<title>وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ ... سورة النور ~ أسباب نزول آيات القرآن

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ ... سورة النور

** ورد عند الواحدي
 قوله تعالى: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ .." الآيات.
(*) عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ " إلى قوله تعالى " الفاسقون " قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار: أهكذا أنزلت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ألا تسمعون يا معشر الانصار إلى ما يقول سيدكم ؟"، قالوا: يا رسول الله إنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بِكْرا ،وما طلَّق امرأة قط ،فاجترأ رَجل مِنَّا على أن يتزوجها ، من شَِّدة غِيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لاعلم أﻧﻬا حق وأﻧﻬا من عند الله، ولكن قد تعجبت أن لو وَجَدتُ لَكَاع قد تفخَّذها رَجُل ،لم يكن لي أن أهيِّجه ولا أُحرِّكه حتى آتي بأربعة شهداء فو الله إني لا آتى ﺑﻬم حتى يقضي حاجته، فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشية، فوجد عند أهله رَجُلًا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح ، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله: إني جئت أهلي عشيا فوجدت عندها رَجُلًا فرأيت بعيني وسمعت بأذني ، فكَرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ما جاء به واشتد عليه، فقال سعد بن عبادة: الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أميه ويبطل شهادته في المسلمين، فقال هلال: والله إني لارجو أن يجعل الله لي منها مخرجا، فقال هلال: يا رسول الله إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به، والله يعلم إني لصادق، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوَحْي، وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تَرَبّد جِلْده، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوَحْي، فنزلت " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ.." الآيات كلها، فسُرِّى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال :"أبشر يا هلال، فقد جعل الله لك فَرَجا ومَخْرجا"، فقال هلال: قد كنت أرجو ذاك من ربي، وذكر باقي الحديث
(*) عن علقمة، عن عبد الله قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الانصار، فقال: لو أن رَجُلًا وجد مع امرأته رَجُلًا، فإن تكلم جلدتموه، وإن قَتل قتلتموه ،وإن سَكَت سَكَت على غيظ ، والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال لو أن رَجُلًا وجد مع امرأته رَجُلًا تتكلم ، فإن تكلَّم  جلدتموه ،أو قَتَل قتلتموه، أو سَكَت سَكَت على غيظ فقال: اللهم افتح، وجعل يدعو، فنزلت آية الّلعان " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ .." الآية  ، فابتُلِىَ به الرَّجُل من بين الناس فجاء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاعَنَا، فشهد الرَّجُل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، فذهبت لتلتعن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مه " فلعنت، فلما أدبرت قال:" لعلها أن تجئ به أسود جعدا"، فجاءت به أسوَد جَعدا ... رواه مسلم عن أبي خيثمة.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ "
(*) في سبب نزولها ، وهو ما رواه أبو داود عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشُريك بن سحماء ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "البَيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك" قال : يا رسول الله ، إذا رأى أحدنا رَجُلا على امرأته يلتمس البَيِّنة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "البَيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك" فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق ، ولينزلن الله في أمري ما يبرئ ظهري من الحد ؛ فنزلت " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ " فقرأ حتى بلغ "مِنَ الصَّادِقِينَ " الحديث بكماله. 
(*) وقيل : لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم ، قال سعد بن معاذ : يا رسول الله ، إن وجدت مع امرأتي رجلا أُمهِله حتى آتي بأربعة والله لأضربنه بالسيف غير مصفح عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغْيَر منه والله أغْيَر مني". وفي ألفاظ سعد روايات مختلفة ، هذا نحو معناها. 
ثم جاء من بعد ذلك هلال بن أمية الواقفي فرمى زوجته بشريك بن سحماء البلوي على ما ذكرنا ، وعزم النبي صلى الله عليه وسلم على ضربه حَدّ القذف ؛ فنزلت هذه الآية عند ذلك ، فجمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وتلاعنا ، فتلكأت المرأة عند الخامسة لما وُعِظَت وقيل إنها موجبة ؛ ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ؛ فالتَعَنَت وفرَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
(*) وجاء أيضا عويمر العجلاني فرمى امرأته ولاعن. والمشهور أن نازلة هلال كانت قبل ، وأنها سبب الآية. وقيل : نازلة عويمر بن أشقر كانت قبل ؛ وهو حديث صحيح مشهور خرجه الأئمة
(*) قال الطبري. وروى الدارقطني عن عبد الله بن جعفر قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لاعن بين عويمر العجلاني وامرأته ، مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك ، وأنكر حملها الذي في بطنها وقال هو لابن السحماء ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هات امرأتك فقد نزل القرآن فيكما" ؛ فلاعن بينهما بعد العصر عند المنبر على خَمْل. 
(*) روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ، فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رَجُلًا ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندهم رَجُلًا ، فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكَرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه ؛ فنزلت " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ "الآية ؛ وذكر الحديث.
** ورد عند ابن  الجوزي
قوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ... " 
(*) سبب نزولها أن هلال بن أمية وجد عند أهله رجلا، فرأى بعينه وسمع بأذنه، فلم يهجه حتى أصبح، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إني جئت أهلي، فوجدت عندها رجلا، فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكَرِه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به، واشتد عليه، فقال سعد بن عبادة: الآن يضرب رسول الله هلالا ويبطل شهادته، فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه ، إذ نزل عليه الوحي، فنزلت هذه الآية، رواه عكرمة عن ابن عباس .
وفي حديث آخر أن الرجل الذي قذفها به شريك بن سحماء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهلال حين قذفها: " ائتني بأربعة شهداء، وإلا فحد في ظهرك " ، فنزلت هذه الآية، فنسخ حكم الجلد في حق الزوج القاذف

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لمن عمل على هذا التفسير والذي يستفيد منه الكثير من الناس وخاصة طلاب الثالث ثانوي لانه في منهجهم فشكرا لكل من تعب وساهم في هذا الإبداع الرائع

    ردحذف
    الردود
    1. أعزكم الله وأكرمكم وإيانا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى

      حذف