<title>إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ... سورة الأنفال ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأحد، 5 مايو 2019

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ... سورة الأنفال

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ..."الآية
(*) قال مقاتل ، والكلبي : نزلت في الْمُطْعِمِينَ يوم   بَدْر  ، وكانوا اثني عشر رجلا أبو جهل بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، ونبيه ، ومنبه ابنا حجاج ، وأبو البختري بن هشام ، والنضر بن الحارث ، وحكيم بن حزام ، وأُبَيّ بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جرائر . 
(*) وقال سعيد بن جبير ، وابن  أَبْزَى : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أُحُد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي   صلى الله عليه وسلم   سوى من استجاب له من العرب ، وفيهم يقول كعب بن مالك : 
فجئنا إلى موج من البحر وسطه أحابيش منهم حاسر ومقنع    
 ثلاثة آلاف ونحن نصية ثلاث مئين إن كثرنا فأربع
(*) وقال الحكم بن عتيبة : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أُحُد أربعين أوقية من الذهب ، فنزلت فيه هذه الآية . 
(*) وقال محمد بن إسحاق عن رجاله : لما أصيبت قريش يوم بَدْر فرجع فَلُّهُم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بِعِيرهم ، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببَدْر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ، ومن كانت له في تلك العِير تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وَتِرَكم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال الذي أفلت على حربه ، لعلنا ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا . ففعلوا ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية . 
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ "
اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال . 
(*) أحدها: أنها نزلت في المطعمين ببدر ، وكانوا اثني عشر رجلا يطعمون الناس الطعام ، كل رجل يطعم يوما ، وهم: عتبة ، وشيبة ، ومنبه ونبية ابنا الحجاج ، وأبو البختري ، والنضر بن الحارث ، وأبو جهل ، وأخوه الحارث ، وحكيم بن حزام ، وأبي بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل ، هذا قول أبي صالح عن ابن عباس .
(*) والثاني: أنها نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أُحُد ألفين من الأحابيش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى من استجاش من العرب ، قاله سعيد بن جبير . 
* وقال مجاهد: نزلت في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أُحُد .
(*) والثالث: أنها نزلت في أهل بدْر ، وبه قال الضحاك
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ "

(*) عن جعفر ، عن سعيد بن جبير في قوله : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ " الآية ، " وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"
قال : نزلت في أبي سفيان بن حرب . استأجر يوم أُحُد ألفيْن من الأحابيش من بني كنانة ، فقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم
(*) عن الحكم بن عتيبة " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  " ، قال : نزلت في أبي سفيان ، أنفق على المشركين يوم أُحُد أربعين أوقية من ذهب ، وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا. 

(*) عن أسباط ، عن السدي قال : قال الله فيما كان المشركون ، ومنهم أبو سفيان ، يستأجرون الرجال يقاتلون محمدا بهم : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  " ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم " فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً " ، يقول : ندامة يوم القيامة وويل " ثُمَّ يُغْلَبُونَ" .  
(*) عن ابن إسحاق قال ، حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وغيرهم من علمائنا ، قالوا : أو من قاله منهم : لما أصيب  يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القُلَّيب ، ورجع فَلُّهُم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بِعِيره ، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلَّموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وَتِرَكم وقتل خياركم ، فأعينونا  بهذا المال على حربه ، لعلنا أن ندرك منه ثأرا بمن أُصيب منا ! ففعلوا . قال : ففيهم ، كما ذكر عن ابن عباس ، أنزل الله : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ" إلى قوله : "وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق