<title>العنب في القرآن الكريم ... نباتات ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 30 مارس 2023

العنب في القرآن الكريم ... نباتات ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكر العنب في القرآن الكريم  11 مرة منها ماهو على صيغة اللفظ " عنب " ومنها ماهو على لفظ " أعناب " ، وورد  ذكرها فيما بين  نِعَم الله في جنان الدنيا أو في جنان الآخرة

** أولا : ذِكر العنب في جنان الدنيا  في عشرة مواضع 


1

ذِكر العنب في سورة البقرة في قوله تعالى  : " أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ "

** وملخص ذكرها : 

أن الله تعالى   يضرب   مثلا للإنسان الذي يعمل صالحا طول حياته ثم يتحول عند الكِبَر للأعمال الغير صالحة لتضيع كل ماعمله سابقا من خير ، فحياته أثناء الأعمال الصالحة كأنها العيش في بستان يتنعم فيه بخيرات الله ، وذكر الأعناب ضمن وصف نعيم هذا البستان

(*) ورد عند القرطبي :

* خرج البخاري عن عبيد بن عمير قال : قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيم ترون هذه الآية نزلت أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ " ؟ :

 قالوا : الله ورسوله أعلم 

 فغضب عمر وقال : قولوا : نعلم أو لا نعلم! 

 فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين 

 قال : يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك 

 قال ابن عباس : ضُربت مثلا لعمل 

 قال عمر : أي عمل ؟ 

قال ابن عباس : لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل في المعاصي حتى أحرق عمله 

( في رواية : فإذا فني عمره واقترب أجله ختم ذلك بعمل من أعمال الشقاء )

 فرضي ذلك عمر 

* وروى ابن أبي مليكة أن عمر تلا هذه الآية . وقال : هذا مثل ضرب للإنسان يعمل عملا صالحا حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إليه عمل عمل السوء

============


2

ذِكر العنب في سورة  الكهف في قوله تعالى  : " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا  "

** وملخص ذكره :

ذكرت ضمن وصف جمال وبهاء الجنتين اللتين يمتلكهما أَحد الرجلين المذكورين في سورة الكهف والذي أوصله غروره بنعمة الله عليه إلى الكفر 

(*) ورد عند ابن كثير :

يقول الله تعالى بعد ذكر المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين ، وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم ، فضرب لهم مثلا برجلين ، جعل الله " أَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ " أي : بستانيْن من أعناب ، محفوفتين بالنخل المحدقة في جنباتهما ، وفي خلالهما الزروع ، وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجود

============


3

ذِكر العنب في سورة الإسراء في قوله تعالى  : "  وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا "

** وملخص ذكره :

 ذُكرَت عند تحدّي المشركين وعنادهم للنبي صلى الله عليه وسلم  ، فطلبوا  منه أن يستخرج لهم عيْنا من الأرض أو أن يكون له بستان من نخيل وعنب، ويفجِّر الأنهار خلالها  

(*) ورد عند الطبري :

يقول تعالى ذِكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: وقال لك يا محمد مشركو قومك: لن نصدّقك حتى تستنبط لنا عينا من أرضنا، تَدفَّق بالماء أو تفور، أو يكون لك بستان، وهو الجنة، من نخيل وعنب، فتفجِّر الأنهار خلالها تفجيرا بأرضنا هذه التي نحن بها خلالها، يعني: خلال النخيل والكروم، ويعني بقوله " خِلالَهَا تَفْجِيرًا " بينها في أصولها تفجيرا بسبب أبنيتها

============

* الآيات التي ورد فيها ذِكر العنب أو الأعناب في كل من سورة الرعد ، وسورة النحل ، و سورة المؤمنون ، و سورة يس ،  سورة الأنعام ، وسورة عبس : فملخص ذِكر العنب فيها هو :

 أن الله عز وجل يُذكّر عباده بقدرته العظيمة في إنزال الماء ونعمته عليهم  في أن يحيي به الأرض بعد موتها  ، فيجعله يجري على الأرض فيفتح العيون والأنهار ، وبقدرة الله تعالى تخرج  المزروعات والثمار المختلفة رغم أن الماء واحد  ، فيبدع سبحانه في إنشاء  الجنات والحدائق من تلك الزروع  والتي من بينها جنات النخيل والأعناب وغيره

وتلك الآيات هي  


1

ذِكر العنب في سورة الرعد في قوله تعالى  : " وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "

(*) ورد عند القرطبي :

قوله تعالى : " مُّتَجَاوِرَاتٌ " أي قرى متدانيات ، ترابها واحد ، وماؤها واحد ، وفيها زروع وجنات ، ثم تتفاوت في الثمار والتمر ; فيكون البعض حلوا ، والبعض حامضا ; والغصن الواحد من الشجرة قد يختلف الثمر فيه من الصغر والكبر واللون والمطعم ، وإن انبسط الشمس والقمر على الجميع على نسق واحد ; وفي هذا أدلّ دليل على وحدانيته وعظم صمديته ، والإرشاد لمن ضل عن معرفته ; فإنه نبه سبحانه بقوله : يسقى بماء واحد على أن ذلك كله ليس إلا بمشيئته وإرادته 

============


2

ذِكر العنب في سورة  النحل في  موضعين كلاهما في التذكير بفضل لله عليهم :


* الموضع الأول :

 في  قوله تعالى  : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً  لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  "

(*) ورد عند الطبري :

* يقول تعالى ذكره: يُنبت لكم ربكم بالماء الذي أنـزل لكم من السماء زرعَكم وزيتونَكم ونخيلكم وأعنابكم 

" وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ " يعني من كلّ الفواكه غير ذلك أرزاقا لكم وأقواتا وإداما وفاكهة، نعمة منه عليكم بذلك وتفضّلا وحُجة على من كفر به منكم

 " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً " يقول جلّ ثناؤه: إن في إخراج الله بما ينـزل من السماء من ماء ما وصف لكم " لآيَةً " يقول: لدلالة واضحة ، وعلامة بينة

" لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " يقول: لقوم يعتبرون مواعظ الله ، ويتفكَّرون في حججه، فيتذكرون وينيبون

===


* والموضع الآخر :

 قوله تعالى  : " وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " 

(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي :

قوله تعالى " وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ " 

تقدير الكلام: ولكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سَكَرا.

* وفي المراد بالسَّكر ثلاثة أقوال: 

أحدها: 

أنه الخمر ، قاله ابن مسعود ، وابن عمر ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وإبراهيم ابن أبي ليلى ، والزجاج ، وابن قتيبة 

والثاني: 

أن السَّكَر: الخَلّ ، بلُغَة الحبشة ، رواه العَوفي عن ابن عباس. 

وقال الضحاك: هو الخل ، بلغة اليمن. 

والثالث: 

أن «السَّكَر» الطّعْم ، يقال: هذا له سَكَر ، أي: طعْم

============


3

ذِكر العنب في سورة المؤمنون في قوله تعالى  : " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ " 

(*) ورد عند الطبري :

* يقول تعالى ذكره: فأحدثنا لكم بالماء الذي أنـزلناه من السماء بساتين من نخيل وأعناب

 " لَكُمْ فِيهَا " يقول: لكم في الجنات فواكه كثيرة

" وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ " يقول: ومن الفواكه تأكلون

* وخصّ جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكَّر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها.

============


4

ذِكر العنب في سورة يس في قوله تعالى  : " وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ " 

(*) ورد عند القرطبي :

" وَجَعَلْنَا فِيهَا " أي في الأرض .

"  جَنَّاتٍ " أي بساتين . " مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ " وخصصهما بالذكر ، لأنهما أعلى الثمار 

============


5

ذِكر العنب في سورة الأنعام في قوله تعالى  : " وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " 

(*) ورد في التفسير الكبير للإمام  فخر الدين الرازي :

* اعلم أنه تعالى ذكر هاهنا أربعة أنواع من الأشجار ؛ النخل والعنب والزيتون والرمان ، وإنما قدم الزرع على الشجر لأن الزرع غذاء ، وثمار الأشجار فواكه ، والغذاء مقدم على الفاكهة ، وإنما قدم النخل على سائر الفواكه ؛ لأن التمر يجري مجرى الغذاء بالنسبة إلى العرب 

* وإنما ذكر العنب عقيب النخل لأن العنب أشرف أنواع الفواكه ، وذلك لأنه من أول ما يظهر يصير منتفعا به إلى آخر الحال ، فأول ما يظهر على الشجر يظهر خيوط خضر دقيقة حامضة الطعم لذيذة المطعم ، وقد يمكن اتخاذ الطبائخ منه ، ثم بعده يظهر الحصرم ، وهو طعام شريف للأصحاء والمرضى ، وقد يتخذ الحصرم أشربة لطيفة المذاق نافعة لأصحاب الصفراء ، وقد يتخذ الطبيخ منه ، فكأنه ألذ الطبائخ الحامضة ، ثم إذا تم العنب فهو ألذ الفواكه وأشهاها ، ويمكن ادخار العنب المعلق سنة أو أقل أو أكثر ، وهو في الحقيقة ألذ الفواكه المدخرة ثم يبقى منه أربعة أنواع من المتناولات ، وهي الزبيب والدبس والخمر والخل ، ومنافع هذه الأربعة لا يمكن ذكرها إلا في المجلدات

============


6

ذِكر العنب في سورة عبس في قوله تعالى  : "  أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا " 

 (*) ورد في التفسير الكبير للإمام  فخر الدين الرازي :

قوله تعالى : " وَعِنَبًا " وإنما ذكره بعد الحب لأنه غذاء من وجه وفاكهة من وجه

======================================

** ثانيا : ذِكر العنب في جنان الآخرة  وكان ذلك في  موضع واحد 


ذُكر العنب في  سورة النبأ  ضمن ثمار الجنة  في قوله تعالى  : إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا   "

** وملخص ذكره :

ورد ضمن ما أعده الله سبحانه وتعالى للمتقين الذين فازوا يوم القيامة بنجاتهم من النار ودخولهم الجنة ، فكان من بين مافازوا به  الحدائق والأعناب 

 (*) ورد في التفسير الكبير للإمام  فخر الدين الرازي :

 قوله تعالى : " حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا  " والحدائق جمع حديقة، وهي بستان محوط عليه، من قولهم : أحدقوا به أي أحاطوا به، والتنكير في قوله : " وَأَعْنَابًا " يدل على تعظيم حال تلك الأعناب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق