<title>ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ ... سورة النحل ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 12 يونيو 2019

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ ... سورة النحل

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً .." الآيتان.
(*) عن إبراهيم، عن عكرمة، عن ابن عباس
قال: نزلت هذه الآية ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ " في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سِرًّا وجَهْرًا وموْلاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه 
ونزلت " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ " فالأَبْكَم منهما الكَلّ  عَلَى موْلاه هو أسيد بن أبى العيص ،والذي يأمر بالعدل ، و هو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضى الله عنه.
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
(*) قوله تعالى : " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ".
* أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً ". قال : هذا مثل ضربه الله للكافر؛ رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا، ولم يعمل فيه بطاعة الله، ومن رزقناه منا رزقا حسنا . قال : هو المؤمن، أعطاه الله مالا رزقا حلالا، فعمل فيه بطاعة الله، وأخذه بشكر ومعرفة حق الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة ...
* أخرج ابن المنذر ، من طريق ابن جريج، عن ابن عباس في قوله :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ". قال : يعني بذلك الآلهة التي لا تملك ضرا ولا نفعا، ولا تقدر على شيء ينفعها، " وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً " . قال : علانية، الذي ينفق سرا وجهرا الله .
* أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ" . في رجل من قريش وعبده، في هشام بن عمرو، وهو الذي ينفق ماله سرا وجهرا، وفي عبده أبي الجوزاء الذي كان ينهاه
(*) قوله تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ .. "
أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله :" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ "إلى آخر الآية : يعني بالأبكم الذي هو كَلّ على مولاه : الكافر، وبقوله : ومن يأمر بالعدل : المؤمن، وهذا المثل في الأعمال .
* وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية :" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ " في رجلين؛ أحدهما عثمان بن عفان، ومولى له كافر، وهو أسيد بن أبي العيص، كان يكره الإسلام، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المئونة، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما .
* أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : أحدهما أبكم . قال : هو الوثن، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل . قال : الله . 
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى : " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
(*) قوله تعالى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً .."  
ذكر في التفسير أن هذا المثل ضرب بقوم كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيهم قولان :
* أحدهما : أن المملوك : أبو الجوار ، وصاحب الرزق الحسن : سيده هشام بن عمرو ، رواه عكرمة عن ابن عباس . وقال مقاتل : المملوك : أبو الحواجر .
* والثاني : أن المملوك : أبو جهل بن هشام ، وصاحب الرزق الحسن : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، قاله ابن جريج . 
(*) قوله تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ .. " 
وفيمن أريد بهذا المثل أربعة أقوال :
أحدها : أنه مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر ، فالكافر هو الأبكم ، والذي يأمر بالعدل هو المؤمن ، رواه العوفي عن ابن عباس .
والثاني : أنها نزلت في عثمان بن عفان ، هو الذي يأمر بالعدل ، وفي مولى له كان يكره الإسلام وينهى عثمان عن النفقة في سبيل الله ، وهو الأبكم ، رواه إبراهيم بن يعلى بن منية عن ابن عباس .
والثالث : أنه مثل ضربه الله تعالى لنفسه ، وللوثن . فالوثن : هو الأبكم ، والله تعالى : هو الآمر بالعدل ، وهذا قول مجاهد ، وقتادة ، وابن السائب ، ومقاتل .
والرابع : أن المراد بالأبكم : أُبَيّ بن خلف ، وبالذي يأمر بالعدل : حمزة ، وعثمان بن عفان ، وعثمان بن مظعون ، قاله عطاء
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
(*) وقال ابن عباس : الأبكم عَبْد كان لعثمان رضي الله عنه ، وكان يُعرض عليه الإسلام فيَأْبَى ، ويأمر بالعدل عثمان. 
وعنه أيضا أنه مثل لأبي بكر الصديق ومولى له كافر. 
(*) وقيل : الأبْكَم أبو جهل ، والذي يأمر بالعَدْل عمَّار بن ياسر العنسي ،  وكان حليفا لبني مخزوم رهط أبي جهل ، وكان أبو جهل يعذِّبه على الإسلام ويعذِّب أمّه سُميَّة ، وكانت موْلاة لأَبي جهل ، وقال لها ذات يوم : إنما آمنت بمحمد لأنك تحبينه لجماله ، ثم طعنها بالرمح في قُبلها فماتت ، فهي أول شهيد مات في الإسلام ، رحمها الله. من كتاب النقاش وغيره. 
(*) وقال عطاء : الأبكم أُبَيّ بن خَلَف ، كان لا ينطق بخير. "وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ" أي قومه لأنه كان يؤذيهم ويؤذي عثمان بن مظعون. 
(*) وقال مقاتل : نزلت في هشام بن عمرو بن الحارث ، كان كافرا قليل الخير يعادي النبي صلى الله عليه وسلم
(*) وقيل : إن الأبكم الكافر ، والذي يأمر بالعدل المؤمن جملة بجملة ؛ روى عن ابن عباس وهو حسن لأنه يعم. والأبكم الذي لا نطق له. وقيل الذي لا يعقل. وقيل الذي لا يسمع ولا يبصر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق