<title>وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 19 يوليو 2018

وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ... سورة البقرة

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : " وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ .. "
(*)عن مقاتل بن حيان قال : نزلت في أبي مرثد الغنوي : استأذن النبي   صلى الله عليه وسلم   ، في عناق أن يتزوجها ، وهي امرأة مسكينة من قريش ، وكانت ذات حظ من جمال ، وهي مشركة ، وأبو مرثد مسلم ، فقال : يا نبي الله ، إنها لتعجبني ، فأنزل الله عز وجل " وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ " .
(*) عن أبي مالك ، عن ابن عباس قال في هذه الآية  : نزلت في عبد الله بن رواحة ، وكانت له أَمَة سوداء ، وإنه غضب عليها فلطمها ، ثم إنه فزع فأتى النبي  صلى الله عليه وسلم ، فأخبره خبرها ، فقال له النبي  صلى الله عليه وسلم : ما هي يا عبد الله ؟ فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقال : يا عبد الله هذه مؤمنة . فقال عبد الله : فوالذي بعثك بالحق  نبيا ، لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل ، فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا : نكح أَمَة ! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى فيهم : " وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ " 
(*) وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، بعث رجلا من غني يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، حليفا لبني هاشم ، إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسراء ، فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها : عناق ، وكانت خليلة له في الجاهلية ، فلما أسلم أعرض عنها ، فأتته فقالت : ويحك يا مرثد ألا نخلو ؟ فقال لها : إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ، ولكن إن شئت تزوجتك ، إذا رجعت إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، استأذنْتُه في ذلك ثم تزوجْتُكِ . فقالت له : أَبِي تتبرم ؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ، ثم خلوا سبيله . فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها ، فقال : يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها ؟ أنزل الله ينهاه عن ذلك قوله : " وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ".
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "
(*) قوله تعالى : " وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ "
قال مقاتل : نزلت هذه الآية في أَبِي مَرْثَد الغَنَويّ (وقيل :  مَرْثد بن أَبِي مَرْثد ، واسمه كَنَّازُ بن حُصَيْن الغَنَوِيّ) ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة سِرّا  ليخرج رجلا من أصحابه ، وكانت له بمكة امرأة يحبها في الجاهلية يقال لها " عَنَاقُ " فجاءته ، فقال لها : إن الإسلام حرّم ما كان في الجاهلية ، قالت : فتزوجني ، قال : حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه فنهاه عن التزوج بها ؛ لأنه كان مسلما وهي مشركة .
(*) قوله تعالى : " وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ "
نزلت في خنساء وليدة سوداء كانت لحذيفة بن اليمان ، فقال لها حذيفة : يا خنساء ، قد ذكرت في الملإ الأعلى مع سوادك ودمامتك ، وأنزل الله تعالى ذكرك في كتابه ، فأعتقها حذيفة وتزوجها . 
(*) وقال السدي : نزلت في عبد الله بن رواحة ، كانت له أَمَة سوداء فلطمها في غضب ثم ندم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ( ما هي يا عبد الله ) قال : تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد الشهادتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه مؤمنة . فقال ابن  رواحة : لأعتقنها ولأتزوجنها ، ففعل ، فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا : نكح أَمَة ، وكانوا يرون أن ينكحوا إلى المشركين ، وكانوا ينكحونهم رغبة في أحسابهم ، فنزلت هذه الآية . والله أعلم .
(*) قوله تعالى:" وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ " 
وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه ، لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام .
وهذه الآية نزلت في معقل بن يسار إذ عضل أخته عن مراجعة زوجها ، قاله البخاري . ولولا أن له حقاً في الإنكاح ما نهي عن العضل .
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ .."
في سبب نزولها قولان :
(*) أحدهما: أن رجلا يقال له: مرثد بن أبي مرثد بعثه النبي  صلى الله عليه وسلم ، إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسرى ، فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها: عناق ، وكانت خليلة له في الجاهلية ، فلما أسلم أعرض عنها ، فأتته فقالت: ويحك يا مرثد: ألا تخلو؟ فقال: إن الإسلام قد حال بيني وبينك ، ولكن إن شئت تزوجتك ، إذا رجعت إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، استأذنته في ذلك ، فقالت له: أَبِي تتبرم؟! واستغاثت عليه ، فضربوه ضربا شديدا ، ثم خلوا سبيله ، فلما قضى حاجته بمكة رجع إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فسأله: أتحل لي أن أتزوجها؟ فنزلت هذه الآية . هذا قول ابن عباس . وذكر مقاتل بن سليمان أنه أبو مرثد الغنوي .
(*) والثاني: أن عبد الله بن رواحة كانت له أَمَة سوداء ، وأنه غضب عليها فلطمها ، ثم فزع ، فأتى النبي  صلى الله عليه وسلم ، فأخبره خبرها; فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هي يا عبد الله" ، فقال:  يا رسول الله: هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء ، وتشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فقال: "يا عبد الله: هذه مؤمنة" . فقال: والذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل ، فعابه ناس من المسلمين ، وقالوا: أنكح أَمَة ، وكانوا يرغبون في نكاح المشركات رغبة في أحسابهن ، فنزلت هذه الآية . رواه السدي عن أشياخه . 
(*) وقد ذكر بعض المفسرين أن قصة عناق وأبا مرثد كانت سببا لنزول قوله تعالى: " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ " وقصة ابن رواحة كانت سببا لنزول قوله تعالى: " وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ " .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاكم الله خيرا على النشر أرجو تعديل بسيط كلمة -استأذن- خلوها - -أستأذن- للأهمية والله الفرق في همزة القطع أنا نفسي التبس علي المعنى أول مرة أقرأ الحديث لو الموضوع أُشكل على حضراتكم ولا أظنخ كذلك بل أظنكم من أهل العلم باللغة إن شاء الله فاعذروني لن أستطيع التفصيل في الأمر عن طريق رسالة نصية وجزاكم الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. همزة القطع والوصل في الأفعال.

      أولا: همزة الوصل:

      تكتب همزة الوصل في الأفعال في الحالات التالية:

      - أمر الثلاثي الماضي غير المبدوء بهمزة، مثل: اِعلمْ، اُكتبْ

      - ماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره، مثل: اَنْتَفَعَ، اِنتفِعْ، اِنتفَـاعًا، واَطَّلعَ، اِطَّلِعْ، اِطِّلاعًا

      - ماضي الفعل السداسي وأمره ومصدره، مثل: اَستغفَرَ، اِستغفِرْ، اِستغفارًا، اَستبَانَ، اِستَبِنْ، اِستِـبَانة.

      ثانيا: همزة القطع:

      تكتب همزة القطع في الأفعال في الحالات التالية:

      1- الماضي الثلاثي المبدوء بالهمزة مثل: (أمر- أخذ-أكل)، ومصدره (أكلًا-أخذًا-أمرًا)، وهذه الهمزة من أصل الكلمة.

      2- الماضي الرباعي (أحسنَ-أكرمَ-أعلمَ)، ومصدره (إحسانًا-إكرامًا-إعلامًا)، وأمره (أَحْسِنْ، أنْذِرْ، أكْرِمْ).

      3- المضارع المتكلم المفرد، سواء أكان رباعيًّا أم خماسيًّا أم سداسيًّا، نحو: (أعطي-أنطلقُ- أستغفرُ)
      ---------------------------
      اشكر لكم المرور الطيب اخي الكريم وحرصكم على المتابعة
      جزاكم الله خيرا

      حذف