<title>قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ... سورة الأحقاف ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأحد، 29 سبتمبر 2019

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ... سورة الأحقاف

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
* قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ" 
قال ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد : هو عبدالله بن سلام ، شهد على اليهود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة ، وأنه نبي من عند الله. وفي الترمذي عنه : ونزلت فيّ آيات من كتاب الله ، نزلت فيّ : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
* وقال مسروق : هو موسى والتوراة ، لا ابن سلام ؛ لأنه أسلم بالمدينة والسورة مكية. وقال : وقول : "وَكَفَرْتُمْ بِهِ" مخاطبة لقريش. 
* الشعبي : هو من آمن من بني إسرائيل بموسى والتوراة ، لأن ابن سلام إنما أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ، والسورة مكية. 
قال القشيري : ومن قال الشاهد موسى قال السورة مكية ، وأسلم ابن سلام قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعامين. 
* ويجوز أن تكون الآية نزلت بالمدينة وتوضع في سورة مكية ، فإن الآية كانت تنزل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ضعوها في سورة كذا. 
والآية في محاجة المشركين ، ووجه الحجة أنهم كانوا يراجعون اليهود في أشياء ، أي شهادتهم لهم وشهادة نبيهم لي من أوضح الحجج. ولا يبعد أن تكون السورة في محاجة اليهود ، ولما جاء ابن سلام مسلما من قبل أن تعلم اليهود بإسلامه قال : يا رسول الله ، اجعلني حكما بينك وبين اليهود ، فسألهم عنه : "أي رجل هو فيكم ؟ " قالوا : سيدنا وعالمنا. فقال : "إنه قد آمن بي" فأساؤوا القول فيه... الحديث
* قال ابن عباس : رضيت اليهود بحكم ابن سلام ، وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن يشهد لك آمنا بك ، فسُئل فشهد ثم أسلم. "عَلَى مِثْلِهِ" أي على مثل ما جئتكم به ، فشهد موسى على التوراة ومحمد على القرآن. 
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
 اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك
(*) قال البعض أن قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ"  هو موسى بن عمران عليه السلام 
* عن عبد الأعلى قال : سُئل داود ، عن قوله : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ " . . . الآية ، قال داود قال عامر قال مسروق : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ، ما أنزلت إلا بمكة ، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة ، ولكنها خصومة خاصم محمد صلى الله عليه وسلم بها قومه ، قال : فنزلت قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " قال : فالتوراة مثل القرآن ، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم فآمنوا بالتوراة وبرسولهم ، وكفرتم .
* عن  ابن إدريس قال : سمعت داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : أناس يزعمون أن شاهدا من بني إسرائيل على مثله عبد الله بن سلام ، وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة ; وقد أخبرني مسروق أن آل حم ، إنما نزلت بمكة ، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، فقال : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ " موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام على الفرقان .
عن ابن علية قال : أخبرنا داود ، عن الشعبي . عن مسروق في قوله قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" الآية ، قال : كان إسلام ابن سلام بالمدينة ونزلت هذه السورة بمكة إنما كانت خصومة بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قومه ، فقال : " وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" قال : التوراة مثل الفرقان ، وموسى مثل محمد ، فآمن به واستكبرتم ، ثم قال : آمن هذا الذي من بني إسرائيل بنبيه وكتابه ، واستكبرتم أنتم ، فكذبتم أنتم نبيكم وكتابكم
(*) وقال آخرون : عنى بقوله وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " :عبد الله بن سلام
* عن عبد الله بن يوسف التنيسي قال : سمعت مالك بن أنس يحدث عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام; قال : وفيه نزلت وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
* عن أبو محمد بن يحيى بن يعلى ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال : قال عبد الله بن سلام : نزلت في " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
* عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ" قال : عبد الله بن سلام .
*وعن عوف ، عن الحسن قال : بلغني أنه لما أراد عبد الله بن سلام أن يسلم قال : يا رسول الله ، قد علمت اليهود أني من علمائهم ، وأن أبي كان من علمائهم ، وإني أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، فأرسل إلى فلان وفلان ، ومن سماه من اليهود ، وأخبئني في بيتك ، وسلهم عني ، وعن أبي ، فإنهم سيحدثونك أني أعلمهم ، وأن أبي من أعلمهم ، وإني سأخرج إليهم ، فأشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، قال : ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبأه في بيته وأرسل إلى اليهود ، فدخلوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عبد الله بن سلام فيكم" ؟ قالوا : أعلمنا نفسا . وأعلمنا أبا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن أسلم تسلمون" ؟ قالوا : لا يسلم ثلاث مرار ، فدعاه فخرج ، ثم قال : أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، فقالت اليهود : ما كنا نخشاك على هذا يا عبد الله بن سلام قال : فخرجوا كفارا ، فأنزل الله  عز وجل  في ذلك " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " .
 ** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
(*) أخرج أبو يعلى، وابن جرير، والطبراني ، والحاكم وصححه، بسند صحيح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى  دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه " ، فسكتوا فما أجابه منهم أَحَد ثم رد عليه فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أَحَد، فقال : " أبيتم فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفي، آمنتم أو كذبتم " ، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من خلفه، فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ ، فقالوا : والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ، ولا من أبيك، ولا من جدك ، قال : فإني أشهد بالله أنه النبي الذي تجدونه في التوراة والإنجيل ، قالوا : كذبت ، ثم ردُّوا عليه وقالوا شرًّا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كذبتم لن يقبل منكم قولكم " ، فخرجنا ونحن ثلاثة ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا، وابن سلام ، فأنزل الله :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".
(*) وأخرج البخاري ومسلم، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
(*) أخرج الترمذي، وابن جرير، وابن مردويه، عن عبد الله بن سلام قال : نزلت فِيَّ آيات من كتاب الله؛ نزلت فِيَّ :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ، ونزل فِيَّ :" قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ " .
(*) أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مسروق في قوله :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " قال : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما نزلت إلا بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة، وإنما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم .
(*) أخرج ابن سعد ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن عساكر عن الحسن قال : لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق، وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا . ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود فسلهم عني وعن والدي فإنهم سيخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله لعلهم يسلمون . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخبأه في بيته فقال لهم :" ما عبد الله بن سلام فيكم، وما كان والده؟" ، قالوا : سيدنا، وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا . قال :" أرأيتم إن أسلم أتسلمون؟" ، قالوا : إنه لا يسلم . فخرج عليهم فقال : أشهد أنك رسول الله، وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم ، فخرجوا من عنده، فأنزل الله في ذلك :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية .
(*) أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأس اليهود بالمدينة ، قد أسلم وقال : يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فإنهم سيرضوني ، فبعث إليهم وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليًّا فقال لهم :" اختاروا رجلا من أنفسكم أفضلكم في أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم " ، قالوا : فإنا قد رضينا بميمون بن يامين ، فأخرجه إليهم فقال لهم ميمون : أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق . فأبوا أن يصدقوه فأنزل الله فيه :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق