<title>الشجر في القرآن الكريم ( جزء 3) ... نباتات في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 12 أبريل 2024

الشجر في القرآن الكريم ( جزء 3) ... نباتات في القرآن الكريم

   ** تابع ذِكر الشجر  في القرآن الكريم


**  ذُكرت الشجرة مرتين  في  سورة النحل 


1


ذُكرت الشجرة  في قوله تعالى  : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ  "

** وملخص ذكره

وردت ضمن ذِكر دلائل قدرته عز وجل وعظمته في خلقه  فهو مُنزل المطر من السماء  ليس فقط للشراب وإنما لإنبات الشجر وباقي المزروعات التي فيها غذاء للإنسان وكافة الدواب

(*) ورد في تفسير البحر المحيط :

مناسبة هذه الآية لما قبلها أنه لما امتن بإيجادهم بعد العدم وإيجاد ما ينتفعون به من الأنعام وغيرها من الركوب، ذكر ما امتن به عليهم من إنزال الماء الذي هو قوام حياتهم وحياة الحيوان، وما يتولد عنه من أقواتهم وأقواتها من الزرع

*  لما ذكر إنزال الماء أخذ في تقسيمه ، والشراب هو المشروب ، والتبعيض في "مِّنْهُ " ظاهر، وأما في  " مِنْهُ شَجَرٌ " فمجاز، لما كان الشجر إنباته على سقيه بالماء

(*) ورد عند ابن كثير  :

لما ذكر تعالى ما أنعم به عليهم من الأنعام والدواب، شرع في ذكر نعمته عليهم في إنزال المطر من السماء، وهو العلو، مما لهم فيه بلغة ومتاع لهم ولأنعامهم، فقال " لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ " أي جعله عذباً زلالاً يسوغ لكم شرابه، ولم يجعله ملحاً أجاجاً " وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ " أي وأخرج لكم منه شجراً ترعون فيه أنعامكم. كما قال ابن عباس وعكرمة والضحاك وقتادة وابن زيد في قوله " فِيهِ تُسِيمُونَ " ، أي ترعون


====


2


ذُكرت الشجرة   في قوله تعالى  : وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "

** وملخص ذكرها :

أن الله سبحانه ألهم النحل  إلى أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ومن الشجر ومما يعرشون، فأرشدها إلى صنع بيوتها سداسية لتكون في غاية الإتقان والإحكام فلا يكون في بيتها خلل

(*) ورد عندالقرطبي  :

 قوله تعالى: " وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ " قد مضى القول في الوَحْي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام

قوله تعالى: " أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ " هذا إذا لم يكن لها مليك. " وَمِمَّا يَعْرِشُونَ " جعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع، إما في الجبال وكِوَاها، وإما في متجوّف الأشجار، وإما فيما يعرِش ابن آدم من الأجباح والخلايا والحيطان وغيرها

* قال ابن العربيّ: ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدّسة، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة، وذلك أن الأشكال من المثلّث إلى المعشر إذا جُمع كلّ واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فُرج، إلا الشكل المسدّس فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة


=====================================


**  ذُكرت الشجرة في موضعين يتحدثان عن سجودها لله سبحانه وتعالى

** وملخص ذكرها في الموضعين  :

أنه ما من شيئ في كون الله الا  وسجد لله الواحد سواء كان في السماوات أو على الأرض


1


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  الحج في قوله تعالى  : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ  وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ  إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ  " 

(*) ورد عند ابن كثير  :

 يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً، وسجود كل شيء مما يختص به 

وقال أبو العالية ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر، إلا يقع لله ساجداً حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه، وأما الجبال والشجر، فسجودهما بفيء ظلالهما عن اليمين والشمائل ، وعن ابن عباس قال جاء رجل فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد، فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة، رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في  صحيحه


====


2


ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  الرحمن في قوله تعالى  : " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ  " 

(*) ورد في تفسير زاد المسير  :

 قوله تعالى: " والنَّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدانِ " 

في النَّجْم قولان:

 أحدهما: أنه كُلُّ نَبْتٍ ليس له ساق، وهو مذهب ابن عباس، والسدي، ومقاتل، واللُّغويين. 

والثاني: أنه نَجْم السَّماء، والمُراد به: جميعُ النُّجوم، قاله مجاهد. 

فأمّا الشَّجَرَ: فكُلُّ ما له ساق. 

* قال الفراء: سُجودهما: أنَّهما يستقبِلان الشمسَ إذا أشرقت، ثم يَميلان معها حتى ينكسر الفَيْىءُ


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة   لقمان في قوله تعالى  : " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  "


** وملخص ذكرها  :

انها ذكرت في الاستدلال على علم الله الواسع وكلماته التي لا تَنْفَذ ، فلو صنعت من كل اشجار الارض اقلاما ومن كل بحارها حبرا للكتابة ، فلن تَنْفَذ كلماتُ الله 

(*) ورد في تفسير زاد المسير  :

 وفي سبب نزولها قولان :

أحدهما: " أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ قول الله عز وجل: " وما أُوتيتم من العِلْم إِلاَّ قليلاً " الاسراء

إِيَّانا يريد، أم قومك؟ فقال: "كُلاً"، فقالوا: ألستَ تتلو فيما جاءك أنَّا قد أوتينا التوراة فيها تِبيانُ كل شيء؟ فقال: "إِنَّها في عِلْم الله قليل" ، فنزلت هذه الآية، رواه سعيد ابن جبير عن ابن عباس.

والثاني: أن المشركين قالوا في القرآن: إِنَّما هو كلام [يوشك أن] يَنْفَد وينقطع، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.

 ومعنى الآية: لو كانت شجر الأرض أقلاماً، وكان البحر ومعه سبعة أبحر مِداداً ( وفي الكلام محذوف تقديره: فكُتب بهذه الأقلام وهذه البحور كلمات الله ) لتكسَّرت الأقلامُ ونَفِذت البحور، ولم تَنْفَذ كلماتُ الله، أي: لم تنقطع


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة  يس في قوله تعالى  : " الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ " 


** وملخص ذكرها  :

انها ذكرت في الاستدلال على كمال قدرة الله تعالى فهو فعال لما يشاء، قادر على ما يريد ، فهو الذي خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضراً نضراً ذا ثمر وينع، ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار

(*) ورد عند القرطبي  :

 قوله تعالى: " ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً " نبّه تعالى على وحدانيته، ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرِق اليابس من العود النديّ الرطب. وذلك أن الكافر قال: النطفة حارة رطبة بطبع الحياة فخرج منها الحياة، والعظم بارد يابس بطبع الموت فكيف تخرج منه الحياةٰ فأنزل الله تعالى: " ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً " أي إن الشجر الأخضر من الماء والماء بارد رطب ضد النار وهما لا يجتمعان، فأخرج الله منه النار فهو القادر على إخراج الضد من الضد، وهو على كل شيء قدير. ويعني بالآية ما في المَرْخ والعَفَار، وهي زنادة العرب ومنه قولهم : في كل شجر نار وٱسْتَمجَد المَرْخُ والعَفَار فالعَفَار الزَّنْد وهو الأعلى، والمَرْخ الزَّنْدة وهي الأسفل يؤخذ منهما غصنان مثل المسواكين يقطران ماء فيحك بعضهما إلى بعض فتخرج منهما النار


=====================================


**  ذِكر الشجرة  مرة واحدة في سورة الفتح في قوله تعالى  : " لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " 


** وملخص ذكرها  :

أنها هي الشجرة التي اجتمع عندها الصحابة لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم  على حرب قريش ، وعدم الفرار منها ، وذلك عندما تأخر  عثمان بن عفان رضي الله عنه في قريش ، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم   أنه قُتل ، فكانت الآية الكريمة مبشرة برضوان الله على هؤلاء الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(*) ورد عند الطبري  :

يقول تعالى ذكره: لقد رضي الله يا محمد عن المؤمنين " إذْ يُبايِعُونَكَ تحْتَ الشَّجَرَةِ " يعني بيعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم   رسول الله بالحديبية حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب، وعلى أن لا يفرّوا، ولا يولوهم الدبر تحت الشجرة، وكانت بيعتهم إياه هنالك فيما ذكر تحت شجرة.

 وكان سبب هذه البيعة ما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه برسالته إلى الملإ من قريش، فأبطأ عثمان عليه بعض الإبطاء، فظنّ أنه قد قتل، فدعا أصحابه إلى تجديد البيعة على حربهم على ما وصفت، فبايعوه على ذلك، وهذه البيعة التي تسمى بيعة الرضوان

* ذكر الرواية بما وصفنا من سبب هذه البيعة: 

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي، فبعثه إلى قريش بمكة، وحمله على جمل له يقال له الثعلب، ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له، وذلك حين نزل الحديبية، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعه الأحابيش فخلوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني من لا أتهم، عن عكرِمة مولى ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عديّ بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليهم، ولكني أدلك على رجل هو أعزّ بها مني عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائراً لهذا البيت، معظماً لحرمته، فخرج عثمان إلى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها، فنزل عن دابته، فحمله بين يديه، ثم ردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، قال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قُتل.

* عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن عثمان قد قتل، قال: " لا نَبْرَحُ حتى نُناجِزَ القَوْمَ " ، ودعا الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت فكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت، ولكنه بايعنا على أن لا نفر

* عن محمد بن عمارة الأسديّ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، قال: قال سلمة: بينما نحن قائلون زمن الحديبية، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس البيعة البيعة، نزل روح القدس صلوات الله عليه، قال: فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو تحت شجرة سمرة، قال: فبايعناه، وذلك قول الله: " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق