** تابع ذِكر النخيل في القرآن الكريم
ورد ذِكر النخل في سورة الرحمن في موضعين :
* الموضع الأول :
في قوله تعالى : " وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ "
** وملخص ذكره :
(*) ورد عند القرطبي :
* " فِيهَا فَاكِهَةٌ " أي كل ما يتفكه به الإنسان من ألوان الثمار .
* " الْأَكْمَامِ " جمع كم بالكسر
* قال الحسن : " ذَاتُ الْأَكْمَامِ " أي ذات الليف فإن النخلة قد تكمم بالليف ، وكمامها ليفها الذي في أعناقها . ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتق
==========
* الموضع الثاني :
في قوله تعالى : " وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ "
** وملخص ذكره :
======================
* الآيات التي ورد فيها ذِكر نخل أو نخيل في كل من سورة الرعد ، وسورة النحل ، و سورة المؤمنون ، و سورة يس ، سورة الأنعام ، وسورة عبس : فملخص ذِكر العنب فيها هو :
أن الله عز وجل يُذكّر عباده بقدرته العظيمة في إنزال الماء ونعمته عليهم في أن يحيي به الأرض بعد موتها ، فيجعله يجري على الأرض فيفتح العيون والأنهار ، وبقدرة الله تعالى تخرج المزروعات والثمار المختلفة رغم أن الماء واحد ، فيبدع سبحانه في إنشاء الجنات والحدائق من تلك الزروع والتي من بينها جنات النخيل والأعناب وغيره
ذِكر النخيل في سورة النحل في موضعين كلاهما في التذكير بفضل لله عليهم :
* الموضع الأول :
ورد ذِكر النخيل في سورة النحل في قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
(*) ورد عند الطبري :
* يقول تعالى ذكره: يُنبت لكم ربكم بالماء الذي أنـزل لكم من السماء زرعَكم وزيتونَكم ونخيلكم وأعنابكم
" وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ " يعني من كلّ الفواكه غير ذلك أرزاقا لكم وأقواتا وإداما وفاكهة، نعمة منه عليكم بذلك وتفضّلا وحُجة على من كفر به منكم
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً " يقول جلّ ثناؤه: إن في إخراج الله بما ينـزل من السماء من ماء ما وصف لكم " لآيَةً " يقول: لدلالة واضحة ، وعلامة بينة
" لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " يقول: لقوم يعتبرون مواعظ الله ، ويتفكَّرون في حججه، فيتذكرون وينيبون
======
قوله تعالى : " وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
(*) ورد في زاد المسير لابن الجوزي :
* قوله تعالى " وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ "
تقدير الكلام: ولكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سَكَرا.
* وفي المراد بالسَّكر ثلاثة أقوال:
# أحدها: أنه الخمر ، قاله ابن مسعود ، وابن عمر ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وإبراهيم ابن أبي ليلى ، والزجاج ، وابن قتيبة
# والثاني: أن السَّكَر: الخَلّ ، بلُغَة الحبشة ، رواه العَوفي عن ابن عباس.
وقال الضحاك: هو الخل ، بلغة اليمن.
# والثالث: أن «السَّكَر» الطّعْم ، يقال: هذا له سَكَر ، أي: طعْم
============
ذِكر النخيل في سورة الرعد في قوله تعالى : " وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
(*) ورد عند القرطبي :
قوله تعالى : " مُّتَجَاوِرَاتٌ " أي قرى متدانيات ، ترابها واحد ، وماؤها واحد ، وفيها زروع وجنات ، ثم تتفاوت في الثمار والتمر ; فيكون البعض حلوا ، والبعض حامضا ; والغصن الواحد من الشجرة قد يختلف الثمر فيه من الصغر والكبر واللون والمطعم ، وإن انبسط الشمس والقمر على الجميع على نسق واحد ; وفي هذا أدلّ دليل على وحدانيته وعظم صمديته ، والإرشاد لمن ضل عن معرفته ; فإنه نبه سبحانه بقوله : يسقى بماء واحد على أن ذلك كله ليس إلا بمشيئته وإرادته
=============
ذِكر النخيل في سورة المؤمنون في قوله تعالى : " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ "
(*) ورد عند الطبري :
* يقول تعالى ذكره: فأحدثنا لكم بالماء الذي أنـزلناه من السماء بساتين من نخيل وأعناب
" لَكُمْ فِيهَا " يقول: لكم في الجنات فواكه كثيرة
" وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ " يقول: ومن الفواكه تأكلون
* وخصّ جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكَّر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها.
============
4
ذِكر النخيل في سورة يس في قوله تعالى : " وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ "
(*) ورد عند القرطبي :
" وَجَعَلْنَا فِيهَا " أي في الأرض .
" جَنَّاتٍ " أي بساتين . " مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ " وخصصهما بالذكر ، لأنهما أعلى الثمار
============
5
ذِكرالنخيل في سورة الأنعام في موضعين :
* الموضع الأول في سورة الأنعام
في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
(*) ورد في التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي :
لما ذكر ما ينبت من الحب أتبعه بذكر ما ينبت من النوى ، وهو القسم الثاني ، فقال : " وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ " وهاهنا مباحث :
* الأول : أنه تعالى قدم ذكر الزرع على ذكر النخل ، وهذا يدل على أن الزرع أفضل من النخل ، وهذا البحث قد أفرد الجاحظ فيه تصنيفا مطولا .
* الثاني : روى الواحدي عن أبي عبيدة أنه قال : أطلعت النخل إذا أخرجت طلعها ، وطلعها كيزانها قبل أن ينشق عن الإغريض ، والإغريض يسمى طلعا أيضا ، قال : والطلع أول ما يرى من عذق النخلة ، الواحدة طلعة ، وأما : " قِنْوَانٌ " فقال الزجاج : القنوان جمع قنو ، مثل صنوان وصنو
* قوله : " قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ"
قال ابن عباس : يريد العراجين التي قد تدلت من الطلع دانية ممن يجتنيها . وروي عنه أيضا أنه قال : قصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض
==========
في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "
(*) ورد في زهرة التفاسير للامام محمد أبو زهرة :
" وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ "
خص هذه بالذِّكر، لما لها من أهمية في حاجة الناس، فالنخل قوت وفاكهة، والزرع فيه غذاء الإنسان والحيوان، والحيوان فيه غذاء الإنسان، وكل هذه من نعم الله تعالى ما أنشأناها، ولكن أنشاها خالق هذا الوجود؛ فهو الذي يتولاها في نموها من حبة فلقها، أو نواة شقها، إلى أن تصير نباتا غلظ سوقه، أو نخلة عالية
============
ورد ذِكر النخيل في سورة عبس في قوله تعالى :" أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا "
(*) ورد عند ابن كثير :
" وَزَيْتُونًا " وهو معروف وهو أدم وعصيره أدم ويستصبح به ويدهن به
" وَنَخْلًا " يؤكل بلَحا بسرا ورطبا وتمرا ونيئا ومطبوخا ويعتصر منه رب وخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق