<title>لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...... خواتيم سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 24 يناير 2019

لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...... خواتيم سورة البقرة

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى :" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ..."
(*) عن أبي هريرة قال : لما أنزل  الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : "وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ... " ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : كُلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نُطيقها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ - أراه قال - : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا قُولوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " فلما اقترأها القوم فذلت بها ألسنتهم ، أنزل الله تعالى في إثرها : " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ..." الآية كلها ، ونسخها الله تعالى فأنزل الله : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ..." الآية إلى آخرها .... رواه مسلم عن أمية بن بسطام.
(*) عن آدم بن سليمان . قال : سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية :" وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ... " دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "قولوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا"  . فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم فقالوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا . فأنزل الله تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " حتى بلغ " أَوْ أَخْطَأْنَا " فقال : قد فعلت ، إلى آخر البقرة ، كل ذلك يقول : قد فعلت ... رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة،عن وكيع.
(*) قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية : "وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ... " جاء أبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وناس من الأنصار إلى النبي  صلى الله عليه وسلم   فجثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية ، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا بما فيها ، وإنا لمأخوذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله . فقال النبي   صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت "، فقالوا : هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق . قال : " فلعلَّكُم تقولُون كما قالت بَنُو إسْرائِيل لمُوسَى : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ، قولوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" ، فقالوا : سمعنا وأطعنا. واشتد ذلك عليهم ، فمكثوا بذلك حولا ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ..." الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها. قال النبي   صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ مَا لَمْ يَعْمَلُوا أَوْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ "
** ورد عند ابن الجوزي
الآيتان : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
"
(*) قيل: إنهما نزلتا على سبب ، وهو ما روى العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما أنزل الله تعالى: " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه " اشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جثوا على الرُّكَب ، فقالوا: قد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها ، فقال: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم ، أنزل الله في أثرها " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ..."
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ... " 
(*) قوله تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ .."
(*) قيل سبب نزولها الآية التي قبلها وهي :" لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فإنه لما أنزل هذا على النبي صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الرُّكَب فقالوا : أي رسول الله ، كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزل الله عليكم هذه الآية ولا نُطيقها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" فقالوا: " قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" . فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " . فلما فعلوا ذلك نسخها الله ، فأنزل الله عز وجل : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" قال :  نعم " رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا " يعني ثقلا " كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا" قال:  نعم  " رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ " قال:   نعم  " وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " قال : نعم .... أخرجه مسلم عن أبي هريرة .

هناك 4 تعليقات:

  1. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اسرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لنا طاقةلنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين

    ردحذف
    الردود
    1. تقبل الله منكم ومنا وغفر لكم ولنا وجعل الجنة سكنا لكم ولنا

      حذف
  2. متى أنزل ذالك الآيتين؟

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اشكر لكم الزيارة الطيبة
      الخلاف بين الأئمة في زمن نزول أواخر سورة البقرة فقد ورد في السُّنة حديثين صحيحين :
      1 الأول في واقعة الإسراء والمعراج
      من حديث ابن مسعود قال: " لَمّا أُسْرِيَ بِرسول الله صلى الله عليه وسلم ، انْتُهِي به إِلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ... قال :" فأُعْطِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَات الخَمْس ، وأُعْطِيَ خَوَاتِيم سُورَة البَقَرَة ، وغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ باللهِ مِنْ أُمَّتِه شَيْئًا ، المُقْحِمَاتُ ".
      فالخلاف هنا بين أمرين :
      * أن الله سبحانه وتعالى أوحى إليه بالآيتين بذاته عز وجل في أول الأمر
      * أن الله بشَّره بهما وأعلمه أنه سيؤتيه هاتين الآيتين العظيمتين ، ثم نزلتا بعد ذلك في المدينة ؟
      2 الثاني : في نزول الفاتحة في حديث ابن عباس
      عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " بَيْنَما جِبْريلُ قاعِدٌ عِند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِه ، فرَفَعَ رَأسَه ، فقال:" هَذَا بَابٌ مِنَ السَّماء فُتِحَ اليَوْم لَمْ يُفْتَح قَطُّ إِلَّا اليَوْم ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ ، فقال: هَذا مَلَكٌ نَزَل إِلى الأرضِ لَمْ يَنْزِل قَطُّ إِلَّا اليَوْم ، فسَلَّمَ ، وقال: أَبْشِرْ بِنُورَيْن أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَاب ، وخَوَاتِيمُ سُورَة الْبَقَرَة ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ " انتهى .
      وأيضا كان الخلاف بين قولين :
      أولهما : أن النزول بالآيات هنا كان نزولا حقيقيا .
      وثانيهما : أن نزول المَلَك كان بالبشرى والفضل وليس بالآيات .
      ------------
      وهكذا فليس هناك جزم بوقت نزولها

      حذف