** وملخص ذكرها :
وردت في احدى قصص بني اسرائيل ، وتلك القصة حدثت عندما كانوا في البرية في أرض التيه ، وقد ظلل عليهم الغمام , وأنـزل الله تعالى عليهم المن والسلوى لغذائهم ، ولكنهم ملُّوا ذلك ولم يصبروا عليه ، وتذكروا طعامهم المتنوع عندما كانوا في أرض مصر فطلبوا من موسى أن يسأل ربه لتنبت لهم هذه الأرض ما كانوا يأكلونه من عدس وبصل وقثاء وغيره ، وتلك المزروعات كانت توجد في القرى والأمصار فأمرهم أن ينزلوا احداهم ليجدوا ماطلبوا
(*) ورد عند القرطبي:
* قوله تعالى : "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ " كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى وتذكروا عيشهم الأول بمصر ، قال الحسن : كانوا نتانى أهل كراث وأبصال وأعداس فنزعوا إلى عكرهم عكر السوء واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليه عادتهم ، فقالوا : لن نصبر على طعام واحد ، وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد وهما اثنان ؛ لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فلذلك قالوا : طعام واحد ، وقيل : لتكرارهما في كل يوم غذاء كما تقول لمن يداوم على الصوم والصلاة والقراءة هو على أمر واحد لملازمته لذلك ، وقيل : المعنى لن نصبر على الغنى فيكون جميعنا أغنياء فلا يقدر بعضنا على الاستعانة ببعض لاستغناء كل واحد منا بنفسه ، وكذلك كانوا ، فهم أول من اتخذ العبيد والخدم
* قوله تعالى : " وَفُومِهَا " ، اختلف في الفوم :
# فقيل : هو الثوم ؛ لأنه المشاكل للبصل ، رواه جويبر عن الضحاك والثاء تبدل من الفاء كما قالوا : مغافير ومغاثير
# وقيل : الفوم الحنطة روي عن ابن عباس أيضا وأكثر المفسرين ، واختاره النحاس قال : وهو أولى ، ومن قال به أعلى وأسانيده صحاح ، وليس جويبر بنظير لروايته وإن كان الكسائي والفراء قد اختارا القول الأول لإبدال العرب الفاء من الثاء ، والإبدال لا يقاس عليه وليس ذلك بكثير في كلام العرب
وقال أبو إسحاق الزجاج : وكيف يطلب القوم طعاما لا بر فيه والبر أصل الغذاء
# وقال الجوهري أبو نصر : الفوم الحنطة
# وقال بعضهم : الفوم الحمص ( لغة شامية ) وبائعه فامي
(*) ورد عند ابن كثير :
* وأما الفوم فقد اختلف السلف في معناه
# فسره مجاهد في رواية ليث بن أبي سليم ، عنه ، بالثوم . وكذا الربيع بن أنس ، وسعيد بن جبير .
# وقال آخرون : الفوم الحنطة ، وهو البر الذي يعمل منه الخبز .
# قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبأنا ابن وهب قراءة ، حدثني نافع بن أبي نعيم : أن ابن عباس سئل عن قول الله : " وَفُومِهَا " ما فومها ؟ قال : الحنطة . قال ابن عباس : أما سمعت قول أحيحة بن الجلاح وهو يقول :
قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم
# وقال ابن جرير : حدثنا علي بن الحسن ، حدثنا مسلم الجرمي ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قول الله تعالى : " وَفُومِهَا " قال : الفوم الحنطة بلسان بني هاشم .
# وكذا قال علي بن أبي طلحة ، والضحاك وعكرمة عن ابن عباس أن الفوم : الحنطة .
# وقال سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن مجاهد وعطاء : " وَفُومِهَا " قالا وخبزها .
# وقال هشيم عن يونس ، عن الحسن ، وحصين ، عن أبي مالك : " وَفُومِهَا " قال : الحنطة .
وهو قول عكرمة ، والسدي ، والحسن البصري ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم ، والله أعلم .
[ وقال الجوهري : الفوم : الحنطة . وقال ابن دريد : الفوم : السنبلة ، وحكى القرطبي عن عطاء وقتادة أن الفوم كل حب يختبز . قال : وقال بعضهم : هو الحمص لغة شامية ، ومنه يقال لبائعه : فامي مغير عن فومي ].
# وقال البخاري : وقال بعضهم : الحبوب التي تؤكل كلها فوم
(*) ورد في تفسير ابن عثيمين:
"فُومِهَا" هو الثوم يقال: ثوم، ويقال: فوم
وقيل: إن الفوم الحنطة
والأول أقرب أن المراد بالفوم الثوم.
(*) ورد عند الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره:
لقد طلب بنو إسرائيل من موسى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخرج لهم أطعمة مما تنبت الأرض.. وعددوا ألوان الأطعمة المطلوبة.. وقالوا: "مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا".. ولكنها كلها أصناف تدل على أن من يأكلها هم من صنف العبيد.. والمعروف أن آل فرعون إستعبدوا بني إسرائيل.. ويبدو أن بني إسرائيل أحبوا حياة العبودية واستطعموها.
الحق تبارك وتعالى كان يريد أن يرفع قدرهم فنزل عليهم المن والسلوى ، ولكنهم فضلوا طعام العبيد..
* والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال " أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ"
* قوله تعالى: "الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ".. أي انهم تركوا الذي هو خير وهو المن والسلوى.. وأخذوا الذي هو أدنى.. والدنو هنا لا يعني الدناءة.. لأن ما تنتجه الأرض من نعم الله لا يمكن أن يوصف بالدناءة.. ولكن الله تبارك وتعالى يخلق بالأسباب ويخلق بالأمر المباشر.. ما يخلقه الله بالأمر المباشر منه بكلمة (كن).. يكون خيرا مما جاء بالأسباب.. لأن الخلق المباشر لا صفة لك فيه.. عطاء خالص من الله.. أما الخالق بالأسباب فقد يكون لك دور فيه.. كأن تحرث الأرض أو تبذر البذور.. ما جاء خالصا من الله بدون أسبابك يقترب من عطاء الآخرة التي يعطي الله فيها بلا أسباب ولكن بكلمة (كن)
======================
** تنويه
اتفق العلماء على أن البقول والقثاء والعدس والبصل كلها هي المعروفة لدينا ولكنهم اختلفوا في المقصود بالفوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق