<title>الشجر في القرآن الكريم ( جزء 1) ... نباتات في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 5 أبريل 2024

الشجر في القرآن الكريم ( جزء 1) ... نباتات في القرآن الكريم

 ورد ذِكر الشجر في القرآن الكريم  25 مرة ما بين الجمع : الشجر ، والإفراد : شجرة 

والبعض منها لم يكن ذِكرا عاما ، بل مشهورا  ومعروفا بقصصه ، مثل الشجرة التي أخرجت آدم عليه السلام من الجنة ، وشجرة الزقوم في الجحيم ، وشجرة اليقطين التي وردت في قصة يونس ، والشجرة في الوادي المقدس التي كلم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام ، والشجرة التي تمت عندها بيعة الرضوان في زمن الحديبية


** ذِكر اللفظ في ثلاث مواضع تختص بقصة آدم عليه السلام والشجرة التي نهاه الله تعالى عنها  والخروج من الجنة لعدم الامتثال التام لأمر الله 

** وملخص ذكره في تلك المواضع الثلاثة:

بعد أن طرد الله سبحانه وتعالى إبليس من وضعه ، أمر آدم أن يسكن الجنة هو و زوجته ويعيشا فيها ، ويتمتعوا بكل مافيها من ثمار إلا شجرة واحدة ، طلب منهم ألا يقربوها ، عند ذلك حسدهما الشيطان ، وسعى في المكر والخديعة والوسوسة ليسلب ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن ، وظل في كذبه ووسوسته لهما إلى أن أكل منها آدم عليه السلام عاصيا أمر الله ، فيعاتبهم الله عز وجل ، ويعاقبهما بالخروج من الجنة


1


ذِكر الشجرة مرة واحدة  في سورة  البقرة في قوله تعالى  : " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " 

(*) ورد عند القرطبي :

* قوله تعالى : " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ " لا خلاف أن الله تعالى أخرج إبليس عند كفره وأبعده عن الجنة ، وبعد إخراجه قال لآدم : اسكن ، أي لازم الإقامة واتخذها مسكنا ، وهو محل السكون

* واختلف أهل التأويل في تعيين هذه الشجرة التي نهي عنها فأكل منها ، فقال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وجعدة بن هبيرة : هي الكَرْم ، ولذلك حرمت علينا الخمر 

 وقال ابن عباس أيضا وأبو مالك وقتادة : هي السنبلة ، والحبة منها ككلى البقر ، أحلى من العسل وألين من الزبد ، قاله وهب بن منبه . ولما تاب الله على آدم جعلها غذاء لبنيه 

 وقال ابن جريج عن بعض الصحابة : هي شجرة التين ، وكذا روى سعيد عن قتادة ، ولذلك تعبر في الرؤيا بالندامة لآكلها من أجل ندم آدم عليه السلام على أكلها ، ذكره السهيلي 

 قال ابن عطية : وليس في شيء من هذا التعيين ما يعضده خبر ، وإنما الصواب أن يعتقد أن الله تعالى نهى آدم عن شجرة فخالف هو إليها وعصى في الأكل منها

(*) ورد عند ابن كثير :

قال الإمام العلامة أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : والصواب في ذلك أن يقال : إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة ، دون سائر أشجارها ، فأكلا منها ، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين ؟ لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن ولا من السنة الصحيحة . وقد قيل : كانت شجرة البر . وقيل : كانت شجرة العنب ، وقيل : كانت شجرة التين . وجائز أن تكون واحدة منها ، وذلك علم ، إذا علم ينفع العالم به علمه ، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به ، والله أعلم . [ وكذلك رجح الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره ، وهو الصواب


====


2


ذِكر الشجرة 4 مرات في سورة  الأعراف في قوله تعالى  : " وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ " 

(*) ورد عند الطبري :

* قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ " : فخدعهما بغرور .

* "  فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ  "، يقول : فلما ذاق آدم وحواء ثمر الشجرة ، يقول : طعماه "بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا " ، يقول : انكشفت لهما سوآتهما ، لأن الله أعراهما من الكسوة التي كان كساهما قبل الذنب والخطيئة ، فسلبهما ذلك بالخطيئة التي أخطآ والمعصية التي ركبا " وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ" ، يقول : أقبلا وجعلا يشدان عليهما من ورق الجنة ، ليواريا سوآتهما

 

====



3


ذِكر الشجرة مرة واحدة  في سورة طه  في قوله تعالى  : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " 

(*) ورد في التفسير الكبير :

* اعلم أنه سبحانه بين أنه عظّم آدم عليه السلام بأن جعله مسجودا للملائكة ، وبين أنه عرّفه شدة عداوة إبليس له ولزوجه ، وأنه لعداوته يدعوهم إلى المعصية التي إذا وقعت زالت تلك النعم بأسرها

* واعلم أن واقعة آدم عجيبة وذلك لأن الله تعالى رغّبه في دوام الراحة وانتظام المعيشة بقوله : " فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَإِنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى " ورغبه إبليس أيضا في دوام الراحة بقوله : " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ " وفي انتظام المعيشة بقوله : " وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " فكان الشيء الذي رغب الله آدم فيه هو الذي رغبه إبليس فيه إلا أن الله تعالى وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة وإبليس وقفه على الإقدام عليها 

*  قوله : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ " معناه لأجله ، وقوله : " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ " معناه أنهى إليه الوسوسة كقوله حدث له وأسر إليه ثم بين أن تلك الوسوسة كانت بتطميعه في أمرين :

أحدهما : قوله : " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ " أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود لأن من أكل منها صار مخلدا بزعمه 

 الثاني : قوله : " وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ " أي من أكل من هذه الشجرة دام ملكه 


=====================================


**  ذُكرت الشجرة في أربعة مواضع تتحدث عن شجرة الزقوم 


** وملخص ذكره في تلك المواضع الأربعة:

أن الله سبحانه وتعالى أعد شجرة الزقوم التي تنبت في الجحيم لتكون طعاما لأهله ضمنا من عذابهم فلا يجدون غيرها من المأكل


1


ذِكر الشجرة مرتين في سورة  الصافات في قوله تعالى  : "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ *إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ  "

(*) ورد في زاد المسير :

 اختلف العلماء هل هذه الشجرة في الدنيا، أم لا

* فقال قطرب: هي شجرة مُرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر 

وقال غيره: الزقوم: ثمرة شجرة كريهة الطعم . 

وقيل: إنها لا تُعرف في شجر الدنيا، وإنما هي في النار، يُكره أهل النار على تناولها .

* قوله تعالى: " إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ " يعني للكافرين . وفي المراد بالفتنة ثلاثة أقوال .

أحدها: أنه لما ذكر أنها في النار، افتتنوا وكذبوا، فقالوا: كيف يكون  في النار شجرة، والنار تأكل الشجر؟! فنزلت هذه الآية، قاله قتادة . وقال السدي: فتنة لأبي جهل وأصحابه .

والثاني: أن الفتنة بمعنى العذاب، قاله ابن قتيبة .

والثالث: أن الفتنة بمعنى الاختبار، اختبروا بها فكذبوا، قاله الزجاج

 

====


2


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الدخان  في قوله تعالى  : إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ " 

(*) ورد عند الطبري  :

*  يقول تعالى ذكره: " إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ " التي أخبر أنها تَنْبتُ في أصل الجحيم, التي جعلها طعاما لأهل الجحيم, ثمرها فى الجحيم طعام الآثم في الدنيا بربه, والأثيم: ذو الإثم 

* وعنى به في هذا الموضع: الذي إثمه الكفر بربه دون غيره من الآثام.

* حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش, عن أبي يحيى, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: " لو أن قطرة من زقوم جهنم أنـزلت إلى الدنيا, لأفسدت على الناس معايشهم "


====


3


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الواقعة  في قوله تعالى  : " ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ*  لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ  * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ " 

(*) ورد عند ابن كثير  :

" ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ*  لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ  * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ " : وذلك أنهم يقبضون ويسجرون حتى يأكلوا من شجر الزقوم ، حتى يملئوا منها بطونهم 


====

4


ذِكر الشجرة مرة واحدة في سورة  الإسراء  في قوله تعالى :وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا "

(*) ورد عند القرطبي  :

قوله تعالى: " وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ " لمّا بين أن إنزال آيات القرآن تتضمن التخويف ضَمّ إليه ذكر آية الإسراء، وهي المذكورة في صدر السورة.

 وفي البخاريّ والترمذيّ عن ابن عباس في قوله تعالى: " وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ " قال: هي رؤيا عَيْن أُرِيها النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة أسْرِيَ به إلى بيت المقدس. قال: " وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ " هي شجرة الزَّقُّوم. قال أبو عيسى الترمذيّ: هذا حديث صحيح. وبقول ابن عباس قالت عائشة ومعاوية والحسن ومجاهد وقَتادة وسعيد بن جُبير والضحاك وابن أبي نَجيح وابن زيد.

 وكانت الفتنة ارتدادَ قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه أُسْرِيَ به. 

وقيل: كانت رؤيا نوم. وهذه الآية تقضي بفساده، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها، وما كان أحد لينكرها

(*) ورد عند ابن كثير  :

 وأما الشجرة الملعونة : فهي شجرة الزقوم ، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذبوا بذلك، حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله هاتوا لنا تمراً وزبداً، وجعل يأكل من هذا بهذا، ويقول تزقموا، فلا نعلم الزقوم غير هذا، حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري، وغير واحد، وكل من قال إنها ليلة الإسراء، فسّره كذلك بشجرة الزقوم

=====================================

يتبع في الجزء2 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق