<title>وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... سورة الأحقاف ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... سورة الأحقاف


** ورد عند الواحدي

قوله تعالى:" حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً "الآية.
(*) قال ابن عباس في رواية عطاء: أنزلت في أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في التجارة، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدِّين، فقال له: من الرجل  الذي في ظل السدرة ؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: هذا والله نبي، وما استظل تحتها أَحَد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضوره، فلما نُبِّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلَم وصدَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ أربعين سنة قال " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ".
** ورد عند القرطبي
 قوله تعالى:وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
(*) روي أن الآية نزلت في أبي بكر الصديق ؛ وكان حمله وفصاله في ثلاثين شهرا ، حملته أمه تسعة أشهر وأرضعته إحدى وعشرين شهرا. وفي الكلام إضمار ، أي ومدة حمله ومدة فصاله ثلاثون شهرا ، ولولا هذا الإضمار لنصب ثلاثون على الظرف وتغير المعنى.
(*) و قوله تعالى : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ " 
قال ابن عباس : "أَشُدَّهُ" ثماني عشرة سنة ، وقال في رواية عطاء عنه : إن أبا بكر صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام للتجارة ، فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك فسأله عن الدِّين. فقال الراهب : من الرجل الذي في ظل الشجرة ؟ فقال : ذاك محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب. فقال : هذا والله نبي ، وما استظل أحد تحتها بعد عيسى. فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق ، وكان لا يكاد يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضره. فلما نُبِّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة ، صدَّق أبو بكر رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية وثلاثين سنة. فلما بلغ أربعين سنة قال : " قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ " الآية. 
* وقال السدي والضحاك : نزلت في سعد بن أبي وقاص
* وقال الحسن : هي مرسلة نزلت على العموم. والله أعلم.
* وقال علي رضي الله عنه : هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره ، فأوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده. ووالده هو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمه أم الخير ، واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد. وأم أبيه أبي قحافة "قيلة" ، وامرأة أبي بكر الصديق اسمها قتيلة بنت عبد العزى. 
(*) قوله تعالى:"وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ " 
قال ابن عباس : فأجابه الله فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله منهم بلال وعامر بن فهيرة ، ولم يدع شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه. وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح منكم اليوم صائما" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال : "فمن تبع منكم اليوم جنازة" ؟ قال أبو بكر :أنا. قال : "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال : "فمن عاد منكم اليوم مريضا" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة" .
(*) قوله تعالى : "وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي"  
قال ابن عباس : فلم يبق له ولد ولا والد ولا والدة إلا امنوا بالله وحده. ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله أسلم هو وأبواه وأولاده وبناته كلهم إلا أبو بكر. 
وقال سهل بن عبدالله : المعنى اجعلهم لي خلف صدق ، ولك عبيد حق. وقال أبو عثمان : اجعلهم أبرارا لي مطيعين لك. وقال ابن عطاء : وفقهم لصالح أعمال ترضى بها عنهم. وقال محمد بن علي : لا تجعل للشيطان والنفس والهوى عليهم سبيلا.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى:"وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
(*) اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على ثلاثة أقوال :
* أحدها: أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في تجارة، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين، فقال له: مَنْ الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال: هذا والله نبي، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضره، فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ أربعين سنة قال: " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ "، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الأكثرون; قالوا: فلما بلغ أبو بكر أربعين سنة، دعا الله عز وجل بما ذكره في هذه الآية، فأجابه الله، فأسلم والداه وأولاده ذكورهم وإناثهم، ولم يجتمع ذلك لغيره من الصحابة .
* والقول الثاني: أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص، وهذا مذهب الضحاك، والسدي .
* والثالث: أنها نزلت على العموم، قاله الحسن . 
(*) قوله تعالى: " وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ" قال ابن عباس: أجابه الله ( يعني أبا بكر) ، فأعتق تسعة من المؤمنين كانوا يُعذَّبون في الله عز وجل، ولم يرد شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه، واستجاب له في ذريته فآمنوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق