ورد ذِكر الريحان في القرآن الكريم في موضعين ، أحدهما بسورة الرحمن حيث كانت ضمن تعداد بعض نعم الله على خلقه في الدنيا ، والثاني بسورة الواقعة والتى كانت ضمن جزاء المقربين في الآخرة من النعيم
1
الموضع الأول من سورة الرحمن في قوله تعالى : " وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " سورة الرحمن
** وملخص ذكره :
أن الله سبحانه وتعالى عندما وضع الأرض وبسطها لخلقه ، أنعم عليهم بالفاكهة وجميع مايأكلونه من الحبوب المختلفة كالشعير والقمح وغيره من المزروعات في تلك الأرض
(*) ورد عند القرطبي :
قوله تعالى :" وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ "
* الحب : الحنطة والشعير ونحوهما
* والعصف : التبن ، عن الحسن وغيره
مجاهد : ورق الشجر والزرع
ابن عباس : تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الرياح .
وعن ابن عباس أيضا : العصف ورق الزرع الأخضر إذا قطع رءوسه ويبس ، نظيره : فجعلهم كعصف مأكول
* والريحان الرزق ، عن ابن عباس ومجاهد . الضحاك : هي لغة حِميَر .
وعن ابن عباس أيضا والضحاك وقتادة : أنه الريحان الذي يشم ، وقاله ابن زيد .
وعن ابن عباس أيضا : أنه خضرة الزرع .
وقال سعيد بن جبير : هو ما قام على ساق . وقال الفراء : العصف المأكول من الزرع ، والريحان ما لا يؤكل .
وقال الكلبي : إن العصف الورق الذي لا يؤكل ، والريحان هو الحب المأكول .
(*) ورد عند ابن عطية :
قوله تعالى :" وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ "
* " وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ" هو القمح والشعير وما جرى مجراه من الحب الذي له سنبل وأوراق متشعبة على ساقه، وهي العصيفة إذا يبست
* قال ابن عباس رضي الله عنهما: العصف: التبن، وتقول العرب: خرجنا نتعصف، أي: يستعجلون عصيفة الزرع
* واختلفوا في الريحان:
فقال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك : معناه: الرزق
وقال الحسن: هو ريحانكم هذا
وقال ابن جبير : هو كل ما قام على ساق
وقال ابن زيد ، وقتادة : الريحان هو كل مشموم طيب الريح من النبات، وفي هذا النوع نعمة عظيمة، فمنه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك
وقال الفراء : العصف فيما يؤكل، والريحان كل ما لا يؤكل
=======================
2
الموضع الثاني من سورة الواقعة في قوله تعالى : " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ " .
** وملخص ذكره :
أن الله تعالى يبشر المؤمنين المقربين بما سينعم به عليهم في جنات النعيم
(*) ورد عند ابن عطية :
* فأما المرء من السابقين المقربين فسيلقى عند موته روحا وريحانا
و"الروح": الرحمة والسعة والفرج والفرح، ومنه: روح الله
و"الريحان": الطيب، وهو دليل النعيم
وقال مجاهد : الريحان: الرزق
وقال أبو العالية ، وقتادة ، والحسن : الريحان هو الشجر المعروف في الدنيا، يلقى المقرب ريحانا من الجنة
(*) ورد عند ابن الجوزي :
قوله تعالى : " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ "
* "فَرَوْحٌ" أي: فله روح . والجمهور يفتحون الراء . وفي معناها ستة أقوال .
أحدها: الفرح، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس .
والثاني: الراحة، رواه أبو طلحة عن ابن عباس .
والثالث: المغفرة والرحمة، رواه العوفي عن ابن عباس .
والرابع: الجنة، قاله مجاهد .
والخامس: روح من الغم الذي كانوا فيه، قاله محمد بن كعب .
والسادس: روح في القبر، أي: طيب نسيم، قاله ابن قتيبة
* وفي "الريحان" أربعة أقوال .
أحدها: أنه الرزق، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس .
والثاني: أنه المستراح، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
والثالث: أنه الجنة، قاله مجاهد، وقتادة .
والرابع: أنه الريحان المشموم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق