<title>يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 15 فبراير 2018

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... سورة البقرة

** ورد عند الواحدى
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" 
(*)عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كلّ شيْء نزل فيه " يَاأَيُّهَا النَّاسُ " فهو مَكِّيّ ، وَ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" فهُو مدَنيّ . يعني أنّ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ " خطاب أهل مكَّة ، و " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " خطاب أهل المدِينة
فقوله : " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ " خطاب لمشركي مكَّة إِلى قوله : " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا " وهذه الآية نازلَة في المؤمنِين ، وذلك : أنّ اللَّه تعالى لمّا ذكر جزاء الكافرين بقوله : " النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" ذكر جزاء المؤمنين.
ولكن خالفه القرطبي فى قوله "يَاأَيُّهَا النَّاسُ" هى خطاب لمشركى مكة
**ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" 
(*) قال علقمة ومجاهد : كل آية أوّلها "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" فإِنّما نزلت بمكَّة ، وكلّ آية أوّلها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" فإِنّما نزلت بالمدينة
( قُلْتُ : وهذا يَرُدّه أنّ هذه السُّورة والنّساء مدنِيَّتان وفيهما "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" . وأمّا قولهما في "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" فصحيح ). 
(*) وقال عروة بن الزبير : ما كان من حَدّ أو فريضة فإنّه نزل بالمدينة ، وما كان من ذِكْر الأُمم والعذاب فإنّه نزل بمكّة. 
(*) قوله تعالى : "وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ" فيقال إذَا ثَبَت عندهم خَلْقهم ثبت عندهم خَلْق غيرهم ، فالجواب : أنّه إنّما يجري الكلام على التَّنْبيه والتّذكير ليكون أَبْلغ في العِظَة ، فذكَّرهم من قبلهم ليعلموا أنّ الّذي أمات من قبلهم وهو خَلقهم يُمِيتهم ، وليُفَكِّروا فِيمن مضى قبلهم كيف كانوا ، وعلى أَيّ الأمور مضَوْا من إِهلاك من أَهْلك ، ولِيعلموا أَنّهم يُبْتلون كما ابتُلُوا . واللَّه أعْلم.
 ** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" .
(*) اختلف العلماء فيمن عني بهذا الخطاب على أربعة أقوال
أحدها: أنه عام في جميع الناس ، وهو قول ابن عباس
والثاني: أنه خطاب لليهود دون غيرهم ، قاله الحسن ومجاهد
والثالث: أنه خطاب للكفار من مشركي العرب وغيرهم ، قاله السدي
والرابع: أنه خطاب للمنافقين واليهود ، قاله مقاتل
**وورد فى الوسيط للطنطاوى
قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" 
قوله تعالى : "والذين مِن قَبْلِكُمْ " فيه رد على الدهريين من المخاطبين الذين يزعمون أنهم إنما خلقهم آباؤهم فقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر .
فكان قوله : "والذين مِن قَبْلِكُمْ" تذكيرا لهم بأن آباءهم الأولين لابد أن ينتهوا إلى أب أول قد خلقه الله تعالى .
وجملة " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " تعليل للأمر بالعبادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق