<title>اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... سورة البقرة ( آية الكرسي وفضلها ) ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 20 مارس 2024

اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... سورة البقرة ( آية الكرسي وفضلها )

** ورد عند  الطبري

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) القول في تأويل قوله تعالى :" لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ "

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "  لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ " أنه مالك جميع ذلك بغير شريك ولا نديد، وخالق جميعه دون كل آلهة ومعبود 

وإنما يعنى بذلك أنه لا تنبغي العبادة لشيء سواه، لأن المملوك إنما هو طوع يد مالكه، وليس له خدمة غيره إلا بأمره. يقول: فجميع ما في السموات والأرض ملكي وخلقي، فلا ينبغي أن يعبد أحد من خلقي غيري وأنا مالكه، لأنه لا ينبغي للعبد أن يعبد غير مالكه، ولا يطيع سوى مولاه.

* أما قوله : " مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " يعني بذلك : من ذا الذي يشفع لمماليكه إن أراد عقوبتهم إلا أن يخليه ، ويأذن له بالشفاعة لهم . 

وإنما قال ذلك تعالى ذكره لأن المشركين قالوا : ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى ! فقال الله تعالى ذكره لهم : لي ما في السماوات وما في الأرض مع السماوات والأرض ملكا ، فلا ينبغي العبادة لغيري ، فلا تعبدوا الأوثان التي تزعمون أنها تقربكم مني زلفى ، فإنها لا تنفعكم عندي ولا تغني عنكم شيئا ، ولا يشفع عندي أحد لأحد إلا بتخليتي إياه والشفاعة لمن يشفع له، من رسلي وأوليائي وأهل طاعتي

** ورد في بحر العلوم للسمرقندي:

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*)  " مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " ، يقول: من ذا الذي يجترئ أن يشفع عنده إلا بإذنه دون أمره، ردا لقولهم حيث قالوا: هم شفعاؤنا عند الله

** ورد  في تفسير ابن عطية

 قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) قرر و وقف تعالى على من يتعاطى أن يشفع عنده أو يتعاطى ذلك فيه إلا أن يأذن هو في ذلك لا إله إلا هو ، وقال الطبري: هذه الآية نزلت لما قال الكفار: ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فقال الله: له ما في السماوات وما في الأرض الآية وتقرر في هذه الآية أن الله يأذن لمن يشاء في الشفاعة وهنا هم الأنبياء والعلماء وغيرهم

** ورد  في زاد المسيرلابن الجوزي :

قوله تعالى: " اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

(*) قوله تعالى:" مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " ، فيه رد على من قال: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى


** فضل آية الكرسي:
*عن أبو أمامة الباهلي عن النبي  صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد المنبر :
" مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ " ... صحيح الجامع 
* و عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من قرأ آيةَ الكرسيِّ في ليلةٍ لم يزَلْ عليه من اللهِ حافظٌ ولا يقربُه شيطانٌ حتى يُصبحَ" ... مجموع فتاوى ابن باز 
 * عن أُبيّ بن كَعب رضي الله عنه أنَّه : كان له جُرْنٌ من تَمْرٍ فكان يَنقُصُ فحرسَه ذاتَ ليلة ، فإذا هو بدابَّةٍ شِبْه الغُلام المُحتَلِم فسلَّم عليه فرَدَّ عليه السلام ، فقال: ما أنت جِنِّيٌ أمْ إنْسيٌ ، قال : جِنِّيٌ ، قال : فناوِلنِي يدَك ، قال : فناولَه يدَه فإذا يدُه يدُ كلب وشَعرُه شَعر كلب ، قال :هذا خَلْقُ الجِنّ ، قال : قدْ عَلِمت الجِنُّ أنَّ ما فيِهم رجلًا أشدَّ مِنِّي ، قال : فما جاء بِكَ ، قال : بلَغَنَا أنَّكَ تُحِبُّ الصَّدقةَ فجِئْنا نُصيبُ من طعامِك ، قال :  فما يُنَجِّينَا مِنكُم ، قال : هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ.." مَنْ قالها حِين يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي ، فلَمَّا أصبحَ أتَى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلكَ له فقال : " صَدَقَ الخبيثُ " ... صحيح الترغيب للألباني
** وهي أعظم آية في كتاب الله تعالى :
عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  : يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ " ، قال: قُلتُ: اللَّهُ ورسولُهُ أعْلَم ، قال:" يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ " ، قال: قُلتُ: " اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ "البقرة ، قال: فضَرَب في صَدري، وقال: " واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْم أبا المُنْذِر " ... رواه مسلم
------------------------------------
( ليهنك العلم  أي :  هنيئا لك العلم)
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق