<title>فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ... سورة الكوثر ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 7 يناير 2019

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ... سورة الكوثر

** ورد في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل
قوله تعالى : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "
(*) قال سعيد بن جبير: نزلت في الحديبية حين حُصِر النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت، فأمره الله تعالى، أن يصلي، وينحر البدن، وينصرف، ففعل ذلك.
(*) قال ابن العربي: أما من قال: إن المراد بقوله تعالى: " فَصَلِّ" الصلوات الخمس، فلأنها ركن العبادات، وقاعدة الإسلام، وأعظم دعائم الدين.
وأما من قال: إنها صلاة الصبح بالمزدلفة، فلأنها مقرونة بالنحر، وهو في ذلك اليوم، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها، فخصَّها بالذكر من جملة الصلوات لاقترانها بالنحر
(*) قال محمد بن كعب القرظي: يقول: إن ناسا يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله تعالى فقد أعطيناك الكوثر ، فلا تكن صلاتك ولا نحرك إلا لله تعالى
** ورد في تفسير ابن عطية
قوله تعالى : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "
(*) هو أمر بالصلاة على العموم، ففيه المكتوبات بشروطها والنوافل على ندبها، والنحر: نحر البدن والنسك في الضحايا في قول جمهور الناس، فكأنه قال: ليكن شغلك هذين، ولم يكن في ذلك الوقت جهاد، وقال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة، فأمر أن يصلي وينحر 
(*) في الآية طعن على كفار مكة، أي إنهم يصلون لغير الله مكاء وتصدية، وينحرون للأصنام ونحوه، فافعل أنت هذين لربك تكن على صراط مستقيم، 
(*) وقال ابن جبير: نزلت هذه الآية يوم الحديبية وقت صلح قريش قيل لمحمد صلى الله عليه وسلم: صل وانحر الهدي 
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "
(*) عن جابر، عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحر قبل أن يصلي، فأمر أن يصلي ثم ينحر
* عن معمر، عن قتادة: " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " ، قال: صلاة الأضحى، والنحر: نحر البُدن 
(*) أخبرنا ابن وهب، قال: ثني أبو صخر، عن محمد بن كعب القرظي، أنه كان يقول في هذه الآية: " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " ، يقول: إن ناسا كانوا يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله، فإذا أعطيناك الكوثر يا محمد، فلا تكن صلاتك ونحرك إلا لي 
(*) وقال آخرون: بل أنزلت هذه الآية يوم الحديبية، حين حُصِر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وصدُّوا عن البيت، فأمره الله أن يصلي، وينحر البُدن، وينصرف، ففعل
(*) عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك، " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " ، قال: صل لربك وسَلْ  
وكان بعض أهل العربية يتأول قوله: " وَانْحَرْ" : واستقبل القبلة بنحرك.
(*) وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصا دون ما سواه من الأنداد والآلهة، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان، شكرا له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له، وخصك به، من إعطائه إياك الكوثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق