<title>وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ... سورة آل عمران ~ أسباب نزول آيات القرآن

السبت، 9 مارس 2019

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ... سورة آل عمران

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ .. "
(*) قال محمد بن كعب القُرظيّ: لمّا رجع رسول اللَّه  صلّى اللّه عليه وسلّم  إِلى المدينة وقد أُصيبُوا بِما أُصيبوا يوم أُحُد، قال نَاس مِن أَصحَابه: مِن أَين أَصَابنا هذا وقد وَعَدَنا اللَّه النَّصر؟
فأَنزل اللَّه تعالى: "وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ "الآية إلى قوله" مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا "يَعني الرُّمَاة الّذين فعلُوا ما فَعلُوا يَوْم أُحُد
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ " 
(*) قال محمد بن كعب القرظي: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أُحُد ، قال قوم منهم: من أين أصابنا هذا ، وقد وعدنا الله النصر؟ فنزلت هذه الآية . 
(*) وقال المفسرون: وعد الله تعالى المؤمنين النصر بأُحُد ، فنصرهم ، فلما خالفوا ، وطلبوا الغنيمة ، هُزموا
** ورد عند القرطبي 
قوله تعالى:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ "
(*) قال محمّد بن كعب القُرظي: لمّا رجع رسول اللَّه  صلّى اللّه عليه وسلّم  إِلى المَدِينة بَعد أُحُد وقد أُصِيبُوا قال بعضهم لبَعض: مِن أَيْن أصَابَنا هذا وقَد وعَدَنَا اللَّه النَّصر! فنَزَلَت هذه الآيَة. 
وذلك أنَّهُم قَتَلُوا صاحب لواء المُشركين وسَبعَة نَفَر منهم بَعدَه على اللّواء، وكان الظَّفر ابتداء للمسلمين غير أنّهُم اشتَغَلُوا بالغنيمة، وترك بعض الرُّمَاة أَيضًا مركَزهم طَلَبًا للغنيمة فكان ذلك سَبَب الهزيمة
روى البخارِيّ عن البراء بن عازب قال : لمّا كان يوم أُحُد ولقِينا المشرِكين أَجْلَس رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وسلّم  أناسًا من الرُّماة وأمَّر عليهم عبد اللّه بن جبير وقال لهُم :" لَا تَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ قَدْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلَا تُعِينُونَا عَلَيْهِمْ " 
قال : فلمّا التقى القَوْم وهزمهُم المُسلمون حتَّى نظرنا إِلى النّساء يَشتددن في الجبل، وقد رفَعْن عن سُوقِهنّ قد بدت خلاخلهُنّ فجعلوا يقُولُون: الغنيمة الغنيمة
 فقال لَهُم عبد اللَّه: أمْهِلُوا! أَما عَهِد إِلَيكُم رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وسلّم  أَلَّا تَبرَحُوا، فَانطَلَقُوا فلَمَّا أتَوْهُم صَرَف اللَّه وُجُوههم وقُتِل مِن  المسلمين سبعون رَجُلًا
ثمّ إنّ أبا سفيان بن حرب أَشْرَف علينا وهو في نَشَز فقال: أَفي القوم محمَّد؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وسلّم:"لَا تُجِيبُوهُ" حتَّى قالها ثلاثًا..ثُمّ قال: أَفي القوم ابن أَبي قُحافة؟ ثَلاثًا، فقال النَّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم"لَا تُجِيبُوهُ"..ثُمّ قال: أَفي القَوم عمر بن الخطَّاب؟ ثَلاثًا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم"لَا تُجِيبُوهُ" 
ثُمّ التَفَت إِلى أصحابه فقال: أَمَّا هؤُلاء فقد قُتِلُوا ، فَلَم يملك عُمَر رضي اللَّه عنه   نفسَه دُون أَن قال : كَذَبْتَ يا عَدُوَّ اللَّه ! قد أَبْقَى اللَّه لَكَ مَن يُخْزِيكَ بِه 
فقال : اعْلُ هُبَل ; مرَّتَيْن .
فقال النَّبيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم  : "أَجِيبُوهُ"
فقالُوا : ما نقول يا رسول اللَّه ؟
قال : "قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ"
قَال أَبُو سُفْيان : لَنا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُم 
فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم : "أَجِيبُوهُ"
قالُوا : ما نَقُول يا رسول اللَّه ؟
قال : "قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ"
قال أَبو سفيان : يَوْم بيَوْم بَدْر ، والحَرْب سِجَال ، أما إِنَّكُم سَتَجِدُون في القَوْم مُثْلَة لم آمُر بِهَا ولَم تَسُؤني
(*) وفي البُخاريّ ومسلم عن سَعد بن أَبي وقَّاص قال : رَأَيْت عَن يَمِين رسول اللَّه  صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم   وعن شِمَاله يَوْم أُحُد رَجُلَيْن عَلَيهِما ثِيَاب بِيض يُقَاتلَان عن رسول اللَّه  صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم   أَشَدّ القتال
وفي رواية عن سعد: علَيهما ثِيَاب بِيض ما رَأَيتهُما قَبل ولا بَعد . يعني جِبريل ومِيكَائيل
وفي رواية أُخرَى : يُقَاتلَان عن رسول اللَّه   صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم   أَشَدّ القتال ما رأيتُهُما قَبْل ذلك اليَوْم ولَا بَعده . وعن مجاهد قال : لَم تُقاتِل الملَائِكة مَعَهُم يومئذ 
قال البيهقيّ : إِنَّما أراد مُجَاهِد أنَّهُم لَم يُقاتلُوا يَوْم أُحُد عن القَوْم حِين عصَوُا الرّسول ولَم يَصبِرُوا عَلَى مَا أَمَرَهُم به . 
وعن عُروة بن الزُّبير قال : وكان اللَّه عز وجلّ وعَدَهُم عَلَى الصَّبر والتَّقوَى أَن يُمِدَّهُم بخمسَة آلَاف من الملائكة مُسَوِّمِين: وكَان قد فَعَل; فلَمَّا عَصَوْا أَمْر الرَّسول وتَرَكُوا مصافَّهُم وتَركُوا الرُّمَاة عَهِد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم  إلَيهِم أَلّا يَبرحُوا من مَنَازِلِهم، وأرادوا الدّنيَا، رُفِع عَنهم مَدَد الملائكة، وأنزل اللَّه تعالى: "وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ "فصَدَق اللَّه وَعْدَه وأَرَاهُم الفَتْح، فلَمَّا عَصَوْا أَعقَبَهم البَلَاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق