الأحقاف


** ورد عند الواحدي

قوله تعالى:" حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً "الآية.
(*) قال ابن عباس في رواية عطاء: أنزلت في أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في التجارة، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدِّين، فقال له: من الرجل  الذي في ظل السدرة ؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: هذا والله نبي، وما استظل تحتها أَحَد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضوره، فلما نُبِّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلَم وصدَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ أربعين سنة قال " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ".
** ورد عند القرطبي
 قوله تعالى:وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
(*) روي أن الآية نزلت في أبي بكر الصديق ؛ وكان حمله وفصاله في ثلاثين شهرا ، حملته أمه تسعة أشهر وأرضعته إحدى وعشرين شهرا. وفي الكلام إضمار ، أي ومدة حمله ومدة فصاله ثلاثون شهرا ، ولولا هذا الإضمار لنصب ثلاثون على الظرف وتغير المعنى.
(*) و قوله تعالى : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ " 
قال ابن عباس : "أَشُدَّهُ" ثماني عشرة سنة ، وقال في رواية عطاء عنه : إن أبا بكر صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام للتجارة ، فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك فسأله عن الدِّين. فقال الراهب : من الرجل الذي في ظل الشجرة ؟ فقال : ذاك محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب. فقال : هذا والله نبي ، وما استظل أحد تحتها بعد عيسى. فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق ، وكان لا يكاد يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضره. فلما نُبِّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة ، صدَّق أبو بكر رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية وثلاثين سنة. فلما بلغ أربعين سنة قال : " قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ " الآية. 
* وقال السدي والضحاك : نزلت في سعد بن أبي وقاص
* وقال الحسن : هي مرسلة نزلت على العموم. والله أعلم.
* وقال علي رضي الله عنه : هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره ، فأوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده. ووالده هو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمه أم الخير ، واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد. وأم أبيه أبي قحافة "قيلة" ، وامرأة أبي بكر الصديق اسمها قتيلة بنت عبد العزى. 
(*) قوله تعالى:"وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ " 
قال ابن عباس : فأجابه الله فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله منهم بلال وعامر بن فهيرة ، ولم يدع شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه. وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح منكم اليوم صائما" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال : "فمن تبع منكم اليوم جنازة" ؟ قال أبو بكر :أنا. قال : "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال : "فمن عاد منكم اليوم مريضا" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة" .
(*) قوله تعالى : "وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي"  
قال ابن عباس : فلم يبق له ولد ولا والد ولا والدة إلا امنوا بالله وحده. ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله أسلم هو وأبواه وأولاده وبناته كلهم إلا أبو بكر. 
وقال سهل بن عبدالله : المعنى اجعلهم لي خلف صدق ، ولك عبيد حق. وقال أبو عثمان : اجعلهم أبرارا لي مطيعين لك. وقال ابن عطاء : وفقهم لصالح أعمال ترضى بها عنهم. وقال محمد بن علي : لا تجعل للشيطان والنفس والهوى عليهم سبيلا.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى:"وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
(*) اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على ثلاثة أقوال :
* أحدها: أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في تجارة، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين، فقال له: مَنْ الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال: هذا والله نبي، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضره، فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ أربعين سنة قال: " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ "، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الأكثرون; قالوا: فلما بلغ أبو بكر أربعين سنة، دعا الله عز وجل بما ذكره في هذه الآية، فأجابه الله، فأسلم والداه وأولاده ذكورهم وإناثهم، ولم يجتمع ذلك لغيره من الصحابة .
* والقول الثاني: أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص، وهذا مذهب الضحاك، والسدي .
* والثالث: أنها نزلت على العموم، قاله الحسن . 
(*) قوله تعالى: " وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ" قال ابن عباس: أجابه الله ( يعني أبا بكر) ، فأعتق تسعة من المؤمنين كانوا يُعذَّبون في الله عز وجل، ولم يرد شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه، واستجاب له في ذريته فآمنوا

الأحد، 29 سبتمبر 2019

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ... سورة الأحقاف

** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ " 
في سبب نزولها خمسة أقوال .
(*)  أحدها: أن الكفار قالوا: لو كان دين محمد خيرا ما سبقنا إليه اليهود، فنزلت هذه الآية، قاله مسروق .
(*) والثاني: أن امرأة ضعيفة البصر أسلمت، وكان الأشراف من قريش يهزؤون بها ويقولون: والله لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا هذه إليه، فنزلت هذه الآية، قاله أبو الزناد .
(*) والثالث: أن أبا ذر الغفاري أسلم واستجاب به قومه إلى الإسلام، فقالت قريش: لو كان خيرا ما سبقونا إليه، فنزلت هذه الآية، قاله أبو المتوكل .
(*) والرابع: أنه لما اهتدت مزينة وجهينة وأسلمت، قالت أسد وغطفان: لو كان خيرا ما سبقنا إليه رعاء الشاء، يعنون مزينة وجهينة، فنزلت هذه الآية، قاله ابن السائب .
(*) والخامس: أن اليهود قالوا: لو كان دين محمد خيرا ما سبقتمونا إليه، لأنه لا علم لكم بذلك، ولو كان حقا لدخلنا فيه، ذكره أبو سليمان الدمشقي وقال: هو قول من يقول: إن الآية نزلت بالمدينة; ومن قال: هي مكية، قال: هو قول المشركين . 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ "
اختلف في سبب نزولها على ستة أقوال : 
(*) الأول : أن أبا ذر الغفاري دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب ، واستجار به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم ، ثم دعاهم الزعيم فأسلموا ، فبلغ ذلك قريشا فقالوا : غفار الحلفاء لو كان هذا خيرا ما سبقونا إليه ، فنزلت هذه الآية ، قال أبو المتوكل.
(*) الثاني : أن زنيرة أسلمت فأصيب بصرها فقالوا لها : أصابك اللات والعزى ، فردّ الله عليها بصرها. فقال عظماء قريش : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، قاله عروة بن الزبير.
الثالث : أن الذين كفروا هم بنو عامر وغطفان وتميم وأسد وحنظلة وأشجع قالوا لمن أسلم من غفار وأسلم وجهينة ومزينة وخزاعة : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه رعاة البهم إذ نحن أعز منهم ، قاله الكلبي والزجاج ، وحكاه القشيري عن ابن عباس. 
(*) الرابع : وقال قتادة : نزلت في مشركي قريش ، قالوا : لو كان ما يدعونا إليه محمد خيرا ما سبقنا إليه بلال وصهيب وعمار وفلان وفلان.
(*) الخامس : أن الذين كفروا من اليهود قالوا للذين آمنوا يعني عبدالله بن سلام وأصحابه : لو كان دين محمد حقا ما سبقونا إليه ، قال أكثر المفسرين ، حكاه الثعلبي.
(*) والسادس : قال مسروق : إن الكفار قالوا لو كان خيرا ما سبقتنا إليه اليهود ، فنزلت هذه الآية. 
** ورد في تفسير الماوردي
قوله تعالى :" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ "
في سبب نزول هذه الآية أربعة أقاويل:
(*) أحدها: أن أبا ذر الغفاري دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب واستجاب به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم ، ثم دعاهم الزعيم فأسلموا فبلغ ذلك قريشا فقالوا: غفار الخلفاء لو كان خيرا ما سبقونا إليه. فنزلت ، قاله أبو المتوكل.
(*) الثاني: أن زنيرة أسلمت فأصيب بصرها ، فقالوا لها: أصابك اللات والعزى ، فردَّ الله عليها بصرها ، فقال عظماء قريش: لو كان ما جاء به محمد خير ما سبقتنا إليه زنيرة فنزلت ، قاله عروة بن الزبير.
(*) الثالث: أن الذين كفروا هم عامر وغطفان وأسد وحنظلة قالوا لمن أسلم من غفار وأسلم وغطفان وجهينة ومزينة وأشجع: لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه رعاة البهم ، فنزلت ، قاله الكلبي.
(*) الرابع: أن الكفار قالوا: لو كان خيرا ما سبقتنا إليه اليهود فنزلت هذه الآية ، قاله مسروق.