<title>وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 16 فبراير 2018

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ... سورة البقرة

 ** ورد عند الواحدى
قوله تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ "الآية.
(*) نزلت في طَطُوس الرّوميّ وأصحابه من النّصارى، وذلك أنّهم غزوا بني إسرائيل، فقتَلُوا مُقَاتِلَتهم، وسَبَوْا ذَرَاريهم، وحرقوا التّوراة، وخرّبوا بيت المقدس، وقذفُوا فيه الجِيَف. وهذا قول ابن عبّاس في رواية الكلبيّ
(*) وقال قتادة  والسّدّيّ: هو بخَتُنصّر وأصحابه، غزوا اليهود وخرَّبوا بيت المقدس، وأعانَتهم على ذلك النّصارى من أهل الرُّوم 
(*) وقال ابن عبّاس في رواية عطاء: نزلت في مُشركي أهل مكّة ومنْعِهم المسلمين من ذِكْر اللَّه تعالى في المسجد الحرام.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ " 
اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
(*) أحدهما: أنها نزلت في الروم ، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا ، فخرب وطرحت الجيف فيه ، قاله ابن عباس في آخرين . 
(*) الثاني: أنها في المشركين الذين حالوا بين رسول الله وبين مكة يوم الحديبية ، قاله ابن زيد . 
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " 
 (*) أراد بالمساجد هنا بيت المقدس ومحاريبه ، وقيل الكعبة 
وجُمعت لأنها قِبْلة المساجد أو للتعظيم ، وقيل : المراد سائر المساجد 
(*)واختلف الناس في المراد بهذه الآية وفيمن نزلت ، فذكر المفسرون أنها نزلت في بختنصر ، لأنه كان أخرب بيت المقدس
(*)وقال ابن عباس وغيره : نزلت في النصارى ، والمعنى كيف تدعون أيها النصارى أنكم من أهل الجنة! وقد خربتم بيت المقدس ومنعتم المصلين من الصلاة فيه
ومعنى الآية على هذا : التعجب من فعل النصارى ببيت المقدس مع تعظيمهم له ، وإنما فعلوا ما فعلوا عداوة لليهود
* روى سعيد عن قتادة قال : أولئك أعداء الله النصارى. حملهم إبغاض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس. وروي أن هذا التخريب بقي إلى زمن عمر رضي الله عنه
(*) وقيل : نزلت في المشركين إذ منعوا المصلين والنبي صلى الله عليه وسلم ، وصدوهم عن المسجد الحرام عام الحديبية.
(*) خراب المساجد قد يكون حقيقيا كتخريب بختنصر والنصارى بيت المقدس على ما ذكر أنهم غزوا بني إسرائيل مع بعض ملوكهم (قيل : اسمه نطوس بن اسبيسانوس الرومي فيما ذكر الغزنوي ) فقتلوا وسبوا ، وحرقوا التوراة ، وقذفوا في بيت المقدس العذرة وخربوه
ويكون مجازا كمنع المشركين المسلمين حين صدُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام ، وعلى الجملة فتعطيل المساجد عن الصلاة وإظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها
(*) قوله تعالى:" أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ" 
وفي هذا دليل على أن الكافر ليس له دخول المسجد بحال 
ومن جعل الآية في النصارى روى أنه مرّ زمان، بعد بناء عمر بيت المقدس في الإسلام لا يدخله نصراني إلا أوجع ضربا بعد أن كان متعبدهم. 
ومن جعلها في قريش قال : كذلك نودي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان" 
** ورد عند الامام الطبرى 
(*)أن أقرب التأويلات قول من قال: عنى الله عز وجل بقوله:"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ " هم النصارى . وذلك أنهم هم الذين سعوا في خراب بيت المقدس ، وأعانوا بختنصر على ذلك ، ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه بعد ما انصرف بختنصر عنهم إلى بلاده.
والدليل على صحة ما قلنا في ذلك، أن لا مسجد عنى الله عز وجل بقوله: " وَسَعَى فِي خَرَابِهَا" ، إلا أحد المسجدين ، إما مسجد بيت المقدس ، وإما المسجد الحرام...وكان معلوما أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام ، وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصلاة فيه والدخول فيه عام الحديبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق