** ورد عند الواحدى:
قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال:" اذهب فادعه لي"
فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك
قال : " اذهب فادعه لي " . قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وما الله ؟ ، أمِنْ ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا ، فقال : " ارجع إليه الثانية فادعه " ، فرجع إليه ، فأعاد عليه مثل الكلام الأول ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : " ارجع إليه " ، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام ، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) وقال ابن عباس في رواية أبي صالح ، وابن جريج ، وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة ، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ، فقال : " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " ، فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن أسلمت ؟ ، قال : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " ، قال : تجعل لي الأمر من بعدك ؟ ، قال : " لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء " ، قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ، قال : " لا " ، قال : فماذا تجعل لي ؟ ، قال : " أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها " ، قال : أوليس ذلك إلي اليوم ؟ ( وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف) ، فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه ، فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه ، فاخترط من سيفه شبرا ، ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سلِّه ، وجعل عامر يومئ إليه ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولى عامر هاربا ، وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء قيلة " ( يريد الأوس والخزرج ) ، فنزل عامر بيت امرأة سلولية ، فلما أصبح ضم عليه سلاحه ، فخرج وهو يقول : واللات والعزى لئن أصحر محمد إليَّ وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي ، فأرسل تعالي ملكا فلطمه بجناحيه ، فأذراه في التراب ، وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة كغدة البعير ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت السلولية ، ثم مات على ظهر فرسه
** ورد عند القرطبي:
قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) ذكر الماوردي عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب ومجاهد : نزلت في يهودي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني من أي شيء ربك ; أمِن لؤلؤ أم من ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأحرقته .
(*) وقيل : نزلت في بعض كفار العرب ; قال الحسن : كان رجل من طواغيت العرب بعث النبي صلى الله عليه وسلم نفرا يدعونه إلى الله ورسوله والإسلام فقال لهم : أخبروني عن رب محمد ما هو ، ومم هو ، أمن فضة أم من حديد أم نحاس ؟ فاستعظم القوم مقالته ; فقال : أجيب محمدا إلى رب لا يعرفه ! ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه مرارا وهو يقول مثل هذا ; فبينا النفر ينازعونه ويدعونه إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم ، فرعدت وأبرقت ورمت بصاعقة ، فأحرقت الكافر وهم جلوس ; فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : احترق صاحبكم ، فقالوا : من أين علمتم ؟ ، قالوا : أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم:"وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ" .ذكره الثعلبي عن الحسن ; والقشيري بمعناه عن أنس
(*) وقيل : نزلت الآية في أربد بن ربيعة أخي لبيد بن ربيعة ، وفي عامر بن الطفيل ; قال ابن عباس : أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة العامريان يريدان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس في نفر من أصحابه ، فدخلا المسجد ، فاستشرف الناس لجمال عامر وكان أعور ، وكان من أجمل الناس ; فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هذا يا رسول الله عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ; فقال : " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " فأقبل حتى قام عليه فقال ; يا محمد ما لي إن أسلمت ؟ ، فقال :" لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين" ، قال : أتجعل لي الأمر من بعدك ؟ ، قال :" ليس ذاك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء " ، قال : أفتجعلني على الوبر وأنت على المدر ؟ ، قال : لا ، قال : فما تجعل لي ؟ ، قال :" أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها في سبيل الله " ، قال : أوليس لي أعنة الخيل اليوم ؟ .. قم معي أكلمك ، فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عامر أومأ إلى أربد : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم ويراجعه ; فاخترط أربد من سيفه شبرا ثم حبسه الله ، فلم يقدر على سله ، ويبست يده على سيفه ; وأرسل الله عليه صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ; وولى عامر هاربا وقال : يا محمد ! دعوت ربك على أربد حتى قتلته ; والله لأملأنها عليك خيلا جردا ، وفتيانا مردا ، فقال صلى الله عليه وسلم : " يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة " يعني الأوس والخزرج ; فنزل عامر بيت امرأة سلولية ; وأصبح وهو يقول : والله لئن أصحر لي محمد وصاحبه (يريد ملك الموت) لأنفذتهما برمحي ; فأرسل الله ملكا فلطمه بجناحه فأذراه في التراب ; وخرجت على ركبته غدة عظيمة في الوقت ; فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية ; ثم ركب على فرسه فمات على ظهره
(*) قوله تعالى : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ " يعني جدال اليهودي حين سأل عن الله تعالى : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد
(*) وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى عظيم من المشركين يدعوه إلى الله عز وجل فقال لرسول الله : أخبرني عن إلهك هذا ؟ أهو من فضة أم من ذهب أم من نحاس ؟ فاستعظم ذلك ; فرجع إليه فأعلمه ; فقال : ارجع إليه فادعه فرجع إليه وقد أصابته صاعقة ، وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ "
** ورد عند ابن الجوزي
(*) قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ "
اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال :
* أحدها : أنها نزلت في أربد بن قيس ، وعامر بن الطفيل ، أتيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان الفتك به ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " ، فأما أربد فأرسل الله عليه صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وأما عامر فأصابته غدة فهلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، هذا قول الأكثرين ، منهم ابن جريج ، وأربد هو أخو لبيد بن ربيعة لأمه .
* والثاني : أنها نزلت في رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : حدثني يا محمد عن إلهك : أياقوت هو ؟ أذهب هو ؟ فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته ، ونزلت هذه الآية ، قاله علي عليه السلام
قال مجاهد : وكان يهوديا .
# وقال أنس بن مالك : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض فراعنة العرب يدعوه إلى الله تعالى ، فقال للرسول : وما الله ، أمن ذهب هو ، أم من فضة ، أم من نحاس ؟ فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : " ارجع إليه فادعه " فرجع ، فأعاد عليه الكلام ، إلى أن رجع إليه ثالثة ، فبينما هما يتراجعان الكلام ، إذ بعث الله سحابة حيال رأسه ، فرعدت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، ونزلت هذه الآية .
* والثالث : أنها في رجل أنكر القرآن وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته ، ونزلت هذه الآية ، قاله قتادة .
(*) قوله تعالى : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ "
فيه قولان :
* أحدهما : يكذبون بعظمة الله ، قاله ابن عباس .
* والثاني : يخاصمون في الله ، حيث قال قائلهم : أهو من ذهب ، أم من فضة ؟
قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال:" اذهب فادعه لي"
فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك
قال : " اذهب فادعه لي " . قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وما الله ؟ ، أمِنْ ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا ، فقال : " ارجع إليه الثانية فادعه " ، فرجع إليه ، فأعاد عليه مثل الكلام الأول ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : " ارجع إليه " ، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام ، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) وقال ابن عباس في رواية أبي صالح ، وابن جريج ، وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة ، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ، فقال : " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " ، فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن أسلمت ؟ ، قال : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " ، قال : تجعل لي الأمر من بعدك ؟ ، قال : " لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء " ، قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ، قال : " لا " ، قال : فماذا تجعل لي ؟ ، قال : " أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها " ، قال : أوليس ذلك إلي اليوم ؟ ( وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف) ، فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه ، فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه ، فاخترط من سيفه شبرا ، ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سلِّه ، وجعل عامر يومئ إليه ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولى عامر هاربا ، وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء قيلة " ( يريد الأوس والخزرج ) ، فنزل عامر بيت امرأة سلولية ، فلما أصبح ضم عليه سلاحه ، فخرج وهو يقول : واللات والعزى لئن أصحر محمد إليَّ وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي ، فأرسل تعالي ملكا فلطمه بجناحيه ، فأذراه في التراب ، وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة كغدة البعير ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت السلولية ، ثم مات على ظهر فرسه
** ورد عند القرطبي:
قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
(*) ذكر الماوردي عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب ومجاهد : نزلت في يهودي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني من أي شيء ربك ; أمِن لؤلؤ أم من ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأحرقته .
(*) وقيل : نزلت في بعض كفار العرب ; قال الحسن : كان رجل من طواغيت العرب بعث النبي صلى الله عليه وسلم نفرا يدعونه إلى الله ورسوله والإسلام فقال لهم : أخبروني عن رب محمد ما هو ، ومم هو ، أمن فضة أم من حديد أم نحاس ؟ فاستعظم القوم مقالته ; فقال : أجيب محمدا إلى رب لا يعرفه ! ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه مرارا وهو يقول مثل هذا ; فبينا النفر ينازعونه ويدعونه إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم ، فرعدت وأبرقت ورمت بصاعقة ، فأحرقت الكافر وهم جلوس ; فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : احترق صاحبكم ، فقالوا : من أين علمتم ؟ ، قالوا : أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم:"وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ" .ذكره الثعلبي عن الحسن ; والقشيري بمعناه عن أنس
(*) وقيل : نزلت الآية في أربد بن ربيعة أخي لبيد بن ربيعة ، وفي عامر بن الطفيل ; قال ابن عباس : أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة العامريان يريدان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس في نفر من أصحابه ، فدخلا المسجد ، فاستشرف الناس لجمال عامر وكان أعور ، وكان من أجمل الناس ; فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هذا يا رسول الله عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ; فقال : " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " فأقبل حتى قام عليه فقال ; يا محمد ما لي إن أسلمت ؟ ، فقال :" لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين" ، قال : أتجعل لي الأمر من بعدك ؟ ، قال :" ليس ذاك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء " ، قال : أفتجعلني على الوبر وأنت على المدر ؟ ، قال : لا ، قال : فما تجعل لي ؟ ، قال :" أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها في سبيل الله " ، قال : أوليس لي أعنة الخيل اليوم ؟ .. قم معي أكلمك ، فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عامر أومأ إلى أربد : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم ويراجعه ; فاخترط أربد من سيفه شبرا ثم حبسه الله ، فلم يقدر على سله ، ويبست يده على سيفه ; وأرسل الله عليه صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ; وولى عامر هاربا وقال : يا محمد ! دعوت ربك على أربد حتى قتلته ; والله لأملأنها عليك خيلا جردا ، وفتيانا مردا ، فقال صلى الله عليه وسلم : " يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة " يعني الأوس والخزرج ; فنزل عامر بيت امرأة سلولية ; وأصبح وهو يقول : والله لئن أصحر لي محمد وصاحبه (يريد ملك الموت) لأنفذتهما برمحي ; فأرسل الله ملكا فلطمه بجناحه فأذراه في التراب ; وخرجت على ركبته غدة عظيمة في الوقت ; فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية ; ثم ركب على فرسه فمات على ظهره
(*) قوله تعالى : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ " يعني جدال اليهودي حين سأل عن الله تعالى : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد
(*) وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى عظيم من المشركين يدعوه إلى الله عز وجل فقال لرسول الله : أخبرني عن إلهك هذا ؟ أهو من فضة أم من ذهب أم من نحاس ؟ فاستعظم ذلك ; فرجع إليه فأعلمه ; فقال : ارجع إليه فادعه فرجع إليه وقد أصابته صاعقة ، وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ "
** ورد عند ابن الجوزي
(*) قوله تعالى : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ "
اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال :
* أحدها : أنها نزلت في أربد بن قيس ، وعامر بن الطفيل ، أتيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان الفتك به ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " ، فأما أربد فأرسل الله عليه صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وأما عامر فأصابته غدة فهلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، هذا قول الأكثرين ، منهم ابن جريج ، وأربد هو أخو لبيد بن ربيعة لأمه .
* والثاني : أنها نزلت في رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : حدثني يا محمد عن إلهك : أياقوت هو ؟ أذهب هو ؟ فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته ، ونزلت هذه الآية ، قاله علي عليه السلام
قال مجاهد : وكان يهوديا .
# وقال أنس بن مالك : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض فراعنة العرب يدعوه إلى الله تعالى ، فقال للرسول : وما الله ، أمن ذهب هو ، أم من فضة ، أم من نحاس ؟ فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : " ارجع إليه فادعه " فرجع ، فأعاد عليه الكلام ، إلى أن رجع إليه ثالثة ، فبينما هما يتراجعان الكلام ، إذ بعث الله سحابة حيال رأسه ، فرعدت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، ونزلت هذه الآية .
* والثالث : أنها في رجل أنكر القرآن وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته ، ونزلت هذه الآية ، قاله قتادة .
(*) قوله تعالى : " وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ "
فيه قولان :
* أحدهما : يكذبون بعظمة الله ، قاله ابن عباس .
* والثاني : يخاصمون في الله ، حيث قال قائلهم : أهو من ذهب ، أم من فضة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق