<title>إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 16 فبراير 2018

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ... سورة البقرة

 ** ورد عند الواحدى
قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ..."
(*) عن عبد اللَّه بن كثير ، عن مجاهد قال : لمّا قصّ سَلْمَان على النّبيّ  صلَّى اللَّه عليه وسلَّم   قصّة أصحاب الدّير ، قال : هم في النّار . 
قال سَلْمان : فأظلمت عَلَيَّ الأرض ، 
فنزلت : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا" إِلى قوله : " فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " 
 قال : فكأنَّما كُشِف عَنِّي جبل
(*) عن السّدّيّ  قال : نزلت في أصْحاب سَلمان الفارسيّ لمّا قدم سَلمان على رسول اللَّه   صلَّى اللَّه عليه وسلَّم    جعل يُخبر عن عبادتهم واجتهادهم ، وقال : يا رسول اللَّه . كانوا يصلُّون ويصومون ، ويُؤْمنون بك ، ويشهدون أنّك تُبْعث نبِيّا . 
فلمّا فرغ سَلْمان من ثنائه عليهم قال رسول اللَّهِ   صلَّى اللَّه عليه وسلَّم    : "يَا سَلْمَانُ هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" 
فأنْزل اللَّه  : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا "وَتَلَا إِلَى قَوْلِهِ : " وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ  "
(*)عن أبي صالح ، عن ابن عبَّاس ، وعن مُرّة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا .. " الآية ، نزلت هذه الآية في سَلمان الفارسيّ وكان من أهل جنديسابور من أشرافهم ، وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود .
** ورد عند ابن كثير: 
قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
(*)عن ابن أبي نجِيح ، عن مجاهد ، قال : قال سَلْمان : سألتُ النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  عن أهل دين كنت معهم ، فذكرْت منْ صلاتهم وعبادتهم ، فنزَلَت : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " إلى آخر الآية
(*)وقال السّدّيّ : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا .. " الآية : 
نزلت في أصحاب سَلْمان الفارسيّ ، بينا هو يحدّث النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم  إِذ ذَكر أصحابه ، فأَخبره خبرهم ، فقال : كانُوا يصومون ويصلُّون ويؤمنون بك ، ويشهدون أنّك سَتبعث نبيًّا ، فلَّما فرغ سَلْمان مِن ثنائه عليهم ، قال له نبيّ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : "يَا سَلْمَانُ ، هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". فاشتدَّ ذلك على سَلْمان ، فأنزل اللَّه هذه الآية
فكان إِيمان اليهود : أنّه مَن تَمَسَّك بالتّوْراة وسُنَّة موسى ، عليه السّلام ؛ حتَّى جاء عيسى . فلمَّا جاء عيسى كان مَن تَمَسَّك بالتَّوراة وأخذ بسُنَّة مُوسى ، فلم يَدَعها ولم يتْبَع عيسى ، كان هالكًا
وإِيمان النّصارى أنّ مَن تَمَسَّك بالإنجِيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولًا منه حتّى جاء محمّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فَمَن لمْ يتبع محمّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم منهم ويدع ما كان علَيه مِن سُنَّة عيسى والإنجيل . كان هالكًا 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
(*) قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا"
أَيْ : صدَّقوا بمحمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم 
وقال سفيان : المراد المنافقون  ، كأنّه قال : الّذين آمَنُوا في ظاهر أمرهم ، فلذلك قَرَنهم باليهود والنّصارى والصّابئين ، ثمّ بيّن حُكْم من آمن باللَّه واليوم الآخر مِن جميعهم 
(*) قوله تعالى : "وَالَّذِينَ هَادُوا" 
 معناه صارُوا يهودًا 
وقيل : سُمُّوا بذلك لتَوْبتهم عن عبادة العِجْل 
(*) قوله تعالى : "وَالنَّصَارَى" 
 قيل : سُمُّوا بذلك لقرية تُسمّى " نَاصِرَةَ " كان ينْزلها عيسى عليه السّلام فنُسِب إليها فقيل : عيسى النّاصريّ ، فلمّا نُسِب أصحابه إليه قيل النّصارى ، قاله ابن عبّاس وقتادة
 وقال الجوهريّ : ونصران قرية بالشّام يُنْسَب إِليها النَّصارى ، ويُقال نَاصِرة . 
وقيل : سُمُّوا بذلك لنُصْرة بعضهم بعضًا
وقيل : سُمُّوا بذلك لقوله : "مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ"
(*) قوله تعالى : "وَالصَّابِئِينَ" 
 واختلف في الصّابئين ، فقال السّدّيّ : هم فِرْقة من أهل الكتاب 
 وقال الخليل : هم قَوم يشبه دِينهم دِين النَّصارى ، إِلَّا أنّ قِبْلَتهم نَحْوُ مَهَبِّ الجنوب ، يزعمون أنّهم على دِين نوح عليه السّلام . 
وقال مجاهد والحَسَن وابن أَبي نجيح : هم قوم تَرَكّب دِينهم بين اليهوديّة والمجوسيّة ، لَا تُؤكَل ذبائحهم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق