<title>أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 19 أبريل 2024

الفوم في القرآن الكريم ... نباتات في القرآن الكريم

  ورد ذِكر  العدس  في القرآن الكريم  في موضع واحد في قوله تعالى : " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا  قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ  اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ  وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ  " ...  سورة البقرة 

** وملخص ذكرها :

وردت في احدى قصص بني اسرائيل ، وتلك القصة حدثت عندما كانوا في البرية في أرض التيه ، وقد ظلل عليهم الغمام , وأنـزل الله تعالى عليهم المن والسلوى لغذائهم ، ولكنهم ملُّوا ذلك ولم يصبروا عليه ، وتذكروا طعامهم المتنوع عندما كانوا في أرض مصر فطلبوا من موسى أن يسأل ربه لتنبت لهم هذه الأرض ما كانوا يأكلونه من عدس وبصل وقثاء وغيره ، وتلك المزروعات كانت توجد في القرى والأمصار فأمرهم أن ينزلوا احداهم ليجدوا ماطلبوا

(*) ورد عند القرطبي:

* قوله تعالى : "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ " كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى وتذكروا عيشهم الأول بمصر ، قال الحسن : كانوا نتانى أهل كراث وأبصال وأعداس فنزعوا إلى عكرهم عكر السوء واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليه عادتهم ، فقالوا : لن نصبر على طعام واحد ، وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد وهما اثنان ؛ لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فلذلك قالوا : طعام واحد ، وقيل : لتكرارهما في كل يوم غذاء كما تقول لمن يداوم على الصوم والصلاة والقراءة هو على أمر واحد لملازمته لذلك ، وقيل : المعنى لن نصبر على الغنى فيكون جميعنا أغنياء فلا يقدر بعضنا على الاستعانة ببعض لاستغناء كل واحد منا بنفسه ، وكذلك كانوا ، فهم أول من اتخذ العبيد والخدم

* قوله تعالى : " وَفُومِهَا " ، اختلف في الفوم :

# فقيل : هو الثوم ؛ لأنه المشاكل للبصل ، رواه جويبر عن الضحاك والثاء تبدل من الفاء كما قالوا : مغافير ومغاثير

# وقيل : الفوم الحنطة روي عن ابن عباس  أيضا وأكثر المفسرين ، واختاره النحاس قال : وهو أولى ، ومن قال به أعلى وأسانيده صحاح ، وليس جويبر بنظير لروايته وإن كان الكسائي والفراء قد اختارا القول الأول لإبدال العرب الفاء من الثاء ، والإبدال لا يقاس عليه وليس ذلك بكثير في كلام العرب

وقال أبو إسحاق الزجاج : وكيف يطلب القوم طعاما لا بر فيه والبر أصل الغذاء

# وقال الجوهري أبو نصر : الفوم الحنطة

# وقال بعضهم : الفوم الحمص ( لغة شامية ) وبائعه فامي 

(*) ورد عند ابن كثير :

* وأما الفوم فقد اختلف السلف في معناه 

# فسره مجاهد في رواية ليث بن أبي سليم ، عنه ، بالثوم . وكذا الربيع بن أنس ، وسعيد بن جبير .

# وقال آخرون : الفوم الحنطة ، وهو البر الذي يعمل منه الخبز .

# قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبأنا ابن وهب قراءة ، حدثني نافع بن أبي نعيم : أن ابن عباس سئل عن قول الله : " وَفُومِهَا " ما فومها ؟ قال : الحنطة . قال ابن عباس : أما سمعت قول أحيحة بن الجلاح وهو يقول :

قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم

# وقال ابن جرير : حدثنا علي بن الحسن ، حدثنا مسلم الجرمي ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قول الله تعالى : " وَفُومِهَا " قال : الفوم الحنطة بلسان بني هاشم .

# وكذا قال علي بن أبي طلحة ، والضحاك وعكرمة عن ابن عباس أن الفوم : الحنطة .

# وقال سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن مجاهد وعطاء : " وَفُومِهَا " قالا وخبزها .

# وقال هشيم عن يونس ، عن الحسن ، وحصين ، عن أبي مالك : " وَفُومِهَا " قال : الحنطة .

وهو قول عكرمة ، والسدي ، والحسن البصري ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم ، والله أعلم .

[ وقال الجوهري : الفوم : الحنطة . وقال ابن دريد : الفوم : السنبلة ، وحكى القرطبي عن عطاء وقتادة أن الفوم كل حب يختبز . قال : وقال بعضهم : هو الحمص لغة شامية ، ومنه يقال لبائعه : فامي مغير عن فومي ].

# وقال البخاري : وقال بعضهم : الحبوب التي تؤكل كلها فوم 

(*) ورد في تفسير ابن عثيمين:

"فُومِهَا" هو الثوم يقال: ثوم، ويقال: فوم

 وقيل: إن الفوم الحنطة

 والأول أقرب أن المراد بالفوم الثوم. 

(*) ورد عند الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره:

لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض.. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة.. وقالوا: "مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا".. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد.. والمعروف أن آل فرعون إستعبدوا بني إسرائيل.. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها.

الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى ، ولكنهم فضلوا طعام العبيد.. 

* والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال " أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ"

* قوله تعالى: "الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ".. أي انهم تركوا الذي هو خير وهو المن والسلوى.. وأخذوا الذي هو أدنى.. والدنو هنا لا يعني الدناءة.. لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله لا يمكن أن يوصف بالدناءة.. ولكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب ويخلق بالأمر المباشر.. ما يخلقه الله بالأمر المباشر منه بكلمة (كن).. يكون خيرا مما جاء بالأسباب.. لأن الخلق المباشر لا صفة لك فيه.. عطاء خالص من الله.. أما الخالق بالأسباب فقد يكون لك دور فيه.. كأن تحرث الأرض أو تبذر البذور.. ما جاء خالصا من الله بدون أسبابك يقترب من عطاء الآخرة التي يعطي الله فيها بلا أسباب ولكن بكلمة (كن)

======================

** تنويه

 اتفق العلماء على أن البقول والقثاء والعدس والبصل كلها هي المعروفة لدينا ولكنهم اختلفوا في المقصود بالفوم

الجمعة، 12 أبريل 2024

الشجر في القرآن الكريم ( جزء 3) ... نباتات في القرآن الكريم

   ** تابع ذِكر الشجر  في القرآن الكريم


**  ذُكرت الشجرة مرتين  في  سورة النحل 


1


ذُكرت الشجرة  في قوله تعالى  : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ  "

** وملخص ذكره

وردت ضمن ذِكر دلائل قدرته عز وجل وعظمته في خلقه  فهو مُنزل المطر من السماء  ليس فقط للشراب وإنما لإنبات الشجر وباقي المزروعات التي فيها غذاء للإنسان وكافة الدواب

(*) ورد في تفسير البحر المحيط :

مناسبة هذه الآية لما قبلها أنه لما امتن بإيجادهم بعد العدم وإيجاد ما ينتفعون به من الأنعام وغيرها من الركوب، ذكر ما امتن به عليهم من إنزال الماء الذي هو قوام حياتهم وحياة الحيوان، وما يتولد عنه من أقواتهم وأقواتها من الزرع

*  لما ذكر إنزال الماء أخذ في تقسيمه ، والشراب هو المشروب ، والتبعيض في "مِّنْهُ " ظاهر، وأما في  " مِنْهُ شَجَرٌ " فمجاز، لما كان الشجر إنباته على سقيه بالماء

(*) ورد عند ابن كثير  :

لما ذكر تعالى ما أنعم به عليهم من الأنعام والدواب، شرع في ذكر نعمته عليهم في إنزال المطر من السماء، وهو العلو، مما لهم فيه بلغة ومتاع لهم ولأنعامهم، فقال " لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ " أي جعله عذباً زلالاً يسوغ لكم شرابه، ولم يجعله ملحاً أجاجاً " وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ " أي وأخرج لكم منه شجراً ترعون فيه أنعامكم. كما قال ابن عباس وعكرمة والضحاك وقتادة وابن زيد في قوله " فِيهِ تُسِيمُونَ " ، أي ترعون


====


2


ذُكرت الشجرة   في قوله تعالى  : وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "

** وملخص ذكرها :

أن الله سبحانه ألهم النحل  إلى أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ومن الشجر ومما يعرشون، فأرشدها إلى صنع بيوتها سداسية لتكون في غاية الإتقان والإحكام فلا يكون في بيتها خلل

(*) ورد عندالقرطبي  :

 قوله تعالى: " وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ " قد مضى القول في الوَحْي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام

قوله تعالى: " أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ " هذا إذا لم يكن لها مليك. " وَمِمَّا يَعْرِشُونَ " جعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع، إما في الجبال وكِوَاها، وإما في متجوّف الأشجار، وإما فيما يعرِش ابن آدم من الأجباح والخلايا والحيطان وغيرها

* قال ابن العربيّ: ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدّسة، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة، وذلك أن الأشكال من المثلّث إلى المعشر إذا جُمع كلّ واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فُرج، إلا الشكل المسدّس فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة


=====================================


**  ذُكرت الشجرة في موضعين يتحدثان عن سجودها لله سبحانه وتعالى

** وملخص ذكرها في الموضعين  :

أنه ما من شيئ في كون الله الا  وسجد لله الواحد سواء كان في السماوات أو على الأرض


1


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  الحج في قوله تعالى  : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ  وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ  إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ  " 

(*) ورد عند ابن كثير  :

 يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً، وسجود كل شيء مما يختص به 

وقال أبو العالية ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر، إلا يقع لله ساجداً حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه، وأما الجبال والشجر، فسجودهما بفيء ظلالهما عن اليمين والشمائل ، وعن ابن عباس قال جاء رجل فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد، فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة، رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في  صحيحه


====


2


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  الرحمن في قوله تعالى  : " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ  " 

(*) ورد في تفسير زاد المسير  :

 قوله تعالى: " والنَّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ " 

في النَّجْم قولان:

 أحدهما: أنه كُلُّ نَبْتٍ ليس له ساق، وهو مذهب ابن عباس، والسدي، ومقاتل، واللُّغويين. 

والثاني: أنه نَجْم السَّماء، والمُراد به: جميعُ النُّجوم، قاله مجاهد. 

فأمّا الشَّجَرَ: فكُلُّ ما له ساق. 

* قال الفراء: سُجودهما: أنَّهما يستقبِلان الشمسَ إذا أشرقت، ثم يَميلان معها حتى ينكسر الفَيْىءُ


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة   لقمان في قوله تعالى  : " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  "


** وملخص ذكرها  :

انها ذكرت في الاستدلال على علم الله الواسع وكلماته التي لا تَنْفَذ ، فلو صنعت من كل اشجار الارض اقلاما ومن كل بحارها حبرا للكتابة ، فلن تَنْفَذ كلماتُ الله 

(*) ورد في تفسير زاد المسير  :

 وفي سبب نزولها قولان :

أحدهما: " أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ قول الله عز وجل: " وما أُوتيتم من العِلْم إِلاَّ قليلاً " الاسراء

إِيَّانا يريد، أم قومك؟ فقال: "كُلاً"، فقالوا: ألستَ تتلو فيما جاءك أنَّا قد أوتينا التوراة فيها تِبيانُ كل شيء؟ فقال: "إِنَّها في عِلْم الله قليل" ، فنزلت هذه الآية، رواه سعيد ابن جبير عن ابن عباس.

والثاني: أن المشركين قالوا في القرآن: إِنَّما هو كلام [يوشك أن] يَنْفَد وينقطع، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.

 ومعنى الآية: لو كانت شجر الأرض أقلاماً، وكان البحر ومعه سبعة أبحر مِداداً ( وفي الكلام محذوف تقديره: فكُتب بهذه الأقلام وهذه البحور كلمات الله ) لتكسَّرت الأقلامُ ونَفِذت البحور، ولم تَنْفَذ كلماتُ الله، أي: لم تنقطع


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  يس في قوله تعالى  : " الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ " 


** وملخص ذكرها  :

انها ذكرت في الاستدلال على كمال قدرة الله تعالى فهو فعال لما يشاء، قادر على ما يريد ، فهو الذي خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضراً نضراً ذا ثمر وينع، ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار

(*) ورد عند القرطبي  :

 قوله تعالى: " ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً " نبّه تعالى على وحدانيته، ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرِق اليابس من العود النديّ الرطب. وذلك أن الكافر قال: النطفة حارة رطبة بطبع الحياة فخرج منها الحياة، والعظم بارد يابس بطبع الموت فكيف تخرج منه الحياةٰ فأنزل الله تعالى: " ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً " أي إن الشجر الأخضر من الماء والماء بارد رطب ضد النار وهما لا يجتمعان، فأخرج الله منه النار فهو القادر على إخراج الضد من الضد، وهو على كل شيء قدير. ويعني بالآية ما في المَرْخ والعَفَار، وهي زنادة العرب ومنه قولهم : في كل شجر نار وٱسْتَمجَد المَرْخُ والعَفَار فالعَفَار الزَّنْد وهو الأعلى، والمَرْخ الزَّنْدة وهي الأسفل يؤخذ منهما غصنان مثل المسواكين يقطران ماء فيحك بعضهما إلى بعض فتخرج منهما النار


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة الفتح في قوله تعالى  : " لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " 


** وملخص ذكرها  :

أنها هي الشجرة التي اجتمع عندها الصحابة لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم  على حرب قريش ، وعدم الفرار منها ، وذلك عندما تأخر  عثمان بن عفان رضي الله عنه في قريش ، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم   أنه قُتل ، فكانت الآية الكريمة مبشرة برضوان الله على هؤلاء الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(*) ورد عند الطبري  :

يقول تعالى ذكره: لقد رضي الله يا محمد عن المؤمنين " إذْ يُبايِعُونَكَ تحْتَ الشَّجَرَةِ " يعني بيعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم   رسول الله بالحديبية حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب، وعلى أن لا يفرّوا، ولا يولوهم الدبر تحت الشجرة، وكانت بيعتهم إياه هنالك فيما ذكر تحت شجرة.

 وكان سبب هذه البيعة ما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه برسالته إلى الملإ من قريش، فأبطأ عثمان عليه بعض الإبطاء، فظنّ أنه قد قتل، فدعا أصحابه إلى تجديد البيعة على حربهم على ما وصفت، فبايعوه على ذلك، وهذه البيعة التي تسمى بيعة الرضوان

* ذكر الرواية بما وصفنا من سبب هذه البيعة: 

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي، فبعثه إلى قريش بمكة، وحمله على جمل له يقال له الثعلب، ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له، وذلك حين نزل الحديبية، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعه الأحابيش فخلوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني من لا أتهم، عن عكرِمة مولى ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عديّ بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليهم، ولكني أدلك على رجل هو أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائراً لهذا البيت، معظماً لحرمته، فخرج عثمان إلى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها، فنزل عن دابته، فحمله بين يديه، ثم ردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، قال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قُتل.

* عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن عثمان قد قتل، قال: " لا نَبْرَحُ حتى نُناجِزَ القَوْمَ " ، ودعا الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت فكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت، ولكنه بايعنا على أن لا نفر

* عن محمد بن عمارة الأسديّ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، قال: قال سلمة: بينما نحن قائلون زمن الحديبية، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس البيعة البيعة، نزل روح القدس صلوات الله عليه، قال: فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو تحت شجرة سمرة، قال: فبايعناه، وذلك قول الله: " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ "


الاثنين، 8 أبريل 2024

الشجر في القرآن الكريم ( جزء 2) ... نباتات في القرآن الكريم

  ** تابع ذِكر الشجر  في القرآن الكريم


** ذُكرت الشجرة في موضعين للدلالة على شجرة الزيتون

** وملخص ذكره في الموضعين :

ذُكرت للدلالة على شجرة الزيتون المباركة وما يخرج منها من الزيت الطيب 

و عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كُلوا الزَّيتَ وادَّهِنوا بِهِ فإنَّهُ مِن شجَرةٍ مبارَكَةٍ " ...  صحيح الترمذي  للألباني



1


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  النور في قوله تعالى  : " ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ "

(*) ورد في تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي  :

 يقول الحق سبحانه: " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ.. " . 

يعني: شجرة زيتون لا شرقية ولا غربية ، يعني: لا شرقية لأنها غربية، ولا غربية لأنها شرقية ، فهي إذن شرقية غربية على حَدٍّ سواء، لكن كيف ذلك؟ 

قالوا: لأن الشجرة الزيتونة حينما تكون في الشرق يكون الغرب مظلماً، وحينما تكون في الغرب يكون الشرق مظلماً، إذن: يطرأ عليها نور وظلمة، إنما هذه لا هي شرقية ولا هي غربية، إنما شرقية غربية لا يحجز شيء عنها الضوء. وهذا يؤثر في زيتها، فتراه من صفائه ولمعانه " يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ"

(*) ورد عند ابن كثير  :

* " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ " أي يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة ، " زَيْتُونَةٍ " بدل أو عطف بيان " لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ " أي ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط تفرعه الشمس من أول النهار إلى آخره، فيجيء زيتها صافياً معتدلاً مشرقاً. 

وروى ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عمار قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، أخبرنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ " قال هي شجرة بالصحراء، لا يظلها شجر ولا جبل ولا كهف، ولا يواريها شيء، وهو أجود لزيتها.


====


2


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  المؤمنون في قوله تعالى  : " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ  "

(*) ورد عند ابن كثير :

وقوله " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ " يعني الزيتونة ، والطور هو الجبل. وقال بعضهم إنما يسمى طوراً إذا كان فيه شجر، فإن عري عنها، سمي جبلاً  لا طوراً ، والله أعلم 

 وطور سيناء هو طور سينين، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه السلام ، وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون

وقوله " تَنبُتُ بِالدُّهْنِ " قال بعضهم الباء زائدة، وتقديره تنبت الدهن كما في قول العرب ألقى فلان بيده، أي يده، وأما على قول من يضمن الفعل، فتقديره تخرج بالدهن، أو تأتي بالدهن، ولهذا قال " وَصِبْغٍ " أي أدم، قاله قتادة،  لِّلْآكِلِينَ   " أي فيها ما ينتفع به من الدهن والاصطباغ، كما قال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن عبد الله بن عيسى عن عطاء الشامي، عن أبي أسيد، واسمه مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة "


=====================================


** ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  الصافات تخص قصة يونس عليه السلام في قوله تعالى  : " فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ *  فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ  *  وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ  " 

** وملخص ذكرها :

أنه لما دعا يونس عليه السلام ربه وهو في بطن الحوت  ( لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ) ، طرحه الحوت في العراء ، وأنبت الله عز وجل عليه شجرة اليقطين

(*) ورد في تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي  :

 قال" فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ "  فنسب الفعل للحوت، لكن هنا في النجاة نسب الفعل إلى الله، فقال " فَنَبَذْنَاهُ "  أي: ألقيناه وطرحناه " بِٱلْعَرَآءِ " أي: في أرض فضاء واسعة ، " وَهُوَ سَقِيمٌ "  يعني: مريض أو مُتْعب من الضيق الذي عاناه في بطن الحوت، أو سقيم من التفكير فيما حدثَ من قومه، وفيما حدث منه، فهي تحتمل السقم المادي والمعنوي

* ثم لم يتركه ربه بهذا العراء، بعد أنْ ألقاه الحوت في هذه الأرض الفضاء وهو مُتْعَب، وأشبه ما يكون بالطفل بعد ولادته، فأنبتَ اللهُ له شجرةَ اليقطين " وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ "  وهي شجرة عريضة الأوراق قالوا: هي شجرة القرع تستره وتُظِلُّه وتحميه من الذباب والحشرات لأنه خرج وحوله إفرازات من بطن الحوت تعوق تنفُّس جلده، وتعوق حالته الصحية، وتجعله لزقَ المزاج .

* والهاء في "عَلَيهِ" تعود على سيدنا يونس، وهذا يعني أن إنبات هذه الشجرة حدث بعد أنْ ألقاه الحوت في العراء، ولم تكُنْ شجرة اليقطين موجودةً في هذا المكان من قبل. إذن: فالتقام الحوت لسيدنا يونس  عليه السلام  كان رحمةً له من الله بدلَ أنْ يضيعَ في البحر الواسع وتتقاذفه الأمواج لا ندري أين تذهب به، أما الحوت فله إرادة ويمكنه الاحتفاظ به وإلقاؤه على البرِّ 

(*) ورد عند القرطبي  :

*  قوله تعالى: " فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ " روي أن الحوت قذفه بساحل قرية من الموصل. وقال ٱبن قُسَيْط عن أبي هريرة: طرح يونس بالعراء وأنبت اللّه عليه يَقْطِينة فقلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ 

قال: شجرة الدُّبَّاء هيأ اللّه له أَرْوِيَةً وحشية تأكل من خَشَاش الأرض ( أو هَشَاش الأرض) فَتفْشِجَ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت. 

وقال سعيد بن جبير عن ٱبن عباس قال: خرج به ( يعني الحوت ) حتى لَفَظه في ساحل البحر، فطرحه مثل الصبيّ المنفوس لم ينقص من خلقه شيء. وقيل: إن يونس لما ألقاه الحوت على ساحل البحر أنبت اللّه عليه شجرة من يقطين، وهي فيما ذكر شجرة القرع تتقطر عليه من اللبن حتى رجعت إليه قوّته 


=====================================


** ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة النمل في قوله تعالى  : "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ "


** وملخص ذكره

التأكيد على وحدانية الله سبحانه ، بذِكر دلائل قدرته عز وجل وعظمته في خلقه ، وعجز غيره أن يقدم مثل هذا الإبداع في الكون  ، فهو خالق السماوات والأرض ومُنزل المطر من السماء  للشراب ولإنبات الشجر وباقي المزروعات

(*) ورد عند القرطبي :

 قوله تعالى: " أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ " ، قال أبو حاتم: تقديره ، آلهتكم خير أم من خلق السموات والأرض

 ومعناه: قدر على خلقهن. 

وقيل: المعنى أعبادة ما تعبدون من أوثانكم خير أم عبادة من خلق السموات والأرض؟ فهو مردود على ما قبله من المعنى وفيه معنى التوبيخ لهم، والتنبيه على قدرة الله عز وجل وعجز آلهتهم.

 " فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ " ، الحديقة : البستان الذي عليه حائط. والبهجة المنظر الحسن.

 قال الفراء: الحديقة البستان المحظر عليه حائط، وإن لم يكن عليه حائط فهو البستان وليس بحديقة. وقال قتادة وعكرمة: الحدائق النخل ذات بهجة، والبهجة الزينة والحسن يبهج به من رآه

 " مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا " ، { ما } للنفي ومعناه الحظر والمنع من فعل هذا أي ما كان للبشر، ولا يتهيأ لهم، ولا يقع تحت قدرتهم، أن ينبتوا شجرها إذ هم عجزة عن مثلها، لأن ذلك إخراج الشيء من العدم إلى الوجود


=====================================


**  ذُكرت الشجرة مرتين في موضع واحد في  سورة ابراهيم   في قوله تعالى  : " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ  *  تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ  *  وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ  "


** وملخص ذكرها :

المقارنة بين الأثر الطيب للمؤمن وأفعاله الطيبه والأثر السيئ للكافر وما يتبعه  من أعماله الخبيثة

فعماد الكلمة الطيبة هي شهادة " لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله " ومن هذه الشهادة يتفرَّع كل الخير. وأما عماد الكلمة الخبيثة هي الكفر بتلك الشهادة، وما يتبع الكفر من عناد

(*) ورد في تفسير زاد المسير  :

قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً " قال المفسرون: ألم تر بعين قلبك فتعلم باعلامي إِياك كيف ضرب الله مثلاً، أي: بيَّن شَبَهاً، "كَلِمَةً طَيِّبَةً" قال ابن عباس: هي شهادة أن لا إِله إِلا الله. " كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ  " أي: طيبة الثمرة، فترك ذكر الثمرة اكتفاء بدلالة الكلام عليه. 

وفي هذه الشجرة ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها النخلة، وهو في الصحيحين من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس

والثاني: أنها شجرة في الجنة، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.

والثالث: أنها المؤمن، وأصله الثابت أنه يعمل في الأرض ويبلغ عملُه السماء. وقوله: "  تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ  " فالمؤمن يذكر الله كل ساعة من النهار، رواه عطية عن ابن عباس.

* قوله تعالى: " أَصْلُهَا ثَابِتٌ " أي: في الأرض، " وَفَرْعُهَا " أعلاها عالٍ " فِي ٱلسَّمَآءِ  " أي: نحو السماء

* قوله تعالى: "وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ " قال ابن عباس هي الشِّرك.

وقوله: "  كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ " فيها خمسة أقوال:

أحدها: أنها الحنظلة، رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قال أنس، ومجاهد.

والثاني: أنها الكافر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. وروى العوفي عنه أنه قال: الكافر لا يُقبل عمله، ولا يصعد إِلى الله تعالى، فليس له أصل في الأرض ثابت، ولا فرع في السماء.

والثالث: أنها الكَشُوثَى رواه الضحاك عن ابن عباس.

والرابع: أنه مَثَل، وليست بشجرة مخلوقة، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.

والخامس: أنها الثوم، روي عن ابن عباس أيضاً.

* قوله تعالى: " ٱجْتُثَّتْ" قال ابن قتيبة: استُؤصلت وقُطعت. قال الزجاج: ومعنى اجتثثت الشي في اللغة: أخذت جُثته بكمالها.

* وفي قوله: " مَا لَهَا مِن قَرَارٍ" قولان:

أحدهما: ما لها من أصل، لم تَضرِب في الأرض عِرقاً.

والثاني: ما لها من ثبات.

* ومعنى تشبيه الكافر بهذه الشجرة أنه لا يصعد للكافر عمل صالح، ولا قول طيب، ولا لقوله أصل ثابت.

=====================================


**  ذُكرت الشجرة مرة  واحدة  في  سورة القصص خلال قصة موسى  في قوله تعالى  : فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "


** وملخص ذكرها :

عندما قضى موسى الأجل ، خرج بزوجته من قريتها ، وعندما وصل الوادي شاهد نارا  ،فأمر أهله بالمكوث إلى أن يذهب إلى النار فيستدل عندها على الطريق أو يأتي منها بشعلة تضيئ لهم ، فلما وصل إليها  وجدها تتأجج في شجرة خضراء من العَوْسَج ، فناداه  الحق سبحانه وتعالى وكلمه لأول مره في الوادي القدس

(*) ورد عند ابن كثير  :

قال الله تعالى " فَلَمَّآ أَتَـٰهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِ ٱلأَيْمَنِ " أي من جانب الوادي مما يلي الجبل عن يمينه من ناحية الغرب، كما قال تعالى" وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ "القصص

 فهذا مما يرشد إلى أن موسىٰ قصد النار إلى جهة القبلة، والجبل الغربي عن يمينه، والنار وجدها تضطرم في شجرة خضراء في لحف الجبل مما يلي الوادي، فوقف باهتاً في أمرها، فناداه ربه " مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِ ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ "

* قال ابن جرير حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال رأيت الشجرة التي نودي منها موسى عليه السلام سمرة خضراء ترف، إسناده مقارب.

 وقال محمد بن إسحاق عن بعض من لا يتهم عن وهب بن منبه قال: شجرة من العليق

 وبعض أهل الكتاب يقول : إنها من العوسج. وقال قتادة هي من العوسج، وعصاه من العوسج. 

* وقوله تعالى " أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ " أي الذي يخاطبك ويكلمك هو رب العالمين، الفعال لما يشاء، لا إله غيره، ولا رب سواه، تعالى وتقدس وتنزه عن مماثلة المخلوقات في ذاته وصفاته، وأقواله وأفعاله، سبحانه

=====================================

يتبع في الجزء3 

الجمعة، 5 أبريل 2024

الشجر في القرآن الكريم ( جزء 1) ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر الشجر في القرآن الكريم  25 مرة ما بين الجمع : الشجر ، والإفراد : شجرة 

والبعض منها لم يكن ذِكرا عاما ، بل مشهورا  ومعروفا بقصصه ، مثل الشجرة التي أخرجت آدم عليه السلام من الجنة ، وشجرة الزقوم في الجحيم ، وشجرة اليقطين التي وردت في قصة يونس ، والشجرة في الوادي المقدس التي كلم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام ، والشجرة التي تمت عندها بيعة الرضوان في زمن الحديبية


** ذِكر اللفظ في ثلاث مواضع تختص بقصة آدم عليه السلام والشجرة التي نهاه الله تعالى عنها  والخروج من الجنة لعدم الامتثال التام لأمر الله 

** وملخص ذكره في تلك المواضع الثلاثة:

بعد أن طرد الله سبحانه وتعالى إبليس من وضعه ، أمر آدم أن يسكن الجنة هو و زوجته ويعيشا فيها ، ويتمتعوا بكل مافيها من ثمار إلا شجرة واحدة ، طلب منهم ألا يقربوها ، عند ذلك حسدهما الشيطان ، وسعى في المكر والخديعة والوسوسة ليسلب ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن ، وظل في كذبه ووسوسته لهما إلى أن أكل منها آدم عليه السلام عاصيا أمر الله ، فيعاتبهم الله عز وجل ، ويعاقبهما بالخروج من الجنة


1


ذِكر الشجرة مرة واحدة  في سورة  البقرة في قوله تعالى  : " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " 

(*) ورد عند القرطبي :

* قوله تعالى : " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ " لا خلاف أن الله تعالى أخرج إبليس عند كفره وأبعده عن الجنة ، وبعد إخراجه قال لآدم : اسكن ، أي لازم الإقامة واتخذها مسكنا ، وهو محل السكون

* واختلف أهل التأويل في تعيين هذه الشجرة التي نهي عنها فأكل منها ، فقال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وجعدة بن هبيرة : هي الكَرْم ، ولذلك حرمت علينا الخمر 

 وقال ابن عباس أيضا وأبو مالك وقتادة : هي السنبلة ، والحبة منها ككلى البقر ، أحلى من العسل وألين من الزبد ، قاله وهب بن منبه . ولما تاب الله على آدم جعلها غذاء لبنيه 

 وقال ابن جريج عن بعض الصحابة : هي شجرة التين ، وكذا روى سعيد عن قتادة ، ولذلك تعبر في الرؤيا بالندامة لآكلها من أجل ندم آدم عليه السلام على أكلها ، ذكره السهيلي 

 قال ابن عطية : وليس في شيء من هذا التعيين ما يعضده خبر ، وإنما الصواب أن يعتقد أن الله تعالى نهى آدم عن شجرة فخالف هو إليها وعصى في الأكل منها

(*) ورد عند ابن كثير :

قال الإمام العلامة أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : والصواب في ذلك أن يقال : إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة ، دون سائر أشجارها ، فأكلا منها ، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين ؟ لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن ولا من السنة الصحيحة . وقد قيل : كانت شجرة البر . وقيل : كانت شجرة العنب ، وقيل : كانت شجرة التين . وجائز أن تكون واحدة منها ، وذلك علم ، إذا علم ينفع العالم به علمه ، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به ، والله أعلم . [ وكذلك رجح الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره ، وهو الصواب


====


2


ذِكر الشجرة 4 مرات في سورة  الأعراف في قوله تعالى  : " وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ " 

(*) ورد عند الطبري :

* قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ " : فخدعهما بغرور .

* "  فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ  "، يقول : فلما ذاق آدم وحواء ثمر الشجرة ، يقول : طعماه "بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا " ، يقول : انكشفت لهما سوآتهما ، لأن الله أعراهما من الكسوة التي كان كساهما قبل الذنب والخطيئة ، فسلبهما ذلك بالخطيئة التي أخطآ والمعصية التي ركبا " وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ" ، يقول : أقبلا وجعلا يشدان عليهما من ورق الجنة ، ليواريا سوآتهما

 

====



3


ذِكر الشجرة مرة واحدة  في سورة طه  في قوله تعالى  : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " 

(*) ورد في التفسير الكبير :

* اعلم أنه سبحانه بين أنه عظّم آدم عليه السلام بأن جعله مسجودا للملائكة ، وبين أنه عرّفه شدة عداوة إبليس له ولزوجه ، وأنه لعداوته يدعوهم إلى المعصية التي إذا وقعت زالت تلك النعم بأسرها

* واعلم أن واقعة آدم عجيبة وذلك لأن الله تعالى رغّبه في دوام الراحة وانتظام المعيشة بقوله : " فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَإِنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى " ورغبه إبليس أيضا في دوام الراحة بقوله : " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ " وفي انتظام المعيشة بقوله : " وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " فكان الشيء الذي رغب الله آدم فيه هو الذي رغبه إبليس فيه إلا أن الله تعالى وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة وإبليس وقفه على الإقدام عليها 

*  قوله : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ " معناه لأجله ، وقوله : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ " معناه أنهى إليه الوسوسة كقوله حدث له وأسر إليه ثم بين أن تلك الوسوسة كانت بتطميعه في أمرين :

أحدهما : قوله : " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ " أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود لأن من أكل منها صار مخلدا بزعمه 

 الثاني : قوله : " وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " أي من أكل من هذه الشجرة دام ملكه 


=====================================


**  ذُكرت الشجرة في أربعة مواضع تتحدث عن شجرة الزقوم 


** وملخص ذكره في تلك المواضع الأربعة:

أن الله سبحانه وتعالى أعد شجرة الزقوم التي تنبت في الجحيم لتكون طعاما لأهله ضمنا من عذابهم فلا يجدون غيرها من المأكل


1


ذِكر الشجرة مرتين في سورة  الصافات في قوله تعالى  : "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ *إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ  "

(*) ورد في زاد المسير :

 اختلف العلماء هل هذه الشجرة في الدنيا، أم لا

* فقال قطرب: هي شجرة مُرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر 

وقال غيره: الزقوم: ثمرة شجرة كريهة الطعم . 

وقيل: إنها لا تُعرف في شجر الدنيا، وإنما هي في النار، يُكره أهل النار على تناولها .

* قوله تعالى: " إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ " يعني للكافرين . وفي المراد بالفتنة ثلاثة أقوال .

أحدها: أنه لما ذكر أنها في النار، افتتنوا وكذبوا، فقالوا: كيف يكون  في النار شجرة، والنار تأكل الشجر؟! فنزلت هذه الآية، قاله قتادة . وقال السدي: فتنة لأبي جهل وأصحابه .

والثاني: أن الفتنة بمعنى العذاب، قاله ابن قتيبة .

والثالث: أن الفتنة بمعنى الاختبار، اختبروا بها فكذبوا، قاله الزجاج

 

====


2


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الدخان  في قوله تعالى  : إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ " 

(*) ورد عند الطبري  :

*  يقول تعالى ذكره: " إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ " التي أخبر أنها تَنْبتُ في أصل الجحيم, التي جعلها طعاما لأهل الجحيم, ثمرها فى الجحيم طعام الآثم في الدنيا بربه, والأثيم: ذو الإثم 

* وعنى به في هذا الموضع: الذي إثمه الكفر بربه دون غيره من الآثام.

* حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش, عن أبي يحيى, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: " لو أن قطرة من زقوم جهنم أنـزلت إلى الدنيا, لأفسدت على الناس معايشهم "


====


3


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الواقعة  في قوله تعالى  : " ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ*  لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ  * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ " 

(*) ورد عند ابن كثير  :

" ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ*  لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ  * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ " : وذلك أنهم يقبضون ويسجرون حتى يأكلوا من شجر الزقوم ، حتى يملئوا منها بطونهم 


====

4


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الإسراء  في قوله تعالى :وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا "

(*) ورد عند القرطبي  :

قوله تعالى: " وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ " لمّا بين أن إنزال آيات القرآن تتضمن التخويف ضَمّ إليه ذكر آية الإسراء، وهي المذكورة في صدر السورة.

 وفي البخاريّ والترمذيّ عن ابن عباس في قوله تعالى: " وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ " قال: هي رؤيا عَيْن أُرِيها النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة أسْرِيَ به إلى بيت المقدس. قال: " وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ " هي شجرة الزَّقُّوم. قال أبو عيسى الترمذيّ: هذا حديث صحيح. وبقول ابن عباس قالت عائشة ومعاوية والحسن ومجاهد وقَتادة وسعيد بن جُبير والضحاك وابن أبي نَجيح وابن زيد.

 وكانت الفتنة ارتدادَ قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه أُسْرِيَ به. 

وقيل: كانت رؤيا نوم. وهذه الآية تقضي بفساده، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها، وما كان أحد لينكرها

(*) ورد عند ابن كثير  :

 وأما الشجرة الملعونة : فهي شجرة الزقوم ، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذبوا بذلك، حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله هاتوا لنا تمراً وزبداً، وجعل يأكل من هذا بهذا، ويقول تزقموا، فلا نعلم الزقوم غير هذا، حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري، وغير واحد، وكل من قال إنها ليلة الإسراء، فسّره كذلك بشجرة الزقوم

=====================================

يتبع في الجزء2