<title>الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ... سورة آل عمران ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 18 مارس 2019

الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ... سورة آل عمران

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى :" الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ  ..." الآية
(*) عن عمرو بن دينار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر الناس بعد أُحُد حين انصرف المشركون ، فاستجاب له سبعون رجلا ، قال : فطلبهم فلقي أبو سفيان عِيرا من خزاعة فقال لهم : إن لقيتم محمدا يطلبني فأخبروه أني في جمع كثير . 
فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن أبي سفيان فقالوا : لقيناه في جمع كثير ، ونراك في قلة ، ولا نأمنه عليك . فأَبَى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يطلبه ، فسبقه أبو سفيان فدخل مكة ، فأنزل الله تعالى فيهم : " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ " حتى بلغ " فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
(*) عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة   رضي الله عنها   في قوله تعالى : " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ " إلى آخرها ، قال : قالت لعروة : يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر ، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد ما أصاب ، وانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا ، فقال : من يذهب في أثرهم ؟ فانتدب منهم سبعون رجلا ، كان منهم أبو بكر والزبير . 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى: " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ "
(*) وفي الصحيحين عن عروة بن الزبير قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : كان أبوك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. لفظ مسلم. وعنه عائشة : يا ابن أختي كان أبواك ( تعني الزبير وأبا بكر ) من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. وقالت : لما انصرف المشركون من أُحُد وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما أصابهم خاف أن يرجعوا فقال : "من ينتدب لهؤلاء حتى يعلموا أن بنا قوة" قال فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين ؛ فخرجوا في آثار القوم ، فسمعوا بهم وانصرفوا بنعمة من الله وفضل. 
وأشارت عائشة رضي الله عنها إلى ما جرى في غزوة حمراء الأسد ، وهي على نحو ثمانية أميال من المدينة ؛ وذلك أنه لما كان في يوم الأحد ، وهو الثاني من يوم أُحُد ، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بإتباع المشركين ، وقال : "لا يخرج معنا إلا من شهدها بالأمس" فنهض معه مائتا رجل من المؤمنين. في البخاري فقال : "من يذهب في إثرهم" فانتدب منهم سبعون رجلا. قال : كان فيهم أبو بكر والزبير على ما تقّدم ، حتى بلغ حمراء الأسد ، مُرهِبا للعدو ؛ فربما كان فيهم المثقل بالجراح لا يستطيع المشي ولا يجد مركوبا ، فربما يحمل على الأعناق ؛ وكل ذلك امتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبة في الجهاد. 
(*) وقيل : إن الآية نزلت في رجلين من بني عبدالأشهل كانا مثخنين بالجراح ؛ يتوكأ أحدهما على صاحبه ، وخرجا مع النبّي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما وصلوا حمراء الأسد ، لقيهم نعيم بن مسعود فأخبرهم أن أبا سفيان بن حرب ومن معه من قريش قد جمعوا جموعهم ، وأجمعوا رأيهم على أن يأتوا إلى المدينة ، فيستأصلوا أهلها ؛ فقالوا ما أخبرنا الله عنهم : "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" . وبينا قريش قد أجمعوا على ذلك إذ جاءهم مَعبد الخزاعّي ، وكانت خزاعة حلفاء النبّي صلى الله عليه وسلم وعيبة نصحه ، وكان قد رأى حال أصحاب النبّي صلى الله عليه وسلم وما هم عليه ؛ ولما رأى عزم قريش على الرجوع ليستأصلوا أهل المدينة احتمله خوف ذلك ، وخالص نصحه للنبّي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أن خوف قريشا بأن قال لهم : قد تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد في جيش عظيم ، قد اجتمع له من كان تخلف عنه ، وهم قد تحرقوا عليكم ؛ فالنجاء النجاء! فإني أنهاك عن ذلك
* قال : فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، ورجعوا إلى مكة خائفين مسرعين ، ورجع النبّي صلى الله عليه وسلم في أصحابه إلى المدينة منصورا ؛ كما قال الله تعالى : "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ" آل عمران  
واستأذن جابر بن عبدالله إلى النبّي صلى الله عليه وسلم في الخروج معه فأذن له. وأخبرهم تعالى أن الأجر العظيم قد تحصل لهم بهذه القفلة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنها غزوة" .
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ "
 في سبب نزولها قولان .
(*) أحدهما: أن المشركين لما انصرفوا يوم أُحُد ، ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لاتباعهم ، ثم خرج بمن انتدب معه ، فلقي أبو سفيان قوما ، فقال: إن لقيتم محمدا ، فأخبروه أني في جمع كثير ، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عنه؟ فقالوا: لقيناه في جمع كثير ، ونراك في قلة ، فأَبَى إلا أن يطلبه ، فسبقه أبو سفيان ، فدخل مكة ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، والجمهور .
(*) والثاني: أن أبا سفيان لما أراد الانصراف عن أُحُد ، قال: يا محمد ، موعد بيننا وبينك موسم بدر ، فلما كان العام المقبل ، خرج أبو سفيان ، ثم ألقى الله في قلبه الرعب ، فبدا له الرجوع ، فلقي نعيم بن مسعود ، فقال: إني قد واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي بموسم بدر الصغرى ، وهذا عام جدب ، لا يصلح لنا ، فثبطهم عنا ، وأعلمهم أنا في جمع كثير ، فلقيهم فخوفهم ، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ، حتى أقاموا ببدر ينتظرون أبا سفيان ، فنزل قوله تعالى: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ .."الآية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق