** ورد عند الواحدى
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا .."
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
* قال الضَّحَّاك : خرج المنافقون مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى تبوك ، وكانُوا إذا خلا بعضهم ببعض سَبُّوا رسول اللّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه وطعنوا في الدّين ، فنَقَل حذيفة ما قالوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ، فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:" يَا أَهْلَ النِّفَاقِ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ "؟ فحَلَفوا ما قالوا شيئًا من ذلك ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية إكْذابا لهم
* وقال قتادة : ذكر لنا أَنّ رَجُلَيْن اقتَتَلا ، رَجُلًا من جُهَيْنة و رَجُلًا من غِفار ، فظهر الغفاريّ على الجهَينِيّ ، فنادى عبد اللَّه بن أُبَيّ : يا بني الأوْس ، انصروا أخاكم ، فواللَّه ما مَثَلُنا ومَثَل محمّد إلّا كما قال القائل : سَمِّن كَلْبَك يَأكُلك ، فواللَّه لَئِن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنّ الأَعَزّ منها الأَذَلّ ، فسمع بها رَجُل من المسلمين ، فجاء إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فأخْبره ، فأرسل إليه، فجعل يحلف باللَّه ما قال ، وأنزل اللَّه تعالى هذه الآية
(*) قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
قال الضَّحَّاك : هَمُّوا أن يدفَعوا النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة العَقَبة ، وكانوا قومًا قد أجْمعوا على أن يقتلُوا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهُم معه, يلتمسونَ غِرَّته حتّى أخذ في عَقَبة ، فتَقَدّم بعضهم ، وتَأخّر بعضهم ، وذلك كان ليلًا ، قالوا : إذا أخذ في العَقَبة دَفَعناه عن راحِلته في الوادي
وكان قائده في تلك اللّيلة عمَّار بن ياسر ، وسائقه حُذيفة ، فسمع حذيفة وَقْع أخفاف الإِبل ، فالتفت فإذا هو بقوْم مُتَلَثّمين ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء اللَّه ، فأمسَكوا ، ومضى النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتَّى نزل منزله الَّذي أراد ، فأنزل اللَّه تَعَالى قوله : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
* أحدها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المنافقين فعابهم ، فقال الجلاس بن سويد: إن كان ما يقول على إخواننا حقا ، لنحن شر من الحمير ، فقال عامر بن قيس: والله إنه لصادق ، ولأنتم شر من الحمير; وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأتى الجلاس فقال: ما قلت شيئا ، فحلفا عند المنبر ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وذهب إلى نحوه الحسن ، ومجاهد ، وابن سيرين .
* والثاني: أن عبد الله بن أُبَيّ قال: والله لئن رجعنا إلى المدينة ، ليخرجن الأعز منها الأذل ، فسمعه رجل من المسلمين ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليه ، فجعل يحلف بالله ما قال ، فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة .
* والثالث: أن المنافقين كانوا إذا خلوا سبُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وطعنوا في الدين ، فنقل حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ذلك ، فحلفوا ما قالوا شيئا ، فنزلت هذه الآية ، قاله الضحاك . فأما كلمة الكفر ، فهي سَبّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعنهم في الدين .
(*) في سبب قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " أربعة أقوال :
* أحدها: أنها نزلت في ابن أُبَيّ حين قال: لئن رجعنا إلى المدينة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال قتادة .
* والثاني: أنها نزلت فيهم حين همُّوا بقتل رسول الله ، رواه مجاهد عن ابن عباس ، قال: والذي هَمَّ رجل يقال له: الأسود ، وقال مقاتل: هم خمسة عشر رجلا ، همُّوا بقتله ليلة العقبة .
* والثالث: أنه لما قال بعض المنافقين: إن كان ما يقول محمد حقا ، فنحن شر من الحمير; وقال له رجل من المؤمنين . لأنتم شر من الحمير ، هَمَّ المنافق بقتله ، فذلك قوله: " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " هذا قول مجاهد.
* والرابع: أنهم قالوا في غزوة تبوك: إذا قدمنا المدينة ، عقدنا على رأس عبد الله بن أُبَيّ تاجا نباهي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينالوا ما هموا به
** ورد عند القرطبى
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
رُوي أنَّ هذه الآية نزلت في الجُلَاس بن سُوَيْد بن الصَّامت ، و وَدِيعَة بن ثابت ; وقعوا في النَّبيِّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقالوا : واللَّه لئن كان محمَّد صادقًا علَى إِخواننا الّذين هم سَاداتنا وخيَارُنا لنحن شَرّ من الحَمِير
فقال له عامر بن قَيْس : أجل واللَّه إنّ محمّدًا لصَادِق مُصَدّق ; وإِنّكَ لَشرّ من حِمَار . وأخبر عامر بذلك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم
وجاء الجُلَاسُ فحلف باللَّه عند منبر النَّبيِّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنّ عامرا لكاذب . وحلف عامر لقد قال ، وقال : اللَّهمَّ أنزل على نَبِيِّك الصَّادق شيئًا، فنزلت "يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ"
وقيل : إنّ الّذي سمِعَه عَاصِمُ بن عَدِيّ . وقيل حُذَيفة.
وقيل : بل سمِعَه ولد امرَأَتِه واسمه عُمَيْرُ بن سعد
فيما قال ابن إسحاق . وقال غيره: اسمه مُصعب
(*) قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
* روي أنَّ الجلَاس بن سويد بن الصَّامت ، ووديعة بن ثابت ; وَقَعُوا في النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقالوا : واللَّه لئن كان محمَّد صادقًا على إخواننا الَّذين هُم ساداتنا وخِيَارُنا لنحن شرّ من الحمير ، فقال له عامر بن قيس : أجل واللَّه إنَّ محمّدًا لصادق مُصَدَّق ; وإِنّك لشرّ من حمار ، فهَمَّ الجلَاس بقتله لئلَّا يخبر بخبره ; ففيه نزل : "وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا"
قال مُجاهد : وكان الجُلَاس لمَّا قال له صاحبه إِنّي سأُخبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بقولك هَمَّ بقتله ، ثُمَّ لَمْ يفعل ، عجز عن ذلك . قال ، ذلك هي الإشارة بقوله:" وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
* قوله تعالى " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " يعني المُنافقين مِن قَتْل النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة العقبة في غزوة تبوك ، وكانوا اثني عشر رَجُلًا
قال حُذيفة : سَمَّاهُم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتَّى عَدَّهُم كلّهم . فقلتُ:ألَا تبْعث إليهم فتقتلهم؟ ، فقال : "أَكْرَهُ أَنْ تَقُولَ الْعَرَبُ لَمَّا ظَفِرَ بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ يَقْتُلُهُمْ بَلْ يَكْفِيهِمُ اللَّهُ بِالدُّبَيْلَةِ" ، قيل : يا رسول اللَّه وما الدُّبَيْلَة ؟
قال : " شِهَابٌ مِنْ جَهَنَّمَ يَجْعَلُهُ عَلَى نِيَاطِ فُؤَادِ أَحَدِهِمْ حَتَّى تَزْهَقَ نَفْسُهُ " . فكان كذلك ... خَرَّجه مسلم بمعناه
* وقيل هَمُّوا بِعَقْدِ التَّاج علَى رأس ابن أُبَيّ ليَجتمعوا عليه
(*) قوله تَعَالى : "وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ"
قال الشّعبيّ : كانوا يطلبون دِيَة فيقضي لهم بها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فاستغنوا . ذكر عكرمة أنّها كانت اثني عشر ألفًا . ويُقال : إنّ القتيل كان مَوْلى الجُلَاس .
* قال الكلبيّ : كانوا قبل قدوم النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في ضَنْك من العَيْش ، لا يركبون الخيل ولا يَحُوزون الغَنِيمة، فلمَّا قَدِم عليهم النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم استغنوا بالغنائم
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا .."
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
* قال الضَّحَّاك : خرج المنافقون مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى تبوك ، وكانُوا إذا خلا بعضهم ببعض سَبُّوا رسول اللّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه وطعنوا في الدّين ، فنَقَل حذيفة ما قالوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ، فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:" يَا أَهْلَ النِّفَاقِ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ "؟ فحَلَفوا ما قالوا شيئًا من ذلك ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية إكْذابا لهم
* وقال قتادة : ذكر لنا أَنّ رَجُلَيْن اقتَتَلا ، رَجُلًا من جُهَيْنة و رَجُلًا من غِفار ، فظهر الغفاريّ على الجهَينِيّ ، فنادى عبد اللَّه بن أُبَيّ : يا بني الأوْس ، انصروا أخاكم ، فواللَّه ما مَثَلُنا ومَثَل محمّد إلّا كما قال القائل : سَمِّن كَلْبَك يَأكُلك ، فواللَّه لَئِن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنّ الأَعَزّ منها الأَذَلّ ، فسمع بها رَجُل من المسلمين ، فجاء إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فأخْبره ، فأرسل إليه، فجعل يحلف باللَّه ما قال ، وأنزل اللَّه تعالى هذه الآية
(*) قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
قال الضَّحَّاك : هَمُّوا أن يدفَعوا النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة العَقَبة ، وكانوا قومًا قد أجْمعوا على أن يقتلُوا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهُم معه, يلتمسونَ غِرَّته حتّى أخذ في عَقَبة ، فتَقَدّم بعضهم ، وتَأخّر بعضهم ، وذلك كان ليلًا ، قالوا : إذا أخذ في العَقَبة دَفَعناه عن راحِلته في الوادي
وكان قائده في تلك اللّيلة عمَّار بن ياسر ، وسائقه حُذيفة ، فسمع حذيفة وَقْع أخفاف الإِبل ، فالتفت فإذا هو بقوْم مُتَلَثّمين ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء اللَّه ، فأمسَكوا ، ومضى النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتَّى نزل منزله الَّذي أراد ، فأنزل اللَّه تَعَالى قوله : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
* أحدها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المنافقين فعابهم ، فقال الجلاس بن سويد: إن كان ما يقول على إخواننا حقا ، لنحن شر من الحمير ، فقال عامر بن قيس: والله إنه لصادق ، ولأنتم شر من الحمير; وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأتى الجلاس فقال: ما قلت شيئا ، فحلفا عند المنبر ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وذهب إلى نحوه الحسن ، ومجاهد ، وابن سيرين .
* والثاني: أن عبد الله بن أُبَيّ قال: والله لئن رجعنا إلى المدينة ، ليخرجن الأعز منها الأذل ، فسمعه رجل من المسلمين ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليه ، فجعل يحلف بالله ما قال ، فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة .
* والثالث: أن المنافقين كانوا إذا خلوا سبُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وطعنوا في الدين ، فنقل حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ذلك ، فحلفوا ما قالوا شيئا ، فنزلت هذه الآية ، قاله الضحاك . فأما كلمة الكفر ، فهي سَبّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعنهم في الدين .
(*) في سبب قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " أربعة أقوال :
* أحدها: أنها نزلت في ابن أُبَيّ حين قال: لئن رجعنا إلى المدينة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال قتادة .
* والثاني: أنها نزلت فيهم حين همُّوا بقتل رسول الله ، رواه مجاهد عن ابن عباس ، قال: والذي هَمَّ رجل يقال له: الأسود ، وقال مقاتل: هم خمسة عشر رجلا ، همُّوا بقتله ليلة العقبة .
* والثالث: أنه لما قال بعض المنافقين: إن كان ما يقول محمد حقا ، فنحن شر من الحمير; وقال له رجل من المؤمنين . لأنتم شر من الحمير ، هَمَّ المنافق بقتله ، فذلك قوله: " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " هذا قول مجاهد.
* والرابع: أنهم قالوا في غزوة تبوك: إذا قدمنا المدينة ، عقدنا على رأس عبد الله بن أُبَيّ تاجا نباهي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينالوا ما هموا به
** ورد عند القرطبى
قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "
(*) قوله تعالى : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ "
رُوي أنَّ هذه الآية نزلت في الجُلَاس بن سُوَيْد بن الصَّامت ، و وَدِيعَة بن ثابت ; وقعوا في النَّبيِّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقالوا : واللَّه لئن كان محمَّد صادقًا علَى إِخواننا الّذين هم سَاداتنا وخيَارُنا لنحن شَرّ من الحَمِير
فقال له عامر بن قَيْس : أجل واللَّه إنّ محمّدًا لصَادِق مُصَدّق ; وإِنّكَ لَشرّ من حِمَار . وأخبر عامر بذلك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم
وجاء الجُلَاسُ فحلف باللَّه عند منبر النَّبيِّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنّ عامرا لكاذب . وحلف عامر لقد قال ، وقال : اللَّهمَّ أنزل على نَبِيِّك الصَّادق شيئًا، فنزلت "يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ"
وقيل : إنّ الّذي سمِعَه عَاصِمُ بن عَدِيّ . وقيل حُذَيفة.
وقيل : بل سمِعَه ولد امرَأَتِه واسمه عُمَيْرُ بن سعد
فيما قال ابن إسحاق . وقال غيره: اسمه مُصعب
(*) قوله تعالى : " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
* روي أنَّ الجلَاس بن سويد بن الصَّامت ، ووديعة بن ثابت ; وَقَعُوا في النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقالوا : واللَّه لئن كان محمَّد صادقًا على إخواننا الَّذين هُم ساداتنا وخِيَارُنا لنحن شرّ من الحمير ، فقال له عامر بن قيس : أجل واللَّه إنَّ محمّدًا لصادق مُصَدَّق ; وإِنّك لشرّ من حمار ، فهَمَّ الجلَاس بقتله لئلَّا يخبر بخبره ; ففيه نزل : "وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا"
قال مُجاهد : وكان الجُلَاس لمَّا قال له صاحبه إِنّي سأُخبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بقولك هَمَّ بقتله ، ثُمَّ لَمْ يفعل ، عجز عن ذلك . قال ، ذلك هي الإشارة بقوله:" وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "
* قوله تعالى " وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " يعني المُنافقين مِن قَتْل النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة العقبة في غزوة تبوك ، وكانوا اثني عشر رَجُلًا
قال حُذيفة : سَمَّاهُم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتَّى عَدَّهُم كلّهم . فقلتُ:ألَا تبْعث إليهم فتقتلهم؟ ، فقال : "أَكْرَهُ أَنْ تَقُولَ الْعَرَبُ لَمَّا ظَفِرَ بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ يَقْتُلُهُمْ بَلْ يَكْفِيهِمُ اللَّهُ بِالدُّبَيْلَةِ" ، قيل : يا رسول اللَّه وما الدُّبَيْلَة ؟
قال : " شِهَابٌ مِنْ جَهَنَّمَ يَجْعَلُهُ عَلَى نِيَاطِ فُؤَادِ أَحَدِهِمْ حَتَّى تَزْهَقَ نَفْسُهُ " . فكان كذلك ... خَرَّجه مسلم بمعناه
* وقيل هَمُّوا بِعَقْدِ التَّاج علَى رأس ابن أُبَيّ ليَجتمعوا عليه
(*) قوله تَعَالى : "وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ"
قال الشّعبيّ : كانوا يطلبون دِيَة فيقضي لهم بها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فاستغنوا . ذكر عكرمة أنّها كانت اثني عشر ألفًا . ويُقال : إنّ القتيل كان مَوْلى الجُلَاس .
* قال الكلبيّ : كانوا قبل قدوم النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في ضَنْك من العَيْش ، لا يركبون الخيل ولا يَحُوزون الغَنِيمة، فلمَّا قَدِم عليهم النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم استغنوا بالغنائم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق