** ورد عند القرطبي
قوله تعالى:"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
* قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ"
قال ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد : هو عبدالله بن سلام ، شهد على اليهود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة ، وأنه نبي من عند الله. وفي الترمذي عنه : ونزلت فيّ آيات من كتاب الله ، نزلت فيّ : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
* وقال مسروق : هو موسى والتوراة ، لا ابن سلام ؛ لأنه أسلم بالمدينة والسورة مكية. وقال : وقول : "وَكَفَرْتُمْ بِهِ" مخاطبة لقريش.
* الشعبي : هو من آمن من بني إسرائيل بموسى والتوراة ، لأن ابن سلام إنما أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ، والسورة مكية.
قال القشيري : ومن قال الشاهد موسى قال السورة مكية ، وأسلم ابن سلام قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعامين.
* ويجوز أن تكون الآية نزلت بالمدينة وتوضع في سورة مكية ، فإن الآية كانت تنزل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ضعوها في سورة كذا.
والآية في محاجة المشركين ، ووجه الحجة أنهم كانوا يراجعون اليهود في أشياء ، أي شهادتهم لهم وشهادة نبيهم لي من أوضح الحجج. ولا يبعد أن تكون السورة في محاجة اليهود ، ولما جاء ابن سلام مسلما من قبل أن تعلم اليهود بإسلامه قال : يا رسول الله ، اجعلني حكما بينك وبين اليهود ، فسألهم عنه : "أي رجل هو فيكم ؟ " قالوا : سيدنا وعالمنا. فقال : "إنه قد آمن بي" فأساؤوا القول فيه... الحديث
* قال ابن عباس : رضيت اليهود بحكم ابن سلام ، وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن يشهد لك آمنا بك ، فسُئل فشهد ثم أسلم. "عَلَى مِثْلِهِ" أي على مثل ما جئتكم به ، فشهد موسى على التوراة ومحمد على القرآن.
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك
(*) قال البعض أن قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ" هو موسى بن عمران عليه السلام
* عن عبد الأعلى قال : سُئل داود ، عن قوله : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ " . . . الآية ، قال داود قال عامر قال مسروق : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ، ما أنزلت إلا بمكة ، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة ، ولكنها خصومة خاصم محمد صلى الله عليه وسلم بها قومه ، قال : فنزلت " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " قال : فالتوراة مثل القرآن ، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم فآمنوا بالتوراة وبرسولهم ، وكفرتم .
* عن ابن إدريس قال : سمعت داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : أناس يزعمون أن شاهدا من بني إسرائيل على مثله عبد الله بن سلام ، وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة ; وقد أخبرني مسروق أن آل حم ، إنما نزلت بمكة ، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، فقال : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ " موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام على الفرقان .
عن ابن علية قال : أخبرنا داود ، عن الشعبي . عن مسروق في قوله " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" الآية ، قال : كان إسلام ابن سلام بالمدينة ونزلت هذه السورة بمكة إنما كانت خصومة بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قومه ، فقال : " وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" قال : التوراة مثل الفرقان ، وموسى مثل محمد ، فآمن به واستكبرتم ، ثم قال : آمن هذا الذي من بني إسرائيل بنبيه وكتابه ، واستكبرتم أنتم ، فكذبتم أنتم نبيكم وكتابكم
(*) وقال آخرون : عنى بقوله " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " :عبد الله بن سلام
* عن عبد الله بن يوسف التنيسي قال : سمعت مالك بن أنس يحدث عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام; قال : وفيه نزلت " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
* عن أبو محمد بن يحيى بن يعلى ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال : قال عبد الله بن سلام : نزلت في " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
* عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ" قال : عبد الله بن سلام .
*وعن عوف ، عن الحسن قال : بلغني أنه لما أراد عبد الله بن سلام أن يسلم قال : يا رسول الله ، قد علمت اليهود أني من علمائهم ، وأن أبي كان من علمائهم ، وإني أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، فأرسل إلى فلان وفلان ، ومن سماه من اليهود ، وأخبئني في بيتك ، وسلهم عني ، وعن أبي ، فإنهم سيحدثونك أني أعلمهم ، وأن أبي من أعلمهم ، وإني سأخرج إليهم ، فأشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، قال : ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبأه في بيته وأرسل إلى اليهود ، فدخلوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عبد الله بن سلام فيكم" ؟ قالوا : أعلمنا نفسا . وأعلمنا أبا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن أسلم تسلمون" ؟ قالوا : لا يسلم ثلاث مرار ، فدعاه فخرج ، ثم قال : أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، فقالت اليهود : ما كنا نخشاك على هذا يا عبد الله بن سلام قال : فخرجوا كفارا ، فأنزل الله عز وجل في ذلك " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " .
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
(*) أخرج أبو يعلى، وابن جرير، والطبراني ، والحاكم وصححه، بسند صحيح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه " ، فسكتوا فما أجابه منهم أَحَد ثم رد عليه فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أَحَد، فقال : " أبيتم فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفي، آمنتم أو كذبتم " ، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من خلفه، فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ ، فقالوا : والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ، ولا من أبيك، ولا من جدك ، قال : فإني أشهد بالله أنه النبي الذي تجدونه في التوراة والإنجيل ، قالوا : كذبت ، ثم ردُّوا عليه وقالوا شرًّا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كذبتم لن يقبل منكم قولكم " ، فخرجنا ونحن ثلاثة ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا، وابن سلام ، فأنزل الله :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".
(*) وأخرج البخاري ومسلم، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
(*) أخرج الترمذي، وابن جرير، وابن مردويه، عن عبد الله بن سلام قال : نزلت فِيَّ آيات من كتاب الله؛ نزلت فِيَّ :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ، ونزل فِيَّ :" قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ " .
(*) أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مسروق في قوله :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " قال : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما نزلت إلا بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة، وإنما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم .
(*) أخرج ابن سعد ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن عساكر عن الحسن قال : لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق، وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا . ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود فسلهم عني وعن والدي فإنهم سيخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله لعلهم يسلمون . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخبأه في بيته فقال لهم :" ما عبد الله بن سلام فيكم، وما كان والده؟" ، قالوا : سيدنا، وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا . قال :" أرأيتم إن أسلم أتسلمون؟" ، قالوا : إنه لا يسلم . فخرج عليهم فقال : أشهد أنك رسول الله، وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم ، فخرجوا من عنده، فأنزل الله في ذلك :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية .
(*) أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأس اليهود بالمدينة ، قد أسلم وقال : يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فإنهم سيرضوني ، فبعث إليهم وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليًّا فقال لهم :" اختاروا رجلا من أنفسكم أفضلكم في أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم " ، قالوا : فإنا قد رضينا بميمون بن يامين ، فأخرجه إليهم فقال لهم ميمون : أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق . فأبوا أن يصدقوه فأنزل الله فيه :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية
قوله تعالى:"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
* قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ"
قال ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد : هو عبدالله بن سلام ، شهد على اليهود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة ، وأنه نبي من عند الله. وفي الترمذي عنه : ونزلت فيّ آيات من كتاب الله ، نزلت فيّ : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
* وقال مسروق : هو موسى والتوراة ، لا ابن سلام ؛ لأنه أسلم بالمدينة والسورة مكية. وقال : وقول : "وَكَفَرْتُمْ بِهِ" مخاطبة لقريش.
* الشعبي : هو من آمن من بني إسرائيل بموسى والتوراة ، لأن ابن سلام إنما أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ، والسورة مكية.
قال القشيري : ومن قال الشاهد موسى قال السورة مكية ، وأسلم ابن سلام قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعامين.
* ويجوز أن تكون الآية نزلت بالمدينة وتوضع في سورة مكية ، فإن الآية كانت تنزل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ضعوها في سورة كذا.
والآية في محاجة المشركين ، ووجه الحجة أنهم كانوا يراجعون اليهود في أشياء ، أي شهادتهم لهم وشهادة نبيهم لي من أوضح الحجج. ولا يبعد أن تكون السورة في محاجة اليهود ، ولما جاء ابن سلام مسلما من قبل أن تعلم اليهود بإسلامه قال : يا رسول الله ، اجعلني حكما بينك وبين اليهود ، فسألهم عنه : "أي رجل هو فيكم ؟ " قالوا : سيدنا وعالمنا. فقال : "إنه قد آمن بي" فأساؤوا القول فيه... الحديث
* قال ابن عباس : رضيت اليهود بحكم ابن سلام ، وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن يشهد لك آمنا بك ، فسُئل فشهد ثم أسلم. "عَلَى مِثْلِهِ" أي على مثل ما جئتكم به ، فشهد موسى على التوراة ومحمد على القرآن.
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك
(*) قال البعض أن قوله تعالى :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ" هو موسى بن عمران عليه السلام
* عن عبد الأعلى قال : سُئل داود ، عن قوله : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ " . . . الآية ، قال داود قال عامر قال مسروق : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ، ما أنزلت إلا بمكة ، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة ، ولكنها خصومة خاصم محمد صلى الله عليه وسلم بها قومه ، قال : فنزلت " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " قال : فالتوراة مثل القرآن ، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم فآمنوا بالتوراة وبرسولهم ، وكفرتم .
* عن ابن إدريس قال : سمعت داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : أناس يزعمون أن شاهدا من بني إسرائيل على مثله عبد الله بن سلام ، وإنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة ; وقد أخبرني مسروق أن آل حم ، إنما نزلت بمكة ، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، فقال : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ " موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام على الفرقان .
عن ابن علية قال : أخبرنا داود ، عن الشعبي . عن مسروق في قوله " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" الآية ، قال : كان إسلام ابن سلام بالمدينة ونزلت هذه السورة بمكة إنما كانت خصومة بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قومه ، فقال : " وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" قال : التوراة مثل الفرقان ، وموسى مثل محمد ، فآمن به واستكبرتم ، ثم قال : آمن هذا الذي من بني إسرائيل بنبيه وكتابه ، واستكبرتم أنتم ، فكذبتم أنتم نبيكم وكتابكم
(*) وقال آخرون : عنى بقوله " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " :عبد الله بن سلام
* عن عبد الله بن يوسف التنيسي قال : سمعت مالك بن أنس يحدث عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام; قال : وفيه نزلت " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
* عن أبو محمد بن يحيى بن يعلى ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال : قال عبد الله بن سلام : نزلت في " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
* عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ" قال : عبد الله بن سلام .
*وعن عوف ، عن الحسن قال : بلغني أنه لما أراد عبد الله بن سلام أن يسلم قال : يا رسول الله ، قد علمت اليهود أني من علمائهم ، وأن أبي كان من علمائهم ، وإني أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، فأرسل إلى فلان وفلان ، ومن سماه من اليهود ، وأخبئني في بيتك ، وسلهم عني ، وعن أبي ، فإنهم سيحدثونك أني أعلمهم ، وأن أبي من أعلمهم ، وإني سأخرج إليهم ، فأشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، قال : ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبأه في بيته وأرسل إلى اليهود ، فدخلوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عبد الله بن سلام فيكم" ؟ قالوا : أعلمنا نفسا . وأعلمنا أبا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن أسلم تسلمون" ؟ قالوا : لا يسلم ثلاث مرار ، فدعاه فخرج ، ثم قال : أشهد أنك رسول الله ، وأنهم يجدونك مكتوبا عندهم في التوراة ، وأنك بعثت بالهدى ودين الحق ، فقالت اليهود : ما كنا نخشاك على هذا يا عبد الله بن سلام قال : فخرجوا كفارا ، فأنزل الله عز وجل في ذلك " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ " .
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
(*) أخرج أبو يعلى، وابن جرير، والطبراني ، والحاكم وصححه، بسند صحيح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه " ، فسكتوا فما أجابه منهم أَحَد ثم رد عليه فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أَحَد، فقال : " أبيتم فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفي، آمنتم أو كذبتم " ، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من خلفه، فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ ، فقالوا : والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ، ولا من أبيك، ولا من جدك ، قال : فإني أشهد بالله أنه النبي الذي تجدونه في التوراة والإنجيل ، قالوا : كذبت ، ثم ردُّوا عليه وقالوا شرًّا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كذبتم لن يقبل منكم قولكم " ، فخرجنا ونحن ثلاثة ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا، وابن سلام ، فأنزل الله :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".
(*) وأخرج البخاري ومسلم، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت : "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ ".
(*) أخرج الترمذي، وابن جرير، وابن مردويه، عن عبد الله بن سلام قال : نزلت فِيَّ آيات من كتاب الله؛ نزلت فِيَّ :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ، ونزل فِيَّ :" قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ " .
(*) أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مسروق في قوله :" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " قال : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام، ما نزلت إلا بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة، وإنما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم .
(*) أخرج ابن سعد ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن عساكر عن الحسن قال : لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق، وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا . ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود فسلهم عني وعن والدي فإنهم سيخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله لعلهم يسلمون . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخبأه في بيته فقال لهم :" ما عبد الله بن سلام فيكم، وما كان والده؟" ، قالوا : سيدنا، وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا . قال :" أرأيتم إن أسلم أتسلمون؟" ، قالوا : إنه لا يسلم . فخرج عليهم فقال : أشهد أنك رسول الله، وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم ، فخرجوا من عنده، فأنزل الله في ذلك :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية .
(*) أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأس اليهود بالمدينة ، قد أسلم وقال : يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فإنهم سيرضوني ، فبعث إليهم وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليًّا فقال لهم :" اختاروا رجلا من أنفسكم أفضلكم في أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم " ، قالوا : فإنا قد رضينا بميمون بن يامين ، فأخرجه إليهم فقال لهم ميمون : أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق . فأبوا أن يصدقوه فأنزل الله فيه :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "الآية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق