<title>وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ... سورة النساء ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 8 أبريل 2019

وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ... سورة النساء

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : " وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ ..." الآية. 
(*) عن الزهري ، قال : قال سعيد بن المسيب : نزلت هذه الآية : "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ " في الذين  كانوا يتَبَنُّون رِجَالا غير أبنائهم ويورِّثًونهم . فأنزل الله تعالى فيهم أن يجعل لهم نصيب في الوَصِيَّة ، ورَدَّ الله تعالى الميراث إلى المَوَالي من ذوي الرَّحم والعُصبة ، وأَبَى أن يجعل للمدعين ميراثا ممن ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل لهم نصيبا في الوصية .
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً "
فيهم ثلاثة أقوال .
(*) أحدها: أنهم أهل الحلف ، كان الرجل يحالف الرجل ، فأيهما مات ورثه الآخر ، فنسخ ذلك بقوله: " وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ " رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس . 
* وروى عنه عطية قال: كان الرجل يلحق الرجل في الجاهلية ، فيكون تابعه ، فإذا مات الرجل ، صار لأهله الميراث ، وبقي تابعه بغير شيء ، فأنزل الله " وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ "  ، فأعطي من ميراثه ، ثم نزل من بعد ذلك " وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ " وممن قال هم الحلفاء: سعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة.
(*) والثاني: أنهم الذين آخى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم المهاجرون والأنصار ، كان المهاجرون يورثون الأنصار دون ذوي رحمهم للأخوة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم . رواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وبه قال ابن زيد .
(*) والثالث: :أنهم الذين كانوا يتبنون أبناء غيرهم في الجاهلية ، هذا قول سعيد ابن المسيب . 
* فأما أرباب القول الأول ، فقالوا: نسخ حكم الحلفاء الذين كانوا يتعاقدون على النصرة والميراث بآخر (الأنفال) ، وإليه ذهب ابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، والثوري ، والأوزاعي ، ومالك ، وأحمد ، والشافعي .
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً "
(*) روى البخاري في كتاب الفرائض من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس : "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ" قال : كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصَارِي المُهاجرِي دون ذَوي رَحَمِه ؛ للأُخَوَّة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ، فلما نزلت " وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ" قال : نسختها "وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ" . 
قال أبو الحسن بن بطال : وقع في جميع النسخ "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ" قال : نسختها "وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ" . والصواب أن الآية الناسخة "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ" والمنسوخة "وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ" ، وكذا رواه الطبري في روايته.
(*) وفيها قول آخر رواه الزهري عن سعيد بن المسيب قال : أمر الله عز وجل الذين تَبَنُّوا غير أبنائهم في الجاهلية ووُرِّثُوا في الإسلام أن يجعلوا لهم نصيباً في الوَصِيَّة ورَدَّ الميراث إلى ذوي الرَّحم والعُصبة. 
(*) قوله تعالى :"وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ"  
 وذلك أن الرجل كان يعاقد الرجل فيقول : دمي دمك ، وهدمي هدمك ، وثأري ثأرك ، وحربي حربك ، وسلمي سلمك ، وترثني وأرثك ، وتطلب بي وأطلب بك ، وتعقل عني وأعقل عنك ؛ فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف ثم نُسخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق