<title>أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ... سورة آل عمران ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 30 يناير 2019

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ... سورة آل عمران

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى :أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ..." 
اختلفوا في سبب نزولها . 
(*) فقال السدي : دعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام ، فقال له النعمان بن أوفى : هلُم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل إلى كتاب الله ، فقال : بل إلى الأحبار ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . 
(*) وروى سعيد بن جبير ، وعكرمة ، عن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت   المِدراس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله ، فقال له نعيم بن عمرو ، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال : "على ملة إبراهيم" ،  قالا إن إبراهيم  كان يهوديا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلُّموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم ، فأبَيَا عليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. 
(*) وقال الكلبي : نزلت في قصة اللذين زَنيا من خيبر ، وسؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن حد الزانيين 
**وورد عند القرطبي
قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ "
(*) قال ابن عباس : هذه الآية نزلت بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  دخل بيت المِدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله . فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني على ملة إبراهيم " . فقالا : فإن إبراهيم كان يهوديا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فهلمُّوا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم " . فأَبَيَا عليه فنزلت الآية . 
(*) وذكر النقاش أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :" هلمُّوا إلى التوراة ففيها صفتي " فأبَوْا .
(*) رُوي عن عمر حيث قال لكعب : إن كنت تعلم أنها التوراة التي أنزلها الله على موسى بن عمران فاقرأها . وكان عليه السلام عالما بما لم يغير منها فلذلك دعاهم إليها وإلى الحكم بها . وقد قيل : إن هذه الآية نزلت في ذلك والله أعلم . 
**وورد عند الطبري
في قوله أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ " 
(*) عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال : دخل رسول الله  صلى الله عليه وسلم   بيت المدراس على جماعة من يهود ، فدعاهم إلى الله ، فقال له نعيم بن عمرو ، والحارث  بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال : " على ملة إبراهيم ودينه" . فقالا فإن إبراهيم كان يهوديا ! فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "فهلموا إلى التوراة ، فهي بيننا وبينكم !" فأَبَيَا عليه ، فأنزل الله عز وجل : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ " إلى قوله : " مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ " 
(*) عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم : بيت المدراس فذكر نحوه ، إلا أنه قال : فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلُمّا إلى التوراة وقال أيضا : فأنزل الله فيهما : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ " 
(*) وقال بعضهم : بل ذلك كتاب الله الذي أنزله على محمد ، وإنما دُعيت طائفة منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم بالحق ، فأَبَت .
(*) عن سعيد عن قتادة قوله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ "
أولئك أعداء الله اليهود ، دُعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم ، وإلى نبيه ليحكم بينهم ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ، ثم تولوا عنه وهم معرضون . 
(*) عن قتادة : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ ..."الآية 
قال : هم اليهود ، دعوا إلى كتاب الله وإلى نبيه ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم ، ثم يتولون وهم معرضون ! 
(*) عن ابن جريج قوله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ.." قال : كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب ليحكم بينهم بالحق يكون ، وفي الحدود . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام ، فيتولون عن ذلك. 
(*) قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله   جل ثناؤه  : أخبر عن طائفة من اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهده ، ممن قد أوتي علما بالتوراة أنهم دُعُوا إلى كتاب الله الذي كانوا يقرون أنه من عند الله   وهو التوراة  في بعض ما تنازعوا فيه هم ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
(*) وقد يجوز أن يكون تنازعهم الذي كانوا تنازعوا فيه ، ثم دُعُوا إلى حكم التوراة فيه فامتنعوا من الإجابة إليه:
* كان أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأمر نُبُوّته
* ويجوز أن يكون ذلك كان أمر إبراهيم خليل الرحمن ودينه 
* ويجوز أن يكون ذلك ما دُعُوا إليه من أمر الإسلام والإقرار به 
* ويجوز أن يكون ذلك كان في حد . فإن كل ذلك مما قد كانوا نازعوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم فيه إلى حكم التوراة ، فأَبَى الإجابة فيه وكتمه بعضهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق