** ورد في تفسير مقاتل
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) وذلك أن أبا ثمامة الكناني: اسمه جبارة بن عوف بن أمية بن فقيم بن الحارث ، وهو أول من ذبح لغير الله الصفرة في رجب، كان يقف بالموسم ثم ينادي إن آلهتكم قد حرمت صَفَر العام فيحرمون فيه الدماء والأموال ويستحلون ذلك في المُحرم، فإذا كان من قابل نادى إن آلهتكم قد حرمت المحرم العام فيحرمون فيه الدماء والأموال فيأخذ به هوازن، وغطفان، وسليم، وثقيف، وكنانة، فذلك قوله "إِنَّمَا النَّسِيءُ" يعني ترك المحرم "زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ" ، " يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً " يقول يستحلون المحرم عاما فيصيبون فيه الدماء والأموال ،"وَيُحَرِّمُونَهُ عاما " فلا يصيبون فيه الدماء والأموال ولا يستحلونها فيه " لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا " فى المحرم ما حَرَّمَ اللَّهُ " فيه من الدماء والأموال
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) كانت العرب تحرم الأشهر الأربعة ، وكان هذا مما تمسكت به من ملة إبراهيم; فربما احتاجوا إلى تحليل المُحرَّم للحرب تكون بينهم ، فيؤخرون تحريم المحرم إلى صَفَر ، ثم يحتاجون إلى تأخير صَفَر أيضا إلى الشهر الذي بعده ; ثم تتدافع الشهور شهرا بعد شهر حتى يستدير التحريم على السَّنة كلها ، فكأنهم يستنسؤون الشهر الحرام ويستقرضونه ، فأعلم الله عز وجل أن ذلك زيادة في كفرهم ، لأنهم أحلوا الحرام ، وحرموا الحلال " لِيُوَاطِئُوا " أي: ليوافقوا " عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ " فلا يخرجون من تحريم أربعة ، ويقولون: هذه بمنزلة الأربعة الحرم ، ولا يبالون بتحليل الحرام ، وتحريم الحلال . وكان القوم لا يفعلون ذلك إلا في ذي الحجة إذا اجتمعت العرب للموسم
(*) قال الفراء: كانت العرب في الجاهلية إذا أرادوا الصدر عن منى ، قام رجل من بني كنانة يقال له: نعيم بن ثعلبة ، وكان رئيس الموسم ، فيقول: أنا الذي لا أعاب ولا أجاب ولا يرد لي قضاء; فيقولون: أنسئنا شهرا; يريدون: أخِّر عنَّا حرمة المُحرم ، واجعلها في صَفَر ، فيفعل ذلك ، وإنما دعاهم إلى ذلك توالي ثلاثة أشهر حُرُم لا يُغِيرُون فيها ، وإنما كان معاشهم من الإغارة ، فتستدير الشهور كما بينا
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) كانوا يحرمون القتال في المُحرم فإذا احتاجوا إلى ذلك حَرَّموا صَفَرا بدله وقاتلوا في المحرم ، وسبب ذلك أن العرب كانت أصحاب حروب وغارات فكان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يُغيرون فيها ، وقالوا : لئن توالت علينا ثلاثة أشهر لا نصيب فيها شيئا لنهلكن ، فكانوا إذا صدروا عن منى يقوم من بني كنانة ، ثم من بني فقيم منهم رجل يقال له القلمس ، فيقول أنا الذي لا يرد لي قضاء ، فيقولون : أنسئنا شهرا ، أي أَخِّر عنا حُرمة المُحرم واجعلها في صَفَر ، فيحل لهم المحرم ، فكانوا كذلك شهرا فشهرا حتى استدار التحريم على السَّنة كلها ، فقام الإسلام وقد رجع المُحرم إلى موضعه الذي وضعه الله فيه ، وهذا معنى قوله عليه السلام : "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض".
(*) وقال مجاهد : كان المشركون يحجُّون في كل شهر عامين ، فحجُّوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجُّوا في المُحرم عامين ، ثم حجُّوا في صَفَر عامين ، وكذلك في الشهور كلها حتى وافقت حجة أبي بكر التي حجَّها قبل حجة الوداع ذا القعدة من السنة التاسعة. ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع فوافقت ذا الحجة ، فذلك قوله في خطبته : "إن الزمان قد استدار..." الحديث ، أراد بذلك أن أشهر الحج رجعت إلى مواضعها ، وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسيء.
(*) وقول ثالث. قال إياس بن معاوية : كان المشركون يحسبون السَّنة اثني عشر شهرا وخمسة عشر يوما ، فكان الحج يكون في رمضان وفي ذي القعدة ، وفي كل شهر من السنة بحكم استدارة الشهر بزيادة الخمسة عشر يوما فحج أبو بكر سنة تسع في ذي القعدة بحكم الاستدارة ، ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في العام المقبل وافق الحج ذا الحجة في العشر ، ووافق ذلك الأهلة ، وهذا القول أشبه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الزمان قد استدار..." أي زمان الحج عاد إلى وقته الأصلي الذي عينه الله يوم خلق السموات والأرض بأصل المشروعية التي سبق بها علمه ، ونفذ بها حكمه ، ثم قال : السنة اثنا عشر شهرا ، ينفي بذلك الزيادة التي زادوها في السنة ( وهي الخمسة عشر يوما ) بتحكمهم ، فتعين الوقت الأصلي وبطل التحكم الجهلي.
(*) اختلف أهل التأويل في أول من نسأ :
* فقال ابن عباس وقتادة والضحاك : بنو مالك بن كنانة ، وكانوا ثلاثة
* وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أول من فعل ذلك عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف
* وقال الكلبي : أول من فعل ذلك رجل من بني كنانة يقال له نعيم بن ثعلبة ، ثم كان بعده رجل يقال له : جنادة بن عوف ، وهو الذي أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* وقال الزهري : حي من بني كنانة ثم من بني فقيم منهم رجل يقال له القلمس واسمه حذيفة بن عبيد ، وفي روايةٍ : مالك بن كنانة
* وكان الذي يلي النسيء يظفر بالرياسة لتريس العرب إياه
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) وذلك أن أبا ثمامة الكناني: اسمه جبارة بن عوف بن أمية بن فقيم بن الحارث ، وهو أول من ذبح لغير الله الصفرة في رجب، كان يقف بالموسم ثم ينادي إن آلهتكم قد حرمت صَفَر العام فيحرمون فيه الدماء والأموال ويستحلون ذلك في المُحرم، فإذا كان من قابل نادى إن آلهتكم قد حرمت المحرم العام فيحرمون فيه الدماء والأموال فيأخذ به هوازن، وغطفان، وسليم، وثقيف، وكنانة، فذلك قوله "إِنَّمَا النَّسِيءُ" يعني ترك المحرم "زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ" ، " يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً " يقول يستحلون المحرم عاما فيصيبون فيه الدماء والأموال ،"وَيُحَرِّمُونَهُ عاما " فلا يصيبون فيه الدماء والأموال ولا يستحلونها فيه " لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا " فى المحرم ما حَرَّمَ اللَّهُ " فيه من الدماء والأموال
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) كانت العرب تحرم الأشهر الأربعة ، وكان هذا مما تمسكت به من ملة إبراهيم; فربما احتاجوا إلى تحليل المُحرَّم للحرب تكون بينهم ، فيؤخرون تحريم المحرم إلى صَفَر ، ثم يحتاجون إلى تأخير صَفَر أيضا إلى الشهر الذي بعده ; ثم تتدافع الشهور شهرا بعد شهر حتى يستدير التحريم على السَّنة كلها ، فكأنهم يستنسؤون الشهر الحرام ويستقرضونه ، فأعلم الله عز وجل أن ذلك زيادة في كفرهم ، لأنهم أحلوا الحرام ، وحرموا الحلال " لِيُوَاطِئُوا " أي: ليوافقوا " عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ " فلا يخرجون من تحريم أربعة ، ويقولون: هذه بمنزلة الأربعة الحرم ، ولا يبالون بتحليل الحرام ، وتحريم الحلال . وكان القوم لا يفعلون ذلك إلا في ذي الحجة إذا اجتمعت العرب للموسم
(*) قال الفراء: كانت العرب في الجاهلية إذا أرادوا الصدر عن منى ، قام رجل من بني كنانة يقال له: نعيم بن ثعلبة ، وكان رئيس الموسم ، فيقول: أنا الذي لا أعاب ولا أجاب ولا يرد لي قضاء; فيقولون: أنسئنا شهرا; يريدون: أخِّر عنَّا حرمة المُحرم ، واجعلها في صَفَر ، فيفعل ذلك ، وإنما دعاهم إلى ذلك توالي ثلاثة أشهر حُرُم لا يُغِيرُون فيها ، وإنما كان معاشهم من الإغارة ، فتستدير الشهور كما بينا
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
(*) كانوا يحرمون القتال في المُحرم فإذا احتاجوا إلى ذلك حَرَّموا صَفَرا بدله وقاتلوا في المحرم ، وسبب ذلك أن العرب كانت أصحاب حروب وغارات فكان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يُغيرون فيها ، وقالوا : لئن توالت علينا ثلاثة أشهر لا نصيب فيها شيئا لنهلكن ، فكانوا إذا صدروا عن منى يقوم من بني كنانة ، ثم من بني فقيم منهم رجل يقال له القلمس ، فيقول أنا الذي لا يرد لي قضاء ، فيقولون : أنسئنا شهرا ، أي أَخِّر عنا حُرمة المُحرم واجعلها في صَفَر ، فيحل لهم المحرم ، فكانوا كذلك شهرا فشهرا حتى استدار التحريم على السَّنة كلها ، فقام الإسلام وقد رجع المُحرم إلى موضعه الذي وضعه الله فيه ، وهذا معنى قوله عليه السلام : "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض".
(*) وقال مجاهد : كان المشركون يحجُّون في كل شهر عامين ، فحجُّوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجُّوا في المُحرم عامين ، ثم حجُّوا في صَفَر عامين ، وكذلك في الشهور كلها حتى وافقت حجة أبي بكر التي حجَّها قبل حجة الوداع ذا القعدة من السنة التاسعة. ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع فوافقت ذا الحجة ، فذلك قوله في خطبته : "إن الزمان قد استدار..." الحديث ، أراد بذلك أن أشهر الحج رجعت إلى مواضعها ، وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسيء.
(*) وقول ثالث. قال إياس بن معاوية : كان المشركون يحسبون السَّنة اثني عشر شهرا وخمسة عشر يوما ، فكان الحج يكون في رمضان وفي ذي القعدة ، وفي كل شهر من السنة بحكم استدارة الشهر بزيادة الخمسة عشر يوما فحج أبو بكر سنة تسع في ذي القعدة بحكم الاستدارة ، ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في العام المقبل وافق الحج ذا الحجة في العشر ، ووافق ذلك الأهلة ، وهذا القول أشبه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الزمان قد استدار..." أي زمان الحج عاد إلى وقته الأصلي الذي عينه الله يوم خلق السموات والأرض بأصل المشروعية التي سبق بها علمه ، ونفذ بها حكمه ، ثم قال : السنة اثنا عشر شهرا ، ينفي بذلك الزيادة التي زادوها في السنة ( وهي الخمسة عشر يوما ) بتحكمهم ، فتعين الوقت الأصلي وبطل التحكم الجهلي.
(*) اختلف أهل التأويل في أول من نسأ :
* فقال ابن عباس وقتادة والضحاك : بنو مالك بن كنانة ، وكانوا ثلاثة
* وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أول من فعل ذلك عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف
* وقال الكلبي : أول من فعل ذلك رجل من بني كنانة يقال له نعيم بن ثعلبة ، ثم كان بعده رجل يقال له : جنادة بن عوف ، وهو الذي أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* وقال الزهري : حي من بني كنانة ثم من بني فقيم منهم رجل يقال له القلمس واسمه حذيفة بن عبيد ، وفي روايةٍ : مالك بن كنانة
* وكان الذي يلي النسيء يظفر بالرياسة لتريس العرب إياه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق