قوله تعالى :" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ..." الآية
(*) قال ابن عباس : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أُحُد من العام المقبل عُوقِبوا بما صنعوا يوم بدر من أَخْذِهم الفِداء ، فقُتِل منهم سبعون ، وفرَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُسِرَت رُباعيته ، وهُشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فأنزل الله تعالى : " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ " إلى قوله : "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ .." قال : بأخذكم الفداء .
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(*) قوله تعالى :"أَوَلَمَّا" الألف للاستفهام ، والواو للعطف. "مُصِيبَةٌ" أي غَلَبة. "قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا" يوم بدر بأن قتلتم منهم سبعين وأسرتم سبعين ، والأسير في حكم المقتول ؛ لأن الآسر يقتل أسيره إن أراد ، أي فهزمتموهم يوم بدر ويوم أُحُد أيضا في الابتداء ، وقتلتم فيه قريبا من عشرين ، قتلتم منهم في يومين ، ونالوا منكم في يوم أُحُد.
"قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا" أي من أين أصابنا هذا الانهزام والقتل ، ونحن نقاتل في سبيل الله ، ونحن مسلمون ، وفينا النبّي والوحي ، وهم مشركون ، "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" يعني مخالفة الرُّمَاة ، وما من قوم أطاعوا نبيهم في حرب إلا نُصِروا ؛ لأنهم إذا أطاعوا فهم حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون.
(*) وقال قتادة والربيع بن أنس : يعني سؤالهم النبّي صلى الله عليه وسلم أن يخرج بعد ما أراد الإقامة بالمدينة.
(*) تأوّلها في الرؤيا التي رآها دِرْعًا حَصِينَة .. علّي بن أبي طالب رضي الله عنه : هو اختيارهم الفداء يوم بدر على القتل ، وقد قيل لهم : إن فاديتم الأُسارى قتل منكم على عّدتهم.
* وروى البيهقي عن علّي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال النبّي صلى الله عليه وسلم في الأُسارى يوم بدر : "إِن شِئتُم قَتَلتُمُوهم وإِن شِئتُم فَادَيْتمُوهم واستَمتعتُم بالفِداء واستُشهِد مِنْكُم بِعِدَّتِهم " ، فكان آخر السبعين ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة.
فمعنى "مِنْ عِنْدِ أنْفُسِكُمْ" على القولين الأولين بذنوبكم ، وعلى القول الأخير باختياركم.
**وورد عند الطبري
قوله تعالى : "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(*) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" ، بعد إجماع جميعهم على تأويل سائر الآية
* فقال بعضهم : تأويل ذلك : "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" ، بخلافكم على نبي الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أشار عليكم بترك الخروج إلى عدوكم والإصحار لهم حتى يدخلوا عليكم مدينتكم ، ويصيروا بين آطامكم ، فأبيتم ذلك عليه ، وقلتم : "اخرج بنا إليهم حتى نصحر لهم فنقاتلهم خارج المدينة" .
* وعن مبارك ، عن الحسن : " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ " ، قالوا : فإنما أصابنا هذا لأنا قبلنا الفِداء يوم بدر من الأُسارى ، وعصَيْنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد ، فمن قتل منّا كان شهيدًا ، ومن بقي منّا كان مطهرًا ، رضينا ربنا ! .
* وعن ابن سيرين ، عن عبيدة قال : أسر المسلمون من المشركين سبعين وقتلوا سبعين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اختارُوا أن تَأْخذوا منهم الفِداء فتتَقوَّوا به عَلَى عدوِّكم ، وإن قَبِلتُمُوه قُتِل منكم سبعون أو تقتلوهم" . فقالوا : بل نأخذ الفدية منهم ويُقتل منا سبعون . قال : فأخذوا الفدية منهم ، وقُتِلوا منهم سبعين قال عبيدة : وطلبوا الخيرتين كلتيهما .
* وعن ابن سيرين ، عن عبيدة : أنه قال في أسارى بدر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شئتم قتلتموهم ، وإن شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم . قالوا : بل نأخذ الفداء فنستمتع به ، ويستشهد منا بعدَّتَهم.
* وعن عبيدة السلماني عن علي قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : يا مُحمّد إنّ الله قد كَرِهَ ما صنَع قومُكَ في أخذِهم الأُسارَى، وقد أمرَكَ أَن تُخيِّرَهُم بين أمرَين: إمَّا أن يُقدَّموا فتَضرِبوا أعناقَهُم، وبين أن تأخُذوا الفِداء، علَى أن يُقتَل منهُم عدَّتُهم، فدعاهُم رسول اللَّه فذكَر لَهُم ذلك، فقالوا: يا رسول الله، عَشائرُنا وإخوانُنا، نأخُذُ فداءَهُم، فنَقوى به علَى قتال عدوِّنا ويُستَشهَدُ منَّا عدَّتُهم فقُتِل منهُم يومَ أُحُدٍ سَبعون رجلاً عِدَّة أُسارَى أهلِ بَدر .
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
(*) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لما كان يوم أُحُد ، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر ، من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون ، وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فنزلت هذه الآية إلى قوله تعالى: " قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ " قال: بأخذكم الفداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق