<title>الإستعاذة بالله ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 18 مايو 2020

الإستعاذة بالله

** الإستعاذة بالله
(*) هي الإلتجاء إلى الله ليحميك ويحفظك من كل مايضرك ، فمعنى (أَعُوذُ): أي ألتجئ ، فأنت تلجأ إلى المولى عز وجل ليحميك من الشيطان ومن وساوسه ويحفظك من ألاعيبه ، والله الواحد الصَّمد هو المُستَعَاذُ بِه ، فلا يليق بنا أن نستعيذ بغيره 
(*) الإستعاذة بالله هي أن تقول : أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ
وعن أبي سعيد الخدري أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل القراءة :" أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ " ... صححه الألباني إرواء الغليل
(*) أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه ، وهو قول القارئ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... تفسير القرطبي 
** الإستعاذة في القرآن الكريم:
(*) قول موسى عليه السلام : " قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " البقرة : 67
(*) قول نوح عليه السلام : " قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ " هود : 47
(*) قول السيدة الطاهرة مريم : " قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً "مريم :18 
(*) وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يتعوَّذ من الشيطان " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ " الأعراف: 200
وفي قوله تعالى "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "فصلت
وأمره الله سبحانه وتعالى بأن يتعوَّذ من همزات الشياطين : " وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ " المؤمنون:97،98
(*) وأمره أيضا أن يستعيذ بالله من شر من يجادلون في الله بغير سلطان إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "غافر
(*) وقد أمر الله تعالى نبيَّه محمد صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة عند أول كل قراءة  فقال تعالى : " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "النحل
[ الرَّجِيمِ أي المُهَان والمُبعَد مِن الخَير] 
(*) و أمره أن يتعوذ صلى الله عليه وسلم من شر ماخلق :قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " الفلق
(*) وأمره أن يتعوذ صلى الله عليه وسلم من شر الوسواس الخناس :قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ " الناس
(*) وذكر أبو الليث السمرقندي عن بعض المفسرين أن التعوذ فرض ، فإذا نسيه القارئ وذكره في بعض الحزب قطع وتعوذ ، ثم ابتدأ من أوله. 
* وبعضهم يقول : يستعيذ ثم يرجع إلى موضعه الذي وقف فيه ؛ وبالأول قال أسانيد الحجاز والعراق ؛ وبالثاني قال أسانيد الشام ومصر.
(*) حكى الزهراوي قال : نزلت الآية في الصلاة وندبنا إلى الاستعاذة في غير الصلاة وليس بفرض ، قال غيره : كانت فرضاً على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، ثم تأسينا به
** الإستعاذة في الصلاة: 
ورد عند القرطبي:
(*) أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة فقال تعالى : "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" سورة النحل 
(*) هذا الأمر على الندب في قول الجمهور في كل قراءة في غير الصلاة. 
* واختلفوا فيه في الصلاة:
حكى النقاش عن عطاء : أن الاستعاذة واجبة. 
وكان ابن سيرين والنخعي وقوم يتعوذون في الصلاة كل ركعة ، ويمتثلون أمر الله في الاستعاذة على العموم 
وأبو حنيفة والشافعي يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة ويريان قراءة الصلاة كلها قراءة واحدة 
ومالك لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة ويراه في قيام رمضان
** ما تعوَّذَ  منه النَّبيّ  صلى الله عليه وسلم :
(*) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كانَ النبي صلى الله عليه وسلم  يُعلِّمنَا هَؤُلاء الكلِمات، كما تُعَلَّم الكتَابَة:" اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن البُخْل، وأعُوذُ بكَ مِن الجُبْن، وأعُوذُ بكَ مِن أنْ نُرَدّ إلى أرْذَل العُمُر، وأعُوذُ بكَ مِن فِتْنَة الدُّنْيَا، وعَذَاب القَبْر "
... رواه البخاري
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : "أَعوذُ بِالله العَظِيم وبِوَجْهِه الكَرِيمِ وسُلْطَانِه القَدِيم مِنَ الشَّيْطَان الرَّجِيم" قال : أقَطٌ ؟ ، قلت : نعم، قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان : حُفِظَ مِنِّي سَائر اليَوْم ... صحيح أبو داود للألباني
(*) عن عبدالرحمن بن خنبش قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أتاني جِبريلُ ، فقالَ : يا مُحمَّدُ ! قُل ، قلتُ : وما أقولُ ؟ قالَ : قُلْ : أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ ، مِن شرِّ ما خلقَ ، وذرأَ ، وبرأَ ، و مِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ و مِن شرِّ ما يعرُجُ فيها و مِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها ، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ !" ... صحيح الجامع للألباني
(*) عن أبي اليسر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول : " اللّهُمّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ من التَرَدِّي والهَدمِ والغَرَق والحَرِيقِ وأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطنِي الشَّيْطَان عِند المَوت أَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتُ فِي سَبِيلك مُدْبِراً وأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتُ لَدِيغاً " ... صحيح النسائي للألباني
(*) وروي من حديث محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " اللّهُمّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ من الجُنُون والجُذَام والبرَصِ وسَيِّئ الأسْقَام " ... صحيح النسائي للألباني
(*) عن وفي سيد الأستغفار ، إحدى الإستعاذات أيضا ففيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ " 
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَن والحُسَيْن، ويقول: " إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بها إسْمَاعيل وإسْحَاق: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّة ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّة ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّة " ... رواه  البخاري
(*) عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللّهُمّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ من الكَسَل وأَعُوذُ بِكَ من الجُبْنِ وأَعُوذُ بِكَ من الهَرِمِ وأَعُوذُ بِكَ من البُخْل "  ... رواه  البخاري
(*) عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :إذا فزِع أحدُكم في النومِ فلْيَقُلْ : أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ من غضبِه و عقابِه ، و شرِّ عبادِه ، و من همزاتِ الشياطينِ ، و أن يحضُرونِ ، فإنها لن تَضُرَّه " ... صحيح الجامع للألباني 
(*) عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُ " ... صحيح ابن ماجه للألباني
(*) عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم  إِذَا دَخل الخَلاَءَ قال: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخُبُثِ  وَالخَبَائِثِ  " ... رواه البخاري
(*) عن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة ،قال : " اللهُ أكبرُ كبيرًا ، و الحمدُ للهِ كثيرًا ، و سُبحانَ اللهِ بكرةً و أصيلًا ، ثلاثًا ، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، من نَفخِه و نَفثِه و همزِه " ... تخريج الكلم الطيب للألباني
** فضل التَعَوُّذ : 
(*) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :قَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَمِعْناه يقول:" أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ "، ثُمَّ قال :" ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ ثَلَاثًا "، وبَسَط يَدَه كأنَّه يتَنَاوَل شيئًا، فلَمَّا فَرَغ مِن الصّلاة قُلْنا: يا رسول الله، قدْ سَمِعْناك تقول في الصّلاة شيئًا لَمْ نَسمَعك تقُولُه قبل ذلك، ورأَيْنَاك بَسَطْتَ يَدَك، قال:" إِنَّ عَدُوَّ اللهِ إِبْلِيس جَاء بِشِهَاب مِنْ نَار لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فقُلْتُ: أعُوذُ باللهِ منكَ ثَلَاث مَرَّات، قُلتُ: ألعَنُكَ بلَعْنَة اللهِ التامَّة فَلَمْ يسْتَأْخِر ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أخْذَهُ، وَاللهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَب بِهِ وِلْدَانُ أَهْل المَدِينَة "... رواه مسلم
[ دعاء سليمانَ عليه السلام بهو قَولِه : " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " ص ]
(*) عن سليمان بن صرد قال : اسْتَبّ رَجُلان عند النَّبيّ  صلى الله عليه وسلم فجَعَل أَحَدهُما يَغضَب ويَحْمَرُّ وَجهُه، فنَظَر إليه النّبيّ  صلى الله عليه وسلم فقال : "إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَة لَوْ قَالَها؛ لَذَهَب ذَا عَنْهُ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ "، فقام إلى الرَّجُل  رَجُلٌ مِمَّن سَمعَ النَّبيّ  صلى الله عليه وسلم فقال: تَدْرِي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفًا، قال: " إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَة لَوْ قالها؛ لذَهَبَ ذَا عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَان الرَّجِيم "، فقال  الرَجُل: أمَجْنُونًا تَرانِي ! ... رواه مسلم 
(*) عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن الشَّيطَان قَدْ حَال بيْنِي وبَيْن صَلَاتِي وقِرَاءتي يُلبِسهَا عَلَيَّ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذَاكَ شَيطَان يُقَال له خَنْزَبٌ فإذا أحْسَسْته فتَعَوَّذ بِاللهِ مِنْهُ واتْفل عَن يَسَارَك ثَلَاثاً " قال : ففَعلْتُ فَأَذْهبَهُ اللهُ عَنِّي ... رواه مسلم 
(*) عن خولة بنت حكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قالَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شيءٌ، حتَّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلِهِ ذلكَ " ... رواه مسلم 
(*) قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ ، وَلِيَنْتَهِ " ... رواه البخاري
(*) عن نافع بن جُبير بن مُطعم عن عثمان بن أبي العاص أنَّه شَكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وَجَعاً يجدُه في جسدِه منذُ أسلمَ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ضعْ يدَك على الذي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا ، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بالله وقُدرَتِه من شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ "... رواه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق