قوله تعالى :" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
اختلفت الروايات في سبب نزول آية المواريث
(*) فروى الترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارقطني ، عن جابر بن عبد الله أن امرأة سعد بن الربيع قالت : يا رسول الله ، إن سعدا هلك وترك بنتين وأخاه ، فعَمَد أخوه فقبض ما ترك سعد ، وإنما تُنكح النساء على أموالهن ؛ فلم يجبها في مجلسها ذلك . ثم جاءته فقالت : يا رسول الله ، ابنَتَا سعد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادْع لي أخاه " ، فجاء فقال له : " ادفع إلى ابنته الثُلُثيْن وإلى امرأته الثُّمن ولك ما بقي " . لفظ أبي داود . في رواية الترمذي وغيره فنزلت آية المواريث . قال : هذا حديث صحيح .
(*) وروى جابر أيضا قال : عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان ، فوجداني لا أعقل ، فدعا بماء فتوضأ ، ثم رُشّ عَلَيّ منه فأفقت . فقلت : كيف أصنع في مالي يا رسول الله ؟ ، فنزلت: " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ". أخرجاه في الصحيحين . وأخرجه الترمذي وفيه " فقلت يا نبي الله كيف أقسم مالي بين ولدي ؟ ، فلم يرد علي شيئا ، فنزلت:" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ..."الآية . قال : حديث حسن صحيح
(*) وفي البخاري ، عن ابن عباس : أن نزول ذلك كان من أجل أن المال كان للولد ، والوصية للوالدين ؛ فنسخ ذلك بهذه الآيات
(*) وقال مقاتل والكلبي : نزلت في أم كجة
السدي : نزلت بسبب بنات عبد الرحمن بن ثابت أخي حسان بن ثابت .
وقيل : إن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون إلا من لاقى الحروب وقاتل العدو ؛ فنزلت الآية تبيينا أن لكل صغير وكبير حظه . ولا يبعد أن يكون جوابا للجميع ؛ ولذلك تأخر نزولها . والله أعلم .
** ورد عند ابن الجوزي في زاد المسير
قوله تعالى:" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ..."
في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
(*) أحدها: أن جابر بن عبد الله مرض، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أصنع في مالي يا رسول الله، فنزلت هذه الآية، رواه البخاري ومسلم.
(*) والثاني: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنَتَيْن لها، فقالت: يا رسول الله قتل أبو هاتين معك يوم أحد، وقد استفاء عمهما مالهما، فنزلت، روي عن جابر بن عبد الله أيضا.
(*) والثالث: أن عبد الرحمن أخا حسان بن ثابت مات، وترك امرأة، وخمس بنات، فأخذ ورثته ماله، ولم يعطوا امرأته، ولا بناته شيئا، فجاءت امرأته تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية، هذا قول السدي
** ورد في تفسير البغوي:
قوله تعالى :" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ .."
اختلفوا في سبب نزولها
(*) عن شعبة عن محمد بن المنكدر : سمعت جابرا يقول : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب علَيّ من وضوئه فعَقِلت ، فقلت : يا رسول الله لمن الميراث إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض .
(*) وقال مقاتل والكلبي : نزلت في أم كجة امرأة أوس بن ثابت وبناته .
(*) وقال عطاء : استشهد سعد بن الربيع النقيب يوم أُحُد وترك امرأة وبنتَيْن وأخا ، فأخذ الأخ المال فأتت امرأة سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنتي سعد ، فقالت : يا رسول الله إن هاتين ابنتا سعد وإن سعدا قتل يوم أُحُد شهيدا ، وإن عمهما أخذ مالهما ولا تُنكحان إلا ولهما مال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ارجعي فلعل الله سيقضي في ذلك " ، فنزل " يوصيكم الله " إلى آخرها ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمهما فقال له : " أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقي فهو لك " ، فهذا أول ميراث قسم في الإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق