<title>الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ... سورة براءة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 6 فبراير 2019

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ... سورة براءة

** ورد عند الواحدى:
قوله تعالى : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ... "
(*) عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة  كنا نحامل ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مُرائي ، و جاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا : إن الله لغني عن صاع هذا ، فنزلت :" الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " ... رواه البخاري ، عن أبي قدامة :عبيد الله بن سعيد ، عن أبي النعمان 
(*) وقال قتادة وغيره : حث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  على الصَّدقة ، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم ، وقال : يا رسول الله ، مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها ، فاجعلها في سبيل الله ، وأمسكت نصفها لعيالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت " ، فبارك الله في مال عبد الرحمن حتى أنه خَلَفَ امرأتين يوم مات ، فبلغ ثُمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم ، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر ، وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر ، وقال : يا رسول الله ، بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر ، فأمسكت أحدهما لأهلي ، وأتيتك بالآخر ، فأمره رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن ينثره في الصدقات ، فلمزهم المنافقون وقالوا : ما أعطى عبد الرحمن ، وعاصم إلا رياء ، وإن كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبي عقيل ، ولكنه أحب أن يذكر نفسه  ، فأنزل الله تعالى هذه الآية
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " 
(*) قال قتادة : يلمزون يعيبون ، قال : وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله ، وكان ماله ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف . فقال قوم : ما أعظم رياءه ; فأنزل الله : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " 
(*) وجاء رجل من الأنصار بنصف صبرة من تمره فقالوا : ما أغنى الله عن هذا ; فأنزل الله عز وجل  " وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
(*) وأخرج مسلم عن أبي مسعود قال : أُمرنا بالصدقة  قال : كنا  نحامل ، في رواية : على ظهورنا ، قال : فتصدق أبو عقيل بنصف صاع . قال : وجاء إنسان بشيء أكثر منه فقال المنافقون : إن الله لغني عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء ، فنزلت  " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " يعني أبا عقيل ، واسمه الحبحاب 
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " 
في سبب نزولها قولان .
(*) أحدهما: أنه لما نزلت آية الصدقة ، جاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا: إن الله لغني عن صاع هذا ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبو مسعود .
(*) والثاني: أن عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب ، وجاء رجل من الأنصار بصاع من طعام; فقال بعض المنافقين: والله ما جاء به عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء ، وإن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع ، قاله ابن عباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق