<title>قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 16 فبراير 2018

قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ... سورة البقرة

** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"
(*) لما ادعت اليهود دعاوى باطلة حكاها الله عز وجل عنهم في كتابه ، كقوله تعالى : " لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً " البقرة ، وقوله : " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى " البقرة   ، وقالوا : " نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ " المائدة ، أكذبهم الله عز وجل وألزمهم الحجة فقال قل لهم يا محمد : " إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ " يعني الجنة " فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "  في أقوالكم ، لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة كان الموت أحب إليه من الحياة في الدنيا ، لما يصير إليه من نعيم الجنة ، ويزول عنه من أذى الدنيا ، فأحجموا عن تمني ذلك فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكفرهم في قولهم : " نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ "المائدة ، وحرصهم على الدنيا تحقيقا لكذبهم . وأيضا لو تمنوا الموت لماتوا ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقامهم من النار" ، وقيل : إن الله صرفهم عن إظهار التمني ، وقصرهم على الإمساك ليجعل ذلك آية لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فهذه ثلاثة أوجه في تركهم التمني. 
(*) وحكى عكرمة عن ابن عباس في قوله : " فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ " أن المراد ادعوا بالموت على أكذب الفريقين منا ومنكم ، فما دعوا لعلمهم بكذبهم
فإن قيل : فالتمني يكون باللسان تارة وبالقلب أخرى ، فمن أين علم أنهم لم يتمنوه بقلوبهم ؟ قيل له : نطق القرآن بذلك بقول " وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً " ولو تمنوه بقلوبهم لأظهروه بألسنتهم ردا على النبي صلى الله عليه و سلم وإبطالا لحجته ، وهذا بيِّن.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى : " قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ "
(*) قوله تعالى: " قل إن كانت لكم الدار الآخرة "
 كانت اليهود تزعم أن الله تعالى لم يخلق الجنة إلا لإسرائيل وولده ، فنزلت هذه الآية 
(*) ومن الدليل على علمهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق ، أنهم ما تمنوا الموت ، وأكبر الدليل على صدقه أنه أخبر أنهم لا يتمنونه بقوله تعالى: "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ " فما تمناه أحد منهم . والذي قدمته أيديهم: قتل الأنبياء وتكذيبهم ، وتبديل التوراة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق