<title>أسباب نزول آيات القرآن : سورة القصص
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة القصص. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورة القصص. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

أسباب نزول آيات سورة القصص

أسباب نزول قوله تعالى : فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ

أسباب نزول قوله تعالى : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ

أسباب نزول قوله تعالى : أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

أسباب نزول قوله تعالى : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

أسباب نزول قوله تعالى : وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ

أسباب نزول قوله تعالى : أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ

أسباب نزول قوله تعالى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

أسباب نزول قوله تعالى : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ

الخميس، 7 مايو 2020

سورة القصص وفضلها

** سورة القصص هي
(*) السورة الثامنة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف
(*) مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء 
* وقال بن عباس وقتادة إلا آية نزلت بين مكة والمدينة وقال بن سلام : بالجحفة في وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى المدينة وهي قوله عز وجل :" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ " 
* وقال مقاتل : فيها من المدني " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ " إلى قوله : " لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ" 
(*) عدد آياتها 88 آية 
(*) نزلت بعد سورة النمل
(*) من السور التي تبدأ بحروف مقطعة "طسم" 
(*) سميت "سورة القصص" لورود  لفظ القصص بها فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ " والمقصود بها القصص التي قصها موسى على نبي الله شعيب عليهما السلام
* وكانت تسميتها قبل نزول سورة يوسف والتي ورد فيها أيضا  لفظ "القصص" 
** فضل سورة القصص
(*)  فيها الآية الكريمة "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" والتي نزلت في عم النبي  حين وفاته
عن أبي سعيد بن رافع قال : سألتُ ابن عمر: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" نزلت في أبي طالبٍ؟ قالَ: نعَم .. تاريخ الإسلام للإمام الذهبي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه :( قال رسول اللهِ صلّى اللَّه عليه وسلّم لِعَمِّهِ: " قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أشْهَدُ لكَ بها يَومَ القِيامَةِ "، قال: لَوْلا أنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يقولونَ: إنَّما حَمَلَهُ علَى ذلكَ الجَزَعُ لأَقْرَرْتُ بها عَيْنَكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: "إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشاءُ"القصص )... رواه مسلم
(*) ختم السورة ببشارة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بردِّه إلى مكة قاهرا لأعدائه في الآية الكريمة " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ " .. تفسير القرطبي

** أسباب نزول آيات سورة القصص

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

الأربعاء، 6 مايو 2020

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

أسباب نزول قوله تعالى

الجمعة، 16 أغسطس 2019

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ... سورة القصص

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ "
(*) قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" 
ختم السورة ببشارة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بردِّه إلى مكة قاهرا لأعدائه
(*) وقيل : هو بشارة له بالجنة 
والأول أكثر وهو قول جابر بن عبدالله وابن عباس ومجاهد وغيرهم 
قال القتبي : معاد الرجل بلده لأنه ينصرف ثم يعود 
(*) وقال مقاتل : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير طريق مخافة الطلب ، فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها فقال له جبريل إن الله يقول : "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" أي إلى مكة ظاهرا عليها 
(*) قال ابن عباس : نزلت هذه الآية بالجحفة ليست مكية ولا مدنية
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"
(*) قال مقاتل : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا ، فمضى من وجهه إلى المدينة فسار في غير الطريق مخافة الطلب ; فلما أمن رجع إلى الطريق فنزل الجحفة بين مكة والمدينة ، فعرف الطريق إلى مكة ، فاشتاق إليها ، وذَكَر مولده ، فأتاه جبريل فقال : أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ قال : نعم ; قال : فإن الله تعالى يقول : "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" ، فنزلت هذه الآية بالجحفة . 
** ورد في تفسير ابن أبي حاتم
قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"
(*) قال سفيان: فسمعناه من مقاتل منذ سبعين سنة عن الضحاك  قال: لما خرج النبي  صلى الله عليه وسلم  من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه القرآن " لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ " إلى مكة

الخميس، 15 أغسطس 2019

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ... سورة القصص

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ"
(*) قال أهل التفسير: نزلت جوابا للوليد بن المغيرة حين قال فيما أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم .
**وورد عند القرطبي
قوله تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
(*) قيل : هو جواب الوليد بن المغيرة حين قال : "لوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ" يعني نفسه زعم ، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف 
(*) وقيل : هو جواب اليهود إذ قالوا لو كان الرسول إلى محمد غير جبريل لآمنا به.
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
(*) روى العوفي عن ابن عباس في قوله : "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ" قال : كانوا يجعلون لآلهتهم خير أموالهم في الجاهلية . 
(*) وقال مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة حين قال : "لوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ"الزخرف ; والمعنى أنه لا تبعث الرسل باختيارهم

أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ... سورة القصص

** ورد عند الواحدي
 قوله تعالى:" أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ " 
(*) عن أبان،عن مجاهد في هذه الآية قال: نزلت في عَلِيّ وحمزة وأبي جهل
(*) وقال السدى:نزلت في عمار والوليد ابن المغيرة
(*) وقيل: نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ "
(*) قال ابن عباس : نزلت في حمزة بن عبدالمطلب ، وفي أبي جهل بن هشام 
(*) وقال مجاهد : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل 
(*) وقال محمد بن كعب. نزلت في حمزة وعَلِيّ ، وفي أبي جهل وعمارة بن الوليد 
(*) وقيل : في عمار والوليد بن المغيرة
(*) قال القشيري : والصحيح أنها نزلت في المؤمن والكافر على التعميم 
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى :" أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ "
اختلف فيمن نزلت على أربعة أقوال :
(*) أحدها : أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي جهل . 
(*) والثاني : في عَلِيّ وحمزة عليهما السلام ، وأبي جهل . والقولان مرويان عن مجاهد . 
(*) والثالث : في المؤمن والكافر ، قاله قتادة . 
(*) والرابع : في عمار والوليد بن المغيرة ، قاله السدي .

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

وقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا ... سورة القصص

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا " 
(*) نزلت في الحارث بن عثمان بن عبد مناف، وذلك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لنعلم أن الذي تقول حق، ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا لاجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا ﺑﻬم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى  :" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ "
(*) قوله تعالى : "وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا" هذا قول مشركي مكة 
قال ابن عباس : قائل ذلك من قريش الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف القرشي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لنعلم أن قولك حق ، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ، ونؤمن بك ، مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا ( يعني مكة ) لاجتماعهم على خلافنا ، ولا طاقة لنا بهم وكان هذا من تعللاتهم فأجاب الله تعالى عما اعتلّ به فقال : "أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً" أي ذا أمن ، وذلك أن العرب كانت في الجاهلية يغير بعضهم على بعض ، ويقتل بعضهم بعضا ، وأهل مكة آمنون حيث كانوا بحرمة الحَرَم ، فأخبر أنه قد أمَّنهم بحُرمة البيت ، ومنع عنهم عدوهم ، فلا يخافون أن تستحل العرب حرمة في قتالهم. 
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى  :" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا .. "
(*) قال ابن عباس في رواية العوفي : هم ناس من قريش قالوا ذلك . 
(*) وقال في رواية ابن أبي مليكة : أن الحارث بن عامر بن نوفل قال ذلك . 
(*) وذكر مقاتل أن الحارث بن عامر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك مخافة أن تتخطفنا العرب من أرضنا ، يعنون مكة

إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ... سورة القصص

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ "الآية.
(*) عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك ﺑﻬا عند الله سبحانه وتعالى" ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية :أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ، فلم يزل رسول الله صلى الله   عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعاودانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملّة عبد المطلب، وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لاستغفرن لك ما لم أُنْه عنك، فأنزل الله عز وجل " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى "التوبة ، وأنزل في أبي طالب :إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ".. رواه البخاري عن أبي اليمان، ورواه مسلم، عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري 
(*) عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: "قل لا إله إلا الله أشهد لك ﺑﻬا يوم القيامة"، قال: لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن أنه حمله على ذلك الجزع لاقررت ﺑﻬا عينك، فأنزل الله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " .. رواه مسلم
(*) عن أبي عثمان الحيرى يقول: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أبا  إسحاق الزجاج يقول في هذه الآية: أجمع المفسرون أﻧﻬا نزلت في أبي طالب
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
(*) قوله تعالى : "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" قال الزجاج : أجمع المسلمون على أنها نزلت في أبي طالب.
قلت : والصواب أن يقال أجمع جل المفسرين على أنها نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نص حديث البخاري ومسلم 
قال أبو روق قوله : "وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" إشارة إلى العباس. وقاله قتادة. 
"وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" قال مجاهد : لمن قُدِّر له أن يهتدي. 
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
(*) قد روى مسلم فيما انفرد به عن البخاري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه : " قل : لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة " ، فقال : لولا أن تعيرني نساء قريش ، يقلن : إنما حمله على ذلك الجزع ، لأقررت بها عينك ، فأنزل الله عز وجل : "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ " . 
(*) قال الزجاج : أجمع المفسرون أنها نزلت في أبي طالب.

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ... سورة القصص

** ورد عند الطبري
قوله تعالى :" أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
(*) وقال قوم في ذلك بما حدثنا به ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : إن قوما كانوا مشركين أسلموا ، فكان قومهم يؤذونهم ، فنزلت : " أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا "
** ورد عند البغوي
قوله تعالى :" أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
(*) قال مجاهد : نزلت في قوم من أهل الكتاب أسلموا فأوذوا
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى :" أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
(*) أخرج ابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس في قوله :" أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا " قال : هؤلاء قوم كانوا في زمان الفترة متمسكين بالإسلام، مقيمين عليه، صابرين على ما أوذوا، حتى أدرك رجال منهم النبي صلى الله عليه وسلم .
(*) وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي، أنزلهم وأحسن إليهم، فلما أرادوا أن يرجعوا قال من آمن من أهل مملكته : ائذن لنا فلنحذف هؤلاء في البحر، ونأتي هذا النبي فنحدث به عهدا . فانطلقوا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا معهأحدا، وحنينا، وخيبر، ولم يصب أحد منهم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائذن لنا فلنأت أرضنا فإن لنا أموالا فنجيء بها فننفقها على المهاجرين، فإنا نرى بهم جهدا . فأذن لهم فانطلقوا فجاءوا بأموالهم فأنفقوها على المهاجرين، فأنزلت فيهم الآية : "أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
(*) وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن مجاهد قال : إن قوما من المشركين أسلموا فكانوا يؤذونهم، فنزلت هذه الآية فيهم : " أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا " .
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى :" أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
في المشار إليهم قولان .
(*) القول الأول: أنهم مؤمنو أهل الكتاب ، وهذا قول الجمهور ، وهو الظاهر
 وفيما صبروا عليه قولان :
أحدهما : أنهم صبروا على الكتاب الأول ، وصبروا على اتباعهم محمدا ، قاله قتادة ، وابن زيد . 
والثاني : أنهم صبروا على الإيمان بمحمد قبل أن يُبعث ، ثم على اتباعه حين بعث ، قاله الضحاك .
(*) والقول الثاني : أنهم قوم من المشركين أسلموا ، فكان قومهم يؤذونهم ، فصبروا على الأذى

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ... سورة القصص

** ورد عند الطبري
قوله تعالى  :" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ "
(*) عن يحيى بن جعدة ، عن علي بن رفاعة ، قال : خرج عشرة رهط من أهل الكتاب ، منهم أبو رفاعة ، يعني أباه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا ، فأوذوا ، فنزلت : " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ  " قبل القرآن . 
(*) عن  سعيد ، عن قتادة ، قوله :" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ  " قال : كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق ، يأخذون بها ، وينتهون إليها ، حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا به ، وصدقوا به ، فأعطاهم الله أجرهم مرتين ، بصبرهم على الكتاب الأول ، واتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم ، وصبرهم على ذلك ، وذكر أن منهم سلمان ، وعبد الله بن سلام . 
(*) عن أبي معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ " . . . إلى قوله : " مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ" ناس من أهل الكتاب آمنوا بالتوراة والإنجيل ، ثم أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا به . فآتاهم الله أجرهم مرتين بما صبروا : بإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ، وباتباعهم إياه حين بعث ، فذلك قوله : " إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ" 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى  :" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ "
قوله تعالى : "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ" 
(*) أخبر أن قوما ممن أوتوا الكتاب من بني إسرائيل من قبل القرآن يؤمنون بالقرآن ، كعبدالله بن سلام وسلمان ويدخل فيه من أسلم من علماء النصارى ، وهم أربعون رجلا ، قدموا مع جعفر بن أبي طالب المدينة ، اثنان وثلاثون رجلا من الحبشة ، وثمانية نفرا أقبلوا من الشام وكانوا أئمة النصاري : منهم بحيرا الراهب وأبرهه والأشرف وعامر وأيمن وإدريس ونافع كذا سماهم الماوردي ، وأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية والتي بعدها إلى قوله "أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا" قاله قتادة 
(*) وعن قتاده أيضا نزلت في عبدالله بن سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي ، أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية 
وعن رفاعة القرظي : نزلت في عشرة أنا أحدهم 
(*) وقال عروة بن الزبير : نزلت في النجاشي وأصحابه ووجه باثني عشر رجلا فجلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو جهل وأصحابه قريبا منهم ، فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما قاموا من عنده تبعهم أبو جهل ومن معه ، فقال لهم : خَيَّبكم الله من ركب ، وقَبَّحكم من وفد ، ولم تلبثوا أن صدقتموه ، وما رأينا ركبا أحمق منكم ولا أجهل ، فقالوا : "سَلامٌ عَلَيْكُمْ" لم نَأْل أنفسنا رشدا "لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ" 
(*) قال أبو العالية : هؤلاء قوم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وقد أدركه بعضهم. 
(*) قوله تعالى "وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا" أي إذا قرئ عليهم القرآن قالوا بما فيه "إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ" أي من قبل نزوله ، أو من قبل بعثه محمد عليه السلام "مُسْلِمِينَ" أي موحدين ، أو مؤمنين بأنه سيبعث محمد وينزل عليه القرآن.
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى  :"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ " 
(*) قوله تعالى  :"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ
فيهم ثلاثة أقوال .
* أحدها : أنهم مؤمنو أهل الكتاب ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد .
والثاني : مسلمو أهل الإنجيل ، روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أُحُدا ، فنزلت فيهم هذه الآية .
* والثالث : مسلمو اليهود ، كعبد الله بن سلام وغيره ، قاله السدي
(*) قوله تعالى :" وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ" يعني القرآن "قَالُوا آمَنَّا بِهِ " ، " إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ" من قبل نزول القرآن"مُسْلِمِينَ " مخلصين لله مصدقين بمحمد ، وذلك لأن ذِكره كان في كتبهم فآمنوا به
 ** ورد عند ابن كثير
قوله تعالى  :"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ " 
(*) قال سعيد بن جبير : نزلت في سبعين من القسيسين بعثهم النجاشي ، فلما قدموا على النبي  صلى الله عليه وسلم  قرأ عليهم : " يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ " حتى ختمها ، فجعلوا يبكون وأسلموا ، ونزلت فيهم هذه الآية الأخرى : "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ " يعني : من قبل هذا القرآن كنا مسلمين ، أي : موحدين مخلصين لله مستجيبين له

فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ... سورة القصص

** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
(*) قال المفسرون : أمرت اليهود قريشا أن تسأل محمدا مثل ما أوتي موسى ، فقال الله تعالى :" أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى" 
** ورد في التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
اختلفوا في أن الضمير في قوله : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا " إلى من يعود ، وذكروا وجوها :
(*) أحدها : أن اليهود أمروا قريشا أن يسألوا محمدا أن يؤتى مثل ما أوتي موسى عليه السلام ، فقال تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى " يعني : أولم  تكفروا يا هؤلاء اليهود الذين استخرجوا هذا السؤال بموسى عليه السلام مع تلك الآيات الباهرة .
(*) وثانيها : إن الذين أوردوا هذا الاقتراح كفار مكة ، والذين كفروا بموسى هم الذين كانوا في زمان موسى عليه السلام إلا أنه تعالى جعلهم كالشيء الواحد ؛ لأنهم في الكفر والتعنت كالشيء الواحد .
(*) وثالثها : قال الكلبي : إن مشركي مكة بعثوا رهطا إلى يهود المدينة ليسألهم عن محمد وشأنه ، فقالوا : إنا نجده في التوراة بنعته وصفته ، فلما رجع الرهط إليهم وأخبروهم بقول اليهود قالوا : إنه كان ساحرا كما أن محمدا ساحر ، فقال تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى " .
(*) ورابعها : قال الحسن : قد كان للعرب أصل في أيام موسى عليه السلام ، فمعناه على هذا أولم يكفر آباؤهم بأن قالوا في موسى وهارون ساحران .
(*) وخامسها : قال قتادة : أولم يكفر اليهود في عصر محمد بما أوتي موسى من قبل من البشارة بعيسى ومحمد عليهما السلام ، فقالوا : ساحران .
(*) وسادسها : وهو الأظهر عندي أن كفار قريش ومكة كانوا منكرين لجميع النبوات ، ثم إنهم لما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزات موسى عليه السلام قال الله تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ " بل بما أوتي جميع الأنبياء من قبل ، فعلمنا أنه لا غرض لكم في هذا الاقتراح إلا التعنت
** ورد عند ابن كثير
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
(*) يقول تعالى مخبرا عن القوم الذين لو عذبهم قبل قيام الحُجَّة عليهم ، لاحتجُّوا بأنهم لم يأتهم رسول : أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على  وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والإلحاد : " لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى " ، يعنون والله أعلم : من الآيات الكثيرة ، مثل العصا واليد ، والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وتنقص الزروع والثمار ، مما يضيق على أعداء الله ، وكفلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المن والسلوى ، إلى غير ذلك من الآيات الباهرة ، والحجج القاهرة ، التي أجراها الله على يدي موسى عليه السلام ، حجة وبراهين له على فرعون وملئه وبني إسرائيل ، ومع هذا كله لم ينجع في فرعون وملئه ، بل كفروا بموسى وأخيه هارون ، كما قالوا لهما : " أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ "يونس ، وقال تعالى : " فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ "المؤمنون ، ولهذا قال هاهنا : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ " أي : أولم يكفر البشر بما أوتي موسى من تلك الآيات العظيمة