ورد ذِكر السدر في القرآن الكريم في أربعة مواضع :
1
ورد ذِكر السِّدر في سورة النجم في موضعين في قوله تعالى :" وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ " ... سورة النجم
** وملخص ذكرها :
وردت في تأكيد الله عز وجل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ردًّا على الذين كذّبوا حديث الإسراء والمعراج والتي وصل فيها النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام إلى سدرة المنتهى
(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي:
* فأما " سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ "، فالسدرة: شجرة النبق، وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة" .
وفي مكانها قولان :
# أحدهما: أنها فوق السماء السابعة، وهذا مذكور في "الصحيحين" من حديث مالك بن صعصعة . قال مقاتل: وهي عن يمين العرش .
# والثاني: أنها في السماء السادسة، أخرجه مسلم في أفراده عن ابن مسعود وبه قال الضحاك .
* قال المفسرون: وإنما سميت سدرة المنتهى، لأنه إليها منتهى ما يصعد به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، وإليها ينتهي علم جميع الملائكة .
* "جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ"
قال ابن عباس: هي جنة يأوي إليها جبريل والملائكة .
وقال الحسن: هي التي يصير إليها أهل الجنة .
وقال مقاتل: هي جنة إليها تأوي أرواح الشهداء .
* قوله تعالى: " إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ"
روى مسلم في أفراده من حديث ابن مسعود قال: غشيها فراش من ذهب .
وفي حديث مالك بن صعصعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما غشيها من أمر الله ما غشيها، تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها" .
وقال الحسن، ومقاتل: تغشاها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة .
وقال الضحاك: غشيها نور رب العالمين
===========
2
ورد ذِكر السدر في سورة الواقعة في قوله تعالى : " وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ" ... سورة الواقعة
** وملخص ذكرها :
وردت ضمن وصف للنعيم الذي أعده الله سبحانه وتعالى لأصحاب اليمين في الجنة
(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي:
* قوله تعالى: " فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ " سبب نزولها أن المسلمين نظروا إلى وج . وهو واد بالطائف مخصب . فأعجبهم سدره، فقالوا: يا ليت لنا مثل هذا؟ فنزلت هذه الآية، قاله أبو العالية، والضحاك .
* وفي المخضود ثلاثة أقوال .
# أحدها: أنه الذي لا شوك فيه، رواه أبو طلحة عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، وقسامة بن زهير . قال ابن قتيبة: كأنه خضد شوكه، أي: قلع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: لا يخضد شوكها" .
# والثاني: أنه الموقر حملا، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والضحاك .
# والثالث: أنه الموقر الذي لاشوك فيه، ذكره قتادة .
============
3
ورد ذِكر السدر في سورة سبأ في قوله تعالى : " فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ " ... سورة سبأ
** وملخص ذكرها :
وردت في قصة أهل سبأ عندما جحدوا نعمة الله تعالى وأعرضوا عن شكره فعاقبهم الله وأرس على جناتهم السيل فدمرهم فتفرقوا في البلاد فلم يجدوا سوى الخمط والأثل قليل من السدر
(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي:
* ذكر العلماء بالتفسير والسير : أن بلقيس لما مُلِّكت قومها جعل قومها يقتتلون على ماء واديهم، فجعلت تنهاهم فلا يطيعونها، فتركت ملكها وانطلقت إلى قصرها فنزلته، فلما كثر الشر بينهم وندموا، أتوها فأرادوها على أن ترجع إلى ملكها، فأبت، فقالوا: لترجعن أو لنقتلنك، فقالت: إنكم لا تطيعونني وليست لكم عقول، فقالوا: فإنا نطيعك، فجاءت إلى واديهم ( وكانوا إذا مطروا أتاه السيل من مسيرة أيام ) فأمرت به، فسد ما بين الجبلين بمسناة، وحبست الماء من وراء السد، وجعلت له أبوابا بعضها فوق بعض، وبنت من دونه بركة وجعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدة أنهارهم، فكان الماء يخرج بينهم بالسوية، إلى أن كان من شأنها مع سليمان
* وقيل: إنما بنوا ذلك البنيان لئلا يغشى السيل أموالهم فيهلكها، فكانوا يفتحون من أبواب السد ما يريدون، فيأخذون من الماء ما يحتاجون إليه ، وكانت لهم جنتان عن يمين واديهم وعن شماله، فأخصبت أرضهم، وكثرت فواكههم، وإن كانت المرأة لتمر بين الجنتين والمكتل على رأسها، فترجع وقد امتلأ من الثمر ولا تمس بيدها شيئا منه، ولم يكن يُرَى في بلدهم حية ولا عقرب ولا بعوضة ولا ذباب ولا برغوث، ويمر الغريب ببلدتهم وفي ثيابه القمل، فيموت القمل لطيب هوائها .
وقيل لهم: كلوا من رزق ربكم واشكروا له
* كانت ثلاث عشرة قرية، فبعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا، فكذبوا الرُّسل، ولم يقروا بنعم الله، فذلك قوله:" فَأَعْرَضُوا" أي: عن الحق، وكذبوا أنبياءهم
* " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ " وفيه أربعة أقوال .
# أحدها: أن العرم: الشديد، رواه علي بن أبي طالب عن ابن عباس . وقال ابن الأعرابي: العرم: السيل الذي لا يطاق .
# والثاني: أنه اسم الوادي، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والضحاك، ومقاتل .
# والثالث : أنه المسناة، قاله مجاهد ، وأبو ميسرة، والفراء، وابن قتيبة . وقال أبو عبيدة: العرم: جمع عرمة، وهي: السكر والمسناة .
# والرابع : أن العرم: الجرذ الذي نقب عليهم السكر، حكاه الزجاج
* وفي صفة إرسال هذا السيل عليهم قولان .
# أحدهما: أن الله تعالى بعث على سكرهم دابة من الأرض فنقبت فيه نقبا، فسال ذلك الماء إلى موضع غير الموضع الذي كانوا ينتفعون به، رواه العوفي عن ابن عباس .
وقال قتادة والضحاك في آخرين: بعث الله عليهم جرذا يسمى الخلد ( والخلد: الفأر الأعمى) فنقبه من أسفله، فأغرق الله به جناتهم، وخرب به أرضهم .
# والثاني: أنه أرسل عليهم ماء أحمر، أرسله في السد فنسفه وهدمه وحفر الوادي، ولم يكن الماء أحمر من السد، وإنما كان سيلا أرسل عليهم، قاله مجاهد .
* قوله تعالى " وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ " يعني اللتين تطعمان الفواكه
* قوله تعالى: " وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" فيه تقديم، وتقديره: وشيء قليل من سدر، وهو شجر النبق . والمعنى أنه كان الخمط والأثل في جنتيهم أكثر من السدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق