<title>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ... سورة براءة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 4 فبراير 2019

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ... سورة براءة

** ورد عند الواحدي
(*) قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ .."
 نزلت في العلماء والقُرَّاء من أهل الكتاب ، كانوا يأخذون الرِّشا من سِفلَتِهم ، وهي : المآكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم .
(*) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
عن زيد بن وهب قال : مررتُ بالرَّبَذَة ، فإذا أنا بأَبِي ذرّ، فقُلْت له : ما أنْزلكَ منزلكَ هذا؟ 
قال : كنتُ بالشّام فاختَلَفْت أنا ومعاوية في هذه الآية:"وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " فقال مُعاوية : نزلت في أهل الكتاب ، فقُلت : نزلت فينا وفيهم ، وكان بيني وبينه كلام في ذلك ، وكتب إِلى عثمان يَشْكوني ، وكتب إِلَيَّ عثمان أن أَقْدِمَ المدينة . فقدِمْتُهَا ، وكثُر النّاس عَلَيَّ حتَّى كأنَّهُم لم يَرَوْني من قبل ذلك ، فذكَرْت ذلك لعثمان ، فقال : إن شئت تَنَحَّيْت وكُنْتَ قريبًا ،فذلك الَّذي أَنْزَلَنِي هذا المَنْزل ، ولو أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لسمعتُ وأطعْتُ ... رواه البخاريّ ، عن قُتَيْبَة ، عن جَرِير ، عن حُصَيْن
* والمفسّرون أيضا مخْتلِفون : فعند بعضهم أنّها في أهْل الكتاب خاصَّة
 وقال الضَّحّاك : هي عَامَّة في أهل الكتاب والمسلمين. 
 وقال عَطاء عن ابن عبَّاس في قوله تَعَالى :" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ " قال : يريد من المُؤمنين
عن سالم بن أبي الجعد ، عن ثَوْبان قال : لَمَّا نزلت : " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ " قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :" تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " ، قالوا : يا رسول اللَّه ، فأيّ المال نَكْنِز؟ ، قال : " قَلْبًا شَاكِرًا ، وَلِسَانًا ذَاكِرًا ، وَزَوْجَةً صَالِحَةً "
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
(*) قوله تعالى :" لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ " 
قيل : إنهم كانوا يأخذون من أموال أتباعهم ضرائب وفروضا باسم الكنائس والبيع وغير ذلك ، مما يوهمونهم أن النفقة فيه من الشرع والتزلف إلى الله تعالى ، وهم خلال ذلك يحجبون تلك الأموال 
* وقيل : كانوا يرتشون في الأحكام 
(*) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
اختَلَف الصَّحابة في المراد بهذه الآيَة ، فذهب مُعاوية إلى أنَّ المراد بها أهل الكتاب وإليه ذهب الأَصَمُّ لِأنَّ قوله : "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ" مذكور بعد قوله: "إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ"
وقال أبو ذرّ وغيره : المراد بها أهل الكتاب وغيْرهم من المسلمين . وهو الصَّحيح 
وقد فسَّر النّبِيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هذَا العذاب بقوْله : " بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ فِي ظُهُورِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جُنُوبِهِمْ وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ الْحَدِيثَ " .. أخْرجه مسلم . رواه أبو ذرّ
** ورد عند ابن كثير
(*) قوله تعالى :" لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ"
 وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم ورياستهم في الناس ، يأكلون أموالهم بذلك ، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف ، ولهم عندهم خرج وهدايا وضرائب تجيء إليهم ، فلما بعث الله رسوله   صلى الله عليه وسلم  ، استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم ، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات ، فأطفأها الله بنور النبوة ، وسلبهم إياها ، وعوضهم بالذلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله .
** ورد عند الزمخشري في الكشاف
(*) قوله تعالى :" لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ"
* أكلهم بالباطل: أنهم كانوا يأخذون الرشا في الأحكام، والتخفيف والمسامحة في الشرائع
(*) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ 
* يجوز أن يكون إشارة إلى الكثير من الأحبار والرهبان; للدلالة على اجتماع خصلتين مذمومتين فيهم: أخذ البراطيل، وكنز الأموال، والضن بها عن الإنفاق في سبيل الخير
* ويجوز أن يراد: المسلمون الكانزون غير المنفقين، ويقرن بينهم وبين المرتشين من اليهود والنصارى، تغليظا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق