<title>وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ... سورة النحل ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 13 يونيو 2019

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ... سورة النحل

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
(*) قيل : إنها نزلت في بيعة النبي   صلى الله عليه وسلم   على الإسلام . 
(*) وقيل : نزلت في التزام الحلف الذي كان في الجاهلية وجاء الإسلام بالوفاء ; قاله قتادة ومجاهد وابن زيد . 
 روى الصحيح عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :" لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" يعني في نصرة الحق والقيام به والمواساة . 
وهذا كنحو حلف الفضول الذي ذكره ابن إسحاق قال : اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ونسبه ، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو غيرهم إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته ; فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول 
روى ابن إسحاق عن ابن شهاب قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم لو أدعى به في الإسلام لأجبت "
** ورد عند الطبري
قوله تعالى :" وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
(*) عن  عبد الله بن موسى ، قال : أخبرنا أبو ليلى ، عن بريدة ، قوله :" وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ .. " قال : أنزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم ، كان من أسلَم بايع على الإسلام ، فقالوا " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ " هذه البيعة التي بايعتم على الإسلام " وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" البيعة ، فلا يحملكم قِلّة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام ، وإن كان فيهم قلة ، والمشركون فيهم كثرة . 
(*) قال آخرون : نزلت في الحلف الذي كان أهل الشرك تحالفوا في  الجاهلية ، فأمرهم الله عز وجل في الإسلام أن يوفوا به ولا ينقضوه . 
عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله تعالى " وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا " قال : تغليظها في الحلف . 
(*) عن ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : هؤلاء قوم كانوا حُلفاء لقوم تحالفوا وأعطى بعضهم العهد ، فجاءهم قوم ، فقالوا : نحن أكثر وأعز وأمنع ، فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا ففعلوا ، فذلك قول الله تعالى "  وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا "
(*) جائز أن تكون نزلت في الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهيهم عن نقض بيعتهم حذرا من قلة عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين ، وأن تكون نزلت في الذين أرادوا الانتقال بحلفهم عن حلفائهم لقلة عددهم في آخرين لكثرة عددهم ، وجائز أن تكون في غير ذلك . 
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهِ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
اختلفوا فيمن نزلت على قولين : 
(*) أحدهما : أنها نزلت في حلف أهل الجاهلية ، قاله مجاهد ، وقتادة . 
(*) والثاني : أنها نزلت في الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
قال المفسرون : العهد الذي يجب الوفاء به ، هو الذي يحسن فعله ، فإذا عاهد العبد عليه ، وجب الوفاء به 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق