ورد ذِكر اليقطين ( أو قرع العسل ) في القرآن الكريم في موضع واحد في قوله تعالى : فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ، وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ... سورة الصافات
** وملخص ذكرها :
وردت في قصة يونس عليه السلام عندما قذفه الحوت على الساحل في العراء ، أنبت الله عنده شجرة اليقطين
** ورد عند القرطبي :
* رُوي أن الحوت قذفه بساحل قرية من الموصل. وقال ابن قسيط عن أبي هريرة : طرح يونس بالعراء وأنبت الله عليه يقطينة .. تفسير القرطبي
* وقوله :"وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ "
اليقطين : شجر الدباء : وقيل غيرها ؛ ذكره ابن الأعرابي. وفي الخبر : "الدباء والبطيخ من الجنة"
وقال المبرد : يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق يقلها فهي شجرة فقط ، وإن كانت قائمة أي بعروق تفترش
وروي نحوه عن ابن عباس والحسن ومقاتل. قالوا : كل نبت يمتد ويبسط على الأرض ولا يبقى على استواء وليس له ساق نحو القثاء والبطيخ والقرع والحنظل فهو يقطين.
* الجوهري : واليقطين ما لا ساق له كشجر القرع ونحوه.
الزجاج : اشتقاق اليقطين من قَطَن بالمكان إذا أقام به فهو يفعيل.
وقيل : إنما خص اليقطين بالذكر ، لأنه لا ينزل عليه ذباب. وقيل : ما كان ثم يقطين فأنبته الله في الحال.
القشيري : وفي الآية ما يدل على أنه كان مفروشا ليكون له ظل.
* ثم إن الله تبارك وتعالى اجتباه فجعله من الصالحين. ثم أمره أن يأتي قومه ويخبرهم أن الله تعالى قد تاب عليهم ، فعمد إليهم حتى لقي راعيا فسأله عن قوم يونس وعن حالهم وكيف هم ، فأخبره أنهم بخير ، وأنهم على رجاء أن يرجع إليهم رسولهم. فقال له : فأخبرهم أني قد لقيت يونس. قال : وماذا ؟ قال : وهذه البقعة التي أنت فيها تشهد لك أنك لقيت يونس ، قال : وماذا ؟ قال وهذه الشجرة تشهد لك أنك لقيت يونس. وأنه رجع الراعي إلى قومه فأخبرهم أنه لقى يونس فكذبوه وهموا به شرا فقال : لا تعجلوا علي حتى أصبح ، فلما أصبح غدا بهم إلى البقعة التي لقي فيها يونس ، فاستنطقها فأخبرتهم أنه لقي يونس ؛ واستنطق الشاة والشجرة فأخبرتاهم أنه لقي يونس ، ثم إن يونس أتاهم بعد ذلك.
ذكر هذا الخبر الطبري رحمه الله
** الحكمة من إنبات شجرة اليقطين
فإن قيل: ما الفائدة في إنبات شجرة اليقطين عليه دون غيرها؟
فالجواب: أنه خرج كالفرخ على ما وصفنا، وجلده قد ذاب، فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين خاصية، وهو أنه إذا ترك على شيء، لم يقربه ذباب، فأنبته الله عليه ليغطيه ورقها ويمنع الذباب ريحه أن يسقط عليه فيؤذيه ... زاد المسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق