ورد ذِكر الأثل في القرآن الكريم في موضع واحد في قوله تعالى : فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ... سورة سبأ
** وملخص ذكرها :
وردت في قصة أهل سبأ عندما جحدوا نعمة الله تعالى وأعرضوا عن شكره فعاقبهم الله وأرس على جناتهم السيل فدمرهم فتفرقوا في البلاد فلم يجدوا سوى الخمط والأثل قليل من السدر
(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي:
* ذكر العلماء بالتفسير والسير : أن بلقيس لما مُلِّكت قومها جعل قومها يقتتلون على ماء واديهم، فجعلت تنهاهم فلا يطيعونها، فتركت ملكها وانطلقت إلى قصرها فنزلته، فلما كثر الشر بينهم وندموا، أتوها فأرادوها على أن ترجع إلى ملكها، فأبت، فقالوا: لترجعن أو لنقتلنك، فقالت: إنكم لا تطيعونني وليست لكم عقول، فقالوا: فإنا نطيعك، فجاءت إلى واديهم ( وكانوا إذا مطروا أتاه السيل من مسيرة أيام ) فأمرت به، فسد ما بين الجبلين بمسناة، وحبست الماء من وراء السد، وجعلت له أبوابا بعضها فوق بعض، وبنت من دونه بركة وجعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدة أنهارهم، فكان الماء يخرج بينهم بالسوية، إلى أن كان من شأنها مع سليمان
* وقيل: إنما بنوا ذلك البنيان لئلا يغشى السيل أموالهم فيهلكها، فكانوا يفتحون من أبواب السد ما يريدون، فيأخذون من الماء ما يحتاجون إليه ، وكانت لهم جنتان عن يمين واديهم وعن شماله، فأخصبت أرضهم، وكثرت فواكههم، وإن كانت المرأة لتمر بين الجنتين والمكتل على رأسها، فترجع وقد امتلأ من الثمر ولا تمس بيدها شيئا منه، ولم يكن يُرَى في بلدهم حية ولا عقرب ولا بعوضة ولا ذباب ولا برغوث، ويمر الغريب ببلدتهم وفي ثيابه القمل، فيموت القمل لطيب هوائها .
وقيل لهم: كلوا من رزق ربكم واشكروا له
* كانت ثلاث عشرة قرية، فبعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا، فكذبوا الرُّسل، ولم يقروا بنعم الله، فذلك قوله:" فَأَعْرَضُوا" أي: عن الحق، وكذبوا أنبياءهم
* " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ " وفيه أربعة أقوال .
# أحدها: أن العرم: الشديد، رواه علي بن أبي طالب عن ابن عباس . وقال ابن الأعرابي: العرم: السيل الذي لا يطاق .
# والثاني: أنه اسم الوادي، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والضحاك، ومقاتل .
# والثالث : أنه المسناة، قاله مجاهد ، وأبو ميسرة، والفراء، وابن قتيبة . وقال أبو عبيدة: العرم: جمع عرمة، وهي: السكر والمسناة .
# والرابع : أن العرم: الجرذ الذي نقب عليهم السكر، حكاه الزجاج
* وفي صفة إرسال هذا السيل عليهم قولان .
# أحدهما: أن الله تعالى بعث على سكرهم دابة من الأرض فنقبت فيه نقبا، فسال ذلك الماء إلى موضع غير الموضع الذي كانوا ينتفعون به، رواه العوفي عن ابن عباس .
وقال قتادة والضحاك في آخرين: بعث الله عليهم جرذا يسمى الخلد ( والخلد: الفأر الأعمى) فنقبه من أسفله، فأغرق الله به جناتهم، وخرب به أرضهم .
# والثاني: أنه أرسل عليهم ماء أحمر، أرسله في السد فنسفه وهدمه وحفر الوادي، ولم يكن الماء أحمر من السد، وإنما كان سيلا أرسل عليهم، قاله مجاهد .
* قوله تعالى " وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ " يعني اللتين تطعمان الفواكه
* وفي المراد بـ الخمط ثلاثة أقوال .
# أحدها: أنه الأراك، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والجمهور; فعلى هذا، أكله: ثمره; ويسمى ثمر الأراك: البرير .
# والثاني: أنه كل شجرة ذات شوك، قاله أبو عبيدة .
# والثالث : أنه كل نبت قد أخذ طعما من المرارة حتى لا يمكن أكله، قاله المبرد والزجاج . فعلى هذا القول، الخمط: اسم للمأكول، فيحسن على هذا قراءة من نون الأكل; وعلى ما قبله، هو اسم شجرة، والأكل ثمرها، فيحسن قراءة من أضاف .
* فأما الأثل، ففيه ثلاثة أقوال .
# أحدها: أنه الطرفاء، قاله ابن عباس .
# والثاني: أنه السمر، حكاه ابن جرير .
# والثالث: أنه شجر يشبه الطرفاء إلا أنه أعظم منه .
* قوله تعالى: " وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" فيه تقديم، وتقديره: وشيء قليل من سدر، وهو شجر النبق . والمعنى أنه كان الخمط والأثل في جنتيهم أكثر من السدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق