** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .." الآية.
(*) عن علي بن عباس، عن ابن عباس،عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت: لِمَ تُدخلها بيتى، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك، فقال لها:" لا تذكري هذا لعائشة، هي علي حرام إن قربتها"، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقرﺑﻬا وقال لها: لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فأبَى أن يدخل على نسائه شهرا واعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله تبارك وتعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .. " الآية.
(*) عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فعرفت فسألت عن ذلك، فقيل لي :أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم شربة، قلت: أما والله لنحتال له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، قالت تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمَرَتنى به، فلما دنا منها قالت له سودة: قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا ، قالت : فما هذه الريح التي أجد منك، قال:" سقتني حفصة شربة عسل "، قالت: جرست نحلة العرفط قالت: فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله أسقيك منه ؟ قال:" لا حاجة لي فيه "، تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي .. رواه البخاري عن فرقد، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر.
* عن ابن أبى مليكة، أن سودة بنت زمعة كانت لها خؤولة باليمن، وكان يهدى إليها العسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، وكانت حفصة وعائشة متآخيتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إحداهما للاخرى: ماترين إلى هذا ؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، فإذا دخل فخذي بأنفك، فإذا قال مالك ؟ قولى: أجد منك ريحا لاأدرى ماهى، فإنه إذا دخل عليّ قلت مثل ذلك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت
بأنفها فقال: "مالك ؟" ، قالت: ريحا أجد منك وما أراه إلا مغافير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذ وجدها، ثم إذ دخل على الاخرى فقالت له مثل ذلك، فقال: لقد قالت لي هذا فلانة، وماهذا إلا من شئ أصبته في بيت سودة، ووالله لا أذوقه أبدا.
قال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ..".
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
في سبب نزولها قولان .
(*) أحدهما: أن حفصة ذهبت إلى أبيها تتحدث عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة ، فرجعت حفصة ، فوجدتها في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها ، وغارت غيرة شديدة . فلما دخلت حفصة قالت: قد رأيت من كان عندك . والله لقد سؤتني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لأرضينك، وإني مسر إليك سرا فاحفظيه" ، قالت: وما هو؟ قال "إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضى لك"، وكانت عائشة وحفصة متظاهرتين على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حفصة إلى عائشة ، فقالت لها: أبشري، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته ، فنزلت هذه الآية رواه العوفي عن ابن عباس .
* وقد روي عن عمر نحو هذا المعنى، وقال فيه: فقالت حفصة: كيف تحرّمها عليك، وهي جاريتك؟!، فحلف لها أن لا يقربها، فقال لها: "لا تذكريه لأحد" فذكرته لعائشة ، فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا، فنزلت هذه الآية
* وقال الضحاك: قال لها: "لا تذكري لعائشة ما رأيت"، فذكرته، فغضبت عائشة، ولم تزل بنبي الله حتى حَلف أن لا يقربها، فنزلت هذه الآية، وإلى هذا المعنى: ذهب سعيد بن جبير ، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، ومسروق، ومقاتل، والأكثرون .
(*) والثاني: ما روى عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من صلاة العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر، واحتبس عندها، فسألت عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك، فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول الله أسقيك منه؟ قال: " لا حاجة لي فيه "، قالت: تقول: سودة سبحان الله، والله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي، أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيحين" .
* وفي رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس: أن التي شرب عندها العسل سودة، فقالت له عائشة: إني لأجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة، فقالت: إني أجد منك ريحا فقال: " إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه" ، فنزلت هذه الآية
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
(*) ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا ، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : "بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له". فنزل : "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ " إلى قوله " إِنْ تَتُوبَا" لعائشة وحفصة
* وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلي العصر دار على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فأحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل ، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة. فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك لا. فقولي له : ما هذه الريح ؟ ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح ) ، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له : جرست نحله العُرْفُط. وسأقول ذلك له ، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة - قالت : تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي ، وإنه لعلى الباب ، فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ قال : "لا" قالت : فما هذه الريح ؟ قال : "سقتني حفصة شربة عسل" قال : جرست نحله العرفط ، فلما دخل عَلَيّ قلت له مثل ذلك ، ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت : يا رسول الله ، ألا أسقك منه ، قال "لا حاجة لي به" قالت : تقول سودة سبحان الله! والله لقد حرمناه. قالت : قلت لها اسكتي. ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها العسل حفصة. وفي الأولى زينب. وروي ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وقد قيل : إنما هي أم سلمة ، رواه أسباط عن السدي. وقاله عطاء بن أبي مسلم.
(*) روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة ، فوجدته حفصة معها ( وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها ) فقالت له : تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك ، فقال لها : "لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها" قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك ؟ فحلف لها ألا يقربها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تذكريه لأحد" ، فذكرته لعائشة ، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا ، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة ، فأنزل الله عز وجل "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ" الآية.
قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .." الآية.
(*) عن علي بن عباس، عن ابن عباس،عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت: لِمَ تُدخلها بيتى، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك، فقال لها:" لا تذكري هذا لعائشة، هي علي حرام إن قربتها"، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقرﺑﻬا وقال لها: لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فأبَى أن يدخل على نسائه شهرا واعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله تبارك وتعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ .. " الآية.
(*) عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فعرفت فسألت عن ذلك، فقيل لي :أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم شربة، قلت: أما والله لنحتال له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، قالت تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمَرَتنى به، فلما دنا منها قالت له سودة: قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا ، قالت : فما هذه الريح التي أجد منك، قال:" سقتني حفصة شربة عسل "، قالت: جرست نحلة العرفط قالت: فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله أسقيك منه ؟ قال:" لا حاجة لي فيه "، تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي .. رواه البخاري عن فرقد، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر.
* عن ابن أبى مليكة، أن سودة بنت زمعة كانت لها خؤولة باليمن، وكان يهدى إليها العسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، وكانت حفصة وعائشة متآخيتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت إحداهما للاخرى: ماترين إلى هذا ؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل، فإذا دخل فخذي بأنفك، فإذا قال مالك ؟ قولى: أجد منك ريحا لاأدرى ماهى، فإنه إذا دخل عليّ قلت مثل ذلك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت
بأنفها فقال: "مالك ؟" ، قالت: ريحا أجد منك وما أراه إلا مغافير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذ وجدها، ثم إذ دخل على الاخرى فقالت له مثل ذلك، فقال: لقد قالت لي هذا فلانة، وماهذا إلا من شئ أصبته في بيت سودة، ووالله لا أذوقه أبدا.
قال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ..".
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
في سبب نزولها قولان .
(*) أحدهما: أن حفصة ذهبت إلى أبيها تتحدث عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة ، فرجعت حفصة ، فوجدتها في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها ، وغارت غيرة شديدة . فلما دخلت حفصة قالت: قد رأيت من كان عندك . والله لقد سؤتني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لأرضينك، وإني مسر إليك سرا فاحفظيه" ، قالت: وما هو؟ قال "إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضى لك"، وكانت عائشة وحفصة متظاهرتين على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حفصة إلى عائشة ، فقالت لها: أبشري، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته ، فنزلت هذه الآية رواه العوفي عن ابن عباس .
* وقد روي عن عمر نحو هذا المعنى، وقال فيه: فقالت حفصة: كيف تحرّمها عليك، وهي جاريتك؟!، فحلف لها أن لا يقربها، فقال لها: "لا تذكريه لأحد" فذكرته لعائشة ، فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا، فنزلت هذه الآية
* وقال الضحاك: قال لها: "لا تذكري لعائشة ما رأيت"، فذكرته، فغضبت عائشة، ولم تزل بنبي الله حتى حَلف أن لا يقربها، فنزلت هذه الآية، وإلى هذا المعنى: ذهب سعيد بن جبير ، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، ومسروق، ومقاتل، والأكثرون .
(*) والثاني: ما روى عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من صلاة العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر، واحتبس عندها، فسألت عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك، فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول الله أسقيك منه؟ قال: " لا حاجة لي فيه "، قالت: تقول: سودة سبحان الله، والله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي، أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيحين" .
* وفي رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس: أن التي شرب عندها العسل سودة، فقالت له عائشة: إني لأجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة، فقالت: إني أجد منك ريحا فقال: " إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه" ، فنزلت هذه الآية
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
(*) ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا ، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : "بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له". فنزل : "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ " إلى قوله " إِنْ تَتُوبَا" لعائشة وحفصة
* وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلي العصر دار على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فأحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل ، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة. فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك لا. فقولي له : ما هذه الريح ؟ ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح ) ، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل. فقولي له : جرست نحله العُرْفُط. وسأقول ذلك له ، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة - قالت : تقول سودة والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي ، وإنه لعلى الباب ، فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ قال : "لا" قالت : فما هذه الريح ؟ قال : "سقتني حفصة شربة عسل" قال : جرست نحله العرفط ، فلما دخل عَلَيّ قلت له مثل ذلك ، ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت : يا رسول الله ، ألا أسقك منه ، قال "لا حاجة لي به" قالت : تقول سودة سبحان الله! والله لقد حرمناه. قالت : قلت لها اسكتي. ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها العسل حفصة. وفي الأولى زينب. وروي ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه شربه عند سودة. وقد قيل : إنما هي أم سلمة ، رواه أسباط عن السدي. وقاله عطاء بن أبي مسلم.
(*) روي الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة ، فوجدته حفصة معها ( وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها ) فقالت له : تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك ، فقال لها : "لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها" قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك ؟ فحلف لها ألا يقربها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تذكريه لأحد" ، فذكرته لعائشة ، فآلى لا يدخل على نسائه شهرا ، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة ، فأنزل الله عز وجل "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ" الآية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق