ورد ذِكر الزيتون في القرآن الكريم 6 مرات بلفظه ومرة واحدة بالمعنى
ورد ذِكر الزيتون في سورة النور في قوله تعالى : " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
** ملخص ذِكره
عندما ضرب الله المثل في الآيات بالمصباح المضئ ، والذي يكون شديد الإضاءة عند إضافة زيت الزيتون على فتيل المصباح لصفائه ، حيث كانوا في زمانهم يستخدمون الزيوت في الإضاءة
(*) ورد عند القرطبي :
* قوله تعالى : " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ " أي من زيت شجرة ، فحذف المضاف ، والمباركة : المنماة ، والزيتون من أعظم الثمار نماء
* وقيل : من بركتهما أن أغصانهما تورق من أسفلها إلى أعلاها . وقال ابن عباس : في الزيتونة منافع ، يسرج بالزيت ، وهو إدام ، ودهان ، ودباغ ، ووقود يوقد بحطبه وتفله ، وليس فيه شيء إلا وفيه منفعة ، حتى الرماد يغسل به الإبريسم . وهي أول شجرة نبتت في الدنيا ، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان ، وتنبت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة ، ودعا لها سبعون نبيا بالبركة
* قوله تعالى : "يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ " مبالغة في حسنه وصفائه وجودته .
" نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ" أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور . واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون فكذلك براهين الله تعالى واضحة ، وهي برهان بعد برهان ، وتنبيه بعد تنبيه ؛ كإرساله الرسل وإنزاله الكتب ، ومواعظ تتكرر فيها لمن له عقل معتبر
===========
ورد ذِكر الزيتون في سورة التين في قوله تعالى :" وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "
** ملخص ذِكره
كان ضمن ما أقسم به الله سبحانه وتعالى على أنه خلق الإنسان قي أحسن تقويم ، حيث أقسم عز وجل بالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين ، وكان جواب القسم هو قوله تعالى :" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "
(*) ورد عند القرطبي:
* قوله تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال الله تعالى : " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ "
* إنما أقسم الله بالتين ; لأنه كان ستر آدم في الجنة لقوله تعالى : "يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ " وكان ورق التين . وقيل : أقسم به ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر ، طيب المخبر ، نشر الرائحة ، سهل الجني ، على قدر المضغة
* وأقسم بالزيتون ; لأنه مثل به إبراهيم في قوله تعالى :" يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ " . وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة
==========
** الآيات التي ورد فيها ذِكر الزيتون في كل من سورة النحل ، و سورة الأنعام ، وسورة عبس :
فملخص ذِكر الزيتون فيها هو :
أن الله عز وجل يُذكّر عباده بقدرته العظيمة في إنزال الماء ونعمته عليهم في أن يحيي به الأرض بعد موتها ، فيجعله يجري على الأرض فيفتح العيون والأنهار ، وبقدرة الله تعالى تخرج المزروعات والثمار المختلفة رغم أن الماء واحد ، فيبدع سبحانه في إنشاء الجنات والحدائق من تلك الزروع المختلفة والتي من بينها جنات النخيل والزيتون وغيره
وتلك الآيات هي :
1
ذِكر الزيتون في سورة الأنعام في موضعين :
* الموضع الأول في سورة الأنعام
في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
(*) ورد في التحرير والتنوير لابن عاشور :
* المراد بالزيتون والرمان شجرهما . وهما في الأصل إسمان للثمرتين ثم أطلقا على شجرتيهما كما تقدم في الأعناب . وهاتان الشجرتان وإن لم تكونا مثل النخل في الأهمية عند العرب إلا أنهما لعزة وجودهما في بلاد العرب ولتنافس العرب في التفكه بثمرهما والإعجاب باقتنائهما ذكرا في مقام التذكير بعجيب صنع الله تعالى ومنته . وكانت شجرة الزيتون موجودة بالشام وفي سينا ، وشجرة الرمان موجودة بالطائف
(*) ورد في التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي :
* أما الزيتون فهو أيضا كثير النفع لأنه يمكن تناوله كما هو ، وينفصل أيضا عنه دهن كثير عظيم النفع في الأكل وفي سائر وجوه الاستعمال
==========
* الموضع الثاني في سورة الأنعام
في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "
(*) ورد عند القرطبي :
قوله تعالى :" الزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ " عطف عليه " مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ " نصب على الحال
في هذه أدلة ثلاثة :
أحدها : ما تقدم من قيام الدليل على أن المتغيرات لا بد لها من مغير .
الثاني : على المِنَّة منه سبحانه علينا ; فلو شاء إذ خلقنا ألا يخلق لنا غذاء ، وإذا خلقه ألا يكون جميل المنظر طيب الطعم ، وإذ خلقه كذلك ألا يكون سهل الجني ; فلم يكن عليه أن يفعل ذلك ابتداء ; لأنه لا يجب عليه شيء .
الثالث : على القدرة في أن يكون الماء الذي من شأنه الرسوب يصعد بقدرة الله الواحد علام الغيوب من أسافل الشجرة إلى أعاليها ، حتى إذا انتهى إلى آخرها نشأ فيها أوراق ليست من جنسها ، وثمر خارج من صفته الجرم الوافر ، واللون الزاهر ، والجني الجديد ، والطعم اللذيذ ; فأين الطبائع وأجناسها ، وأين الفلاسفة وأناسها ، هل في قدرة الطبيعة أن تتقن هذا الإتقان ، أو ترتب هذا الترتيب العجيب ! كلا لا يتم ذلك في العقول إلا لحي عالم قدير مريد . فسبحان من له في كل شيء آية ونهاية ! .
ووجه اتصال هذا بما قبله أن الكفار لما افتروا على الله الكذب وأشركوا معه وحللوا وحرموا دلهم على وحدانيته بأنه خالق الأشياء ، وأنه جعل هذه الأشياء أرزاقا لهم
==========
ورد ذِكر الزيتون في سورة النحل في قوله تعالى : " يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
(*) ورد في التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي :
اعلم أن الإنسان خلق محتاجا إلى الغذاء ، والغذاء إما أن يكون من الحيوان أو من النبات . والغذاء الحيواني أشرف من الغذاء النباتي ; لأن تولد أعضاء الإنسان عند أكل أعضاء الحيوان أسهل من تولدها عند أكل النبات ; لأن المشابهة هناك أكمل وأتم والغذاء الحيواني إنما يحصل من إسامة الحيوانات والسعي في تنميتها بواسطة الرعي ، وهذا هو الذي ذكره الله تعالى في الإسامة ، وأما الغذاء النباتي فقسمان : حبوب ، وفواكه ، أما الحبوب فإليها الإشارة بلفظ الزرع وأما الفواكه فأشرفها الزيتون ، والنخيل ، والأعناب ، أما الزيتون فلأنه فاكهة من وجه وإدام من وجه آخر لكثرة ما فيه من الدهن ومنافع الأدهان كثيرة في الأكل والطلي واشتعال السرج ، وأما امتياز النخيل والأعناب من سائر الفواكه ، فظاهر معلوم
==========
ورد ذِكر الزيتون في سورة عبس في قوله تعالى :" أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا "
(*) ورد عند ابن كثير :
" وَزَيْتُونًا " وهو معروف وهو أدم وعصيره أدم ويستصبح به ويدهن به
" وَنَخْلًا " يؤكل بلَحا بسرا ورطبا وتمرا ونيئا ومطبوخا ويعتصر منه رب وخل.
================================================
** ذِكر الزيتون في القرآن الكريم مرة واحدة بمعناه في سورة المؤمنون
في قوله تعالى :" وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ "
(*) ورد عند القرطبي :
قوله تعالى : " وَشَجَرَةً " شجرة عطف على جنات . وأجاز الفراء الرفع لأنه لم يظهر الفعل ، بمعنى وثم شجرة ويريد بها شجرة الزيتون . وأفردها بالذكر لعظيم منافعها في أرض الشام والحجاز وغيرهما من البلاد ، وقلة تعاهدها بالسقي والحفر وغير ذلك من المراعاة في سائر الأشجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق