** ورد عند ابن كثير:
* خبر تعالى أن في القرآن آيات مُحكمات هن أم الكتاب ، أي : بينات واضحات الدلالة ، لا التباس فيها على أحد من الناس ، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم ، فمن رد ما اشتبه عليه إلى الواضح منه ، وحكم محكمه على متشابهه عنده ، فقد اهتدى . ومن عكس انعكس
** يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:
* ماذا يعني الحق بقول "آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ"؟ :
إن الشيء المُحكم هو الذي لا يتسرب إليه خلل ولا فساد في الفهم؛ لأنه مُحكم
وهذه الآيات المُحكمة هي النصوص التي لا يختلف فيها الناس
فعندما يقول: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ... ".. سورة المائدة ، هذه آية تتضمن حُكما واضحا
وهو سبحانه يقول: "لزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ...".. سورة النور ، هذه أيضا أمور واضحة
هذا هو المُحكم من الآيات، فالمُحكم هو ما لا تختلف فيه الأفهام؛ لأن النص فيه واضح وصريح لا يحتمل سواه
* والمُتشابه هو الذي نتعب في فهم المُراد منه، ومادُمنا سنتعب في فهم المُراد منه فلماذا أنزله؟
ويوضح لنا سبحانه كما قلت لك خذ الشيء مع حكمته كي تعرف لماذا نزل؟
فالمُحْكم جاء للأحكام المطلوبة من الخلق، أي افعل كذا، ولا تفعل كذا، ومادامت أفعالا مطلوبة من الخلق فالذي فعلها يُثاب عليها، والذي لم يفعلها يُعاقب، إذن فسيترتب عليها ثواب وعقاب، فيأتي بها صورة واضحة، وإلا لقال واحد: (أنا لم أفهم)، إن الأحكام تقول لك: (افعل كذا ولا تفعل كذا) فهي حين تقول: (افعل)؛ أنت صالح ألا تفعل، فلو كنت مخلوقاً على أنك تفعل فقط؛ لا يقول لك: افعل، لكن لأنك صالح أن تفعل وألا تفعل فهو يقول لك: (افعل).
وساعة يقول لك: (لا تفعل)، فأنت صالح أن تفعل، فلا يقال: (افعل ولا تفعل) إلاّ لأنه خلق فيك صلاحية أن تفعل أو لا تفعل، ونلحظ أنه حين يقول لي: افعل كذا ولا تفعل كذا يريد أن أقف أمام شهوة نفسي في الفعل والترك، ولذلك يقول الحق في الصلاة: " وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشعين".. سورة البقرة
فعندما يقول لي: (افعل ولا تفعل) معناها: أن فيه أشياء تكون ثقيلة أن أفعلها، وأن شيئا ثقيلا علَيَّ أن أتركه، فمثلا البَصَر خلقه الله صالحا لأن يرى كل ما في حيِّزه. على حسب قانون الضوء، والحق يقول له: " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ".. سورة يونس
ولكن عند المرأة التي لا يحل لك النظر إليها يقول الحق: اغضض.
" قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلك أزكى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ".. سورة النور
ومعنى "يَغُضُّواْ" و "يَغْضُضْنَ" أنه سبحانه حدد حركة العين
* ومثال آخر؛ اليد تتحرك فيأمرك سبحانه ألاّ تحركها إلا في مأمور به، فلا تضرب بها أحداً، ولا تشعل بها ناراً تحرق وتفسد بل أشعل بها النار لتطبخ مثلاً.
* إذن فهو سبحانه يأتي في (افعل ولا تفعل) ويحدد شهوات النفس في الفعل أو الترك، فإن كانت شهوة النفس بأنها تنام ، يقول الأمر التعبدي : قُم وصَلِّ، وإن كانت شهوة النفس بأنها تغضب يقول الأمر الإيماني: لا تغضب.
إذن فالحكم إنما جاء بافعل ولا تفعل لتحديد حركة الإنسان، فقد يريد أن يفعل فعلاً ضاراً؛ فيقول له: لا تفعل، وقد يريد ألاّ يفعل فعل خير يقول له: افعل. إذن فكل حركات الإنسان محكومة ب (افعل ولا تفعل)، وعقلك وسيلة من وسائل الإدراك، مثل العين والأذن واللسان
* إن مهمة العقل أن يدرك، فتكليفه يدعوه إلى أن يفهم أمراً ولا يفهم أمرا آخر، وجعل الله الآيات المحكمات ليريح العقل من مهمة البحث عن حِكمة الأمر المُحكم ؛ لأنها قد تعلو الإدراك البشري.
ويريد الحق أن يلزم العبد آداب الطاعة حتى في الشيء الذي لا تدرك حكمة تشريعه ، وأيضا لتحرك عقلك لترد كل المتشابه إلى المحكم من الآيات.
* وإذا قرأنا قول الحق: " لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار وَهُوَ اللطيف الخبير" .. سورة الأنعام ، نرى أن ذلك كلام عام.
وفي آية أخرى يقول سبحانه: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" .. سورة القيامة
ويتكلم عن الكفار فيقول: "كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ".. سورة المطففين
إذن فالعقل ينشغل بقوله: " لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار"، وهذا يحدث في الدنيا، أما في الآخرة فسيكون الإنسان قد تم إعداده إعداداً آخر ليرى الله، نحن الآن في هذه الدنيا بالطريقة التي أعدنا بها الله لنحيا في هذا العالم لا نستطيع أن نرى الله
ومسألة إعداد شيء ليمارس مهمة ليس مؤهلا ولا مهيأ لها الآن، أمر موجود في دنيانا، فنحن نعرف أن إنسانا أعمى يتم إجراء جراحة له أو يتم صناعة نظارة طبية له فيرى. ومن لا يسمع أو ثقيل السمع نصنع له سماعة فيسمع بها.
فإذا كان البشر قد استطاعوا أن يُعِدُّوا بمقدوراتهم في الكون المادي أشياء لتؤهلهم إلى استعادة حاسة ما، فما بالنا بالخالق الأكرم الإله المُربّي، ألا يستطيع أن يعيد خلقنا في الآخرة بطريقة تتيح لنا أن نرى ذاته ووجهه؟! إنه القادر على كل شيء.
إذن فالأمر هنا متشابه، إن الله يُدرَك أو لا يُدْرَك، فما الذي تغير من الأحكام بالنسبة لك؟ ، لا شيء.
إذن فهذه الآيات المتشابهات لم تأتِ من أجل الأحكام، إنما هي قد جاءت من أجل الإيمان فقط ، ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ينهي كل خلاف للعلماء حول هذه المسألة بقوله وهو الرسول الخاتم: "إنَّ القرآنَ لم يَنزلْ ليُكذِّبَ بعضُهُ بعضًا، فما عَرَفتُم منه، فاعمَلوا به ، وما تَشابَه منه فآمنوا به ".
* إن المُتشَابه من الآيات قد جاء للإيمان به، والمُحْكَم من الآيات إنما جاء للعمل به، والمؤمن عليه دائما أن يرد المُتشَابِه إلى المُحْكَم
مثال ذلك عندما نسمع قول الله عز وجل: "إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أوفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً".. سورة الفتح
إن الإنسان قد يتساءل: (هل لله يد)؟ على الإنسان أن يرد ذلك إلى نطاق " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ".
وعندما يسمع المؤمن قول الحق: "الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ"... سورة طه
فهل لله جسم يستقر به على عرش؟ هنا نقول: هذا هو المُتشَابِه الذي يجب على المؤمن الإيمان به، ذلك أن وجودك أيها الإنسان ليس كوجود الله، ويدك ليست كيد الله وأن استواءك أيضا ليس كاستواء الله. ومادام وجوده سبحانه ليس كوجودك وحياته ليست كحياتك فلماذا تريد أن تكون يده كيدك؟
هو كما قال عن نفسه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ".
ولماذا أدخلنا الله إلى تلك المجالات؟ لأن الله يريد أن يُلفت خلقه إلى أشياء قد لا تستقيم في العقول؛ فمن يتسع ظنه إلى أن يؤول ويردها إلى المُحْكَم بأن الله ليس كمثله شيء. فله ذلك، ومن يتسع ظنه ويقول: أنا آمنت بأن لله يداً ولكن في إطار "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" فله ذلك أيضا وهذا أسلم.
والحق يقول: "مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب" ومعنى {أُمُّ} أي الأصل الذي يجب أن ينتهي إليه تأويل المُتشَابه إن أوّلت فيه، أو تُرجعه إلى المُحكم فتقول: إن لله يداً، ولكن ليست كأيدي البشر. إنما تدخل في نطاق: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ".
===========
** ويقول الامام ابن باز
أحسن ما قيل في ذلك: أن المحكم هو ما وضح معناه، والمتشابه: ما يخفى معناه على العالم، والواجب ردّ المشتبه إلى المحكم، وألا يُفسّر بشيءٍ يُخالف المحكم، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتُم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم".
فالواجب أن يُردّ المتشابه إلى المحكم، فالمحكم من القرآن: ما وضح معناه، كآيات الصلاة، وما حرَّم الله من المحرَّمات، وغير ذلك، وما اشتبه معناه يُردّ إلى المحكم، ويُفسّر بالمحكم، ولا يجوز أبدًا أن يُفسّر بخلاف المحكم؛ لأن القرآن لا يتناقض، بل يصدق بعضُه بعضًا، ويُشبه بعضه بعضًا.
فالواجب على أهل العلم أن يردّوا ما اشتبه عليهم إلى ما وضح لهم من المحكمات، وهكذا ما جاء في السنة: الرد إلى المحكم
==================
** وفي تفسير الطبري
حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي في خبر ذكره , عن أبي مالك , وعن أبي صالح , عن ابن عباس , وعن مرة الهمداني , عن ابن مسعود , وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ" إلى قوله : " كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا "
أما الآيات المحكمات : فهن الناسخات التي يُعمل بهن ; وأما المتشابهات : فهن المنسوخات
===========================
** وعند القرطبي
قوله : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم
* خرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّاهم اللَّهُ ، فَاحْذَرُوهُمْ "
* اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال عديدة ; فقال جابر بن عبد الله ( وهو مقتضى قول الشعبي وسفيان الثوري وغيرهما ) :
المُحكمات من آي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره ، والمُتشابه ما لم يكن لأحَد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه . قال بعضهم : وذلك مثل وقت قيام الساعة ، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى ، ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور
قلت : هذا أحسن ما قيل في المُتشابه .
* وقال أبو عثمان : المُحكم فاتحة الكتاب التي لا تجزئ الصلاة إلا بها . وقال محمد بن الفضل : سورة الإخلاص ؛ لأنه ليس فيها إلا التوحيد فقط . وقد قيل : القرآن كله محكم ؛ لقوله تعالى : " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ". وقيل : كله متشابه ; لقوله : " كِتَابًا مُّتَشَابِهًا ".
قلت : وليس هذا من معنى الآية في شيء ، فإن قوله تعالى : " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ " أي في النظم والرصف وأنه حق من عند الله ، ومعنى " كِتَابًا مُّتَشَابِهًا " أي يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا . وليس المراد بقوله :" آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ " هذا المعنى
وقال ابن مسعود وغيره :
( المحكمات : الناسخات ، والمتشابهات : المنسوخات )
===============================
* عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :تَلَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذِه الآيَةَ: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" ، قَالَتْ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ".... رواه البخاري
* وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال : " أمَا إنَّهُ لَمْ تَهْلَكِ الأُمَمُ قَبلَكُمْ حتى وقَعُوا في مِثلِ هذا ، يَضْرِبُونَ القُرآنَ بَعضَهُ بِبَعضٍ ، ما كان حَلالٌ فأَحِلُّوهُ ، و ما كان من حَرامٍ فَحَرِّمُوهُ ، و ما كان من مَتشابِهٍ فآمِنوا بِهِ " ... صحيح الجامع للألباني
* وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : لقد جَلستُ أَنا وأخي مَجلسًا ما أحبُّ أنَّ لي بِهِ حُمْرَ النَّعَم ، أقبلتُ أَنا وأخي وإذا مَشيخةٌ من صحابةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على بابٍ من أبوابِهِ، فَكَرِهْنا أن نفرِّقَ بينَهُم، فجلَسنا حَجرَةً ، إذ ذَكَروا آيةً منَ القرآنِ، فتمارَوا فيها حتَّى ارتفَعَت أصواتُهُم، فخرجَ رسولُ اللَّهِ مغضبًا حتَّى احمرَّ وجهُهُ، يَرميهم بالتُّرابِ، ويقولُ :" مَهْلًا يا قومُ، بِهَذا أُهْلِكَتِ الأممُ من قبلِكُم باختلافِهِم على أنبيائِهِم، وضربِهِمُ الكتُبَ بعضَها ببعضٍ، إنَّ القرآنَ لم يَنزلْ ليُكذِّبَ بعضُهُ بعضًا، بل يصدِّقُ بعضُهُ بعضًا، فما عرفتُمْ منهُ فاعمَلوا بِهِ، وما جَهِلْتُم منهُ فرُدُّوهُ إلى عالِمِهِ "... عمدة التفسير لأحمد شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق