<title>أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 29 مارس 2024

العدس في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر  العدس  في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا  قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ  اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ  وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ  " ...  سورة البقرة 

** وملخص ذكرها :

وردت في احدى قصص بني اسرائيل ، وتلك القصة حدثت عندما كانوا في البرية في أرض التيه ، وقد ظلل عليهم الغمام , وأنـزل الله تعالى عليهم المن والسلوى لغذائهم ، ولكنهم ملُّوا ذلك ولم يصبروا عليه ، وتذكروا طعامهم المتنوع عندما كانوا في أرض مصر فطلبوا من موسى أن يسأل ربه لتنبت لهم هذه الأرض ما كانوا يأكلونه من عدس وبصل وقثاء وغيره ، وتلك المزروعات كانت توجد في القرى والأمصار فأمرهم أن ينزلوا احداهم ليجدوا ماطلبوا

(*) ورد عند القرطبي:

* قوله تعالى : "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ " كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى وتذكروا عيشهم الأول بمصر ، قال الحسن : كانوا نتانى أهل كراث وأبصال وأعداس فنزعوا إلى عكرهم عكر السوء واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليه عادتهم ، فقالوا : لن نصبر على طعام واحد ، وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد وهما اثنان ؛ لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فلذلك قالوا : طعام واحد ، وقيل : لتكرارهما في كل يوم غذاء كما تقول لمن يداوم على الصوم والصلاة والقراءة هو على أمر واحد لملازمته لذلك ، وقيل : المعنى لن نصبر على الغنى فيكون جميعنا أغنياء فلا يقدر بعضنا على الاستعانة ببعض لاستغناء كل واحد منا بنفسه ، وكذلك كانوا ، فهم أول من اتخذ العبيد والخدم

*  كان العدس من طعام قرية إبراهيم عليه السلام

*  قال الحليمي : والعدس والزيت طعام الصالحين ، ولو لم يكن له فضيلة إلا أنه ضيافة إبراهيم عليه السلام في مدينته لا تخلو منه لكان فيه كفاية . وهو مما يخفف البدن فيخف للعبادة ، لا تثور منه الشهوات كما تثور من اللحم .

* وكان عمر بن عبد العزيز يأكل يوما خبزا بزيت ، ويوما بلحم ، ويوما بعدس . 

(*) ورد عند الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره:

لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض.. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة.. وقالوا: "مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا".. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد.. والمعروف أن آل فرعون إستعبدوا بني إسرائيل.. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها.

الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى ، ولكنهم فضلوا طعام العبيد.. 

* والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال " أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ"

* قوله تعالى: "الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ".. أي انهم تركوا الذي هو خير وهو المن والسلوى.. وأخذوا الذي هو أدنى.. والدنو هنا لا يعني الدناءة.. لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله لا يمكن أن يوصف بالدناءة.. ولكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب ويخلق بالأمر المباشر.. ما يخلقه الله بالأمر المباشر منه بكلمة (كن).. يكون خيرا مما جاء بالأسباب.. لأن الخلق المباشر لا صفة لك فيه.. عطاء خالص من الله.. أما الخالق بالأسباب فقد يكون لك دور فيه.. كأن تحرث الأرض أو تبذر البذور.. ما جاء خالصا من الله بدون أسبابك يقترب من عطاء الآخرة التي يعطي الله فيها بلا أسباب ولكن بكلمة (كن)

======================

** تنويه

العدس : المقصود به النبات المعروف لدينا بنفس الإسم 

حيث اتفق العلماء على أن البقول والقثاء والعدس والبصل كلها هي المعروفة لدينا ولكنهم اختلفوا في المقصود بالفوم

الاثنين، 25 مارس 2024

الكافور في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر  الكافور في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً "  ...  سورة الانسان 

** وملخص ذكرها :

وردت ضمن وصف نعيم الجنة الذي أعده الله سبحانه وتعالى للأبرار الذين استجابوا لأوامرالله واجتنبوا نواهيه حيث وعدهم سبحانه وتعالى بالجنان ونعيمها ، فكان من بين هذا النعيم :أن شرابهم من عيون الجنة الطيبة كعين الكافور أو الممزوجة بالكافور أو برائحته  
(*) ورد عند القرطبي:
قوله تعالى : "  إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً  "
* " ٱلأَبْرَارَ"  : أهل الصدق ، واحدهم بَرّ ، وهو من امتثل أمر الله تعالى
 وقال الحسن : البَرّ الذي لا يؤذي الذَرّ . 
وقال قتادة : الأبرار الذين يؤدون حق الله ويوفون بالنذر .
" يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ " أي من إناء فيه الشراب .
 قال ابن عباس : يريد الخمر .
* " كَافُوراً " قال ابن عباس : هو اسم عين ماء في الجنة ، يقال له عين الكافور . أي يمازجه ماء هذه العين التي تسمى كافورا . 
وقال سعيد عن قتادة : تمزج لهم بالكافور وتختم بالمسك . وقاله مجاهد . 
وقال عكرمة : مزاجها طعمها . 
وقيل : إنما الكافور في ريحها لا في طعمها . 
وقيل : أراد كالكافور في بياضه وطيب رائحته وبرده ; لأن الكافور لا يشرب ; كقوله تعالى : حتى إذا جعله نارا أي كنار . 
وقال ابن كيسان : طُيب بالمسك والكافور والزنجبيل . 
وقال مقاتل : ليس بكافور الدنيا . ولكن سمى الله ما عنده بما عندكم حتى تهتدي لها القلوب 
(*) ورد عند  ابن الجوزي :
قوله تعالى :" إِنَّ ٱلأَبْرَارَ" واحدهم بَرّ، وبار، وهم الصادقون . وقيل: المطيعون . وقال الحسن: هم الذين لا يؤذون الذَرّ 
* " يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ" أي: من إناء فيه شراب
* "  كَانَ مِزَاجُهَا " يعني: مزاج الكأس
" كَافُوراً " وفيه ثلاثة أقوال .
# أحدها: أنه الكافور المعروف، قاله مجاهد، ومقاتل، فعلى هذا في المراد "بالكافور" ثلاثة أقوال :
 أحدها: برده، قاله الحسن 
 والثاني: ريحه، قاله قتادة 
 والثالث: طعمه، قاله السدي .

# والثاني أنه اسم عين في الجنة، قاله عطاء، وابن السائب .

# والثالث أن المعنى: مزاجها كالكافور لطيب ريحه، أجازه الفراء، والزجاج .

الجمعة، 22 مارس 2024

الزنجبيل في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر الزنجبيل في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا "  ...  سورة الانسان 

** وملخص ذكرها :

وردت ضمن وصف نعيم الجنة الذي أعده الله سبحانه وتعالى للأبرار الذين استجابوا لأوامرالله واجتنبوا نواهيه حيث وعدهم سبحانه وتعالى بالجنان ونعيمها ، فكان من بين هذا النعيم : أن أحد أشربتهم هو : خمر الجنة الممزوج بالزنجبيل والذي كانوا يحبون طعمه في الدنيا 
(*) ورد عند القرطبي:
* قوله تعالى : " وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا "  وهي الخمر في الإناء . " كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا " ( كان ) صلة ; أي مزاجها زنجبيل ، أو كان في حكم الله زنجبيلا . وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته ; لأنه يحذو اللسان ، ويهضم المأكول ، فرغبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه نهاية النعمة والطيب
* وقال مجاهد : الزنجبيل اسم للعين التي منها مزاج شراب الأبرار .
وكذا قال قتادة : والزنجبيل اسم العين التي يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر أهل الجنة .
وقيل : هي عين في الجنة يوجد فيها طعم الزنجبيل .                    
وقيل : إن فيه معنى الشراب الممزوج بالزنجبيل . والمعنى كأن فيها زنجبيلا .
(*) ورد عند  ابن كثير :
وقوله : "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا " 
أي : "وَيُسْقَوْنَ" ( يعني الأبرار أيضا ) في هذه الأكواب، " كأسا " أي : خمرا ، " كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا " فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد ، وتارة بالزنجبيل وهو حار ، ليعتدل الأمر ، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة ومن هذا تارة . وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفا ، كما قاله قتادة وغير واحد

الأربعاء، 20 مارس 2024

اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... سورة البقرة ( آية الكرسي وفضلها )

** ورد عند  الطبري

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) القول في تأويل قوله تعالى :" لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ "

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "  لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ " أنه مالك جميع ذلك بغير شريك ولا نديد، وخالق جميعه دون كل آلهة ومعبود 

وإنما يعنى بذلك أنه لا تنبغي العبادة لشيء سواه، لأن المملوك إنما هو طوع يد مالكه، وليس له خدمة غيره إلا بأمره. يقول: فجميع ما في السموات والأرض ملكي وخلقي، فلا ينبغي أن يعبد أحد من خلقي غيري وأنا مالكه، لأنه لا ينبغي للعبد أن يعبد غير مالكه، ولا يطيع سوى مولاه.

* أما قوله : " مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " يعني بذلك : من ذا الذي يشفع لمماليكه إن أراد عقوبتهم إلا أن يخليه ، ويأذن له بالشفاعة لهم . 

وإنما قال ذلك تعالى ذكره لأن المشركين قالوا : ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى ! فقال الله تعالى ذكره لهم : لي ما في السماوات وما في الأرض مع السماوات والأرض ملكا ، فلا ينبغي العبادة لغيري ، فلا تعبدوا الأوثان التي تزعمون أنها تقربكم مني زلفى ، فإنها لا تنفعكم عندي ولا تغني عنكم شيئا ، ولا يشفع عندي أحد لأحد إلا بتخليتي إياه والشفاعة لمن يشفع له، من رسلي وأوليائي وأهل طاعتي

** ورد في بحر العلوم للسمرقندي:

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*)  " مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " ، يقول: من ذا الذي يجترئ أن يشفع عنده إلا بإذنه دون أمره، ردا لقولهم حيث قالوا: هم شفعاؤنا عند الله

** ورد  في تفسير ابن عطية

 قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) قرر و وقف تعالى على من يتعاطى أن يشفع عنده أو يتعاطى ذلك فيه إلا أن يأذن هو في ذلك لا إله إلا هو ، وقال الطبري: هذه الآية نزلت لما قال الكفار: ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فقال الله: له ما في السماوات وما في الأرض الآية وتقرر في هذه الآية أن الله يأذن لمن يشاء في الشفاعة وهنا هم الأنبياء والعلماء وغيرهم

** ورد  في زاد المسيرلابن الجوزي :

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) قوله تعالى:" مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " ، فيه رد على من قال: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى


** فضل آية الكرسي:
*عن أبو أمامة الباهلي عن النبي  صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد المنبر :
" مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ " ... صحيح الجامع 
* و عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من قرأ آيةَ الكرسيِّ في ليلةٍ لم يزَلْ عليه من اللهِ حافظٌ ولا يقربُه شيطانٌ حتى يُصبحَ" ... مجموع فتاوى ابن باز 
 * عن أُبيّ بن كَعب رضي الله عنه أنَّه : كان له جُرْنٌ من تَمْرٍ فكان يَنقُصُ فحرسَه ذاتَ ليلة ، فإذا هو بدابَّةٍ شِبْه الغُلام المُحتَلِم فسلَّم عليه فرَدَّ عليه السلام ، فقال: ما أنت جِنِّيٌ أمْ إنْسيٌ ، قال : جِنِّيٌ ، قال : فناوِلنِي يدَك ، قال : فناولَه يدَه فإذا يدُه يدُ كلب وشَعرُه شَعر كلب ، قال :هذا خَلْقُ الجِنّ ، قال : قدْ عَلِمت الجِنُّ أنَّ ما فيِهم رجلًا أشدَّ مِنِّي ، قال : فما جاء بِكَ ، قال : بلَغَنَا أنَّكَ تُحِبُّ الصَّدقةَ فجِئْنا نُصيبُ من طعامِك ، قال :  فما يُنَجِّينَا مِنكُم ، قال : هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ.." مَنْ قالها حِين يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي ، فلَمَّا أصبحَ أتَى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلكَ له فقال : " صَدَقَ الخبيثُ " ... صحيح الترغيب للألباني
** وهي أعظم آية في كتاب الله تعالى :
عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  : يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ " ، قال: قُلتُ: اللَّهُ ورسولُهُ أعْلَم ، قال:" يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ " ، قال: قُلتُ: " اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ "البقرة ، قال: فضَرَب في صَدري، وقال: " واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْم أبا المُنْذِر " ... رواه مسلم
------------------------------------
( ليهنك العلم  أي :  هنيئا لك العلم)
------------------------------------

الاثنين، 18 مارس 2024

البصل في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر  البصل  في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا  قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ  اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ  وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ  " ...  سورة البقرة 

** وملخص ذكرها :

وردت في احدى قصص بني اسرائيل ، وتلك القصة حدثت عندما كانوا في البرية في أرض التيه ، وقد ظلل عليهم الغمام , وأنـزل الله تعالى عليهم المن والسلوى لغذائهم ، ولكنهم ملُّوا ذلك ولم يصبروا عليه ، وتذكروا طعامهم المتنوع عندما كانوا في أرض مصر فطلبوا من موسى أن يسأل ربه لتنبت لهم هذه الأرض ما كانوا يأكلونه من عدس وبصل وقثاء وغيره ، وتلك المزروعات كانت توجد في القرى والأمصار فأمرهم أن ينزلوا احداهم ليجدوا ماطلبوا

(*) ورد عند القرطبي:

* قوله تعالى : "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ " كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى وتذكروا عيشهم الأول بمصر ، قال الحسن : كانوا نتانى أهل كراث وأبصال وأعداس فنزعوا إلى عكرهم عكر السوء واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليه عادتهم ، فقالوا : لن نصبر على طعام واحد ، وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد وهما اثنان ؛ لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فلذلك قالوا : طعام واحد ، وقيل : لتكرارهما في كل يوم غذاء كما تقول لمن يداوم على الصوم والصلاة والقراءة هو على أمر واحد لملازمته لذلك ، وقيل : المعنى لن نصبر على الغنى فيكون جميعنا أغنياء فلا يقدر بعضنا على الاستعانة ببعض لاستغناء كل واحد منا بنفسه ، وكذلك كانوا ، فهم أول من اتخذ العبيد والخدم

(*) ورد عند الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره:

لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض.. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة.. وقالوا: "مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا".. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد.. والمعروف أن آل فرعون إستعبدوا بني إسرائيل.. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها.

الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى ، ولكنهم فضلوا طعام العبيد.. 

* والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال " أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ"

* قوله تعالى: "الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ".. أي انهم تركوا الذي هو خير وهو المن والسلوى.. وأخذوا الذي هو أدنى.. والدنو هنا لا يعني الدناءة.. لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله لا يمكن أن يوصف بالدناءة.. ولكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب ويخلق بالأمر المباشر.. ما يخلقه الله بالأمر المباشر منه بكلمة (كن).. يكون خيرا مما جاء بالأسباب.. لأن الخلق المباشر لا صفة لك فيه.. عطاء خالص من الله.. أما الخالق بالأسباب فقد يكون لك دور فيه.. كأن تحرث الأرض أو تبذر البذور.. ما جاء خالصا من الله بدون أسبابك يقترب من عطاء الآخرة التي يعطي الله فيها بلا أسباب ولكن بكلمة (كن)

======================

** تنويه

البصل : هو النبات المعروف لدينا بنفس الإسم

وقد اتفق العلماء على أن البقول والقثاء والعدس والبصل كلها هي المعروفة لدينا ولكنهم اختلفوا في المقصود بالفوم

الجمعة، 15 مارس 2024

التين في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

ورد ذِكر  التين في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "  ...  سورة التين 

** وملخص ذكرها :

كان ضمن ما أقسم به  الله سبحانه وتعالى على أنه خلق الإنسان قي أحسن تقويم ، حيث أقسم عز وجل بالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين ، وكان جواب القسم هو قوله تعالى :لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "  
(*) ورد عند القرطبي:

* قوله تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت

* إنما أقسم الله بالتين ; لأنه كان ستر آدم في الجنة لقوله تعالى : "يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ " وكان ورق التين . وقيل : أقسم به ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر ، طيب المخبر ، نشر الرائحة ، سهل الجني ، على قدر المضغة 

* وأقسم بالزيتون ; لأنه مثل به إبراهيم في قوله تعالى :" يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ " . وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة