<title>إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ... سورة آل عمران ~ أسباب نزول آيات القرآن

السبت، 16 فبراير 2019

إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ... سورة آل عمران

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً..." الآية 
(*) عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لِيَقْطَعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" . فقال الأشعث بن قيس : فِيِّ والله   نزلت ، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض ، فجحدني ، فقدمته إلى النبي   صلى الله عليه وسلم  فقال : "ألك بَيِّنة ؟" قلت : لا . فقال لليهودي : "أتحلِف ؟" فقلت : يا رسول الله : إذن يحلف فيذهب بمالي . فأنزل الله عز وجل : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً .." الآية . رواه البخاري عن عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش .
(*) عن الأعمش ، عن شقيق قال : قال عبد الله : قال رسول الله   صلى الله عليه وسلم  : " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لِيَقْطَعَ بِهَا مَالاً ،لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" ، فأنزل الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ..." إلى آخر الآية . فأتى الأشعث بن قيس فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن ؟ قلنا : كذا وكذا . قال : لفِيِّ نزلت ، خاصمت رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، فقال : "ألَكَ بيِّنة؟" قلت : لا ، قال : "فيَحلِف" قلت : إذن يحلِف قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لِيَقْطَعَ بِهَا مَالاً ،لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، فأنزل الله : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ..." الآية . رواه البخاري عن حجاج بن منهال ، عن أبي عوانة . ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع ، وعن ابن نمير ، عن أبي معاوية . كلهم عن الأعمش .
(*) عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله قال رسول الله   صلى الله عليه وسلم   : " لا يَحْلِف رَجُل عَلَى يَمِينٍ صبْر ،  لِيَقْطَعَ بِهَا مَالاً فاجِرًا ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قال : فأنزل الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً... " الآية . قال : فجاء الأشعث ، وعبد الله يحدثهم ، فِيِّ نزلت ، وفي رجل خاصمته في بئر ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ألَكَ بيِّنة ؟" قلت : لا ، قال : "فليحلِف لَك" ، قلت : إذا يحلف ، قال : فنزلت : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ..." الآية .
(*) عن عبد الله بن أبي أوفى : أن رجلا أقام سلعة في السوق ، فحلف : لقد أعطي بها ما لم يعطه ; ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ..." إلى آخر الآية .
(*) وقال الكلبي : إن ناسا من علماء اليهود أُولي فَاقَة ، أصابتهم سنة ، فاقتحموا إلى كعب بن الأشرف بالمدينة ، فسألهم كعب : هل تعلمون أن هذا الرجل (رسول الله) في كتابكم ؟ قالوا : نعم ، وما تعلمه أنت؟ قال : لا ، فقالوا : فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال  كعب : لقد حَرَمَكم الله خيرًا كثيرًا ، لقد قَدِمْتُم علَيَّ وأنا أريد أن أبرَّكم وأكسوا عيالكم . فحَرَمَكم الله وحَرَم عيالكم . قالوا : فإنه شُبِّه لنا ، فرويدا حتى نلقاه . فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صِفَته ، ثم انتهوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فكلموه وسألوه ، ثم رجعوا إلى كعب ، وقالوا : لقد كنا نرى أنه رسول الله ، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نُعت لنا ، ووجدنا نعته مخالفا للذي عندنا . وأخرجوا الذي كتبوا ، فنظر إليه كعب ففرح ومارهم وأنفق عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . 
(*) وقال عكرمة : نزلت في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وحُييّ بن أخطب ، وغيرهم من رؤساء اليهود ، كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة ، من شأن محمد صلى الله عليه وسلم وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم .
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
(*) روى الأئمة عن الأشعث بن قيس قال : كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل لَكَ بيِّنة" ؟ قلت: لا ، قال لليهودي : "احْلِف" قلت : إذا يحلف فيذهب بمالي ؛ فأنزل الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً .." إلى آخر الآية. وروى الأئمة أيضا عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"فقال له رجل : وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله ؟ قال : "وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ". وقد مضى في البقرة معنى "لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ".
** ورد عند الطبري
قوله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية 
(*) فقال بعضهم نزلت في أحبار من أحبار اليهود . 
عن ابن جريج ، عن عكرمة قال : نزلت هذه الآية : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً... "، في أبي رافع ، وكنانة بن أبي الحقيق ، وكعب بن الأشرف ، وحُييّ بن أخطب . 
(*) وقال آخرون : بل نزلت في الأشعث بن قيس وخصم له .
عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" فقال الأشعث بن قيس : فِيِّ والله كان ذلك : كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألَكَ بيِّنة ؟" قلت : لا ! فقال لليهودي : " احلِف" . قلت : يا رسول الله ، إذا يحلف فيذهب مالي ! فأنزل الله  عز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ... " الآية
(*) عن رجاء بن حَيْوَة والعُرْس أنهما حدَّثاه ، عن أبيه عدي بن عميرة قال : كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة ، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي : " بيِّنتك ، وإلا فيَمِينه " . قال : يا رسول الله ، إن حَلِفَ ذَهَب بأرضي ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كاذبة لِيَقْتَطِعَ بِهَا حق أخيه ،  لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" . فقال امرؤ القيس : يا رسول الله ، فما لِمَن تَرَكها ، وهو يعلم أنها حق ؟ قال : الجنة . قال : فإني أشهدك أني قد تركتها قال جرير : فكنت مع أيوب السختياني حين سمعنا هذا الحديث من عدي ، فقال أيوب : إن عَدِيًّا قال في حديث العُرس بن عميرة : فنزلت هذه الآية : " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً..." إلى آخر الآية قال جرير : ولم أحفظ يومئذ من عديّ .
(*) عن ابن جريج ، قال : قال آخرون : إن الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده لذلك الرجل ، أخذها لتعززه في الجاهلية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أقم بيِّنتك" . قال الرجل : ليس يشهد لي أحد على الأشعث ! قال : "فلك يَمِينه" . فقام الأشعث ليحلف ، فأنزل الله  عز وجل  هذه الآية 
فنكل الأشعث وقال : إني أشهد الله وأشهدكم أن خصمي صادق . فرد إليه أرضه ، وزاده من أرض نفسه زيادة كثيرة ، مخافة أن يبقى في يده شيء من حقه
(*) وقال آخرون :عن داود بن أبي هند ، عن عامر : أن رجلا أقام سلعته أوَّل النهار ، فلما كان آخره جاء رجل يساومه ، فحلف لقد منعها أوَّل النهار من كذا وكذا ، ولولا المساء ما باعها به ، فأنزل الله  عز وجل   : "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق