<title>فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ... سورة القصص ~ أسباب نزول آيات القرآن

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ... سورة القصص

** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
(*) قال المفسرون : أمرت اليهود قريشا أن تسأل محمدا مثل ما أوتي موسى ، فقال الله تعالى :" أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى" 
** ورد في التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
اختلفوا في أن الضمير في قوله : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا " إلى من يعود ، وذكروا وجوها :
(*) أحدها : أن اليهود أمروا قريشا أن يسألوا محمدا أن يؤتى مثل ما أوتي موسى عليه السلام ، فقال تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى " يعني : أولم  تكفروا يا هؤلاء اليهود الذين استخرجوا هذا السؤال بموسى عليه السلام مع تلك الآيات الباهرة .
(*) وثانيها : إن الذين أوردوا هذا الاقتراح كفار مكة ، والذين كفروا بموسى هم الذين كانوا في زمان موسى عليه السلام إلا أنه تعالى جعلهم كالشيء الواحد ؛ لأنهم في الكفر والتعنت كالشيء الواحد .
(*) وثالثها : قال الكلبي : إن مشركي مكة بعثوا رهطا إلى يهود المدينة ليسألهم عن محمد وشأنه ، فقالوا : إنا نجده في التوراة بنعته وصفته ، فلما رجع الرهط إليهم وأخبروهم بقول اليهود قالوا : إنه كان ساحرا كما أن محمدا ساحر ، فقال تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى " .
(*) ورابعها : قال الحسن : قد كان للعرب أصل في أيام موسى عليه السلام ، فمعناه على هذا أولم يكفر آباؤهم بأن قالوا في موسى وهارون ساحران .
(*) وخامسها : قال قتادة : أولم يكفر اليهود في عصر محمد بما أوتي موسى من قبل من البشارة بعيسى ومحمد عليهما السلام ، فقالوا : ساحران .
(*) وسادسها : وهو الأظهر عندي أن كفار قريش ومكة كانوا منكرين لجميع النبوات ، ثم إنهم لما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزات موسى عليه السلام قال الله تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ " بل بما أوتي جميع الأنبياء من قبل ، فعلمنا أنه لا غرض لكم في هذا الاقتراح إلا التعنت
** ورد عند ابن كثير
قوله تعالى :" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
(*) يقول تعالى مخبرا عن القوم الذين لو عذبهم قبل قيام الحُجَّة عليهم ، لاحتجُّوا بأنهم لم يأتهم رسول : أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على  وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والإلحاد : " لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى " ، يعنون والله أعلم : من الآيات الكثيرة ، مثل العصا واليد ، والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وتنقص الزروع والثمار ، مما يضيق على أعداء الله ، وكفلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المن والسلوى ، إلى غير ذلك من الآيات الباهرة ، والحجج القاهرة ، التي أجراها الله على يدي موسى عليه السلام ، حجة وبراهين له على فرعون وملئه وبني إسرائيل ، ومع هذا كله لم ينجع في فرعون وملئه ، بل كفروا بموسى وأخيه هارون ، كما قالوا لهما : " أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ "يونس ، وقال تعالى : " فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ "المؤمنون ، ولهذا قال هاهنا : " أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ " أي : أولم يكفر البشر بما أوتي موسى من تلك الآيات العظيمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق