** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ..."
قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ..."
(*) قال الكلبي : نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبد الرحمن بن عوف ، والمِقداد بن الأسود ، وقُدامة بن مظعون وسعد بن أبي وقَّاص . كانوا يَلقَون من المشركين أَذَى كثيراً ، ويقولون : يا رسول الله ائذن لنا من قتال هؤلاء ، فيقول لهم :" كفوا أيديكم عنهم ، فإني لم أومر بقتالهم" .
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين كَرِهَهُ بعضهم وشقَّ عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
(*) عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتَوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، فقالوا : يا نبي الله كُنا في عِزّ ونحن مشركون ، فلما آمنَّا صِرنا أذلة ! فقال : "إني أُمِرتُ بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم" . فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فأنزل الله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ... "
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ .."
اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
(*) أحدهما: أنها نزلت في نفر من المهاجرين ، كانوا يحبون أن يؤذن لهم في قتال المشركين وهم بمكة قبل أن يفرض القتال ، فنهوا عن ذلك ، فلما أذن لهم فيه ، كرهه بعضهم . روى هذا المعنى أبو صالح ، عن ابن عباس ، وهو قول قتادة ، والسدي ، ومقاتل .
(*) والثاني: أنها نزلت واصفة أحوال قوم كانوا في الزمان المتقدم ، فحذرت هذه الأمة من مثل حالهم ، روى هذا المعنى عطية ، عن ابن عباس . قال أبو سليمان الدمشقي: كأنه يومئ إلى قصة الذين قالوا:" إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا " .
وقال مجاهد: هي في اليهود .
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً "
(*) روى عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبدالرحمن بن عوف وأصحاباً له أتَوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله ، كنا في عِزّ ونحن مشركون ، فلما آمنا صرنا أذِلَّة ؟ فقال : "إني أمِرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم " . فلما حول الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فنزلت الآية. أخرجه النسائي في سننه ، وقاله الكلبي.
(*) قال السدي : هم قوم أسلموا قبل فرض القتال فلما فرض كرهوه.
(*) وقيل : هو وصف للمنافقين
ومعاذ الله أن يصدر هذا القول من صحابي كريم يعلم أن الآجال محدودة والأرزاق مقسومة ، بل كانوا لأوامر الله ممتثلين سامعين طائعين ، يرون الوصول إلى الدار الآجلة خيرا من المقام في الدار العاجلة ، على ما هو معروف من سيرتهم رضي الله عنهم ، اللهم إلا أن يكون قائله ممن لم يرسخ في الإيمان قدمه ، ولا انشرح بالإسلام جنانه ، فإن أهل الإيمان متفاضلون فمنهم الكامل ومنهم الناقص ، وهو الذي تنفر نفسه عما يؤمر به فيما تلحقه فيه المشقة وتدركه فيه الشدة. والله أعلم.
** ورد عند الطبري
(*) قال أبو جعفر : ذُكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد آمنوا به وصدَّقوه قبل أن يُفرض عليهم الجهاد ، وقد فُرِض عليهم الصَّلاة والزَّكاة ، وكانوا يسألون الله أن يفرض عليهم القتال ، فلما فرض عليهم القتال شق عليهم ذلك ، وقالوا ما أخبر الله عنهم في كتابه
(*) عن قتادة قوله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ " : فقرأ حتى بلغ : " إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ " قال : كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة قبل الهجرة تسرَّعوا إلى القتال ، فقالوا لنبي الله صلى الله عليه وسلم: ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين بمكة ! فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال :" لم أؤمر بذلك" . فلما كانت الهجرة ، وأمر بالقتال كره القوم ذلك ، فصنعوا فيه ما تسمعون ، فقال الله تبارك وتعالى : " قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ".
(*) عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ" إلى قوله : " لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً " ما بين ذلك في اليهود
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين كَرِهَهُ بعضهم وشقَّ عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
(*) عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتَوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، فقالوا : يا نبي الله كُنا في عِزّ ونحن مشركون ، فلما آمنَّا صِرنا أذلة ! فقال : "إني أُمِرتُ بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم" . فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فأنزل الله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ... "
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ .."
اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
(*) أحدهما: أنها نزلت في نفر من المهاجرين ، كانوا يحبون أن يؤذن لهم في قتال المشركين وهم بمكة قبل أن يفرض القتال ، فنهوا عن ذلك ، فلما أذن لهم فيه ، كرهه بعضهم . روى هذا المعنى أبو صالح ، عن ابن عباس ، وهو قول قتادة ، والسدي ، ومقاتل .
(*) والثاني: أنها نزلت واصفة أحوال قوم كانوا في الزمان المتقدم ، فحذرت هذه الأمة من مثل حالهم ، روى هذا المعنى عطية ، عن ابن عباس . قال أبو سليمان الدمشقي: كأنه يومئ إلى قصة الذين قالوا:" إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا " .
وقال مجاهد: هي في اليهود .
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً "
(*) روى عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبدالرحمن بن عوف وأصحاباً له أتَوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله ، كنا في عِزّ ونحن مشركون ، فلما آمنا صرنا أذِلَّة ؟ فقال : "إني أمِرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم " . فلما حول الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فنزلت الآية. أخرجه النسائي في سننه ، وقاله الكلبي.
(*) قال السدي : هم قوم أسلموا قبل فرض القتال فلما فرض كرهوه.
(*) وقيل : هو وصف للمنافقين
ومعاذ الله أن يصدر هذا القول من صحابي كريم يعلم أن الآجال محدودة والأرزاق مقسومة ، بل كانوا لأوامر الله ممتثلين سامعين طائعين ، يرون الوصول إلى الدار الآجلة خيرا من المقام في الدار العاجلة ، على ما هو معروف من سيرتهم رضي الله عنهم ، اللهم إلا أن يكون قائله ممن لم يرسخ في الإيمان قدمه ، ولا انشرح بالإسلام جنانه ، فإن أهل الإيمان متفاضلون فمنهم الكامل ومنهم الناقص ، وهو الذي تنفر نفسه عما يؤمر به فيما تلحقه فيه المشقة وتدركه فيه الشدة. والله أعلم.
** ورد عند الطبري
(*) قال أبو جعفر : ذُكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد آمنوا به وصدَّقوه قبل أن يُفرض عليهم الجهاد ، وقد فُرِض عليهم الصَّلاة والزَّكاة ، وكانوا يسألون الله أن يفرض عليهم القتال ، فلما فرض عليهم القتال شق عليهم ذلك ، وقالوا ما أخبر الله عنهم في كتابه
(*) عن قتادة قوله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ " : فقرأ حتى بلغ : " إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ " قال : كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة قبل الهجرة تسرَّعوا إلى القتال ، فقالوا لنبي الله صلى الله عليه وسلم: ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين بمكة ! فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال :" لم أؤمر بذلك" . فلما كانت الهجرة ، وأمر بالقتال كره القوم ذلك ، فصنعوا فيه ما تسمعون ، فقال الله تبارك وتعالى : " قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ".
(*) عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ" إلى قوله : " لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً " ما بين ذلك في اليهود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق