** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً "الآيات
(*) عن أيوب السختيانى، عن عكرمة، عن ابن عباس : أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن وكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أنى من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وكاره، قال: وماذا أقول ؟ ، فوالله ما فيكم رجل أعلم بالاشعار منى، ولا أعلم برجزها وبقصيدها منى، والله ما يشبه الذى يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله الذى يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه، فقال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً" الآيات كلها.
(*) قال مجاهد: إن الوليد بن المغيرة كان يغشى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضى الله عنه حتى حسبت قريش أنه يسلم، فقال له أبو جهل: إن قريشا تزعم أنك إنما تأتى محمدا وابن أبى قحافة تصيب من طعامهما، فقال الوليد لقريش: إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام، وأنكم تزعمون أن محمدا مجنون،قالوا: اللهم لا ، قال: تزعمون أنه كاهن وهل رأيتموه يتكهن قط ؟ قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط، قالوا: لا ، قال: فتزعمون أنه كذاب، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا: لا، قالت قريش للوليد: فما هو ؟ ، قال: فما هو إلا ساحر، وما بقوله سحر، فذلك قوله " إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ" إلى قوله تعالى " إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ".
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى :" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً ، وَبَنِينَ شُهُوداً ، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتنَا عَنِيداً ، سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
(*) يعني الوليد بن المغيرة المخزومي كان يسمى الوحيد في قومه، وذلك أن الله- عز وجل أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم "حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ " ، فلما نزلت هذه الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام فقرأها والوليد ابن المغيرة قريبا منه يستمع إلى قراءته، فلما فطن صلى الله عليه وسلم أن الوليد بن المغيرة يستمع إلى قراءته أعاد النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية "حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ" في ملكه، "الْعَلِيمِ" بخلقه، "غافِرِ الذَّنْبِ" لمن تاب من الشرك، "وَقابِلِ التَّوْبِ" لمن تاب من الشرك، "شَدِيدِ الْعِقابِ" لمن لم يتب من الشرك، " ذِي الطَّوْلِ" يعني ذي الغنى عمن لم يوحِّد ، ثم وحد الرب نفسه حين لَمْ يوحده كفار مكة، فَقَالَ: "لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ" يعني مصير الخلائق في الآخرة إليه ، فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس بني مخزوم فقال: والله، لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن وأن أسفله لمعرق، وأن أعلاه لمونق، وأن له لحلاوة، وأن عليه لطلاوة، وأنه ليعلو وما يعلى، ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: لقد صبأ الوليد، والله، لئن صبأ لتصبون قريش كلها: وكان يقال للوليد ريحانة قريش، فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق أبو جهل حتى دخل على الوليد، فقعد إليه كشبه الحزين، فقال له الوليد: ما لي أراك يا بن أخي حزينا؟ فقال أبو جهل: ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة ليعينوك على كِبَرك، ويزعمون أنك إنما زينت قول محمد لتصيب من فضل طعامه ، فغضب الوليد عند ذلك، وقال : أو ليس قد علمت قريش أني من أكثرهم مالا وولدا، وهل يشبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل؟ ، فقال أبو جهل: فإنهم يزعمون أنك إنما زينت قول محمد من أجل ذلك ، فقام الوليد فانطلق مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم، فقال: تزعمون أن محمدا كاهن ، فهل سمعتموه يُخبر بما يكون في غد؟ قالوا: اللهم لا، قال: وتزعمون أن محمدا شاعر ، فهل رأيتموه ينطق فيكم بشعر قط؟ قالوا: اللهم لا ؛ قال: وتزعمون أن محمدا كذاب ، فهل رأيتموه يكذب فيكم قط؟ قالوا: اللهم لا ؛ وكان يسمى محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة الأمين، فبرأه من هذه المقالة كلها، فقالت قريش وما هو، يا أبا المغيرة؟ ، فتفكر في نفسه ما يقول عن محمد صلى الله عليه وسلم ثم نظر فيما يقول عنه ، ثم عبس وجهه، وبسر يعني وكلح، فذلك قوله عز وجل: "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ" ، ما يقول لمحمد، فقدر له السحر، يقول الله تبارك وتعالى: "فَقُتِلَ" يعنى لعن "كَيْفَ قَدَّرَ" لمحمد صلى الله عليه وسلم السحر، "ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ" ، يقول ثم كلح "وَبَسَرَ" يعنى وتغير لونه يعنى أعرض عن الإيمان "وَاسْتَكْبَرَ" عنه فَقالَ الوليد لقومه: إِنْ هذا الذي يقول محمد "إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ" ، فقال له قومه وما السحر يا أبا المغيرة؟ وفرحوا فقال: شيء يكون ببابل إذا تعلمه الإنسان يفرق بين الاثنين ومحمد يأثره ولما يحذقه بعد وأيم الله، لقد أصاب فيه حاجته أما رأيتموه فرق بين فلان وبين أهله وبين فلان وبين أبيه ، وبين فلان وبين أخيه، وبين فلان وبين مولاه، فذلك قوله: "إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً ، وَبَنِينَ شُهُوداً ، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتنَا عَنِيداً ، سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
(*) قال ابن عباس: جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له ، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، فوالله ما يشبهها الذي يقول، والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى . قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه . فقال: هذا سحر يؤثر: يأثره عن غيره، فنزلت "ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً . . . " الآيات كلها.
(*) وقال مجاهد: قال الوليد لقريش: إن لي إليكم حاجة فاجتمعوا في دار الندوة، فقال: إنكم ذوو أحساب وأحلام، وإن العرب يأتونكم، وينطلقون من عندكم على أمر مختلف، فأجمعوا على شيء واحد . ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: نقول: إنه شاعر، فعبس عندها، وقال: قد سمعنا الشعر فما يشبه قوله الشعر . فقالوا: نقول: إنه كاهن، قال: إذن يأتونه فلا يجدونه يحدث بما يحدث به الكهنة، قالوا: نقول: إنه مجنون، قال: إذن يأتونه فلا يجدونه مجنونا . فقالوا: نقول: إنه ساحر . قال: وما الساحر؟ قالوا: بشر يحببون بين المتباغضين، ويبغضون بين المتحابين، قال: فهو ساحر، فخرجوا لا يلقى أحد منهم النبي إلا قال: يا ساحر، فاشتد ذلك عليه، فأنزل الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" إلى قوله تعالى:" إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
قوله تعالى:" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً "الآيات
(*) عن أيوب السختيانى، عن عكرمة، عن ابن عباس : أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن وكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أنى من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وكاره، قال: وماذا أقول ؟ ، فوالله ما فيكم رجل أعلم بالاشعار منى، ولا أعلم برجزها وبقصيدها منى، والله ما يشبه الذى يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله الذى يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه، فقال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً" الآيات كلها.
(*) قال مجاهد: إن الوليد بن المغيرة كان يغشى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضى الله عنه حتى حسبت قريش أنه يسلم، فقال له أبو جهل: إن قريشا تزعم أنك إنما تأتى محمدا وابن أبى قحافة تصيب من طعامهما، فقال الوليد لقريش: إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام، وأنكم تزعمون أن محمدا مجنون،قالوا: اللهم لا ، قال: تزعمون أنه كاهن وهل رأيتموه يتكهن قط ؟ قالوا: اللهم لا، قال: تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط، قالوا: لا ، قال: فتزعمون أنه كذاب، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا: لا، قالت قريش للوليد: فما هو ؟ ، قال: فما هو إلا ساحر، وما بقوله سحر، فذلك قوله " إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ" إلى قوله تعالى " إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ".
** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى :" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً ، وَبَنِينَ شُهُوداً ، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتنَا عَنِيداً ، سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
(*) يعني الوليد بن المغيرة المخزومي كان يسمى الوحيد في قومه، وذلك أن الله- عز وجل أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم "حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ " ، فلما نزلت هذه الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام فقرأها والوليد ابن المغيرة قريبا منه يستمع إلى قراءته، فلما فطن صلى الله عليه وسلم أن الوليد بن المغيرة يستمع إلى قراءته أعاد النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية "حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ" في ملكه، "الْعَلِيمِ" بخلقه، "غافِرِ الذَّنْبِ" لمن تاب من الشرك، "وَقابِلِ التَّوْبِ" لمن تاب من الشرك، "شَدِيدِ الْعِقابِ" لمن لم يتب من الشرك، " ذِي الطَّوْلِ" يعني ذي الغنى عمن لم يوحِّد ، ثم وحد الرب نفسه حين لَمْ يوحده كفار مكة، فَقَالَ: "لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ" يعني مصير الخلائق في الآخرة إليه ، فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس بني مخزوم فقال: والله، لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن وأن أسفله لمعرق، وأن أعلاه لمونق، وأن له لحلاوة، وأن عليه لطلاوة، وأنه ليعلو وما يعلى، ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: لقد صبأ الوليد، والله، لئن صبأ لتصبون قريش كلها: وكان يقال للوليد ريحانة قريش، فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق أبو جهل حتى دخل على الوليد، فقعد إليه كشبه الحزين، فقال له الوليد: ما لي أراك يا بن أخي حزينا؟ فقال أبو جهل: ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة ليعينوك على كِبَرك، ويزعمون أنك إنما زينت قول محمد لتصيب من فضل طعامه ، فغضب الوليد عند ذلك، وقال : أو ليس قد علمت قريش أني من أكثرهم مالا وولدا، وهل يشبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل؟ ، فقال أبو جهل: فإنهم يزعمون أنك إنما زينت قول محمد من أجل ذلك ، فقام الوليد فانطلق مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم، فقال: تزعمون أن محمدا كاهن ، فهل سمعتموه يُخبر بما يكون في غد؟ قالوا: اللهم لا، قال: وتزعمون أن محمدا شاعر ، فهل رأيتموه ينطق فيكم بشعر قط؟ قالوا: اللهم لا ؛ قال: وتزعمون أن محمدا كذاب ، فهل رأيتموه يكذب فيكم قط؟ قالوا: اللهم لا ؛ وكان يسمى محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة الأمين، فبرأه من هذه المقالة كلها، فقالت قريش وما هو، يا أبا المغيرة؟ ، فتفكر في نفسه ما يقول عن محمد صلى الله عليه وسلم ثم نظر فيما يقول عنه ، ثم عبس وجهه، وبسر يعني وكلح، فذلك قوله عز وجل: "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ" ، ما يقول لمحمد، فقدر له السحر، يقول الله تبارك وتعالى: "فَقُتِلَ" يعنى لعن "كَيْفَ قَدَّرَ" لمحمد صلى الله عليه وسلم السحر، "ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ" ، يقول ثم كلح "وَبَسَرَ" يعنى وتغير لونه يعنى أعرض عن الإيمان "وَاسْتَكْبَرَ" عنه فَقالَ الوليد لقومه: إِنْ هذا الذي يقول محمد "إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ" ، فقال له قومه وما السحر يا أبا المغيرة؟ وفرحوا فقال: شيء يكون ببابل إذا تعلمه الإنسان يفرق بين الاثنين ومحمد يأثره ولما يحذقه بعد وأيم الله، لقد أصاب فيه حاجته أما رأيتموه فرق بين فلان وبين أهله وبين فلان وبين أبيه ، وبين فلان وبين أخيه، وبين فلان وبين مولاه، فذلك قوله: "إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً ، وَبَنِينَ شُهُوداً ، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتنَا عَنِيداً ، سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
(*) قال ابن عباس: جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له ، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، فوالله ما يشبهها الذي يقول، والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى . قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه . فقال: هذا سحر يؤثر: يأثره عن غيره، فنزلت "ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً . . . " الآيات كلها.
(*) وقال مجاهد: قال الوليد لقريش: إن لي إليكم حاجة فاجتمعوا في دار الندوة، فقال: إنكم ذوو أحساب وأحلام، وإن العرب يأتونكم، وينطلقون من عندكم على أمر مختلف، فأجمعوا على شيء واحد . ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: نقول: إنه شاعر، فعبس عندها، وقال: قد سمعنا الشعر فما يشبه قوله الشعر . فقالوا: نقول: إنه كاهن، قال: إذن يأتونه فلا يجدونه يحدث بما يحدث به الكهنة، قالوا: نقول: إنه مجنون، قال: إذن يأتونه فلا يجدونه مجنونا . فقالوا: نقول: إنه ساحر . قال: وما الساحر؟ قالوا: بشر يحببون بين المتباغضين، ويبغضون بين المتحابين، قال: فهو ساحر، فخرجوا لا يلقى أحد منهم النبي إلا قال: يا ساحر، فاشتد ذلك عليه، فأنزل الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" إلى قوله تعالى:" إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق